كانت تعلم بالفعل السمعة السيئة للأمير الثاني كونه زير نساء.
كان عدم ضبطها لابنتها كما يجب خطأها وحدها.
لكن الماء المسكوب لا يمكن جمعه مجددًا، والمزهرية المكسورة لا تعود إلى شكلها الأصلي مهما حاول المرء لصقها.
أعادت سيليستينا التأكيد وهي تمسك بكتفي جيوفينيتا بقوة.
“لا تنسي يا جونيت. عليكِ أن تحصلي على مكانك بجانب الأمير الأول. أن تصبحي زوجة ولي العهد، هذا هو الطريق الوحيد لإنقاذك أنتِ والطفل.”
كان لا بد من ذلك حتى لا تحدث مشاكل مستقبلية إذا أصبح الأمير الثاني، ماتياس، إمبراطورًا.
وبناءً على شخصية الإمبراطورة، فإن وجود جيوفينيتا — المقربة منها والحليفة — في منصب زوجة ولي العهد سيكون أفضل من إيرينيا التي كانت كالشوكة في عينها.
وفوق ذلك، حتى تلد جيوفينيتا طفلها بأمان، كانت بحاجة إلى زوج — حتى وإن كان ذلك ظاهريًا فقط.
وإذا كان هذا الزوج هو الأمير الأول، سيزار، الذي اكتسب مؤخرًا سمعة طيبة بفضل إنجازاته العسكرية، فلن يكون خيارًا سيئًا.
والأهم من ذلك، أن جيوفينيتا، ابنتها، كانت تكن مشاعر لولي العهد سيزار.
“هل فهمتِ؟”
سألتها سيليستينا مرة أخرى لتتأكد، فأومأت جيوفينيتا برأسها وكأنها مسلوبة الإدراك.
“ن-نعم…”
لكن ذلك الرد لم يرضِ سيليستينا. فأكدت مجددًا:
“يجب أن تفعلي ذلك، لا خيار آخر.”
“سأفعل… بالتأكيد…”
وبعد أن أخذت منها وعودًا متكررة، تمكنت جيوبينيتا أخيرًا من تثبيت عزمها.
وهكذا، عندما غادرت جيوفينيتا للمشاركة في أنشطة الإغاثة على الجبهة، قطعت وعدًا لوالدتها بأنها ستنشئ نقطة تواصل مع ولي العهد سيزار بأي ثمن.
بحمل ذلك العزم الثقيل، بدأت رحلتها الطويلة.
كانت الحرب التي استمرت حوالي عام ونصف تقترب من نهايتها، وقد بات انتصار التحالف الثلاثي شبه مؤكد.
لذا، كانت أنشطة الإغاثة، التي نظمتها جيوفينيتا ومجموعات مدنية أخرى، تُنفّذ بنشاط كبير.
كانت المناطق التي احتلتها قوات التحالف قد وصلت إلى الحافة الشمالية من “أرض الحدود”، الواقعة بين أراضي الإمبراطورية وأراضي الشياطين.
وكلما اقتربوا من أرض المعركة، بدا المشهد أكثر رهبة.
الأمن كان معدومًا، وانتشرت حوادث السرقة على الطرقات، وكانت الأبنية المحطمة والمحروقة منتشرة في كل مكان.
“ما كان ينبغي لي أن آتي…”
كانت جيوفينيتا، التي عانت من الغثيان ودوار العربة، تشكو طوال الطريق.
وكانت خادمتها، مارتا، تسارع في إرضائها وتلطيف مزاجها.
“حين نصل، ستقابلين سمو الأمير الأول، فاصبري قليلًا يا مولاتي.”
وكانت جيوفينيتا تستعيد بعض نشاطها عند سماع تلك الكلمات، فتتمتم كأنها تعيد تذكير نفسها:
“صحيح، سأقابل الأمير سيزار هناك.”
وانتهت الرحلة الطويلة، التي كانت مليئة بالمشاكل، عندما وصلت إلى “أرض الحدود”.
اتخذ التحالف الثلاثي من حصن “فاليسيتيل” مركزًا له، وقد حصلت جمعية السيدات على غرفة في الطابق الثاني من الحصن.
ورغم أن الحصن كان مجرد قلعة حجرية مهجورة منذ زمن وأعيد استخدامها عند اندلاع الحرب، إلا أنه كان المكان الوحيد القريب الذي يمكن الاحتماء فيه من الرياح الباردة.
وكان برد الشمال يتغلغل في الجسد بعكس العاصمة، وكان المنظر العام قاتمًا ومروعًا في كل اتجاه.
رؤية جيوفينيتا للموت للمرة الأولى جعلتها تشعر بدوار شديد لدرجة أنها سقطت مريضة.
فالحصن كان يعج بروائح الدم والقيح، وصرخات المرضى أثناء بتر أعضائهم المتعفنة لم تكن تتوقف.
وقد حضرت السيدات من الجمعية وهنّ مصممات على دعم أزواجهن أو خطيبهن، لكنهنّ ابتلعن ريقهنّ بتوتر عندما واجهن الواقع.
كانت الحرب التي عرفنها من الكتب والأخبار مختلفة تمامًا عن ما شاهدنه بأعينهن، حتى أن أيامهنّ الفاخرة في القصر بدت وكأنها حلم بعيد.
ارتدت جميع النساء مآزر نظيفة مصنوعة من قماش عادي وبدأن بمساعدة المعالجين.
وتم فتح صناديق المساعدات التي جلبنها من العاصمة.
وساهم الطعام الذي كان على متن العربات في رفع معنويات الجنود الذين اعتادوا على تناول المؤن الجافة فقط.
لم تكن جيوفينيتا استثناء، لكنّها كانت تتكاسل كلما سنحت الفرصة، وتبحث سرًا عن الأمير سيزار.
“أين يكون سمو الأمير سيزار بحق السماء؟”
كان سبب قدومها لهذه الرحلة الطويلة هو لقاؤه وبناء علاقة معه، لكنها وجدت نفسها منغمسة في أعمال مزعجة.
لم تكن تطيق لمس المرضى، واعتبرت العمل الجسدي غير لائق بمكانتها، فبدأت تتجنب مهامها وتركز فقط على محاولة لقاء الأمير.
ومن خلال وجودها هناك، عرفت الكثير.
أولًا، سمعة سيزار.
فقد كان بطل الأبطال الذي قاد المعارك المستحيلة إلى النصر.
وكان الجميع يتحدث بإعجاب منقطع النظير عن إنجازاته.
حتى الجنود الذين كانوا يحتضرون كانوا يغمضون أعينهم بشكر له.
أما الأحياء فكانوا أشد إعجابًا.
أصبح “فيلق القمر الأسود” نواة الجيش، وكثيرون تحدثوا عن كيف أن تدخلات الأمير الأول أنقذتهم من الموت مرات عديدة.
وكلما سمعت جيوفينيتا هذه القصص، زاد إعجابها بالأمير الأول.
ولهذا حاولت أكثر أن تقترب منه، لكنها كانت تصطدم بعقبات.
فسيزار كان دائم الانشغال بحضور الاجتماعات أو مراجعة التقارير.
وحتى في أوقات الطعام أو الراحة، بدا وكأنه يتجنبها عمدًا وكأنه يعرف تحركاتها مسبقًا.
“كما قالت أمي، يجب أن أجد طريقة للالتقاء بسموه مهما كان.”
بلغ بها اليأس أنها فكرت بالتسلل ليلًا إلى خيمته.
ولو لم توقفها مارتا، لفعلت.
لكن المحيطين بسيزار كانوا يحيطونه بالحماية، وخاصة قائد “فيلق القمر الأسود”، فيتّوريو، الذي لم يفارقه للحظة، وكان لصيقًا به لدرجة مزعجة.
وفوق ذلك، لم يكن لديها سبب مشروع للتقرب منه.
فهي ليست زوجته رسميًا، ولا يملك سببًا لرؤيتها على انفراد.
رغم ذلك، ظلت جيوفينيتا تلاحقه بإصرار، باحثة عن فرصة تجمعهما سويًا.
لكن سيزار لم يكن يوليها أي اهتمام.
ثم أتى اليوم الذي اعتبرته فرصة ذهبية.
قيل إن سيزار أصيب بجراح طفيفة أثناء تفقده منطقة قرب أراضي العدو.
فرحت جيوبينيتا كثيرًا وذهبت برفقة المعالج إلى خيمته.
عبس سيزار عندما رآها، لكنها تجاهلت ذلك وابتسمت.
“سمعت أن سموك أصيب، فجئت لمساعدتك.”
كانت إصابة بسيطة، ويمكنها التعامل معها.
والمعالج ترك لهما المجال بالخروج بهدوء.
فقد كان الجميع يتوق لرؤية أي تقارب بينهما، لذا لم يكن لقاؤهما سوى مسألة وقت.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 178"