حدّق سيزار في وجه إيرينيا وهي نائمة بعمق، وكأنما يشعر بالأسى.
على الرغم من قربه الشديد منها، إلا أنه أحيانًا كان يشعر بها وكأنها بعيدة بعدًا لا يُطاق، لدرجة أنه يكاد يفقد وعيه.
ربما يعود ذلك إلى أن سيزار نفسه كان يتوقع ما سيحدث في المستقبل القريب.
ستنشب حرب.
حرب ضارية لا رحمة فيها.
وفي تلك اللحظة، تنهدت إيرينيا بأنين كما لو كانت تهذي بحمى شديدة.
ومن تلقاء نفسه، أدرك سيزار أن ما يحدث هو نذير لقدرة “البصيرة”.
مد يده ليوقظ إيرينيا التي كانت تتعذب بكابوس، وفي الوقت ذاته، ظهرت في بصره المشاهد التي كانت تراها.
إذ أن قدرة البصيرة تستمد قوتها الأصلية من التنين الشرير “تييغروش”، ولهذا كان من الممكن مشاركة الرؤى.
لقد رأى مستقبله.
رأى نفسه يُقتل في ساحة معركة مروّعة تعج برائحة الدم.
ما أظهرته له “البصيرة” كان دون شك مصيرًا حتميًا سيقع عليه.
ومع أن سيزار رأى نهاية الحرب، بل ونهاية حياته، إلا أنه لم يشعر بأي اضطراب في مشاعره.
بل يمكن القول إنه لم يشعر بأي انفعال على الإطلاق.
أما عن السبب في لا مبالاته بحياته… فإن “سيزار دي لا روزا كونستانتيني فيوري” – رغم أنه أصبح يمتلك مظهرًا بشريًا كاملاً لا عيب فيه – إلا أن داخله لا يزال يحمل لعنة التنين المجنون، وقد تأثر عميقًا بكائنات غير بشرية طوال حياته.
وهذا بحد ذاته دليل على أن مشاعره الإنسانية أصبحت باهتة أكثر من غيره، كما أنه يملك وحشية بدائية لم تُروّض بعد.
حتى الآن، لم يستطع سيزار التمييز بين الحياة والموت.
رغم أنهما نقيضان، فإن الأمرين لم يكونا مختلفين لديه.
فمنذ لحظة وقوعه تحت اللعنة، تخلّى عن التعلّق بالحياة، وتخلى عن كل صلة بالعالم، فصار يتكور في ظلام يشبه الموت، بالكاد ينجو.
كانت حياته دومًا معاناة، ولم يكن يمانع إن انتهت هذه الحياة التافهة في أي لحظة.
ولو كان ما تبقى لديه من عقل أثناء فترات تعذيبه أقل بقليل، لربما فعل كما فعلت والدته “أدليد دي إيزابريا”، وألقى بنفسه من قمة البرج لينهي حياته البائسة.
لكن الوضع لم يعد كما كان. لقد تغيّر كثيرًا.
الشيء الوحيد، الدافئ واللطيف والجميل، الذي تسلل إلى حياته القاسية والباردة، نزل من السماء.
إيرينيا… رين.
كانت هي أهم ما يملكه في حياته.
حتى الآن، ما يشغله أكثر من سلامته هو حقيقة أن إيرينيا رأت تلك المشاهد القاسية بأمّ عينها.
كان يتمنى لو لم ترَ ذلك المنظر الفظيع.
رغم أن دموع رين لأجله كانت تثلج صدره، إلا أن الحال هذه المرة كان مختلفًا.
لم يكن يرغب أن تتألم من أجله بسبب أمر كهذا.
كان يتمنى أن يُريها كل ما هو جميل ورقيق في هذا العالم، ويخفيها في مكان دافئ لا تصاب فيه بالأذى، بعيدًا عن الأنظار، في مكان لا يوجد فيه سواهما.
كان هذا كل ما يشغله.
لكن الأمر لم يكن سهلًا.
فهما كانا مرفوضين بشدة داخل القصر الإمبراطوري.
فرغم أن سيزار كان يحمل لقب أمير، إلا أنه كان مجرد دمية بلا أي سلطة.
وبناء عليه، لم تحظَ إيرينيا كزوجة أمير بأي اعتبار أو سلطة.
ما لم يتغير هذا الوضع، فلن يكون هناك مستقبل آمن لهما.
لذا، لم يكن هناك سوى حل واحد.
أن يخوض هذه الحرب التي لا يستطيع أحد أن يتنبأ بمن سيفوز فيها، ويحقق إنجازًا بالقضاء على الشياطين.
بحسب ريشار، فإن المستقبل دائمًا ما يكون متغيرًا.
وهذا يعني أن المستقبل الذي رأته إيرينيا في رؤياها يمكن تغييره.
لا شك أن هذا المصير يمكن مقاومته.
لكن إن ذهب إلى ساحة المعركة وترك إيرينيا وحدها في القصر، فسيكون من الصعب أن تجد من يحميها.
هل تستطيع زوجة الأمير أن تصمد وحدها في قصر الإمبراطور؟
ولكن مهما فكر في الأمر، لم يجد طريقًا آخر.
ومع ذلك، خطرت له وسيلة لحماية إيرينيا، ولو بحدها الأدنى.
رغم أنه لا يستطيع تنفيذها وحده، إلا أن هذا الحل ممكن.
بل وربما يمكنه إقناع قادة الدول الثلاث من خلاله.
قالت له:
“سيزار، عانقني بقوة.”
فكما لا يستطيع سيزار العيش بدون إيرينيا، فهي أيضًا بحاجة إليه.
ولكن، رين كانت مخطئة في فهم شيء ما.
فربما كان قلباهما يسيران في نفس الاتجاه، لكن عمق مشاعرهما كان مختلفًا.
إن كانت مشاعر سيزار تشبه مستنقعًا بلا قاع، فإن مشاعر إيرينيا كانت كالنهر الصافي الشفاف.
فكيف يمكن وضعهما على نفس الخط؟
رين كانت تظن أنه لا يزال يخاف من الرعد.
وربما كانت تتمنى أن يظل مثل طفل بريء.
ولكن، ما يحمله في داخله لم يكن نقيًا وأبيض.
بل كان على العكس تمامًا، يقاوم بصعوبة.
يخاف إن انكشف ما بداخله، وإن خرج منه شيء عنيف أو مظلم، أن تهرب رين منه.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 155"