كانت “جيوفينيتا” تتجول دون هدف بالقرب من قصر الزمرد الأخضر.
كان هذا التجوال ناجمًا عن وهمٍ ساذج مفاده أن ربما، وهي تتجول هكذا، تلمح ولو ظلالاً من ولي العهد الأول.
وكانت “مارثا”، خادمتها الخاصة، تنظر إليها بعينٍ يملؤها القلق والشفقة.
قالت مارثا وهي تنظر حولها بحذر وسرعة:
“آه يا آنستي… إن رآك أحد هنا بالخطأ، فستنهرُكِ سيدتي بشدة مرة أخرى!”
كانت تتلفّت بذعر خشية أن يراهما أحد، خصوصًا أن موقع قصر الزمرد الأخضر هذا ناءٍ ومنعزل، ولم يكن هناك أحد يمر بالقرب.
كان هذا مدعاةً للارتياح، لكنه لم يبدّد القلق في صدر مارثا.
فقد وبّختهما دوقة “سيليستينا” بشدة منذ فترة قصيرة فقط.
لقد كانت معركة الأم وابنتها في ذلك اليوم مشهداً بحق لا يُنسى:
ـ “ولي العهد الأول؟ مستحيل! كيف تُعلّقين قلبك بمثله؟!”
ـ “أنا أحب سمو ولي العهد الأول!”
ورغم المعارضة القوية من “سيليستينا”، فإن “جيوفينيتا” لم تكن ضعيفة أو سهلة الانقياد.
بل، يمكن القول إن هذه المواجهة لم تكن سوى شرارة أشعلتها الأم لتبعد ابنتها عن “سيزار”، وكانت في الوقت نفسه تمردًا من “جيوفينيتا” على أمها التي لم يعجبها العريس الذي اختارته لها.
كان هذا أول تمرد من نوعه، وأول مرة تُعبّر فيها “جيوفينيتا” عن رأيها بهذه الصراحة.
لطالما أطاعت والدتها في كل شيء، حتى إن كان القرار خاطئًا، ما دامت تعتقد أنه لا يؤذيها.
ولكن الآن، تلك الأم ذاتها ترفض حبّها.
شعرت “جيوفينيتا” وكأن الأرض قد انشقت تحت قدميها.
كيف يمكن أن يحدث هذا؟ كانت حرارة حبها الأول، التي بدأت كخفقان خافت، تتحول شيئًا فشيئًا إلى حريقٍ يلتهم كيانها بالكامل، ويدفعها إلى هذا التصرّف المتهور.
قالت بصوتٍ حالِم:
“إذا تمكنتُ من رؤية سمو ولي العهد ولو لوهلة… وإذا وقعت عيناه عليّ… ألن يكون ذلك أمرًا رائعًا؟”
كانت تتكلم كفتاةٍ حالمة.
أما “مارثا”، فبدأت تشعر بدوار من هذا الكلام.
قالت بتوتر:
“رجاءً، لا تقولي مثل هذه الأمور. سمو ولي العهد مرتبط بالآنسة إيرينيا ، آنستي!”
فردّت “جيوفينيتا” باستخفاف:
“ههه، منذ القدم، كان الرجال العظام دائمًا لهم عشيقات.”
ارتعدت “مارثا” من هذه الكلمة، وراحت تلوّح بيديها فزعًا:
“آنستي، لا يجوز! كيف تقولين إنك ستكونين عشيقة؟!”
“عشيقة”، أو “كورتزانة”، كانت كلمة لا تليق أن تخرج من فم ابنة دوق راقية ونبيلة.
لكنها خرجت، و”جيوفينيتا” تُخرج شفتها بتذمّر.
ثم تابعت بصوتٍ خافت:
“لكن فكّري، مارثا… كان سموه يعاني من… اختلالٍ عقلي بسيط من قبل، أليس كذلك؟”
نظرت “مارثا” حولها بتردد، ثم أجابت:
“ن-نعم، ربما؟”
“إذًا، فقد كان سموه حينها في حالة غير سليمة، ومن المؤكد أنه كان مخطئًا!”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 143"