كانت “جيوفينيتا” قد لاحظت اضطرابًا في جسدها قبل أسبوع واحد فقط من خروجها إلى الجبهة للمشاركة في أنشطة الإغاثة التي تنظمها جمعية السيدات.
حينها كانت قد تناولت قضمة كبيرة من ساندويتش “بانيكا ميوسا”، وهو نوع من الشطائر المصنوعة من أحشاء البقر المطهية والمقلية، والذي اعتادت أن تحبه كثيرًا. لكنها ما إن ابتلعت أول لقمة حتى انتابها شعور غامر بالغثيان.
“أوووه، أوغ…”
وفجأة، بدأت بالتقيؤ.
أُصيبت “مارتا”، خادمتها، بالفزع وسرعان ما أحضرت وعاءً لتساعدها.
“آنسة، هل أنت بخير؟!”
لم يحدث من قبل أن شعرت “جيوفينيتا”، التي عُرفت ببنيتها الصحية القوية، بمثل هذه الحالة.
ظنت أن الطعام فاسد، فصبت جام غضبها على “مارتا”، لكنها لم تتوقف عن التقيؤ حتى أفرغت معدتها بالكامل.
“أوووه… ما الذي يحدث بحق السماء؟!”
راحت تتقيأ وتمسك بالدلو وهي منهكة حتى فقدت كل طاقتها، وكانت “مارتا” تراقبها في قلق، ثم ناولتها كوبًا من الماء وسألتها مترددة:
“آنسـ…ـتي، هل من الممكن أن تكوني…؟”
لكن “جيوفينيتا” صرخت وقد أصابها الذعر:
“لا… لا يمكن أن يكون ذلك!”
ومع ذلك، لم تكن هذه الفكرة بعيدة تمامًا عن تفكيرها.
كانت علاقتها بالأمير الثاني مستمرة منذ فترة، وبالتالي لم يكن الحمل أمرًا مستحيلًا.
بدأت ترتجف من الخوف.
كانت تظن أنها كانت حذرة جدًا وتتبع وسائل منع الحمل بدقة، لكنها الآن تشك في الأمر.
“لا، لا، هذا مستحيل، لا يمكن…”
مذعورة تمامًا، غادرت القصر الإمبراطوري في الحال وتوجهت إلى منزل دوق “فلوريس”، حيث ركعت أمام والدتها باكية.
“أمّي… ماذا سأفعل؟!”
كانت “سيليستينا”، والدتها، قد سمعت منذ فترة عن العلاقة المتقاربة بين ابنتها والأمير الثاني، وقد أقلقها ذلك كثيرًا.
وبمجرد أن رأت ابنتها تغمرها الدموع دون سابق إنذار، خمّنت ما الذي حدث.
لكن قبل أن تستنتج الأمور كليًا، كان لا بد من أن تسأل بهدوء:
“ما الذي جرى لتأتي بهذه الحالة؟”
قالت ذلك بنبرة صارمة جعلت “جيوفينيتا” ترتجف.
“أنا… أنا…”
عندها، بدأت “سيليستينا” تُهدئ ابنتها بحنان، واستدعت على الفور الطبيبة العائلية المسنّة لتُحضر الطبيب الخاص بالأسرة.
بدا الطبيب في حالة توتر شديدة، متأثرًا بجو القلق المسيطر.
فحص “جيوفينيتا” بدقة وعناية.
“ما الأمر؟”
سألت “سيليستينا” بنبرة مشدودة، فتغيرت ملامح الطبيب وازداد شحوبه، ثم رفع نظارته وأجاب بتردد شديد:
“إنها… حامل، يا سيدتي.”
صرخت “جيوفينيتا” بصوت قصير، فيما أطلقت “سيليستينا” زفرة عميقة، كأنما كانت تتوقع النتيجة.
وضعت يدها على صدغها المضطرب وقالت بصوت ثقيل للطبيب:
“يجب ألّا يتسرب هذا الخبر لأي مكان.”
“نـ… نعم!”
“إن تسرّب هذا الخبر لأي جهة…”
كان الطبيب يعرف طبيعة “سيليستينا” جيدًا.
فإن حدث ذلك، فهو يعلم أن حياته ستكون الثمن.
فاكتفى بهز رأسه بصمت.
حمل فتاة غير متزوجة كان فضيحة مدمّرة، خاصة مع ظهور علاقتها بالأمير الثاني للعلن.
وإذا بلغ الخبر مسامع الإمبراطورة…
صرخت “سيليستينا” غاضبة:
“كيف سمحت لنفسك بارتكاب أمر كهذا؟!”
وانهمرت الدموع من عيني “جيوفينيتا” كسيلٍ لا يتوقف.
“لكن… ماذا سأفعل؟”
ابنتها الغرّة لم تجد سوى البكاء وسيلة للهروب من الخوف.
كانت “سيليستينا” تتوقع حدوث مصيبة في أي لحظة، لكنها لم تظن أنها ستكون بهذا الحجم.
“لا يمكن.”
هزت رأسها وأغمضت عينيها بشدة.
فكرة أن تصل هذه الأنباء إلى الإمبراطورة كانت كابوسًا لا يحتمل.
ستكون النتيجة واضحة: الموت لكل من “جيوفينيتا” و”سيليستينا”.
ولحسن الحظ، كانت الإمبراطورة مشغولة حاليًا بالكامل في معالجة لعنة مرتدة من شعوذة سوداء استخدمتها، تسببت في تعفن جسدها.
كانت تلك نعمة مؤقتة.
لكن الحمل لا يمكن إخفاؤه طويلًا، وستعلم الإمبراطورة عاجلًا أم آجلًا.
“من والد الطفل؟”
رغم معرفتها بالإجابة، أرادت “سيليستينا” التأكد، وسألت بأسنان مطبقة.
“إنه… الأمير الثاني، ماتياس.”
في تلك اللحظة، انهارت ركبتي “سيليستينا”، وصرخت كأنها فقدت وعيها:
“إنه ابن الأمير الثاني! لن تنجي من هذه المصيبة أبدًا! ألا تعلمين ماذا فعلت الإمبراطورة بكل امرأة حملت منه؟!”
“أه… أه…”
كانت “سيليستينا” بنفسها من نفّذ أوامر الإمبراطورة في التخلص من أولئك النسوة.
وها هي ابنتها تقع في ذات المصير. مأساة لا مثيل لها.
“أمّي… ماذا أفعل؟!”
أخيرًا، بدأت “جيوفينيتا” ترى الواقع كما هو، وانهارت بالبكاء.
بدأت “سيليستينا” تُفكّر بحلول ممكنة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وفجأة، خطرت لها فكرة لامعة.
“هناك طريقة واحدة فقط لإنقاذ الطفل، وإنقاذك، وإنقاذ عائلتنا.”
كانت خطة بالغة الخطورة، لكن من دونها، فلن يكون لهنّ أي فرصة للبقاء.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 177"