“باسم المجد السماوي، أرفع تحيتي لجلالتكم، يا إمبراطورة.”
كانت زوجة ولي العهد، وهي التالية في الترتيب بعد الإمبراطورة، تقف بجانبها، وكان تجاهلها إهانة كبيرة، لكن لا الإمبراطورة ولا جيوفينيتا أشارتا إلى هذا الأمر.
“أوه، ابنة معموديتي، الليدي جيوفينيتا. أهلاً بك. ومن الرائع أن أختكِ هنا أيضاً، يا لها من مصادفة رائعة.”
رحّبت بها الإمبراطورة بابتسامة دافئة.
لكنها، في المقابل، أشارت إلى زوجة ولي العهد إيرينيا على أنها أختها، وليس بلقبها الرسمي، ما أعطى انطباعًا بالتحقير.
ابتسمت جيوفينيتا بغرور، ثم أمرت خادمتها مارثا بإحضار الهدية.
“يا جلالة الإمبراطورة، لم أتمكن من زيارتك في الفترة الماضية بسبب إصابة لحقت بي. لذا، أعددت هذه الهدية كتعبير عن اعتذاري.”
عند سماع كلمة “هدية”، أشرق وجه الإمبراطورة.
هدية من بيت دوق فلوريس، أحد أغنى البيوت النبيلة. لا بد أن التوقعات كانت عالية.
بإشارة من جيوفينيتا، دخل خادم يحمل الهدية.
كانت علبة أورغن موسيقي مزينة بأجود أنواع الياقوت المستورد من القارة الجنوبية.
علبة من خشب الأبنوس مزينة بحواف ذهبية، منقوشة بنقوش دقيقة تُظهر مهارة الحرفي، ومطعمة بأحجار كريمة ملونة وذهب وفضة، ما جعلها تبهر كل من يراها.
وعندما فُتح الغطاء، بدأت الموسيقى تعزف بآلية خفية، وخرجت دمى صغيرة ترقص على الأنغام، في مشهد مدهش.
لقد رأت الإمبراطورة العديد من المجوهرات من قبل، لكن هدية تُمتع السمع والبصر بهذا الشكل كانت نادرة وثمينة.
ضيّقت الإمبراطورة عينيها برضا وابتسمت برقة.
“كما هو متوقع من بيت الدوق، هدية رائعة. هذا الأورغن سيكون عزاءً كبيرًا لي في حياة القصر الوحيدة. يا له من هدية مثالية من ابنة معموديتي الجميلة والمثالية.”
لم تستطع الإمبراطورة أن ترفع عينيها عن العلبة اللامعة.
كانت ابتسامتها فاتنة إلى درجة قد تجعل من يراها يقع في الحب.لكن تلك الفرحة لم تدم طويلاً، إذ سرعان ما توجهت نظرات جيوفينيتا إلى “حلم اللازوردي النقي” المعلق حول عنق إيرينيا.
حجر ياقوت أزرق ضخم بحجم قبضة طفل صغير، لونه أزرق نقي وبراق، وشفافيته لا تشوبها شائبة.
لم يكن أي حجر امتلكته جيوفينيتا من قبل يضاهي هذا الحجر في قيمته وجماله.
**************
كانت الإمبراطورة بلا شك تخطط لاغتيالي.
فقد أرسلت قتلة إلى دار الإيواء عندما كنت هناك.
لكن خطتها تلك فشلت فشلاً ذريعًا.
وها أنا ذا، لا أزال حية.
لذا، لم تعد الإمبراطورة تُخفي غضبها، بل أصبح ظاهراً وواضحاً للعيان.
ولم يكن ذلك كل شيء.
فخلال إقامتي في دار الإيواء، حدث ما خفف كثيرًا من اللعنة التي أصابت سيزار.
والأكثر ذهولًا من هذا كله كانت الإمبراطورة نفسها، التي ألقت تلك اللعنة.
لا شك أن هذه التطورات تثير قلقها الشديد.
لقد دعتني إلى قصر حجر القمر، لكنها لم تستطع إخفاء غضبها.
كانت تبحث بجنون عن أي خطأ مني، حتى التافه منها.
وكانت طريقتها في ذلك في غاية التفاهة.
بدأت بانتقاد مظهري، ثم استمرت بالمضايقات الصغيرة مثل الوقوف طويلاً أو التلميحات الساخرة التي لا يمكن الإمساك بها بشكل مباشر. ولكن حتى للإمبراطورة نقاط ضعف.
أهمها: نظرات الآخرين.
فمهما بلغت قوتها في القصر، لا تزال هناك قوى قوية تؤيد شرعية الأمير الأول، ولا يمكنها تجاهلهم.
خصوصاً هنا في القصر.
لذا، فإن مجرد انتقاداتي لم تكن مهمة.
فهي لا تستطيع قتلي أمام الجميع، حتى لو أرادت.
عندها، أخبرت إحدى الخادمات بوصول جيوفينيتا.
فجأة، ظهرت أختي غير الشقيقة، وبدت وكأنها جنرال عائد من نصر كبير، بابتسامة عريضة وثقة كبيرة.
تلاقت نظراتنا.
وفقًا لما قالته ديلفينا، فإن جيوفينيتا ظلت في القصر بحجة التعافي من إصابة خطيرة بعد سقوط شيء عليها في الحفل.
كان بإمكاني أن أشعر بنظراتها الحادة، خصوصًا وهي تحدق في القلادة المعلقة على عنقي.
لم يكن هناك مجال للخطأ.
نعم، جيوفينيتا التي تحب الترف لا يمكن أن تتجاهل عقداً بهذا الجمال.
كانت دائماً كذلك. إذا رأت أحداً يملك شيئاً جميلاً، وجب عليها أن تأخذه أو تدمره.
فرفعت رأسي ووسعت صدري لأُظهر العقد بشكل واضح.
رغم أن ذلك كان مجرد استفزاز بسيط، إلا أن شفتيها ارتجفتا.
لم تكن راضية على الإطلاق أن ابنة غير شرعية من العائلة المالكة ترتدي “حلم اللازوردي النقي”.
وأخيراً، قالت بغيظ:
“إيرينيا، لقد مضى وقت طويل منذ أن قابلتِ جلالة الإمبراطورة، وقد نلتِ الكثير من عطفها، لكنك لم تُحضري معك حتى هدية واحدة؟ كيف تجرؤين على التصرف هكذا بوقاحة؟”
في تلك اللحظة، شعرت بنظراتها وهي تظن أنها انتصرت.
أورغن فاخر بهذا الجمال لا يمكن تحضيره في يوم أو يومين، لا بد أن دوقة سيليستينا ساعدت في اختياره..
وقدمت تلك الهدية لتنال رضا الإمبراطورة.
أما أنا، فقد كنت لتوي خارجة من الحبس المنزلي، وتعرضت لتوبيخ من الإمبراطورة.
لا عجب أن شعرت جيوفينيتا بالانتصار.
عندما أدركت ذلك، ابتسمتُ ابتسامة حزينة وهززت رأسي.
كم هم تافهون، أولئك المهووسون بالمظاهر.
رؤية هذا المشهد أمامي جعلني أشعر بالغثيان.
هناك من يموت جوعًا في الشوارع، وهناك من يضحي بحياته من أجل رغيف خبز.
فابتسمتُ بهدوء، وتقدمت خطوة إلى الأمام، ثم انحنيت أمام الإمبراطورة كورنيليا.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 130"