بينما أصغى الجميع باهتمام بدأت أرييلا تشرح خطتها.
كان المفهوم جديدًا عليهم فأثار ارتباكهم، لكن لم يجد أحدٌ أساسًا للاعتراض.
بل ولم يكن هناك داعٍ للاعتراض أصلًا.
“إذاً هذا هو الحل الوحيد المتاح الآن.”
“حسنًا، ليكن. فلنجرب.”
ثم أرسل ريتشموند رسالةً سحرية إلى غيرو.
“غيرو، سيطرأ تغييرٌ على جسدكَ فلا ترتبك وانتظر التعليمات التالية!”
و أطلقت أرييلا تعويذة التعميد.
‘تذكري ذلك الإحساس عندما ألقيته على السيف الطويل.’
ثم تفجّرت كلمات التفعيل من فمها بقوة.
“غرافيتيت! شاربنس*!”
*عاملوها معاملة كلمات هاري بوتر
و تسرّبت الطاقة السحرية التي خلقتها التعويذة إلى باطن الأرض أسفل قدمي أرييلا.
ووووم!
وعاد البريق الذهبي يتلألأ في عينيها.
وبينما نقلت سحر التعميد إلى باطن الأرض، وسّعت أيضًا حواسها.
وبعد لحظات.
‘لقد وصلت!’
فقد اخترق السحر طبقات الأرض ليعثر على غيرو داخل جوف الوحش. لكن تأثير التعميد لم يتفعل بعد.
‘كما توقعت…..الأمر معقد.’
تسللت قطرات العرق على جبينها. ذلك لأن حجر المانا الذي زرعه ريتشموند كان مرتبطًا أصلًا بتعويذة أخرى.
التعويذة التي جعلت غيرو زومبي.
وبما أن الحجر ضخم، فقوته السحرية كانت عاتية تجتاح جسد الزومبي وتدوّم داخله. ووجب عليها أن تحشر سحر التعميد داخل هذا الجريان العنيف.
‘يجب ألا يتعارض سحري مع سحر ريتشموند!’
لأن سحر التحويل إلى زومبي يعني النهاية. فإن اختفى السحر الذي يبقي غيرو قائمًا فسوف يذوب جسده فورًا في العصارة الهاضمة.
‘بحذر…..بكل حذر.’
مع الانتباه حتى لا يتداخل السحران، ألقت أرييلا تعويذة التعميد.
كانت محاولةً أعقد بكثير مما جربته في السيف. وقد ابتل ظهرها بالعرق من شدة التركيز.
فمجرد خطأ صغير كفيل بإفشال العملية، ولهذا ساد القلق والصمت بين من حولها.
‘جيد، لقد التفّت طاقتي حول حجر مانا غيرو.’
وبحذر ربطت سحر التعميد بالحجر الذي كان يتحرّك بقوة.
لم يكن الأمر شبيهًا بالسيف الطويل ذي حجر المانا الذي تعاملت معه بالأمس.
ففي تلك المرة لم يكن السيف خاليًا من أي تعويذة، أشبه بصفحة بيضاء. أما الآن فالصعوبة بلغت عنان السماء.
“……!”
وكأن التروس تداخلت بإحكام، إذ انغلق سحر التعميد في مكانه تمامًا.
“لقد نجحت!”
كان الأمر أشبه بشعور الصياد حين يعلق السمك بخطافه. فقد تقبّل حجر المانا تعويذة أرييلا وبدأ يُدوّر قوتها بقوة جارفة.
وبهذا اكتسب جسد غيرو خاصيتين من التعميد.
‘غرافيتيت!’
إنه السحر الذي يضاعف وزن الأشياء إلى أقصى حد.
والآن صار جسد غيرو يزن أكثر من عشرة أطنان. و تم استشعار أن موضعه قد هبط إلى أسفل أكثر مما كان عليه أول مرة.
فقد أصبح ثقيلًا لدرجة أن جدار معدة آكل الموتى لم يعد قادرًا على الحفاظ على شكله.
وكأنه فيلاً جلس على أرجوحة قماشية، فهبطت للأسفل وهي تتمزق.
‘لا بد أنه يتألم بشدة.’
هكذا هو الغشاء المخاطي للمعدة. حتى ابتلاع حجر صغير وخفيف يسبب ألمًا. فكيف إن كان ما يبتلعه ليس حصاةً بل شظية زجاجية؟
وكانت التعويذة الثانية التي ألقتها أرييلا هي شاربنس. سحرٌ يجعل سطح الهدف بالغ الحِدّة.
“ريتشموند، أخبر غيرو! عليه الآن أن يصرخ بكل ما أوتي من قوة ويتخبط بجسده!”
ثم تابعت،
“إن كان بقي لديكَ ما تريد قوله، فلتصرخ به بجسدكَ! ابنتكَ هنا تنتظرك!”
وعندها مباشرة.
“……!”
شعرت أرييلا بحركة ظل غيرو.
كان يحرك ذراعيه بجنون ويركل جدار المعدة برجليه.
زومبي يزن عشرة أطنان، وقد غُلّف جسده كله بشفرات، ويُحدث فوضى في الأحشاء؟ ذلك الألم ما كان حتى تنينٌ بالغ ليحتمله.
‘إنه مثل انفجار ألعاب نارية في البطن.’
وتحقق ما توقعته.
غغغغغغغغغغغغغغغغغغغغ!
“هاه؟ زلزال!”
“آكل الموتى يتحرك!”
كلما ازداد جنون غيرو، تعاظم رد فعل آكل الموتى. وصار ارتجاج الأرض يتصاعد حتى بدا قريبًا من السطح.
فصرخ لودفيك،
“استعدوا! إنه قادم!”
في تلك اللحظة.
كواااااااااااااااااا!
انفجرت الأرض.
“كييييييييييك!”
ومن الشقوق المتفجرة اندفع التراب والصخور كما لو كان بركانًا يتفجر.
لقد ظهر آكل الموتى!
“كيااااا! كيييااااااك!”
***
وحشٌ جُرّ من أعماق باطن الأرض. راح يصرخ بجنون كأنه في غاية الغضب.
وصوته يشبه صوت مخالب تخدش صفيحًا معدنيًا. حتى الجنود الذين تراجعوا بعيدًا اضطربت أرجلهم من شدته.
غغغغغغغغغغغغغ!
وبدا عليه الألم المبرح، إذ راح يتدحرج على سطح الأرض.
وكان ريتشموند أول من أطلق تعويذته.
“رماح!”
شووووووك!
انطلقت من الأرض رماح عظمية شاهقة. وصل طولها في لحظة إلى مئات الأمتار.
و انغرز رأس الرمح الحاد القاطع بمهارة، متفاديًا المعدة، ليخترق عنق آكل الموتى.
بوووك!
فتحول الوحش إلى حال سمكةٍ مثقوبة بسيخ فوق لوح التقطيع.
لقد انغرست رماح ريتشموند العظمية في الأرض كالجذور، ثابتةً بقوة. وبذلك حُرِم الوحش من حرية رأسه.
فراح يلتوي بجسده السفلي بينما بقي نصفه العلوي مشدودًا في مكانه.
“آووووو!”
صم صدرت زمجرةٌ تشبه عواء الذئاب. لقد كانت صيحة المستذئب أولكن.
نفخ أولكن عضلاته، وقفز قفزةً هائلة فوق الرمح الأبيض. ثم أخذ يعدو عليه بخفة، كأنه يعبر جسرًا ضيقًا معلقًا بالسماء، تاتا-تاتاتات!
و اندفع صاعدًا بقوة لا تُوقَف.
وووش!
ثم قفز من طرف الرمح ليستقر متشبثًا عند صدر آكل الموتى.
“هنا أليس كذلك؟”
“صحيح!”
وبمجرد أن أكدت أرييلا، غرس أولكن مخالبه.
بــــووك!
“كياااااااااك!”
فصرخ الوحش متألمًا وهو يهز جسده بعنف. لكن أولكن ظل متشبثًا به في وضع خطير، يكاد يسقط في أي لحظة.
وكلما اهتز الجسد الطويل لآكل الموت، كان جسده يتأرجح ويدور بشكل خطير.
ومع ذلك، استمد أولكن القوة وأطال مخالبه أكثر. فتلك كانت ميزة المستذئب: حرية تغيير الجسد كما يشاء.
“كييك! كيييييك!”
تك!
وسرعان ما اصطدم بسطح سميك متين. لم يسبق له أن اصطاد آكل موتى من قبل، لكن غريزة الصياد صاحت داخله:
‘هذا هو! لقد اخترقت جدار المعدة!’
فأطلق كل قوته، وسحب يديه إلى الأسفل مخدشًا بكل ما أوتي. و تَشبَّث بمخالبه المغروسة في الجسد بينما مزق بأظفاره اللحم.
شـــررررررخ!
تمزق الجلد والغشاء للمعدة في آن واحد، وانفجرت منه العصارة الهاضمة الحارقة.
“تباً!”
تفاداها أولكن في اللحظة الأخيرة، ثم صرخ نحو الأسفل،
“جلالتك!”
انسكبت العصارة الحمضية في الفراغ الذي أزاح جسده عنه. لكن قبل أن يلامس المطر الكاوي الأرض، رفع لودفيك يده.
فووووش!
وانبسط حاجزٌ من اللهب من أطراف أصابعه. فأحرق النارُ ذلك المطر الحمضي كلَّه حتى تبخر، ثم أحرق حتى الدخان السام الذي انبعث منه.
بعد أن تأكد أولكن أن سحر سيد الشياطين حمى الجميع بأمان، نادى هذه المرة على أرييلا.
“أيتها المتعاقدة!”
فأوقفت على الفور تعويذة التعميد. وعاد جسد غيرو إلى حالته الأصلية.
عندها أدخل أولكن ذراعيه بقوة في الشق الذي أحدثه.
تسسسسس!
و تصاعد الدخان، وملأ الجو رائحة احتراق الفراء والجلد.
لكن المستذئب وقد دخل في هيئة القتال لم يشعر بأي ألم. فقد ركّز كل انتباهه على هدفه فقط، وهو يشق طريقه بذراعيه.
بوووش.
وما إن شعر بملمس شيء رخو حتى قبض بكل قوته وشدّه بعنف.
بوووم!
فاندفع إلى الخارج جسد شيطاني مغطى بالعصارة البرتقالية للمعدة.
“أخرجته!”
تسسسسس!
استمرت الأصوات المتقدة، لكن أولكن لم يُعرها انتباهًا. و حمل غيرو على ظهره وقفز عائدًا إلى رمح العظام، راكضًا بسرعة نحو الأرض.
طاطق-!
وبمجرد أن هبط بسلام وهو يحتضن غيرو، انقضت أيضًا مدة استدعاء الرماح.
“الإنقاذ تم بنجاح!”
شرااااخ!
وفي تلك اللحظة كان لودفيك قد سحب سيفه.
_________________________
عشاهم اليوم شاورما مشوية من يدين ملكهم🤏🏻
وبكذا فطس ورجع غيرو وبنعرف ليه الحمار خلا زوجته✨
اهم شي سيسيل رجعلها ابوها😔🫂
أولكن في ذا الفصل هييه يجنن (ارييلا على راسهم) اطالب برسمه له
المهم المؤلفة شكلها قد درست تشريح معدة على ذا الوصف في الفصل…..
Dana
التعليقات