أعلن الخادم دخول ولي العهد، الأمير الأول سيزار، ولكنهم لم يبالوا مطلقاً، ولم يتوقفوا عن أفعالهم.
– “فابيو، يبدو أن ابنك قد جاء؟”
– “همم؟”
دار الإمبراطور غويدو، ذو الوجه الشارد، رأسه ببطء ليتأكد من ابنه.
وانساب خيط لزج من اللعاب من فمه.
– “أنت حقًا… لا يمكنك أن تكون أكثر فوضوية.”
أشارت الإمبراطورة كورنيليا بإيماءة سريعة إلى الخادم الواقف بجانبها، فهرع هذا الآخر حاملاً منديلاً، وانحنى حتى صار أوطأ من الإمبراطور الملقى على الأرض، ومسح فمه.
عندها فقط، التفت غويدو ببصره نحو سيزار.
– “من الذي قال إنه جاء؟”
لكن صوته الذي خلا من أي عقل أو وعي، خرج مشوشًا غير واضح، كأن حلقه قد امتلأ بالطعام.
كان صوته مكتومًا كأن شيئًا يسد حنجرته.
وعلى النقيض منه، كان صوت الإمبراطورة واضحًا تمامًا، وضحكت بمرح كما لو أنها سمعت نكتة مضحكة بالفعل.
– “همم؟ لا تتذكر ابنك؟”
هز غويدو رأسه مرات عدة قبل أن يتحدث أخيرًا.
– “ابني… ماتي؟”
– “لا، ألم يكن هناك واحد آخر أيضًا؟”
– “لدي ابن؟”
ابتسم غويدو بسذاجة، وكأن الأمر لا يعنيه، وضحك ضحكة حمقاء.
– “إنه واقف هناك.”
وأشارت الإمبراطورة بأصبعها الطويل ببطء إلى سيزار.
تحركت عينا غويدو الخاليتان من الحياة كعقدة خشب، وحدّقتا في ولي العهد كما لو كانا تستكشفانه، لكن ما لبث أن أغمض عينيه وكأن اهتمامه زال.
ثم عاد ليستلقي عند قدمي الإمبراطورة.
شعر سيزار بدوار مما يراه أمام عينيه.
لم يستطع أن يدير رأسه عن هذا المشهد البغيض للشيخ المسن، وبقي واقفًا محدقًا بعينين مفتوحتين.
كانت الغثيان يملأ صدره، لكنه لم يستطع أن يظهر ضعفًا في هذا المكان.
ثم انحنى سيزار ببطء مؤديًا التحية.
لم يحتج أن يفكر في طريقة الحركة، فقد كانت محفورة في أعماق خلاياه بفضل دراسته لفنون البروتوكول والإتيكيت في علم السيادة.
كانت حركاته انسيابية وأنيقة دون أن تشوبها شائبة.
وجثا على ركبة واحدة.
– “أرفع أسمى تحياتي لجلالتيكما، . يا والدي، هل نعمتم بتمام الصحة والعافية في هذه الفترة؟”
تحية رسمية لا غبار عليها، ثم صمت.
رفعت الإمبراطورة ذقن الإمبراطور بأطراف قدمها.
عبّر غويدو عن أسفه بإطباق شفتيه، لكنه لم ينظر إلى ابنه قط.
– “مولاي، ولي العهد يحييك!”
جاء صوتها الأنثوي المدلل، وكأنها لا تبالي بوجود ولي العهد أو غيابه.
كان كل ما يهم غويدو هو لعق قدمها، وكأنه كلب.
ضحكاتها اللعوب لم تتوقف، وسيزار لا يزال راكعًا.
واستمر سيزار في صمته الطويل.
– “ولي العهد ما زال ينتظر هناك، أليس كذلك؟”
كان صوت الإمبراطورة ساخرًا، وكأنها تسخر منه وجهًا لوجه.
لو كان سابقًا، لما فهم سيزار هذه الإهانة، لكنه الآن عض لسانه ورفع رأسه.
في الأصل، لم يكن مسموحًا له بالتحرك دون إذنها، لكن الآن لم يكن لذلك أهمية.
– “يبدو أن جلالة الإمبراطور مشغول بأمر جلل، لذا أرجو المعذرة في قيامي.”
ضربت الإمبراطورة وجه غويدو بخفة بأعلى قدمها، وكأنها تقول له:
“ابنك يغادر، فافعل شيئًا!”
لكن الإمبراطور لم يُبدِ إلا ابتسامة بلهاء وكأنه مسرور بتلك الضربة.
لقد كان مجرد رجل قذر متمسك بجسد امرأة يُشبِع شهوته فقط.
تراجع سيزار ببطء، وخرج من قصر الكريستال.
لم يوقفه أحد.
فحتى لو كان الإمبراطور نفسه، ما رآه سيزار قبل قليل كان عملًا همجيًا.
خلفه، كانت ضحكات الإمبراطورة وصوت الإمبراطور المليء بالدهن لا تزال ترن في أذنه.
فكرة أن لقاء الإمبراطور قد يفتح له طريقًا جديدًا كانت خاطئة.
لقد كان الإمبراطور مجرد دمية بيد الإمبراطورة، لا يستطيع حتى رؤية طريقه.
وحين خرج إلى الحديقة الخارجية، شعر أخيرًا بنقاء الهواء يلامس خده.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 125"