خطف ريتشموند أولكن بسرعة. وحاول الصعود مباشرةً إلى السماء لكنه عجز بسبب ضغط الرياح.
“تباً، هذه الرياح!”
الريح كانت تعوي، وقطرات المطر تنهال كالسهم. حتى لودفيك وأرييلا لم يتمكنا من الارتفاع بسهولة.
“كيااااا!”
حينها التقطت الأفعى البحرية هدفاً جديداً. و عيناه اخترقتا أرييلا.
“أريـ……!”
و لم يكتمل صراخ لودفيك بعد.
شششواااق!
شقت ذيلها الهواء كالسوط، وأرييلا حاولت الانحراف بجسدها لتفاديه.
بووم!
تحطمت الصخر التي كانت تقف عليها. و تناثرت شظايا الحجر كالانفجار وضربتها، فاختل توازنها.
وفي اللحظة التالية كانت تتدحرج على الأرض.
“أرييلا!”
صرخ لودفيك، بصوتٍ لم يُسمع منه من قبل.
وبينما أرييلا تتلقى الضربة اختفت دروعهما السحرية معاً. ومع ذلك، اندفع لودفيك يخترق الرياح. و جلده يتمزق ودمه يتطاير.
أما أرييلا الملقاة على الأرض فلم تتحرك قيد أنملة. فجثا لودفيك أمامها، يغطيها بجسده كأنه يحميها بنفسه.
و في تلك اللحظة،
شووووآآ!
جدار الماء الأزرق القاتم ارتطم بخطوط الجزيرة.
كوووووارررغغغ!
ثم ابتلع أرييلا و لودفيك دفعةً واحدة.
***
“أرييلا، ألم أقل لكِ أن الأمر قد حُسم بالفعل؟ ولي العهد سيكون أخاكِ الأصغر.”
جاء صوتٌ من بعيد.
“إذا كنتِ أختاً حقاً فعليكِ أن تعرفي كيف تتخلين عمّا ينبغي التخلي عنه من أجل دمكِ، وأن تفسحي الطريق أمام أخيكِ. فلماذا تتمسكين حتى النهاية بما ليس لكِ؟ لا، في الحقيقة، لم يكن لكِ أصلاً. فلم تُجرَ مراسم التتويج بعد.”
كانت تلك كلمات والدها الملك التي انطبعت في رأسها بوضوح.
و أرييلا أرادت أن تهز رأسها بعنفٍ أمامه.
لقد كرّست حياتها لتكون وريثة هذا البلد. درست شتى العلوم، وشاركت في الحكم، وحققت إنجازاتٍ كثيرة.
حازت محبة الشعب وثقة الدول الأخرى. لكن البرج الذي بنته بكل قوتها انهار، وإنجازاتها أُنكرت، وفي النهاية طُردت إلى الإمبراطورية.
فقط لأنها رُزقت بأخٍ غير شقيق.
لم تكن تريد أن تزعم بغير منطق أن طفل الثالثة ذاك لا يملك حق الملك. و كانت فقط تريد أن تنافس من نقطة انطلاق عادلة.
لكنها لم تُعطَ تلك الفرصة.
“لو استمريتِ في العناد فستُربكين ولاية العهد التي حُسمت سلفاً. الدولة ستضطرب، والنبلاء سيقلقون، وهيبة أويونوس ستتأثر. والأدهى، إن فقدت مملكتنا ثقة الإمبراطورية، فلن يسعها سوى أن تسلك طريق الانحدار. هل ستضحين بالشعب من أجل جشعكِ وعنادكِ؟”
ثم امتزج صوتٌ آخر.
“أيتها الأميرة، لقد اشتهرتِ منذ صغركِ بذكائكِ. فاستعملي هذا العقل النابغ. لم يعد لكِ مكانٌ في أويونوس.”
كان ذلك صوت الكونت إيغور، خادم الملكة الجديدة والمبادر في إقصائها.
“بدلاً من أن تتخبطين في أرض لا ترحّب بالخاسر، أليس أفضل لكِ أن تنسحبي بكرامة؟ وأنا الآن أهيئ لكِ أجمل الطرق، أن تصبحي قرينة إمبراطور الإمبراطورية المقدسة. منصبٌ سيحسدكِ عليه الجميع.”
ليست إمبراطورة، بل الزوجة الثالثة بلا قيمة سوى الاسم.
حياةٌ مستنزفة في دوامة صراعات السلطة.
لم تكن تريد ذلك الطريق. كانت تكرهه أكثر من الموت.
شششآآآ!
تشلاااق!
دوى صوت الموج. فتذكرت أرييلا مقصورة السفينة التي كانت محتجزةً فيها. يوم غادرت أويونوس.
وراء الإطار المربع للنافذة، ابتعد خط ساحل وطنها. لكنها شعرت ببرودةٍ قاتلة. حتى كاد يتجمد جسدها.
مياه البحر المشبّعة أحاطت بها وتلاطمت حولها سوداء.
‘لا أريد البقاء هنا!’
شبكت أرييلا ذراعيها حول كتفيها وارتجفت.
حينها.
فووووش!
تبدل المشهد.
تناثرت الشرارات في الريح ودفأ الجسد بالحرارة. و كانت السفينة تحترق.
“آه!”
شعرت أرييلا وكأن أنفاسها التي كانت محبوسةً قد انطلقت من جديد.
لقد أفلتت من السجن المتحرك الذي كان ينقلها حتى الآن. أما شعرها الأحمر الذي كان ينسدل حتى خصرها، فقد قصته قصيراً.
وكأنها ألقت عن كاهلها ثِقلاً كان يرهقها، فشعرت بالخفة.
ومنذ لحظة ما ثبتت بصرها على نقطة واحدة.
فوووش!
هناك كانت ألسنة اللهب الأشد حرارة والأكثر وضوحاً تتأجج.
فمدت أرييلا يدها. و قبضت على اللهب بكفها لكنه لم يكن مؤلماً. بل شعرت بالطمأنينة.
‘منذ متى لم يهدأ قلبي هكذا؟’
ارتسمت على وجهها ابتسامةٌ واهنة. عندها خاطبها اللهب.
كان صوته بين الصبى والرجل، خشن المظهر لكن يفيض قلقاً عميقاً.
“هل أفقتِ؟ افتحي عينيكِ.”
ففتحت أرييلا عينيها.
_________________________
صوتها الافعى الحماره بس شكلهم انحاشوا دام لودفيك عندها🤏🏻 او راحوا مكان لحالهم هم الثنين
ارييلا كانت تتحلم بأهلها😔 وجع فيهم طبعاً
المهم يارب لحالهم عشان يكون بينهم مومنتات هههههعهههعهه
من الحين بدا اصلاً لودفيك ركض لها والحين خايف عليها🤏🏻
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 93"