“لقد كان هناك بالتأكيد مثل تلك العلامة على مؤخرة عنق إيرينيا!”
كان ذلك في يوم انعقاد مأدبة اجتماع الدول الثلاث.
في ذلك اليوم، عندما تعرضت لإهانة كبيرة على يد إيرينيا، ورأيت تلك العلامة عندما وضعت القلادة حول عنقها بيدي.
ورغم أن مؤخرة العنق ليست موقعًا يراه الآخرون بسهولة، إلا أنني تمكنت من رؤيته بوضوح بفضل إزاحتها لشعرها لتسهيل وضع القلادة.
حينها، لم أعطِ الأمر أهمية.
ما شأنني إن كان على عنق إيرينيا علامة أم لا؟ لكن، لأنها كانت علامة فريدة جدًا وذات شكل مميز للغاية، فقد بقيت عالقة في ذاكرتي حتى الآن.
“…لماذا؟”
لا أعلم ما تعنيه تلك العلامة، لكنني شعرت بإحساس مشؤوم.
أن يشترك شخصان في نفس العلامة وفي نفس الموضع؟ بدا ذلك أمرًا مستحيل الحدوث إن لم يكن مصادفة عجيبة.
احتفظت جيوفينيتا بذلك الأمر في قلبها، واستمرت في مراقبة سيزار عن كثب.
وبعد عدة مرات من التسلل للنظر إلى عنقه، تأكدت من أن تلك العلامة تطابق تمامًا ما رأته في السابق.
“إنها نفس العلامة التي كانت على عنق إيرينيا…”
لم تكن تعرف ماذا تعني تلك العلامة، لكنها لم تشعر أبدًا بأنها إشارة إلى أمرٍ جيد.
سرت قشعريرة في جسدها، وشعرت بالغثيان.
وكان جسدها المتعب أصلًا من أعراض الحمل المبكر والسفر الطويل يؤلمها أكثر.
كان هذا الألم مألوفًا في ذاكرتها. شعور بالفراغ سبق أن اختبرته من قبل.
كان هناك شعور غريب في قلبها، أنها هي وحدها العقبة التي تعترض طريق شخصين يرتبطان ببعضهما بهذه العلامة.
على مدى شهر كامل من الإقامة، ظلت جيوفينيتا تلاحق سيزار باستمرار، لكنها لم تحصل على مزيد من المعلومات.
ثم حصلت على معلومات عن تلك العلامة من مكان غير متوقع.
فبفضل المساعدة التي قدمتها جمعية السيدات خلال إقامتهن لشهر في المعسكر – من رفع معنويات الجنود، علاجهم، والمشاركة في الأعمال التطوعية – كانت الجمعية تحظى بسمعة طيبة في كل مكان، وبالتالي كانت جيوفينيتا مرحبًا بها أينما ذهبت.
كان ضمن فرقة سيزار قسم السحرة بقيادة الساحر الملكي ريشار.
فكرت أن السحرة، بما لديهم من معارف غامضة، قد يعرفون شيئًا عن تلك العلامة، فسألتهم عرضًا، وكانت النتيجة مفاجئة.
“…تُسمى وسمًا؟”
قال إن حقيقة تلك العلامة أنها وسم (أو نقشة ارتباط).
وبدا أن الساحر كان سعيدًا بفرصة التفاخر بمعرفته أمام فتاة جميلة، فأخذ يشرح بالتفصيل.
“هناك بعض الأجناس، مثل التنانين، لا يتخذون إلا رفيقًا واحدًا طوال حياتهم. وفي بعض أجناس الوحوش، مثل الذئاب، وبعض أنواع الجن، لديهم هذه العادة.”
بحسب ما سمعته، فإن هذه الأجناس تعيش حياتها كلها مع رفيق واحد، وللتعرف عليهما وتأكيد الارتباط، يقومان بطقس يُعرف بـ”الوسم”.
“وسم؟”
“عادة ما تظهر هذه العلامات في أماكن غير مرئية.”
“أين تظهر بالضبط؟”
عندما سألت جيوفينيتا بإصرار، أجاب الساحر بابتسامة خبيثة بعض الشيء:
“تختلف من شخص لآخر. قد تظهر على مؤخرة العنق، أو الظهر، أو الكتف، أو الساعد، أو ظهر اليد… وأحيانًا تظهر في أماكن سرّية جدًا.”
زاد الساحر بأن شرح كيفية تشكل هذا الوسم، وقال إنه يتطلب طقسًا خاصًا وغامضًا للغاية لكي يتم.
“هـ-هذا لا يمكن…”
تأوهت جيوفينيتا بهدوء.
إذًا، فإن تلك العلامة التي رأتها كانت أثر الوسم.
وهذا يعني أن الاثنين كانا مرتبطين بالفعل!
أصيبت جيوفينيتا بصدمة كبيرة، وظلت لأيام تبكي بلا انقطاع.
كانت تستاء من سيزار الذي لم يكن ينظر إليها حتى، وتكره إيرينيا التي استحوذت على كل شيء.
لكن أكثر ما كان يدمي قلبها هو إدراكها أنه لم يعد هناك أي مجال لها بينهما.
وفي تلك اللحظة، تذكرت كلمات والدتها، سيليستينا:
“ذلك الزواج كان موجهًا إليك منذ البداية.”
تذكّرت مشاعرها عندما سمعت تلك الكلمات.
شعور بالمرارة لأنها لم تدرك حتى أنها سُلبت ما كان من حقها.
“لذا عليكِ استعادة مكانكِ. أنتِ وحدكِ من تملكين مؤهلات أن تصبحي زوجة ولي العهد.”
“نعم، هكذا قالت أمي. يجب أن أُبعد إيرينيا وأصبح أنا زوجة ولي العهد…”
“لا تنسي، جونيت. يجب أن تحصلي على مكانكِ بجانب ولي العهد الأول. أن تصبحي زوجته. تلك هي الطريقة الوحيدة لإنقاذكِ أنتِ وطفلكِ.”
لم تكن تفهم تمامًا كيف يكون ذلك طريق النجاة الوحيد، لكنها لم تكن تريد أن تموت دون أن تفعل شيئًا.
عضّت جيوفينيتا على أسنانها.
لم يكن هذا شأنها وحدها فقط.
كان الأمر متعلقًا بمصير عائلتها، وحياتها، وحياة الطفل الذي في رحمها.
“زوجة ولي العهد… يجب أن تكون أنا.”
نعم، كان هذا هو المسار الطبيعي للأمور.
قد لا تكون قد شعرت به تمامًا حين أخبرتها والدتها بوجوب أن تصبح زوجة ولي العهد.
لكنها الآن أدركت بعمق أن كل شيء كان يسير بشكل خاطئ.
لذا كان عليها أن تصحح ذلك الخطأ.
وستفعل أي شيء من أجل ذلك،
حتى وإن قادها ذلك إلى هلاكها.
**********
مرّ وقت طويل منذ أن غادرت جيوفينيتا للمشاركة في أعمال الإغاثة في الجبهة.
كانت جمعية السيدات تقيم في المعسكر لمدة شهر، تعتني بالجنود الجرحى، وتقدم الإمدادات.
“كان من المفترض أن تقوم سمو زوجة ولي العهد بهذا النوع من العمل…”
قالت وصيفتي سانتشا بحذر، وهي تنظر إليّ بتردد.
“…لا بأس.”
تنهدت وأومأت برأسي.
في الحقيقة، كنت قد أعربت عن رغبتي عدة مرات بالمشاركة في أعمال الإغاثة،
لكن جمعية السيدات بقيادة جيوفينيتا تجاهلت رغبتي تمامًا.
كما كنت أتوقع، لم يكونوا ينوون اصطحابي معهم منذ البداية.
وكانت تلك هي الطريقة الوحيدة المتبقية لي لرؤية سيزار.
لم يكن باستطاعتي سوى إرسال الرسائل إلى سيزار.
لقد أرسلت له عددًا لا أحصيه من الرسائل.
ورأيت بعيني كيف تلقى الآخرون ردودًا من الجنود في الجبهة مرات ومرات.
لقد استخدمت بصيرتي مرات كثيرة لأجله،
وحقق هو وفرسانه النصر في المعارك بناءً على المعلومات التي قدمتها.
ولو لم تصله رسائلي، لما تحقق شيء من ذلك.
لكن لم يصلني منه أي رد قط.
وكان ذلك يؤلمني بشدة.
ولم أملك سوى الإنكار وسيلةً للمقاومة.
لا، لا يمكن.
لا يمكن أن يكون سيزار هكذا.
ظللت أجبر نفسي على كتم مشاعري، وأحبسها في قلبي.
بعض الأيام كنت بخير.
لكن في أيام أخرى، كانت مشاعري تتحطم كليًا، ولا أستطيع جمعها من جديد.
وفي بعض الأيام التي أخرج فيها من قصر الزمرد الأخضر،
كنت أسمع قصصًا لا تُصدّق.
“هل سمعتِ بذلك الخبر؟”
قالت إحدى النبيلات وهي تنظر إلي بطرف عينها:
“يُقال إن ولي العهد الأول قد اعترف بحبه الآنسة جيوفينيتا!”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 179"
الفصول توجع 💔💔💔💔💔💔