سزار لم يفهم كلام ريشار على الفور في تلك اللحظة، فمال برأسه قليلاً.
“ما الذي تقصده؟”
أومأ ريشار برأسه بهدوء، وفي الاتجاه الذي أشار إليه ظهرت هيئة صغيرة.
“التحكم بالناس باستخدام السحر الأسود؟”
لقد كانت أخت الأميرة إيرينيّا الصغرى، بيرناديتا.
“ما هذا….. الصغيرة؟!”
تفاجأت الإمبراطورة كورنيليا بظهور بيرناديتا المفاجئ، لكنها لم تُظهر أي اضطراب.
ابتسمت مرة، ولوّحت بعصاها.
لكن بيرناديتا لم تبقَ ساكنة.
أخرجت عصاً طويلة من كمّ عباءتها وضربت بها الأرض.
كانت العصا متشابكة الأغصان ويعلوها أوراق خضراء هنا وهناك، تماماً كعصا أستاذها.
ومن أغصان العصا خرجت كروم صغيرة، ونبتت أوراق جديدة، وتدفّق ضوء أبيض من النقطة التي لمست الأرض.
وشيئاً فشيئاً ازداد ذلك الضوء حتى ملأ الكاتدرائية بأكملها في لحظة قصيرة.
وبمجرد أن لامس الضوء الناس، بدأوا في استعادة وعيهم واحداً تلو الآخر.
“آه… أوه…”
“ما الذي يحدث بحق السماء؟”
كانت قدرة بيرناديتا السحرية تتعلق بإبطال السحر الأسود واللعنات.
وبالأساس، فإن السحر الأسود لا يمكن إبطاله في طبيعته.
لكن عبقرية بيرناديتا جعلت ذلك ممكناً.
خلال العامين اللذين قضتهما في الأكاديمية، اكتشفت العديد من النظريات المتقدمة وحققت إنجازات ملحوظة، وذلك لأنها أرادت فقط أن تكون قوة لأختها إيرينيّا.
وبسحر بيرناديتا الذي أزال التلاعب، استعاد الناس وعيهم وأمسكوا رؤوسهم بتألم وهم يترنحون.
في تلك اللحظة، اندفع سزار بخفة وقفز أمام الإمبراطورة.
وأشار بسيفه المقدس إلى عنق المرأة الشريرة.
“الإمبراطورة كورنيليا. شرورك تنتهي هنا.”
حتى في هذه اللحظة الحرجة المصيرية، لم تفقد الإمبراطورة كورنيليا هدوءها.
ارتسمت سخرية على شفتيها، ثم انفجرت بضحكة قوية.
“أيها الوغد! بعد أن اغتالة الوحوش الملعونة للإمبراطور، الآن تجرؤ على توجيه سيفك نحو أم الأمة؟!”
ثم ضربت الأرض بعصاها مرة أخرى.
فالتف ثعبان أسود حول العصا، وكأنه حي، وبدأ يتحرك ويتلوى.
ومضت عيناه الصفراء البراقة، ومن هناك بدأت هالة سوداء تنتشر كالدخان.
لم يستطع المعزّون إخفاء دهشتهم عندما رأوا ذلك.
“ما، ما الذي يجري؟!”
“إنه… إنه سحر أسود!”
“الإمبراطورة… ساحرة؟!”
كان مظهر الإمبراطورة مروعاً.
ما رأوه الناس أمام أعينهم لم يكن سوى ساحرة ملعونة تمارس السحر الشرير.
والأسوأ من ذلك أن جسدها بدأ يتفتت شيئاً فشيئاً كلما استخدمت السحر.
“وحش…!”
“رهيبة!”
تساقطت قطع من لحمها المتفحم على الأرض، وامتلأ الجو برائحة نتنة.
كانت رائحة الموت.
لم يكن من الممكن إلا أن يسموها بالساحرة.
وازداد اضطراب الحشود أكثر فأكثر.
لكن كورنيليا لم تكن تهتم لذلك.
فما أهمية ما يقولونه؟ كانت تخطط لقتل كل من في هذا المكان، ثم تلفّق القصة كما فعلت في الحفل السابق: أن ولي العهد الأول لم يستطع مقاومة لعنة التنين المجنون، وفقد السيطرة وتسبّب في كارثة جديدة.
“هاهاها…”
لم تستطع كبح الفرحة التي غلت من أعماقها.
رعشة عذبة اجتاحت جسدها بالكامل.
كان الأمر مثيراً لدرجة جعلتها تشعر بالغثيان من شدة الإثارة.
لقد حان وقت النهاية أخيراً.
كان عليها أن تضع نهاية لما استمر طويلاً إلى حد السأم.
جمعت الإمبراطورة كل قوتها الأخيرة التي كانت تخفيها.
تذكرت الساحر الذي علمها السحر الأسود لأول مرة.
ورغم أنه علمها، فقد حذّرها دوماً.
قال إن قوة اللعنة عظيمة لدرجة أنها ستأكل كل شيء، بما في ذلك من يستخدمها.
لكن كورنيليا لم تهتم.
فالبشر جميعاً يموتون على أية حال.
فحياة الإنسان زائلة، وعمره قصير جداً مقارنة بالأجناس التي تعيش طويلاً.
لذا فإن البشر يتكاثرون، ويتركون نسلهم على هذه الأرض ليزدهروا.
تلك كانت طريقة بقاء الإنسان الوحيدة منذ القدم.
نظرت الإمبراطورة إلى ابنها ماتياس بنظرة شبه ساحرة.
لم يكن ماتياس يعلم ماذا فعلت لتجعله إمبراطوراً، وأي مستنقع مشت فيه، وما المجهود الذي بذلته.
بل لم يكن بحاجة لمعرفة تلك القذارة.
كل ما سيظهر له هو الطريق الجميل والممهّد.
كان مشهد ماتياس، وقد صار إمبراطوراً، يتراءى أمام عينيها بالفعل.
ذلك الإمبراطور، وريث التاج، التاج الملعون الذي يُسمّى بالبركة، سيكون هو ابنها، وتكراراً لذاتها.
تذكرت الإمبراطورة لعنة التنين المجنون.
لم يكن من قبيل الصدفة أنها ابتكرت تعويذة اللعنة هذه.
فقوة التنين كانت عظيمة جداً.
حتى لو كان تنيناً مجنوناً هائجاً في نهاية حياته.
عندما نُثر دمه الحاقد على جسد الملك أرشانجيلو، كانت اللعنة قد اكتملت فعلاً.
كان ذلك ثمناً لقتل حاكم لا ينبغي لمجرد مخلوق أن يمسه.
وقد خضع نسل أرشانجيلو جميعاً لتلك القوة، سواء قليلاً أو كثيراً.
بعضهم مات وهو يسحق تحتها، والبعض قضى عمره وهو يعاني الجنون.
الإمبراطورة فقط أضافت قليلاً من العناصر لتضخيمها.
لم تكن تتخيل أنها ستنجح بهذه الصورة.
مشاهدة ولي العهد الأول وهو يفقد عقله ويتوحش من قوة التنين في داخله كانت متعة عظيمة لها.
ومع ذلك، لم تعرف أبداً كيف استطاع السيطرة على تلك القوة.
لكنها كانت متأكدة من شيء واحد: أنه يتعلق بسحر الساحر العظيم كوشيمو الذي هدأ الملك المؤسس أرشانجيلو.
وبالتالي، كانت تلك الفتاة، إيرينيّا، زوجة ولي العهد وأبنة دوق فلوريس، وهي من نسل كوشيمو، هي المشكلة.
لكنها الآن ماتت.
اللعنة، وقوة إيقافها، كلاهما قوى مجهولة يصعب على البشر استخدامها.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 203"