تنفستُ بعمق، ثم ابتسمتُ ابتسامة عريضة. يا للراحة. كان ذلك المبلغ في حدود قدرتي.
“سأدفع لك عشرة أضعاف ذلك. كمقدم، خمس مئة قطعة من الروزينتاريا، وإن نجح الأمر، سأضيف عليها خمسمئة أخرى.”
عندها، فغر ماورو فاه دهشةً ولم يستطع إغلاقه.
ثم راح يوبخني.
“ماذا؟ حتى لو كنتِ فتاة ثرية لا تعرف شيئًا عن العالم، هل تدركين كم يساوي ذلك المال… لا، هل تعلمين حتى ما يعنيه أن توكلي أمرًا إلى مرتزقة؟”
لقد بدا ماورو مترددًا بعدما وعدته بعشرة أضعاف المبلغ إضافة إلى علاوة.
لكنني رأيت في ذلك دلائل على نقائه واستقامته، مما جعلني أشعر براحة أكبر.
لم يكن لدي سبب للتراجع عن موقفي.
بل على العكس، فهؤلاء “إخوة الظل” هم بالضبط من أحتاج إليهم الآن.
إنهم لا صلة لهم بي، ونفوذهم داخل الميتم ضعيف إلى درجة أن أسماؤهم غير معروفة، ما يجعلهم بعيدين تمامًا عن أنظار الإمبراطورة.
“أعلم أن المهمة خطيرة إلى هذه الدرجة. عندما أفكر في أولئك القتلة الذين جاؤوا إليّ… قد تضطر حتى إلى المخاطرة بحياتك يا ماورو. لذا، يشمل هذا المبلغ بدل المخاطرة.”
حين تحدثتُ بجدية، بدا أن ماورو في حيرة.
“إذا كنتِ حقًا قادرة على دفع ذلك المبلغ… فربما لا يكون الأمر مستحيلًا تمامًا.”
قال ذلك بتعبير متهكم، وكأنه لا يزال غير مصدق لما يجري.
لكنني رأيت في عينيه إشارة إلى أنه يميل إلى الموافقة.
“جيد، ماورو.”
مددت له يدي اليمنى.
تردد قليلًا ثم مسح يده في خصره بسرعة وصافحني.
كانت يده كبيرة، دافئة، ومليئة بالتقرحات والجروح الناتجة عن سنوات من حمل السيف.
“تذكّر أن المبلغ الذي وعدتك به ليس مالًا يُعطى مجانًا. أنا أوكلك بهذه المهمة لأني أثق بك يا ماورو.”
“لكن كيف لك أن تثقي بنا…”
“لا أعلم. فقط، وأنا أعيش هنا، رأيت وشعرت بأشياء جعلتني أؤمن أن أهل هذا المكان جديرون بالثقة.”
عندها سُمع ضحك بين الحضور.
“كما توقعت، لديها نظرة ثاقبة.”
“قائد الوحدة، فقط اقبل العرض.”
ولإضفاء شيء من الواقعية على الموقف الذي ما زال يربك ماورو، استعرت ورقة وقلمًا وكتبت عقدًا.
نص العقد على دفع نصف المبلغ مقدمًا، والنصف الآخر لاحقًا عبر وسيط.
وبهذا، قمت بتوظيفه وتوظيف رجاله.
ظل ماورو ينظر إلى العقد طويلًا، ثم قال لي:
“المرتزقة عادة ما يكونون مخلصين لمن يوكلهم. وبما أنك وثقتِ بنا وأوكلتينا، فسنقوم بكل ما في وسعنا. فهم أعداؤنا أيضًا.”
“شكرًا، ماورو.”
عندها حرّك أنفه مرارًا قبل أن يسعل بخفة.
“نحن من يجب أن نشكرك. ولكن لا يمكننا أن نستمر في مناداتكِ بـ(آنسة)… يجب أن نعرف اسم صاحب العمل، على الأقل.”
“نادِني إيرينيا.”
إن أخفيتُ اسم العائلة، فذلك لن يُعرّفني بدقة.
و”إيرينيا” لم يكن اسمًا فريدًا إلى ذلك الحد.
“سعدنا بالتعامل معكِ، آنسة إيرينيا.”
وهكذا بدأت علاقتي مع “إخوة الظل”.
**************
لم تمضِ مدة طويلة حتى عاد فيتوريو بعد أن استعاد عافيته تمامًا.
قيل إن شفاءه كان سيتطلب أسابيع لدى أي شخص آخر، لكنه أظهر تعافيًا مذهلًا.
ما إن عاد فيتورو إلى المسكن حتى ركع أمامي.
“أنا، فيتورو، عدت تواً. أعتذر بشدة لأنني لم أؤدِ مهمتي في الحماية كما يجب.”
أسرعتُ لأوقفّه.
“يكفي أنك عدت سالمًا. لا داعي لأن تعتذر لي. بل أنا من يجب أن يشكرك. لقد أنقذت حياتي، لذا لا داعي لأن تُنزل رأسك.”
“لكن، ولكن…”
“ألا تسمع ما تقوله سمو الأميرة؟”
قالت دلفينا وهي تضيف تعليقًا.
حينها وقف، ثم انحنى مرة أخرى.
يبدو أنه خلال تلك الفترة التي قضياها معًا، أصبحا أقرب بكثير.
“هل كنتِ بخير طوال هذا الوقت؟”
“بفضلك، لم يتغير شيء هنا.”
ثم رويت له كل ما حدث، عن لعنة التنين المضيء، وحتى استخدام الإمبراطورة للسحر الأسود لإيذاء الناس.
لم أكن قد أخبرته بهذه التفاصيل من قبل، لذا طال الحديث بيننا.
“إذًا، سمو الأميرة تشكّ في جلالة الإمبراطورة؟”
“نعم. في البداية حتى ظننتُ أنك ربما كنتَ تابعًا لها، كونك من فرسان صليب الورد الأبيض الذين يتبعونها مباشرة.”
لكنه هزّ رأسه نافيًا.
“السبب الوحيد الذي جعلني أنضم إلى ذلك الفيلق هو رغبتي في معرفة من كان وراء مقتل شقيقتي. ولكي أحقق ذلك، كان عليّ أن أنضم إلى فرقة لها نفوذ داخل القصر الإمبراطوري.”
“هكذا إذا”
ثم أخبرني بمزيد من الأمور.
حتى هو كان يشك في الإمبراطورة.
عندها، نظرت دلفينا إلى فيتورو بوجه يدل على عدم الفهم وسألته:
“لكن لماذا كنتَ تنظر إلينا بذلك الشكل طوال الوقت إذن؟”
“أنا؟”
بدا عليه الحيرة، ثم كأن شيئًا ما خطر بباله فقال:
“لطالما قالت لي شقيقتي في صغري أن نظراتي حادة وتبدو مخيفة… قد يشعر البعض أنها تهديد.”
قال هذا وهو يحول وجهه بخجل.
لم يكن من النوع الذي يعبّر عن مشاعره، لكن خجله كان واضحًا.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 119"