فمنذ أن غادر سيزار إلى ساحة المعركة، لم أعد أستطيع النوم بسهولة في الليل، ولهذا كنت مرهقة للغاية كالعادة.
بمساعدة ديلفينا، تمكّنت بالكاد من النهوض، لكن جسدي كان ثقيلًا كما لو كان محشوًا بالقطن المشبّع بالماء.
ووفقًا لما قالته كونستانسا، فإن هذه الأعراض ستزداد سوءًا يومًا بعد يوم.
«هذا لا بأس به.»
قلت ذلك عمدًا كأنني أُطمئن نفسي.
نعم، إن كان من أجل طفلي، يمكنني تحمل الكثير من الألم والمعاناة.
على الأقل، مؤخرًا، بدأت أعراض الوحام تتلاشى إلى حد ما، وكنت أستطيع تناول القليل من الطعام الذي تحضّره ديلفينا.
«لا أعلم إن كان سيزار قد تلقى رسالتي أم لا.»
لقد مرّ بالفعل عدة أسابيع منذ أن أرسلت له الرسالة.
وبما أنني في موقع لا يسمح لي بسماع أخبار الجبهة مباشرة، لم يكن لدي خيار سوى أن أعيش كل يوم بقلق أسود يعصر قلبي.
هل سيزار بخير؟ هل تمكن من تجنب هجوم العدو بعد أن قرأ رسالتي؟
«لدي خبر سار اليوم، سموّك.»
قالت ديلفينا ذلك وهي تحضر لي وجبة الفطور.
«ما هو ذلك الخبر بحق السماء؟»
«وردتنا أنباء بأن قواتنا المتحالفة حققت نصرًا عظيمًا في معركة وادي رودريون!»
في تلك اللحظة، لم أتمالك نفسي ونهضت فجأة.
«حقًا؟ هل هذا صحيح؟»
«بالطبع صحيح.»
انهمرت دموعي بتأثر شديد.
سارعت ديلفينا إلى مسح دموعي بمنديل، لكنني لم أستطع كبح المشاعر الجياشة التي فاضت بداخلي.
«لقد وصلت رسالتي إلى سيزار. وبفضلها، نجا سيزار من الموت…»
شعرت وكأن كل الألم والمعاناة التي مررت بها تلاشت فجأة.
رأتني ديلفينا على ذلك الحال وأومأت برأسها.
لكن في تلك اللحظة، راودني شعور مشؤوم، ففتحت عينيّ بفزع.
«ه، هل أصيب أحدهم؟»
تذكرت فجأة المشهد الذي يموت فيه سيزار، لذا سألت بذلك الارتباك.
عندها هزّت ديلفينا رأسها بقوة.
«سمعت أن سمو الأمير سيزار أدرك كمين العدو وحقق نصرًا باهرًا. لم تتكبد قواتنا سوى خسائر طفيفة.»
«آه…»
جلست على الكرسي وكأن روحي قد فُقدت.
بدأ جسدي يرتجف لا إراديًا.
«ربما… فقط ربما…»
كنت أعلم أنه لا ينبغي لي أن أتعلق بآمال كهذه، لكن الأمل كان يتدفق بلا جدوى.
إذا سارت الأمور بهذه الطريقة مستقبلاً، لو أن ذلك حقًا ممكن…
إلى جانب ذلك الأمل، شعرت في ذات الوقت بقلق بالغ.
فأخذت أهز رأسي بقوة وكأنني أحاول طرد تلك الأفكار من ذهني.
لم يكن هناك شيء مؤكد بعد.
أن أكون في هذه الحالة من التفاؤل هو أخطر ما يكون.
لأن اليأس الذي يأتي عندما نسترخي بعد أن نتلقى خبرًا جيدًا، هو دائمًا أثقل وقعًا.
في تلك اللحظة، عمت الفوضى في الخارج.
«ما الذي يحدث من هذا الصباح؟»
سألت، فقامت ديلفينا بسرعة من مقعدها.
«سأذهب لأستطلع الأمر.»
كادت أن تخرج فورًا، لكن مصدر الضجة لم يلبث أن انكشف، فقد تدفق عدد هائل من الأشخاص إلى المكان بصوت خطوات مدوٍ.
رغم أنني مجرد زوجة أمير لا تملك أي سلطة، فإن هذا المكان، قصر الزمرد الأخضر، هو قصري.
ولا يحق لأي أحد اقتحامه بهذه الطريقة الفظة.
«ما الذي يحدث بحق السماء؟»
لكن من كان يقود تلك الجموع لم تكن سوى الإمبراطورة كورنيليا.
تجمّدت ملامح ديلفينا من الصدمة.
«ل، لما جاءت جلالة الإمبراطورة إلى هنا…؟»
أخذت الإمبراطورة نظرة خاطفة حولها، ثم أشارت إليّ وهتفت:
«الأميرة إيرينيا، هل تعترفين بذنبك؟»
في تلك اللحظة، أصابني الرعب وبدأ جسدي يرتعش.
وبشكل غريزي وضعت يدي على بطني وسألت:
«ما الذي تعنيه جلالتك؟»
بدأ نبضي يتسارع وتصببت عرقًا باردًا.
هل اكتشفوا أنني حامل؟ لكن حتى لو كان الأمر كذلك، فلا يعقل أن تتصرف الإمبراطورة علنًا بهذا الشكل.
نظرت إلى الأشخاص الذين جاءوا معها.
بين الواقفين خلفها كانت هناك دوقة سيليستينا، أمي بالتبني وواحدة من أقرب مساعدي الإمبراطورة.
وبجانبها كانت الكونتيسة ألفيرا، التي نظرت إليّ بنظرة شفقة وأومأت برأسها.
لم أفهم ماذا تعني إشارتها، لكن من الواضح أن الأمر خرج عن السيطرة لدرجة أنها نفسها لم تدرك ما الذي يجري تمامًا.
خلفهم، ظهر جمع من الكهنة.
وكانوا جميعًا من كهنة القصر الإمبراطوري، ومن بينهم كاهن اعترافي أيضًا.
عندها، تقدم أعلى رتبة بينهم – رئيس الأساقفة – وقرأ عليّ قرار الاتهام.
«أنا، باسم رئيس الأساقفة المخول من الكرسي الرسولي بسلطة محكمة التفتيش، أتهمك رسميًا. وردتنا تقارير أن الأميرة إيرينيا أبرمت عقدًا مع الشيطان وارتكبت أفعالًا هرطقية شنيعة. أُمهلك للاعتراف بخطاياك والإقرار بعبادتك للشيطان. كما أطالب جلالة الإمبراطورة المحبة للعدل أن تعقد محكمة دينية لتحديد مدى ذنب الأميرة.»
صرخت ديلفينا بصوت يشبه الصرخة:
«محكمة دينية؟! ما الذي تقوله بحق الخالق؟!»
حينها، تقدم أحد الكهنة المغطى بوشاح أبيض وهتف بصوت خالٍ من المشاعر:
«لقد تم تسجيل ما لا يقل عن ثلاث حوادث هرطقة. في زمن تقترب فيه المواجهة مع قبائل الشياطين، يُعد استخدام السحر الشرير جريمة كبرى لا تغتفر.»
«لا، لا! سمو الأميرة لا يمكن أن تفعل مثل هذه الأمور!»
هزّت ديلفينا رأسها بعنف، ثم مدت ذراعيها لتحميني وتقف أمامي.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 167"