لم تكن غرفة التواليت مزودة بقفل لأسباب تتعلق بالسلامة، إلا أن الدخول إلى الداخل أثناء وجود شخص آخر يُعدُّ تصرفًا فظًّا للغاية، لذا لم يكن غياب القفل يمثل مشكلة في العادة.
بل إن هذه الغرفة بالتحديد كانت مخصصة لأفراد العائلة الإمبراطورية فقط، لذا كنت مطمئنة لأن الدخول إليها محصور على عدد قليل جدًا من الأشخاص…
لقد نسيت ببساطة وجود من يكسر هذه القواعد البديهية.
ماتياس دي لا روزا، الرجل الذي يرافق ظهوره دائمًا أحداثًا سيئة.
ما الذي يفعله هنا بحق السماء؟
“غررر…”
لم أكن الوحيدة التي تفاجأت من هذا الموقف غير المتوقع.
حتى سيزار أظهر توتره الشديد من ظهور الأمير الثاني فجأة، وبدأ يصدر صوتًا تحذيريًا من حنجرته.
سُمعت ضحكة من الأمير الثاني. هل… هل ضحك للتو؟
“ما هذا، ظننتكما تقومان بأمر خفي، ولكن هل كنت تطعمين هذا المجنون دمك؟”
لكن يبدو أن ماتياس هو الآخر قد فوجئ بهذا المشهد،
فقد وقف ممسكًا بمقبض الباب دون أن يتحرك.
ثم، عندما لاحظ الخدم يمرون خلفه، دخل مسرعًا إلى داخل الغرفة وأغلق الباب خلفه بصوت مرتفع.
ذلك الصوت أعادني إلى الواقع.
“هذ، هذه مساحة خاصة!”
“حتى لو كانت خاصة، ألا يتغير الأمر عندما تقومين بشيء كهذا؟”
كان يبتسم ابتسامة عريضة، لكن صوته كان مشوبًا بالرهبة والبرودة.
في تلك اللحظة، اجتاحتني موجة رعب لا توصف.
شعرت كما لو أن دمي كله انسحب من جسدي.
لم أستطع حتى النظر مباشرة إلى وجه ماتياس، فقد غلب عليّ الخوف والرعب قبل الشعور بالعار.
أي وجه يرتديه الآن وهو ينظر إلينا؟ ما الذي عليّ فعله؟
حينها، استدار سيزار نحو ماتياس.
كانت حركته مفعمة بهالة قاتلة لدرجة أنني، وأنا بجانبه، ارتجفت من قوة التوتر المنبعثة منه.
كان عليّ أن أوقف سيزار بسرعة. وإلا… لا أستطيع التنبؤ بما قد يحدث.
“سيزار، لا!”
لكن سيزار سبقني بالفعل.
حتى قبل أن أتمكن من مد يدي لإيقافه، كان قد تحرك بسرعة البرق.
سُمِع صوت تمزق اللحم.
“آااه!”
صرخ الأمير الثاني، وبدأ تابعه المخلص بيرتوتشيو، الذي كان ينتظر بالخارج، يطرق الباب بقوة.
كانت ضرباته شديدة لدرجة أن الباب اهتز.
“سموه! الأمير ماتياس! هل حصل شيء؟”
“هذا الوغد اللعين…!”
تجعد وجه ماتياس بانفعال حاد.
لقد حدث أسوأ ما كنت أخشاه.
لم يكن هناك حاجة لأن أنظر في المرآة لأدرك أن وجهي قد شحب كالجص من شدة الصدمة.
سيزار ضرب الأمير الثاني، والآن تغيّرت الأمور إلى الأسوأ بلا رجعة. ماذا أفعل؟
في هذه الأجواء المشحونة، كان صوت الطرق المستمر على الباب يزيد من التوتر.
لقد انتهى كل شيء. لقد أفسدنا الأمور تمامًا.
وبينما كنت أتمزق بهذه الأفكار، تحدث الأمير الثاني إليّ بصوت بارد:
“هيه، إيرينيا. ما رأيكِ في هذا الموقف؟”
“أه… ذاك…”
شعرت ببرد شديد يجتاح جسدي وبدأت أرتجف لا إراديًا. اصطكت أسناني من شدة الرعب.
كنت خائفة لدرجة أنني لم أنتبه حتى إلى أنه ناداني باسمي.
دق… دق… استمر الباب بالاهتزاز من الطرق.
“كنت أظنك أذكى قليلًا، لكن يبدو أن لك جانبًا غبيًا، إيرينيا.”
في تلك اللحظة، سرت قشعريرة عبر جسدي.
سجدت له فورًا، دون تردد.
كان عليّ أن أطلب رحمته بأي ثمن.
لكن قبل أن أتمكن من التوسل أو طلب الغفران، فُتح الباب فجأة.
أوه، انتهى الأمر.
ذلك ما فكرت به. خارت قواي تمامًا من الإحباط.
شعرت بدوخة لدرجة أن الإغماء لم يكن أمرًا مستبعدًا، لكنني عضضت على أضراسي لأمنع نفسي من السقوط.
ثم قال ماتياس أمرًا غير متوقع:
“ليس هناك شيء، راقب المكان جيدًا. لا تدع أحدًا يدخل.”
قال هذا لبيرتوتشيو وأغلق الباب.
“…”
وقفت أراقبه بصمت، عاجزة عن فهم نواياه. كان الدم يتساقط من يده بغزارة. لحسن الحظ أن ملابسه كانت داكنة، لكنها لم تستطع إخفاء اللون القاني الذي سال من معصمه إلى الأرض.
“… إذن، منذ متى؟”
نظر إلى يده اليسرى قليلًا ثم مسح الدم على خصره وكأن الأمر لا يستحق الاهتمام.
“ماذا؟”
“أسألك، منذ متى وأنت تطعمين هذا الوحش من دمك؟”
“ذا، ذلك…”
لم أستطع فهم نية سؤاله، فبقيت صامتة أحدق به.
عندها ابتسم ماتياس بسخرية.
“لا جواب؟ هل أفتح الباب وأُري بيرتوتشيو ما يحدث هنا؟”
ووضع يده على مقبض الباب كما لو كان سيفتحه حقًا. صرخت مذعورة:
“م، من البداية!”
اعترفت بالحقيقة دون وعي، مدفوعة بالخوف.
فابتسم وكأنه كان ينتظر هذا الاعتراف.
“إذن، كانت تلك الجروح السابقة بسبب هذا، أليس كذلك؟”
قال ذلك بلهجة مستمتعة تمامًا، ثم سألني مجددًا:
“هل أنتِ ساحرة؟ كيف خطرت لك فكرة إطعام وحش كهذا بدمك؟”
“لا، أنا لست كذلك!”
نفيت بعنف، مرتجفة من كلمة “ساحرة”.
حول ماتياس نظره إلى سيزار وقال:
“ليست بساحرة، ومع ذلك فكرت بإطعامه دمها؟ هذا مثير للاهتمام.”
لم يكن لديّ ما أقول، فأنزلت رأسي خزيًا.
كنت أعلم جيدًا أن كلامه فيه بعض الصحة.
“حسنًا، ما دمتِ تقولين إنكِ لستِ كذلك، فسأصدقكِ.”
ثم قال شيئًا لا يُصدّق:
“أنا سأصدقكِ. لكن لا أعلم إن كان محققو محكمة التفتيش سيصدقونكِ أيضًا.”
“…”
رفعت رأسي بصدمة.
وفي اللحظة التي التقت فيها عيناي بعينيه الزرقاوين، شعرت برعشة من الشر تسري في ظهري.
ارتجفت شفتاي وذقني.
ترددت في أذني أصوات صرخات وأناس يُحرقون في محاكم التفتيش، رائحة اللحم البشري المحترق، وكأنها حقيقية.
في غمرة هذا الرعب، لم أعد أعلم إن كنت أتنفس أم لا.
“غرررر!”
زمجر سيزار بجانبي وكأنه سيهاجم مجددًا.
“هيه، اهدأ قليلًا. أيها الوحش القذر والحقير…”
تعامل ماتياس مع سيزار وكأنه وحش صادفه في رحلة صيد.
ثم فجأة، بابتسامة ساخرة، التفت إلي وسأل:
“هل هذا الوحش يشرب من دمي أيضًا؟”
“ماذا، ماذا تعني؟”
“فقط كنت أتساءل.”
لوّح بيده المصابة عدة مرات أمام سيزار.
أردت الصراخ ليتوقف، لكن صوتي كان عالقًا في حنجرتي.
“يبدو أنه ذكر، لذلك لا يهتم بدماء الرجال…”
ثم أخرج خنجرًا من ثوبه. صدر صوت معدني بارد مزعج في المكان.
“غررررر!”
أصدر سيزار صوتًا مخيفًا، ازداد شراسة عند رؤية السلاح.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 106"