يبدو أنني رفعت صوتي، فظنّت أن شيئًا خطيرًا قد وقع.
أشرت إليها بالدخول بسرعة كما لو كنت أرى منقذًا.
“سيدي؟ لقد حان الوقت لتستعد وتخرج الآن.”
وبالفعل، لقد أنقذتني كما ينقِذُ المرء غريقًا.
“رين؟”
وصلني صوت سيزار المليء بالأسى، لكنني تظاهرت بالهدوء وقلت له بلطف واتزان:
“هيا، سيزار. علينا الذهاب إلى الحفل الآن.”
ثم أسرعت هاربة إلى حيث كانت ديلفينا.
كان يبدو أن سيزار لديه الكثير ليقوله، لكنه لم يستطع مقاومة إلحاحي للذهاب، فاضطر إلى متابعتي بهدوء.
ولتهدئته، أسرعت أهمس في أذنه:
“لاحقًا، سأفعل.”
فأجابني بإمساكه المحكم ليدي.
************
ماتياس دي لا روزا.
في الأحوال العادية، هو من أولئك الذين قد يتجاهلون الحفلات التي تستضيفها الإمبراطورة.
الوافدون الجدد إلى المجتمع المخملي لا يروقون له كثيرًا، كما أن غضب والدته إثر ضجة الحمل التي أثيرت مؤخرًا حول الآنسة إنريكا مونتاناري جعله يفضل البقاء في الظل.
ولكن، اليوم كان استثناءً.
“أشعر أن شيئًا ممتعًا سيحدث اليوم.”
لقد كان في مزاج جيد منذ الصباح، ربما لأنه اليوم الذي سيظهر فيه نتيجة الرهان الذي تم عقده بين والدته والأميرة إيرينيا، زوجة ولي العهد.
في الحقيقة، لم يكن يهتم كثيرًا بنتيجة الرهان.
كان يعرف طبع والدته جيدًا.
كانت من النوع الذي سيفعل أي شيء لتنتصر.
ما كان يثير فضوله هو كيف سيظهر كل من إيرينيا من فلوريس، وسيزار دي لا روزا، شقيقه غير الشقيق وولي العهد الأول للإمبراطورية، أمام الناس.
“أتساءل كيف استطاعت زوجة أخي أن تروض ذلك المجنون.”
رغم أن سيزار وماتياس كانا إخوة غير أشقاء، لم تكن بينهما أي علاقة حقيقية.
بالكاد كانا يلتقيان في الطفولة، أما بعدما كبرا، فلم يعد هناك أي لقاء.
لكن سيزار دي لا روزا كونستانتيني فيوري، المولود بعده، نال منصب ولي العهد الأول بفضل أصله الشرعي فقط.
كان يسمع شائعات غريبة عنه من بعيد.
وحتى رآه ذات مرة يزحف على الأرض كالحيوان، يمزق اللحم بأسنانه، فأحس بالسخرية.
لعنة متوارثة في العائلة المالكة، كما يقولون.
“أظن أنها مجرد حالة نفسية، لا أكثر.”
رغم إصرار والدته كورنيليا على أن يصبح إمبراطورًا، لم يكن لماتياس أدنى اهتمام بالعرش.
فمثل هذه المسؤوليات لا تعني له سوى العناء.
“لذا أتمنى لذلك المجنون أن يعيش طويلًا وبصحة جيدة، بل والأفضل أن يبقى كما هو، أحمقًا.”
يده التي كانت ترتب شعره كانت تعكس مدى سعادته.
حتى إنه أخذ يُدندن تلقائيًا.
كان متشوقًا لحفلة الليلة.
***********
دخلنا إلى قاعة الحفل ونحن في غاية التوتر.
كانت القاعة تعج بالناس لدرجة لا تصدق.
وفوق ذلك، كانت رائحة العطور والزهور خانقة من شدتها.
“سيزار، هل أنت بخير؟”
“……”
كررت هذه العبارة مرات عديدة، حتى فقدت العد.
سيزار، منذ قليل فقط، كان يمسك يدي ويدردش معي بود.
لكن ما إن دخلنا من باب القاعة حتى تغيّر تمامًا.
أعلن الخادم عن حضورنا بصوت مرتفع:
“الرجاء الانتباه جميعًا! صاحب السمو ولي العهد الأول لإمبراطورية أسيتريا، سيزار دي لا روزا كونستانتيني فيوري، وقرينته صاحبة السمو الأميرة إيرينيا من فلوريس قد وصلا. الرجاء تقديم التحية!”
عندما نُودي اسمي أمام الجميع، شعرت بالتوتر.
في العادة، لا تتبع الزوجة اسم الزوج بعد الزواج، خاصة في الطبقة الأرستقراطية، وذلك حفاظًا على مكانة عائلتها.
لهذا السبب، حتى والدة سيزار، أديلايد من إيسافريا، احتفظت باسم عائلتها حتى وفاتها.
أما أنا، فموقفي كان غريبًا نوعًا ما. رغم مكانة دوقية فلوريس الرفيعة، فإنها لا تقارن بالعائلة المالكة، وكوني ابنة غير شرعية جعل من المستحيل أن أدخل القصر بمكانة مساوية للفتيات النبيلات الأخريات.
صحيح أن هناك استثناءات، كأن يتم منح لقب أو أرض لرفع مكانة الزوجة عند الضرورة، لكن زواجي من سيزار لم يكن ليحظى بمثل هذه الاعتبارات.
لم يكن أحد يتوقع أن أبقى حية حتى بعد ليلة الزفاف.
لذا، ما زلت أُدعى بلقب عائلتي: فلوريس.
ولولا الحظ، لما كنت حصلت حتى على اسم شرعي.
كان اسمي، الذي طالما اعتُبر وصمة عار لكوني ابنة غير شرعية، يُنادى الآن مع لقب أميرة، وهو أمر يُعد انقلابًا في الحظ.
ولست أعلم إن كان هذا هو ما تريده عائلة فلوريس حقًا.
أن يُقرَن لقب أميرة سامٍ بابنة غير شرعية مثلي…. لا بد أنه أمر يثير امتعاضهم.
كنت أتساءل عن تعبير وجه الدوقة سيليستينا الآن.
في تلك اللحظة، تغير جو القاعة.
شعرت أن الجميع يراقبنا.
كانت نظراتهم حادة كالإبر.
“ها هي الأميرة الجديدة.”
“أول ظهور رسمي لها، أليس كذلك؟”
“أليست تلك هي ابنة فلوريس؟ ألا يُقال إنها ابنة غير شرعية؟”
“انظروا كيف تعرج، يبدو أن جسدها لا يسلم من العيوب أيضًا…”
كان الناس يتهامسون عنا.
كانوا يغطون أفواههم بالمراوح، لكن أصواتهم لم تكن تخفى.
ثم تحولت تلك النظرات إلى سيزار، الذي لطالما نُعت بالوحش.
“هل هذا هو ولي العهد الأول؟”
“في الحقيقة… لا يبدو بذلك السوء.”
“صحيح. مظهره جيد، رغم ما يقال عنه.”
سمعت تلك التعليقات وشعرت بشيء من الفخر، ورفعت صدري. أجل، سيزرنا يبدو وسيمًا بالفعل.
“سيزار؟”
ناديت عليه مرة أخرى بهدوء، لكنه أبقى رأسه منخفضًا ولم يجب.
“……”
عندما أراد الخدم إرشادنا إلى مقاعد الضيوف الكرام، رفض سيزار الجلوس.
وفي تلك اللحظة، سُمع ضحك من مكان ما. لم يكن موجّهًا إلينا مباشرة، لكن وجنتي احمرتا بشدة.
“أين دورة المياه؟”
سألت الخادم القريب مني بنبرة صارمة.
“صاحب السمو يحتاج إلى قليل من الراحة. أرشدنا إليها.”
فقادنا الخادم، بملابسه الرسمية الأنيقة، إلى هناك. حتى ونحن نمشي، لم يتوقف الضحك.
شعرت بعدم الارتياح. ربما كانوا يسخرون من عرجي.
“هاه…”
لكنني كنت أعلم أن عليّ التماسك.
سيزار لا بد أنه أكثر توترًا مني.
كان عليّ أن أتمالك نفسي.
عندما وصلنا إلى الغرفة، طلبت من الخدم أن يغادروا.
“ديلفينا، سأهدئ من روع سيزار قليلاً، فانتظري بالخارج. وإذا أمكن، احضري لنا شيئًا بارداً نشربه.”
“حسنًا، سموّك.”
غادرت ديلفينا عائدة إلى القاعة.
غرفة الاستراحة كانت مكانًا خاصًا للراحة أثناء الحفل، وبما أننا من العائلة المالكة، استُخدم المكان الخاص بالملوك، وهو ما منحنا الخصوصية.
أجلست سيزار ببطء على الأريكة.
“سيزار، أنصت إليّ جيدًا.”
وضعت جبيني على جبينه، وعندها فقط رفع رأسه قليلاً ونظر في عينيّ. كانت عيناه ترتجفان بخفة.
“أريد أن أُري الجميع، سيزار.”
“أن… تُريهم؟”
“نعم، أريد أن أُري الجميع أن سيزرنا رائع بهذا الشكل.”
أدار عينيه إلى الجانب.
أمسكت وجهه بكلتا يدي وقلت مجددًا:
“أريد أن يعرف الجميع أن سيزرنا النبيل والوسيم والجريء موجود هنا.”
كان هذا ما أشعر به في قلبي.
أردت أن أفتخر به أمام العالم. أردت أن أكسر الأحكام المسبقة.
“استمع إليّ جيدًا. سيزار ليس وحشًا. إنه إنسان بكل كرامة.”
شعرت بتوتره من خلال أصابعي.
كان جسده يرتجف.
“إنسان؟”
سألني باهتزاز، وهو على وشك البكاء.
أومأت برأسي بثقة.
“سيزار العزيز خاصتي إنسان رائع.”
ثم رفعت أطراف فستاني ببطء.
كنت أعلم أنني سأضطر لاستخدام خطتي السرية اليوم.
“ر… رين؟”
ناداني سيزار، لكنني تجاهلت ندائه، وسحبت الخنجر المثبّت في حزامي.
ثم جرحت ركبتي مباشرة.
كنت قد أعددت الخنجر مسبقًا، تحسّبًا لانفلات سيزار.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 105"