توسلت الخادمة، وكان الوضع يبدو بالفعل خطيرًا. لم يبدو عليها التمثيل قط، ربما لبساطتها.
“وأين هي الآن؟”
“… لقد خرجت مجددًا، كما تفعل كل ليلة.”
“سمو الأميرة خرجت؟”
أومأت ديلفينا برأسها بصمت.
“هذا أمر جلل… هل تعلمين إلى أين ذهبت؟”
“إلى البحيرة… تذهب إليها كل ليلة، فلا شك أنها هناك الآن.”
أشارت الكونتيسة إلى فرسان الحراسة.
“دلّوهم على الطريق بسرعة.”
رغم ذلك، لم تستطع أن تتخلص من شعور غامض بالريبة. لكنها لن تحكم قبل أن ترى بعينها.
فانطلقوا صوب البحيرة، يتقدمهم الخادمة.
************
أخذت مرسيدس نفسًا عميقًا بهدوء. حينما تُغمض عينيها، كانت ترى دوماً وجه ابنها سيزار وهو يبتسم. تلك الابتسامة الساطعة كانت تحوم أمامها في كل لحظة.
سيزار كان ابنها الوحيد، الشخص الوحيد في هذا العالم الذي يخصّها بالكامل. لذا، كان بينهما دومًا ارتباط روحي عميق.
“ولدي الحبيب…”
تنفست بعمق، مسترجعة الذكريات القديمة. أحست بأن حواسها كلها تستيقظ. كم كانت تتذكّر جيدًا رائحته عندما كان صغيرًا.
كان يشبه أشعة شمس منتصف الصيف. رائحة الشراشف المغسولة، الأعشاب والندى، ورائحة طفل رُضع للتو.
لكن، ذات يوم، بدأت تشم منه رائحة امرأة. رائحة كريهة، مثيرة للاشمئزاز. من تجرأت على الاقتراب منه؟ لا يمكنها السماح بذلك. لم يكن لأي أحد الحق فيه. كان سيزار ابنها وحدها.
“يجب أن أرضعه الآن…”
رغم ذكائه، إلا أن سيزار فُطم متأخرًا. السبب كان مرسيدس نفسها، التي دلّلته منذ صغره، ولم تكن تبخل عليه بثديها حتى بعد جفافه.
“إنه يفتقدني كثيرًا…”
الفراغ والكآبة التي كان يشعر بها كانت فرصة لها لتقترب منه أكثر، لتعوض وحدتها المؤلمة. أحيانًا، كانت تتركه ساعات طويلة، لتجعله يلجأ إليها ويبقى في حضنها، لا يطيق فراقها.
في الحقيقة، كانت مرسيدس من أكثر الناس سعادة حين أصيب سيزار بعلّته. رغم مظهرها الحزين، كان قلبها يطفح بالفرح.
«لو أنّا نعيش هكذا معًا إلى الأبد…»
كلّما فقد عقله وتاه، وكلّما ارتدّ عقله إلى طفولة مبكرة، وكلّما صرخ من الألم والضياع—كانت هي، في أعماقها، تهلل فرحًا.
«سيّدي الأمير سيزار… سأرعاك مدى الحياة.»
لقد غدا طفلًا صغيرًا لن يغادر حضنها أبدًا، مهما طال الزمان. وما إن تغيّر أو اختلّ في شكله أو سلوكه، فما شأن ذلك؟ هي أمّه. والأمّ، بطبعها، تحبّ ولدها وتقبله مهما كان حاله.
كانت تؤثره بالمحبّة، وتبذل لأجله كلّ شيء، وإن اقتضى الأمر أن تسجن وجوده بين ضلوعها، فلن تتردد. كانت مستعدةً لتضحي بحياتها، ومستعدة لأن تقترف من الأفعال ما يشجبه كلّ من في الأرض، لو كان ذلك في سبيله.
«نعم، فكلّ ما يعترض طريق سيزار، أيًّا كان، لا بد أن أزيله من الوجود.»
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 56"