“الإمبراطورة في وضع خطير الآن. ربما يكون هذا فرصة لنا.”
أشعرتني الأخبار التي جلبتها الكونتيسة إلفيرا براحة كبيرة.
لم يُحل شيء بعد، لكنني شعرت وكأنني كسبت حليفًا أقوى بكثير مما سبق.
وفي تلك اللحظة، خطرت ببالي تساؤلات.
“إذاً، من هو والد الطفل الذي في رحم جيوفينيتا؟”
ما إن نطقت بذلك، حتى بدأ سيزار يتلفت بنظرات حذرة ثم هز رأسه بسرعة.
“أنا بريء.”
لم أتمالك نفسي من الضحك على ذلك المشهد.
“سأثق بك يا سيزار.”
عندها تحدثت الكونتيسة بحذر.
“إن مثل هذه الشائعات إن انتشرت في القصر الإمبراطوري، قد تهدد حياة أصحابها، لذا الجميع يتكتم عنها…”
قيل إن الأمير الثاني ماتياس وجيوفينيتا قد شوهدوا في لقاءات سرية عدة مرات، وقد بديا في علاقة حميمة حسب شهادة من رآهم.
“لكن هذه المعلومات غير مؤكدة.”
ومع ذلك، فإن حمل جيوفينيتا كان أمرًا واقعًا لا يمكن إنكاره.
لم يكن الوضع مجرد فتاة غير متزوجة حامل، بل لم يكن هناك أي داعٍ لتدعي أن الطفل من صلب سيزار إن لم تكن هناك نية للاستفادة من الأمر، خاصة في سعيها للحصول على لقب زوجة ولي العهد.
كنت أعلم جيدًا أنها كانت على وشك الزواج من عائلة أخرى، لذا بدا تصرفها مريبًا أكثر.
مثل هذه الحيلة السطحية لا تخلو من الخطر.
تكديس الأكاذيب فوق الأكاذيب لا بد أن يكون رهانًا محفوفًا بالمخاطر.
وإن كان كل هذا الهدف منه إخفاء حقيقة الطفل الذي تحمله، فإن الأحداث كلها تترابط.
لذا، كان لابد من إثبات أن الطفل ليس من نسل سيزار.
“ولهذا، يجب إجراء فحص النسب.”
وُجدت تعويذة خاصة لتحديد هوية الأب البيولوجي.
ورغم أن أي ساحر قادر على استخدام المانا يمكنه تنفيذها، إلا أن الوثائق المعترف بها قانونًا لا تصدر إلا من المؤسسة السحرية التابعة للقصر الإمبراطوري.
كان هذا ضمانًا للدقة والنزاهة، خصوصًا في ظل تقاليد الإمبراطورية التي لا تعترف بالأبناء غير الشرعيين كورثة.
لذا، كان فحص النسب يُعامل بحساسية شديدة.
“ما نحتاجه هو شعر جيوفينيتا والأمير الثاني ماتياس.”
لم يكن الشعر ضروريًا بالضبط، إذ يمكن استخدام أظافر، قطرة دم، قطعة من الجلد، أو أي جزء من الجسم لتحديد النسب خلال يوم واحد.
ومن المؤكد أن فحص النسب سيكون عنصرًا حاسمًا لاحقًا.
وحتى لو تبين أن الطفل من سيزار، فسيظل غير شرعي، وإن لم يكن كذلك، فإن ادعاء جيوفينيتا أن الطفل من نسل سيزار لتصبح زوجة ولي العهد سيكون محض هراء منذ البداية.
**************
كانت سيليستينا تقيم في القصر الإمبراطوري منذ أيام، لتعتني بابنتها جيوفينيتا التي تعاني من غثيان الحمل.
في الأصل، كان من الأفضل أن تعود جيوفينيتا إلى منزل عائلتها، دوقية فلوريس.
لكن مكانتها المهتزة لم تسمح بذلك.
لم يكن لديها زوج حقيقي، وكل ما كان بينهما مجرد شائعات تربطها بولي العهد، وقد تم ربطهما بالكاد بهذه الطريقة.
والأدهى أن الأمير سيزار قد رفضها علنًا في حفل النصر، وخرج غاضبًا ولم يعد منذ ذلك الحين، مما جعل الأمر مادة دسمة للأحاديث.
في إمبراطورية تتسم بالصرامة الدينية، فإن الحمل قبل الزواج من المحرمات.
ولو كانت خطبتها قد تمت على الأقل، لكان الموقف أهون، لكن حملها كان ظاهرًا لا يمكن التغطية عليه.
وبما أنها كانت ملحقة بالإمبراطورة داخل القصر، فلا يمكنها مغادرته، حتى لا تنتشر شائعات عن علاقتها برجل آخر.
كل هذا جعل أعصاب سيليستينا مشدودة للغاية.
لم يكن لديها أحد لتحميه سوى ابنتها جيوفينيتا، لكن الظروف لم تكن في صالحها.
أما جيوفينيتا، فكانت تمضي يومها في السرير تتدلل وتشتكي:
“لا يمكن أن يكون الأمير سيزار لم يعد منذ الحفل! ما الذي يحدث، أمي؟”
كانت هذه المرة لا تحصى التي تكرر فيها السؤال، ومع ذلك، كانت سيليستينا تتقبل دلال ابنتها بابتسامة حانية.
“لا تقلقي، سأهتم بكل شيء.”
لكن بداخلها كانت مشاعرها غير مستقرة، وراودتها الشكوك باستمرار.
مرت أسبوع منذ أن غادرت إيرينيا العاصمة.
القتلة الذين أرسلتهم لم يرجع منهم أحد، وحتى فرق البحث لم تعد.
وفي يوم الحفل، تبع الأمير سيزار إيرينيا بنفسه، ويبدو أنه قضى على القتلة بنفسه.
لكن إن كانت فرق البحث لم تعد حتى الآن، فربما كانت إيرينيا لا تزال حية.
لو ظهرت جثتها، لشعرت بالاطمئنان.
يجب أن تموت إيرينيا حتى تتمكن جيوفينيتا من أن تصبح زوجة ولي العهد.
لكن الأمور لا تسير كما تشتهي، مما زاد من قلق سيليستينا.
أما جيوفينيتا، فاستمرت في الشكوى والتدلل.
“مارتا! مارتا!”
“نعم، آنستي، قادمة!”
كانت الخادمة مارتا تعمل من الفجر حتى الليل دون راحة.
والسبب؟ بالطبع، جيوفينيتا.
“أريد أن آكل تيناً! طازجاً، لا مجففاً!”
“تين؟ في هذا الفصل؟”
في المرة الماضية أرادت تفاحًا من أعالي الجبال الشمالية، والآن تين في الربيع، طازجًا لا مجففًا!
كان من المستحيل تقريبًا تلبية طلباتها.
لم تكن دوقية فلوريس تعاني من أي فقر، لكن طلبات جيوفينيتا باتت لا تُطاق.
ولم تكن مقتصرة على الطعام.
كانت تطلب المساعدة في كل شيء، تنهض فتطلب الجلوس، تجلس فتطلب الاستلقاء، تستلقي فتطلب تدليكًا، وإن دلكتها اشتكت من القوة، وألقت بالأشياء على مارتا.
جسد مارتا بات مليئًا بالكدمات.
ومع وجود السيدة أيضًا، لم تستطع الخادمة أن تلتقط أنفاسها، فظلت مثقلة طوال اليوم.
راقبتها سيليستينا بصمت، ثم أعطت الخادم كيسًا من الذهب.
“قد لا يتوفر التين في العاصمة، لكن في الجنوب قد تجده. حتى لو دفعت ألف قطعة ذهب، احضره.”
“نعم، سأفعل ذلك بالتأكيد.”
كانت سيليستينا تعلم سبب غضب جيوفينيتا.
فهي تمر بالحمل وحدها، دون حب من زوج، لذا كان من الطبيعي أن تصبح عصبية.
لكن العبء على سيليستينا ازداد، بسبب الإمبراطورة.
فقد قدمت قربانًا آخر بالأمس، وأصبحت وتيرة تقديم القرابين لا تتجاوز يومين.
وبعد انتهاء الحرب، بات من الصعب العثور على أناس يصلحون قرابين.
وسط هذا القلق من طلب الإمبراطورة لقربان جديد، ظلت جيوفينيتا تشتكي، ومصير إيرينيا ما زال مجهولاً، ولا شيء قد تم حله بعد.
“أمي؟”
أعاد صوت جيوفينيتا سيليستينا من أفكارها.
“ماذا هناك؟”
كانت جيوفينيتا تقضم تفاحة حمراء لامعة، تمضغها وتبتلعها، والعصير يقطر من شفتيها إلى ذقنها.
عندما رأت ذلك المشهد، شعرت سيليستينا بشيء غريب، لدرجة أنها كتمت أنفاسها فجأة.
كان هناك شعور غريب لا يمكن وصفه، وكأن إحساسًا داخليًا يحذرها.
لكنها هزت رأسها لتنفض عنها هذا الإحساس.
ثم نظرت إلى بطن جيوفينيتا، فمع أن موعد ولادتها لا يزال بعيدًا، إلا أن بطنها كان بارزًا بشكل واضح لا يشبه حملًا أول.
“هل كنت هكذا عندما كنت حاملاً؟”
رغم اختلاف أعراض الحمل من امرأة لأخرى، فإن أعراض جيوفينيتا كانت مختلفة تمامًا عنها.
حين كانت سيليستينا حاملًا بها، لم تكن قادرة على أكل أي شيء، وكانت تشعر بالغثيان دائمًا.
آنذاك، كانت مشغولة بخيانة زوجها وتوترها من أناليسا.
وكانت برناديتا كذلك.
ورغم أن الحوامل عادة ما يأكلن أكثر من المعتاد، فإن سيليستينا لم يكن لها أي شهية، وكانت تتقيأ كل ما تأكله، ولم يبرز بطنها كثيرًا، حتى إن الطبيب الشخصي قلق كثيرًا.
عادة، تشبه الحوامل أمهاتهن، لكن جيوفينيتا كانت مختلفة تمامًا.
عندها، خطرت على بالها تلك المرأة… أناليسا، تلك الجشعة القذرة.
كانت تلك المرأة أيضًا شرهة، تتسلل ليلاً إلى المخزن لتأكل سرًا، وهكذا انكشف حملها في النهاية.
وها هي جيوفينيتا، تنفخ خدّيها وتملأ فمها بالتفاح بنفس الطريقة، مما أعاد إلى ذهن سيليستينا صورة أناليسا.
وفي تلك اللحظة، شعرت بقشعريرة عميقة، فهزت رأسها بسرعة لتطرد هذا الإحساس.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 194"