كانت ضحكة عالية مشوهة، تمنت لو أنها تستطيع إسكاتها، لكن ذلك كان مستحيلًا.
تكررت الومضات.
كانت تتذكر عصيرًا لزجًا ينساب من بين شفتي جيوفينيتا، وقطع التفاح المطحونة التي اختفت وراء شفتيها الحمراء، وثمارًا حمراء تتدحرج على الأرض.
“في ذلك الوقت، اختطفت أناليسا ابنتك، وتركت مكانها ابنتها”
بعد هذه الكلمات، لم تعد تسمع صوت ولي العهد.
لا، كانت تسمعه، لكنها لم تعد تفهمه.
كان رأسها يدور، وألمٌ حادٌ يمزق صدرها.
ولا تزال ضحكة أناليسا تتردد في أذنيها:
“هاهاها، سيأتي اليوم الذي ستندمين فيه!”
رأت ظهر أناليسا وهي تحتضن الرضيعة وترحل، وكأنها لم تقترف أي ذنب.
بل نظرت إليها بسخرية، وكأنها شيطان حقيقي.
ومرة أخرى، دوى صوت الرعد، وكأن السماء غاضبة وتعاقبها. كأنها تنزل العقاب الإلهي على رأسها.
تمتمت سيليستينا بصوت تائه:
“ل-لا… هذا غير ممكن.”
لم يكن من الممكن أن تكون هذه الحقيقة.
لا يمكن أن تكون قد حصلت.
“لا، لا يمكن… مستحيل…”
ما هذه الكلمات؟ ما الذي يجري؟ كررت هذه الكلمات عدة مرات وهي تهز رأسها.
أخرج سيزار حينها وثيقة من جيبه.
كانت شهادة تحليل نسب صادرة عن ريشار، تثبت أن الشخصين اللذين طُلب منهما التحليل يتطابقان في النسب من جهة الأم.
هذه الوثيقة ما كانت لتُعتمد ما لم تصدر عن الهيئة السحرية التابعة للقصر الإمبراطوري، وبالتالي يمكن التلاعب بها. لكن هذا لم يكن مهمًا بالنسبة لسيليستينا.
قال:
“وإذا كنت تشكين في نتيجة هذا التحليل، فالأفضل أن تطلبي فحصًا رسميًا من هيئة القصر. بالأخص… أن تفحصي ما إذا كانت جيوفينيتا، من كنتِ تظنينها ابنتك، هي حقًا ابنتك.”
بمجرد سماعها هذا، انهارت سيليستينا على الأرض.
كان هناك خطأ جسيم، لكنها لم تعرف ما هو، فشعرت أنها تختنق.
هزت رأسها محاولة التنفس، لكن الغثيان ملأ حلقها، ولم تستطع سوى التقيؤ فراغًا.
بدأت تتمتم كالمجنونة:
“ل-لا، لا، هذا غير ممكن…”
لم تستطع أن تتعرف حتى على ابنتها الحقيقية.
“لا، لا يمكن أن يكون هذا حقيقي…”
أرادت أن تصرخ وتبكي وتنفجر، لكنها ارتكبت الكثير من الأخطاء لدرجة أنها لم تعد تستحق حتى ذلك.
شعرت ببرودة تسقط في صدرها.
في الصباح، رأت جسد إيرينيا داخل التابوت، لكنها لا تستطيع تذكر وجهها جيدًا.
كيف كانت ملامحها وهي تغلق عينيها للأبد؟ لم ترَها بتمعّن، لأنها لم تشعر بتأنيب ضمير حقيقي تجاه موت إيرينيا.
وفي تلك اللحظة، شعرت وكأن مطرقة ضخمة ضربت رأسها.
ترددت أصداؤها في أذنيها: “دونغ، دونغ”.
ضحكة أناليسا لا تزال تملأ المكان بسخرية.
نعم.
هذه الأم الغبية الجاهلة قد أضاعت بيديها آخر فرصة أُتيحت لها.
“أ-أ-أنا…”كانت هي من أمرت بمطاردة عربة زوجة ولي العهد وقتل من فيها.
“لاحقوا العربة، واقضوا على إيرينيا، خنقوها.”
وهي نفسها من أعطت هذا الأمر إلى الجنود التابعين لعائلتها.
“حادث سقوط. رأيت العربة تتعرض للهجوم وعالجت الوضع لكن وصلت متأخرًا.”
“آه، قطاع الطرق الذين يستهدفون العربات لا يختفون أبدًا. ربما كانت عصابة تترصد العربات المغادرة من القصر.”
عند جثة ابنتها، لم تدمع عينها، بل كذبت بوجه سعيد.
“حتى وإن كنت زوجة الأب، فأنت الأم الوحيدة لزوجة ولي العهد.”
“آه، آه…!”
صرخت سيليستينا بصوت مرتفع حاد.
الآن كان عليها أن تعترف.
إيرينيا كانت ابنتها الحقيقية.
وقد انتهى كل شيء بأبشع طريقة ممكنة.
بيديها قتلتها.
في تلك اللحظة، غثيان شديد اندفع من أعماقها، فتقيأت على الأرض.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 200"