مرت في رأسي عدة خيارات. لكن جميعها كانت غير منطقية.
فمن الأساس، أنا التافهة، ماذا يمكنني أن أقدم لولي العهد الثاني لهذه الإمبراطورية؟ لم يخطر ببالي شيء على الإطلاق.
فهو الابن البيولوجي للإمبراطورة كورنيليا، صاحبة السلطة الأكبر في الإمبراطورية.
لم يتدخل بنفسه، لكن بعض الناس كانوا يعتقدون أن ولي العهد الثاني هو من يجب أن يرث العرش بدلاً من الأول، سيزار، وكانوا يؤيدونه بشدة.
فما الذي يمكن أن يقدمه طفل غير شرعي من دوقية لا يملك شيئًا لمثل هذا الشخص؟ للأسف، لا يوجد شيء.
لذلك، لم يكن بوسعي سوى التوسل.
نظرت إلى ماتياس أمامي وبدأت أستعطفه باكية:
“أ… أنا مستعدة لفعل أي شيء أستطيع…”
لم أكن أعرف ما هو ذلك الشيء، لكن كان علي أن أتجاوز هذه الأزمة بأي طريقة.
“كروووو!”
في تلك اللحظة، بدا أن سيزار على وشك مهاجمته مجددًا.
وحرّكت يدي إلى الخلف محذرة ماتياس حتى لا يقوم بتصرف متهور، وفي نفس الوقت حاولت تهدئة سيزار.
إن هاجم سيزار ماتياس مرة أخرى، فلن تكون هناك عودة. يجب تجنّب ذلك بأي ثمن.
“سيزار، ليس الآن!”
لكن بشكل غير متوقع، تراجع ماتياس خطوة إلى الوراء.
أنزل الخنجر الذي كان يوجهه نحو سيزار، ورفع يديه ببطء مظهرًا عدم نيته في الهجوم.
“أصبح من المثير للاهتمام أن أعرف مدى إخلاصك كزوجة لولي العهد.”
كان ذلك تعبيرًا عن نيته في التظاهر بعدم معرفة ما جرى، كما طلبتُ منه.
“ش… شكراً…”
لكن ماتياس أضاف جملة أخرى:
“أنا رجل لا ينسى الدين، لذلك سأسترجع ما حدث اليوم مضاعفًا، مع الفائدة.”
كلما نظرت إليه، بدا أنه يشبه الإمبراطورة تمامًا.
خفضت رأسي، وتكلمت بنبرة قهر.
كان من الضروري تهدئة سيزار أولاً.
“إذاً… هلّا غادرت المكان من فضلك؟”
نظر إليّ ماتياس وكأنه يستمتع بمشاهدتي، ثم قال بصوت ماكر:
“نلتقي لاحقًا في الحفل، إيرينيا.”
فُتح الباب بسرعة، وأتى خادمه بيرتوتشيو إليه. كان ذلك آخر مشهد قبل أن يُغلق الباب بهدوء.
مع صوت إغلاق الباب، سقطت على الأرض منهارة. لم يكن بجسدي ذرة قوة.
على الرغم من رحيل ماتياس، ظل تنفس سيزار العنيف بلا هدوء.
“غغغغ…”
زحفت نحوه بسرعة واحتضنته بقوة.
“لا بأس، لقد ذهب الآن…”
كنت أشعر وكأن الأرض تنهار تحت قدميّ، لكن ما كنت أستطيع فعله في تلك اللحظة هو تهدئة سيزار فقط.
لم أكن أعلم متى سيأتي حرس ولي العهد لاصطحابي، ولكن حتى ذلك الحين، واصلت مناداة اسمه، أتأمل أن يهدأ، محتبسة دموعي قدر الإمكان:
“سيزار…”
لكن سيزار لم يهدأ، وبقي في حالة توتر واضحة.
“سيزار؟ سيزار؟”
رغم ندائي، بدا وكأن كلماتي لا تصل إليه.
ظل جسده يرتجف متحفزًا.
وبالطبع، لا غرابة في ذلك، فقد كان في موقف لا يُحتمل.
ماتياس، ذلك الوغد، لم يعاملنا، أو بالأحرى لم يعامله، إلا كوحشٍ لا قيمة له.
وبطبيعة الحال، لم أكن في حال تسمح لي بالحفاظ على توازني العقلي.
اجتاحتني مشاعر الحزن واليأس.
لم أعد أستطيع حتى التنفس، كأن رئتيّ قد امتلأتا بسائل لزج يمنع الهواء من الدخول. نسيت كيف أتنفس.
كان مؤلمًا.
وكأنني أتدحرج بجسدي العاري فوق أرض مليئة بشظايا الزجاج.
كل شظية كانت تنغرس فيّ، تبعث ألماً حارقًا وباردًا في آنٍ واحد.
ربما، قد تكون هذه آخر لحظة لي مع سيزار. ومع هذه الفكرة، تذكرت وعدًا قطعته معه.
لا أعلم لماذا أردت فعل هذا الآن، لكن ربما كنت أشعر أن نهايتي تقترب.
“سيزار، استمع إليّ جيدًا. هل تتذكر الأمنية التي تحدثنا عنها؟”
“…”
عندما قلت ذلك، تجمدت حركة سيزار فجأة.
“نعم، تلك الأمنية التي تحدثت عنها يا سيزار.”
“…”
لم أستطع تحمل التوتر، فبدأت أتكلم بلا توقف. أقنعت نفسي أن هذا هو السبيل الوحيد لتحمل ما يحدث.
“سيزار، انظر إليّ، حسناً؟”
لا أعلم من أين أتيت بهذه الجرأة. لكنني مددت يدي بجرأة وجذبت خده إليّ.
ثم، ببطء، لامست شفتاه بشفتيّ.
عندما فكرت أن هذه ربما تكون النهاية، وجدت نفسي أتحرك بعجلة. بدأنا قبلة غير ماهرة. لم أكن أعلم ما الذي أفعله، فقط أردت فعل أي شيء. أردت فقط أن أرتكب خطيئة، قبل النهاية.
فكرت فقط في شيء واحد. لو نستطيع الهروب معًا إلى عالم لا يوجد فيه أحد سوانا.
بهذه الرغبة، استمريت بتقبيله ، للمرة الثانية، تخللت القبلة رائحة الدم المعدنية. كان ذلك محزنًا جدًا لدرجة أن دموعي لم تتوقف. ومع ملوحة الدموع على شفتيّ، شعرت بسيزار يمرر أنفه على خدي.
“…رين.”
ناداني سيزار بهدوء. لقد عاد إليّ. الحمد لله. لكن الدموع التي بدأت في الانهمار لم تكن تنوي التوقف.
“نعم، سيزار.”
فقط مناداته باسمه جعلت قلبي يغمره الامتنان.
تمنيت لو توقف الزمن عند هذه اللحظة.
إلى الأبد.
ولكن الحزن الذي غمرني سقط إلى القاع، كمرساة بلا نية للعودة.
كأننا نطفو فوق البحر، مثل عوامة بلا وجهة.
نصرخ للفراغ الذي لا يسمعنا أحد فيه، بأننا هنا.
أردت أن أتمسك بشيء، لكن لم يكن هناك ما أتمسك به سوى جسده.
حرارة أجسادنا، أنفاسنا المتسارعة، الأكمام المبللة.
بقينا هكذا محتضنين لبعضنا البعض لفترة طويلة.
ثم، سُمِع صوت طرق الباب.
كانت دلفينا.
وعندما رددتُ، دخلت بهدوء.
“رأيت سمو ولي العهد الثاني يخرج من هنا…”
لكنها لم تستطع مواصلة الكلام بعد أن رأت حالتنا البائسة
سرعان ما ارتسمت على وجهها نظرة عزيمة، وساعدتني على النهوض.
“سموك، الحفل سيبدأ قريبًا. لا يمكن أن تظلي هكذا.”
هززت رأسي ببطء. ثم نزعت خاتمًا كنت أرتديه، وحلقين، وسلمتهم لها. كانت مصنوعة من الزمرد، وسيكفي بيعها لتأمين مهرها.
“سموك؟ ما الذي تفعلينه؟”
“دلفينا، الدبوس المصنوع من الأوبال في درج الزينة أغلى شيء أملكه. خذيه أيضًا.”
لم أعد بحاجة للمجوهرات.
إن كانت ستُصادر من قبل الإمبراطورية أو بيت الدوق، فلتكن لدلفينا بدلاً من ذلك.
كنت أتمنى البقاء طويلًا، حتى أختار لها الزوج المناسب بنفسي…
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 107"