لعلها كانت أول محادثة حقيقية بين الأب والابن، فغيدو لم يشأ أن يرى سيزار منذ أن استحوذت عليه “لعنة التنين المجنون”.
قال:
“إن خطيئة الملك المستبد عظيمة، إذ لم يميز بين سحر الساحرة الخبيث، فأسقط الإمبراطورة الطيبة في الهلاك، وحتى لم يعرف ابنه، فتلاعبت به الساحرة وأهمل شؤون الدولة.”
كانت صوته هادئًا وباردًا بشكل مرعب.
أما غيدو، فلم يعد يملك حتى القدرة على التماسك العقلي.
تدحرجت عيناه إلى الأعلى فظهرت بياضها، واحمر وجهه حتى أصبح بلون البرقوق الداكن، وخرج من حلقه صوت كالماء يغلي: “غرررر… غغغغ…”
مدّ يده نحو سيزار ثم تمايل بجسده ليسقط أرضًا بلا حراك.
ارتجف جسده مرة كأنما أصيب بتشنج، ثم توقف عن الحركة تمامًا.
لقد مات على الفور.
ساد صمت رهيب في الكاتدرائية.
“هـ… آه…!”
كسر هذا الصمت الخادم الذي كان واقفًا بجانب الإمبراطور، خرج صوته كأنفاس تتقطع، وتبعه الحارس الشخصي للإمبراطور الذي بدا مترددًا في سحب سيفه من شدة الصدمة.
كان المشيعون، الذين تابعوا المشهد، مذهولين هم أيضًا.
“ما الذي حدث بحق الجحيم؟”
“ما هذه الفاجعة المفاجئة؟”
“لقد سقط جلالة الإمبراطور!”
“كان يبدو في صحة جيدة، ما الذي حدث فجأة…؟”
إنها لحظة شؤم رهيبة: الإمبراطور يسقط أمام ولي العهد ولا يتحرك كالميت.
الجميع بدأ يضطرب والهمسات تعلو في المكان.
في تلك اللحظة، دوّى صوت الإمبراطورة الحاد.
“لقد تم اغتيال جلالة الإمبراطور! ماذا يفعل الحراس؟!”
ازدادت همهمة الحضور عند سماع كلمة “اغتيال”.
علت الضوضاء كمن ركل خلية نحل.
“اغتيال؟!”
“هل يعني ذلك أن جلالته قد توفي؟”
ازدادت الفوضى أكثر فأكثر.
وسط هذا الهلع، أشارت الإمبراطورة بأصبعها نحو ولي العهد وصرخت:
“ولي العهد هو من اغتال الإمبراطور!”
وفي تلك اللحظة، رفع بعض الموجودين الذين يبدو أنهم مزروعون من طرف الإمبراطورة أصواتهم أيضًا:
“ولي العهد هو من اغتال الإمبراطور!”
“خ… خيانة!”
ازدادت الضوضاء مع كلمة “خيانة”، وبدأت الفوضى تتضاعف بتأثير المحرضين الذين زرعتهم الإمبراطورة.
لكن سيزار، الذي كان قد تنبأ بكل ما يحدث، ظل هادئًا للغاية.
رغم أنه شهد وفاة والده بأم عينه.
“أمسكوا بقاتل الإمبراطور فورًا!”
صرخت الإمبراطورة كورنيليا بأقصى صوتها وهي تشير نحو سيزار.
تردد الحراس الشخصيون قليلاً، لكنهم لم يتحركوا بسهولة.
وذلك لأن سيزار كان قد سحب سيفه بصمت.
ومع صوت السحب المعدني، ظهر نصل فضي لامع.
كان ذلك السيف هو السيف المقدس الذي منحه إياه الإمبراطور غيدو عند خروجه للحرب.
صُنع من نصل صُهر من السيف العظيم الذي استخدمه ملك الإمبراطورية الأول وملك الهيبة أركانجيلو لقطع رأس التنين تيغروش.
ومن هذا السيف صُنعت عدة أدوات مقدسة: تاج حديدي مقدس، درع مقدس، وسيف مقدس.
وقد حصل سيزار على الدرع والسيف.
أشار سيزار بصمت بطرف سيفه نحو الإمبراطورة.
جفّت حناجر الحاضرين وهم يبتلعون ريقهم بتوتر.
“الخائنة الحقيقية تقف هنا. هي التي سيطرت على الإمبراطور وقتلته، وتلاعبت بشؤون الدولة طمعًا في مصالحها، وأفسدت البلاد بسحرها الأسود. الساحرة كورنيليا!”
ارتبكت الإمبراطورة عند سماع تلك الكلمات ووقفت وهي تهتف:
“م… ما الذي تهذي به؟ أمسكوا بالخائن حالًا!”
صرخت الإمبراطورة كورنيليا بنبرة عالية، فقام الحراس الذين كانوا في صفها وسحبوا سيوفهم دفعة واحدة وكأنهم كانوا بانتظار تلك اللحظة.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 202"