لم يكن يبدو قائدًا منتصرًا، بل شاعرًا جوالًا يعزف على عود.
رؤيته بهذا الجمال، بعد طول غياب… جعلت الدموع تنهمر مجددًا.
وبكيت. لم أستطع التوقف. كل ما كنت أستطيع فعله هو النظر إليه من الأعلى… من هذا البرج البعيد.
لحسن الحظ، صيحات الناس غطت نحيبي.
فجأة، التفت سيزار للخلف.
“…!”
ارتبكت، وانحنيت لا إراديًا. ربما محض صدفة، لكن بدا وكأنه ينظر ناحيتي.
من المستحيل أن يراني من هذه المسافة.
ذلك الذي، حتى حين كان بقربي، لم يشعر يومًا بألمي.
أقبل نحوي أحد الخدم:
“حان وقت الرحيل يا سيدتي.”
“أعلم…”
جمعتُ شتات ملامحي، وبدأت بخطى ثقيلة مغادرة المكان.
كان الخروج من العاصمة سهلاً بشكل غريب. أقلّتني عربة أعدها القصر، واتجهنا إلى أطراف المدينة.
كانت حوائجي بسيطة، لا تتعدى صرة صغيرة.
وبرفقتي حراسٌ صوريون، وجودهم أقرب للرقابة منه للحماية.
نعم، كنتُ زوجة ولي العهد، يومًا ما… لكن حتى في رحيلي، بدا الأمر باهتًا ومُذلًا.
كأنهم يخبرونني صراحة:
“أنتِ بلا قيمة.”
توقعت هذا. هكذا كانت حياتي دومًا. بلا سند، بلا شيء.
تذكرتُ صورته الأخيرة، كم هو جميل الآن… لم يعد ذاك الوحش المشوّه.
خلع قبحه، وأصبح من أجمل الرجال.
صفاته الحقيقية ظهرت لاحقًا: دمثٌ، رقيق، وذو عقل راجح.
وحين اجتمعت عبقريته بقوة التنين التي ورثها، صار لا يُضاهى.
لكن الإمبراطور فضّل دومًا الابن الثاني، ابن الإمبراطورة كورنيليا التي يحبها.
لذا لم يثق أبدًا في سيزار، حتى بعدما تغير.
في الحقيقة، أرسل سيزار إلى الحرب ليتخلص منه.
كان يرى في موته مصلحة، وفي نجاته مكسبًا مؤقتًا.
الجميع ظن أنه سيهلك… حتى أنا.
لذا، تمسّكت به.
«سيزار، إن ذهبت ستموت… أرجوك، لا تذهب.»
كان دائمًا يُصغي إليّ، يطيع كلماتي دون جدال. ظننتُ أنه إن توسلتُ إليه، سيتراجع. لكنه تغيّر، كما تغير مظهره… حتى قلبه تبدّل. دفعني ببرود حين أمسكتُ بكمّ ثوبه بشدة، أرجوه أن يبقى.
«سأعود، أعدك بذلك.»
قالها بتعبير حاسم، يحمل من العزم بقدر ما يحمل من الفراق. تركني أبكي وحدي، دون أن يحاول حتى تهدئتي، وانطلق في ذلك الطريق الوعر، إلى المجهول.
رغم علمي بأن مشاعري أنانية، تمنّيتُ لو يُصاب بأذى، أي أذى… تمنّيتُ لو يعود إليّ وقد تهشّم جسده، وقد بات معاقًا مثلي. أردته أن يندم، أن يحتضنني ويصرخ نادمًا: “ليتني استمعت لكِ.” أردته أن يبكي… أن يتحسر.
«كان بإمكانك أن تحيا ناقصًا فحسب…»
همست بها، بصوت يقطر ألمًا وسخطًا. لو أنه بقي كما كان، ناقصًا بفعل تلك اللعنة، ألن يكون ذلك أفضل؟ لربما لما وصلت الأمور إلى هذا الحد… لربما ما كان ليترك قلبي ويذهب إلى امرأة أخرى، تلك المرأة التي هي — للأسف — أختي غير الشقيقة.
من خلف نافذة العربة، بدأ المطر يتساقط بهدوء. لم يكن هناك غيم منذ قليل، لكن السماء سرعان ما اسودّت، كأنها تواسي قلبي. دموعي لم تتوقف، حتى ابتلت مقدمة ثوبي تمامًا.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 1"
مفروض انه يسمعها صح؟ 🥹