المعركة الأولى في وادي رودريون، والثانية استعادة حصن فالستيل، والثالثة معركة مستنقعات شودانتي.
جميع المعارك التي كان يُعتقد استحالة النصر فيها، انتهت بانتصار التحالف، وذلك بفضل كتيبة “القمر الأسود” التي يقودها ولي العهد الأول، سيزار، وليس أحد غيره.
“والذي قادهم إلى النصر هو بالتحديد…”
تفقدت جيوفينيتا الرسالة التي أرسلتها إيرينيا.
وقد لاحظت أن الخط بات متشابكًا أكثر من ذي قبل، لكنها كانت تحتوي على جميع النقاط المهمة، على نحو يليق بإيرينيا.
“في مثل هذا الوضع السيئ، من الطبيعي ألا تكون بخير أيضًا.”
سمعت أنها أصبحت معزولة تمامًا بعد فقدان وصيفتها المحبوبة وبدأت تفقد عقلها، لكنها فكرت في قرارة نفسها أن هذا قد يكون لصالحها.
وبناءً على رسالة إيرينيا، كتبت جيوفينيتا رسالة جديدة.
حاولت الكتابة على ورق مماثل لورق إيرينيا، وقلدت خطها بعد جهد كبير.
“الآنسة جيوفينيتا حقًا مجتهدة.”
السيدات في جمعية النبلاء امتدحن جيوفينيتا، التي كانت تعمل أكثر من أي أحد آخر في جهود الإغاثة، واعتبرنها نموذجًا يُحتذى به بين الفتيات.
في المقابل، انتشرت الأحاديث عن زوجة الأمير، إيرينيا، بأنها لا تقوم بأي أنشطة خارجية، وتبقى منعزلة داخل القصر، ولا يُعرف ما الذي تفعله.
“ولهذا فإن الآنسة جيوفينيتا تقوم بدور القدوة نيابة عن زوجة الأمير…”
وفي الحفل الأخير، تصرفت زوجة الأمير بفضاضة، حيث جعلت أختها غير الشقيقة تلبسها قلادتها، وأمرت كأنها وصيفة.
وهذا جعل من جيوفينيتا تبدو بصورة أفضل.
فقد حصلت على سمعة بأنها أخت عطوفة تتسامح مع تصرفات أختها الصبيانية.
“الآنسة جيوفينيتا مدهشة حقًا. حتى الآن، تشارك باستمرار في الإغاثة، رغم أنه لا حاجة لذلك.”
لم تتوقف السيدات عن مدحها.
وربما كانت تعرف جيدًا من الذي يجب التملق له.
لكنها أجابت بابتسامة لطيفة ومتواضعة:
“أنا فقط أقوم بواجبي كمواطنة في الإمبراطورية.”
نعم، كانت كل الظروف تصب في صالح جيوفينيتا.
ولم يكن زوجها أو خطيبها قد ذهب للحرب، ومع ذلك انضمت طوعًا إلى جهود الإغاثة، مما جعل سمعتها ترتفع أكثر.
في المقابل، كانت إيرينيا تتلقى الانتقادات، لأنها لم تشارك أبدًا في أي عمل إغاثي رغم أن زوجها ذهب للحرب.
“ويقال إن زوجة الأمير قد جنّت تمامًا.”
“يُقال إنها تبحث في المطبخ ليلًا عن الطعام وتأكله ثم تتقيأ، أليس هذا غريبًا؟”
انتشرت الشائعات عن كل تصرفاتها، وتحدث الناس عنها في كل مكان، حتى أن تصرفاتها كُشفت علنًا.
“وليس هذا فقط.”
“يقال إن وصيفتها اتُهمت بالهرطقة وسُجنت في دير. ومن يدري، قد تكون السيدة نفسها كذلك.”
في الإمبراطورية حيث تسود النزعة الدينية المتشددة، فإن سجن وصيفة بسبب الهرطقة جعل موقف زوجة الأمير أكثر هشاشة.
“بالمناسبة، عن زوجة الأمير…”
لاحظت جيوفينيتا أن أصوات السيدات بدأت تخفت، فأظهرت أنها تكتب بينما ركزت في الاستماع.
“ربما… تكون حاملاً.”
“لكن كيف؟ زوجها غير موجود!”
“يُقال إن القابلة الريفية تذهب باستمرار إلى القصر الإمبراطوري. ربما…”
“في المرة الماضية، كانت تتشاجر مع الأمير الثاني، أليس كذلك؟ هل يمكن أن يكون هو؟”
“فهو معروف بأنه فاسق.”
ضحكن بخفة وهنّ يهمسن.
وفكرت جيوفينيتا في نفسها: حمل؟ ما الذي يتحدثن عنه؟ فجأة شعرت بمرارة شديدة في فمها.
“لا يمكن أن يكون ذلك صحيحًا.”
وهكذا ذهبت جيوفينيتا إلى قصر الزمردية بشعور غامض.
راودها شعور بالذنب أيضًا.
تكررت في ذهنها كلمات السيدات قبل قليل، عن أن إيرينيا قد تكون فقدت عقلها، وربما حتى حامل.
الأولى كانت أمرًا كارثيًا، لأنها لو فقدت قدرتها على التنبؤ، فسيكون ذلك كارثة كبرى.
وقد يهدد ذلك حياة ولي العهد.
“يجب ألا يحدث ذلك.”
ومن الطبيعي أن جيوفينيتا كانت تستلم كل رسائل الرد التي يرسلها سيزار إلى إيرينيا.
ولكن ربما بسبب بقايا ضميرها، لم تفتح أيًا منها.
شعرت بعدم الارتياح.
ربما كان ما تبقى لها من ضمير يؤلمها.
وهكذا ظلت تتجول حول قصر الزمرد.
وفجأة، رأت إيرينيا.
فاختبأت جيوفينيتا خلف ظل شجرة وهي في حالة ذعر.
“ماذا… ما هذا؟ لقد أرعبتني.”
نظرت جيوفينيتا إلى إيرينيا، التي بدت وكأنها فقدت روحها، وهي جالسة تنظر إلى الفراغ وتهمس بشيء ما.
بدا أنها مريضة فعلًا، كما قالت الشائعات.
شعرت فجأة بالخوف.
“ماذا لو كانت فقدت عقلها حقًا؟”
كانت رسالة سيزار في يد جيوفينيتا.
كان قلبها ينبض بسرعة.
وقفت عند مفترق طرق.
كانت تعرف أنه إن أعطت الرسالة الآن لإيرينيا، فإن حالتها ستتحسن.
لكنها لم تستطع اتخاذ القرار بسهولة.
ظلت جيوفينيتا تتردد لبرهة وهي تنظر إلى إيرينيا، ثم توقفت فجأة في مكانها.
لقد لاحظت أمرًا غريبًا.
رغم سذاجتها، لم تكن جاهلة تمامًا.
تذكرت كيف كانت والدتها، السيدة الدوقة، تبدو عندما حملت بأصغر إخوتها: ضعيفة، ترتدي ملابس مريحة لا تشد الخصر، وتقوم بمداعبة بطنها باستمرار.
وكان ذلك تمامًا كما كانت تبدو إيرينيا الآن.
حتى الابتسامة الهادئة على شفتيها كانت متشابهة.
“ماذا… ما هذا؟”
شعرت بشعور غريب جدًا.
أول ما شعرت به كان الخوف. ماذا لو كانت تلك فعلاً حاملًا من سيزار؟
“لا… مستحيل.”
شعرت بإحساس لا يوصف. كان قلبها ينبض بشدة، ودار رأسها، وحاولت هزّه للتخلص من ذلك الشعور، لكنه لم يختفِ.
بدافع من الاندفاع، فتحت جيوفينيتا لأول مرة ختم رسالة سيزار.
ظهر خط أنيق جدًا.
كان خط ولي العهد الأول الذي أحبته كثيرًا.
“آه…”
خرج صوت أنين يشبه التنهد من فمها.
شعرت بألم شديد في صدرها وكأن صدرها يختنق.
امتلأت عيناها بالدموع وأصبحت رؤيتها ضبابية.
لكنها لم تستطع التوقف عن قراءة الرسالة.
في كل جملة كان يظهر شيء واضح: حبه.
كانت كل جملة مليئة بالعاطفة والحب، لدرجة أنها أثارت مشاعر عميقة في قلبها.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 171"