كان هناك نوع من الرضا بادٍ على وجه سيزار، شعور غريب لم أستطع تفسيره. ثم، ما لبثت البيضة أن اهتزّت مجددًا. لا أعلم إن كان ذلك من محض خيالي، لكنني أقسم أنني سمعت صوتًا خافتًا.
“لا يمكن أن يكون هذا حقيقيًّا…”
رمشت عدة مرات غير مصدقة، بينما استمر صوت طقطقة خفيفة. لم يطل الأمر حتى أدركت أن ذلك كان صوت قشر البيضة يتشقق.
سرعان ما ظهرت شقوق صغيرة على سطح البيضة، وفجأة، انبعث منها ضوء ساطع مبهر.
“ما…؟”
لم أتمكن حتى من إغلاق جفني قبل أن أسمع صوت تمزق خفيف. فتحت عيني ببطء.
“بيك؟”
لم أصدق ما كنت أراه أمامي، وحدقت بذهول في المشهد.
ما خرج من قشرة البيضة وسط الضوء الساطع كان… فرخًا صغيرًا أصفر، يقف على راحة يدي.
في البداية، لم أفهم ما الذي يحدث. ظللت متصلبة، فمي مفتوح بذهول. ما كان ذلك الضوء؟ هل كنت أتوهم؟
وفي تلك اللحظة، فتح الكائن الصغير منقاره وأطلق صوتًا خافتًا.
“بيك.”
كان صوته أشبه بالتنهيدة. لم أستوعب المشهد، وظللت أرمش بلا وعي. هل أنا ما زلت نائمة؟ أم أنني فقدت صوابي؟
لكن مع وجود قشرة البيضة الثقيلة ودفء الفرخ الرطب على كفّي، بدأت أشعر بأن ما يحدث حقيقي.
لم يكن هذا حلمًا ولا وهْمًا. كان كائنًا حيًا حقيقيًا يتنفس. وأطلق صوته مرة أخرى.
“بيبيك! بيب!”
ظللت أحدق فيه بذهول، وفجأة صرخت بخوف:
“ماذا أفعل الآن؟!”
لم أكن لأتخيل أبدًا أن تفقس بيضة حقيقية. من كان ليتخيل أمرًا كهذا؟
هل من الممكن أن دلفينا أعطتني بيضة على وشك الفقس؟ كيف خرج الفرخ بعد يوم واحد فقط؟ وقبل كل شيء، ماذا عليّ أن أفعل به الآن؟
الكائن الصغير الذي كان على راحتي بدا هشًا للغاية، وصغيرًا جدًا. خفت أن يحدث له مكروه إن أخطأت، فكنت فقط أرتبك ولا أعرف ما أفعل.
نظرت إلى سيزار بنظرات حائرة، فبادلني بابتسامة جذابة وقال:
“ثمرة الحب.”
“هاها… صحيح. ثمرة الحب.”
عندما سمعت هذه الكلمات، كدت أنفجر بالبكاء.
“…ثمرة، حقًا.”
سيزار يضحك، والفرخ يزقزق، وكل شيء بدا لي مربكًا. لم أكن لأتوقع حقًا أن يفقس. لا، لا أحد كان ليتوقع هذا.
لذا، لم أتمكن من فعل شيء سوى أن أواصل الدوران في مكاني بقلق.
الفرخ الصغير بدأ يحتك بمنقاره في راحة يدي. كان مبللًا لا يقوى على رفع رأسه. عندما رأيت رأسه النحيل يتحرك بتثاقل، اجتاحتني موجة من القلق.
“هل هو… هل يشعر بالبرد؟ ماذا أفعل؟”
فأجابني سيزار، وكأنما قال شيئًا عبقريًا:
“ربما نضعه في الماء ليعوم؟”
“آآآه! لا، لا ماء!”
يا لهذا الأحمق! لا يعرف مدى توتري! هذا يصلح للبط، وليس للكتاكيت. الكتاكيت لا تسبح… أليس كذلك؟ على الأرجح لا…
ثم، ومضة مفاجئة ضربت رأسي. أدركت الحقيقة المروعة:
“ماذا يفترض أن أعطيه؟! لا أعرف شيئًا!”
لم يسبق لي أن ربيت فرخًا من قبل. لم أتعلم شيئًا كهذا في أي من دروسي، ولا قرأته في كتاب.
حينها، مدّ سيزار يده نحو الفرخ. فحرك الفرخ رأسه قليلاً، ثم بدأ يتهادى نحو يده.
“أوه، أوه…”
كنت لا أزال مرتبكة ومشدودة، أمسك بغطاء السرير بقلق، في حين احتضن سيزار الفرخ الصغير بخفة.
“بيب.”
بدا الفرخ أكثر استقرارًا في يديه منه عندما كان في يدي. ربما بسبب حرارة جسم سيزار المرتفعة.
تكور الفرخ داخل كفّه وأغمض عينيه وبدأ ينعس.
ريشه المبلل الذي بدا فوضويًا قبل قليل، بدأ يجف ويتحول إلى زغب ناعم منتفخ مثل قطعة من القطن.
“إنه لطيف…”
نعم، لقد كان لطيفًا بحق. بدا ممتلئًا وصغيرًا للغاية، وعيناه كحبّتي فلفل، ومنقاره صغير ولطيف. مظهره كان لا يُقاوم.
لم يكن غريبًا أن نقع أنا وسيزار في سحر هذا الكائن الصغير. ظللنا ننظر إليه لوقت طويل حتى إننا لم ننتبه إلى دخول دلفينا.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 43"