“لقد كان الأمر ممتعًا بعد طول غياب. أعتقد أنني قد أمرّ أحيانًا لأساعدكِ إلى أن تجدي من يعينكِ. و بالطبع، أنا أيضًا مشغولة ولن أستطيع المجيء كثيرًا. هل يزعجكِ ذلك؟”
“مـ……مزعج!؟ أبدًا! بالطبع يسعدني ذلك. لكن حقًا، هذا السيف……!”
وظلت سيسيل بعد ذلك برهةً طويلة تقلّب السيف بين يديها غير مصدقة لما تراه.
***
“أتقولين أن سيسيل ترفض لقاء غيرو؟”
ذلك المساء في قلعة لودفيك، في مملكة الشياطين. لم يكن في قاعة الاجتماعات سوى أرييلا وريتشموند.
كان لا يزال يفصل وقتٌ طويل عن الاجتماع، لكنهما حضرا باكرًا مصادفةً فجلسا وحدهما.
ثم قصّت أرييلا ما جرى في الصباح.
“لا أستطيع أن أستوعب الأمر.”
صحيحٌ أنها هي أيضًا ليست على وفاق مع والديها. بل إنهما لم يكتفيا بحرمانها من حق الوراثة، بل باعاها للإمبراطورية كذلك.
ومع ذلك، لولا تلك القصة القاسية، أليست عودة أحد الوالدين بعد موته مدعاةً للفرح قبل أي شعور آخر؟
“وفوق ذلك، لم يمت غيرو ميتةً طبيعية، بل قُتل قتلاً.”
لقد رحل أبٌ بتلك الطريقة المريعة، ثم عاد حيًا من جديد.
“ألا يثير فضولها أن تراه، لتتأكد إن كان وجهه هو نفسه الذي تعرفه، وإن كانت الروح الساكنة في ذلك الجسد هي فعلًا ذاتها التي عاشت في ذاكرتها؟”
حاولت أن تتخيل. لو كانت مكان سيسيل؟
حتى مع ضغينة قديمة، فلا بد أنها ستذهب بدافع الفضول لترى.
فتحدثت عن الفكرة بصراحة،
“أنا شخصيًا، كنت سأذهب وأراه أولًا.”
عندها ضحك ريتشموند بخفة.
“هاها!”
رغم هيئته التي لم تبقَ فيها غير العظام، ظل صوته دائمًا عذبًا عميقًا.
“ذلك لأنكِ تتحدثين من موقع المتعاقدة.”
“وما الفرق بين موقفي وموقف غيري؟ لمجرد أنني بشرية؟”
“أنا لا أتكلم عن اختلاف البشر والشياطين.”
“إذًا، عمَّ تتكلم؟”
“على المتعاقدة أن تعي أنها ليست كائنًا عاديًا. لا وفق معيار البشر، ولا وفق معيار الشياطين.”
“هل تحاول شتمي؟”
“ربما قسوت في عبارتي؟ حسنًا، فلنقل أنكِ لستِ اعتياديةً وحسب.”
حينها، ومضت في تجاويف جمجمته السوداء ومضةٌ زرقاء.
“حين يرحل الأعزاء بعيدًا، يبكي الناس وينوحون. والحزن ينشأ لأنهم على يقين أن الميت لن يعود أبدًا إلى جوارهم.”
إنما يتألمون لأنه لا رجعة له.
“لكن إن كان ما لا يُرجع قد رُدّ حقًا؟ إن عاد الميت حيًا، فهل سيكون ذوو القربى مسرورين حقًا؟ جربي أن تتخيلي.”
“همم؟”
“حين ينبش ميتٌ حديث العهد قبره ويخرج منه، كم من ذويه سيحتضنونه بلا تردد، مع أن اللحم قد بدأ يتعفن؟”
“آه……هذا ما تقصده.”
كان تفسيره مقنعًا إلى حد ما، وإن لم يبلغ تمام القناعة.
“ألم يكن لديكِ نفور حتى حين رأيتِ هيكلًا عظميًا لأول مرة؟ لا خوف ولا اشمئزاز؟”
“ولما أخاف؟ أليست مجرد جثثٍ تحركها أنتَ؟”
“سواءً حركتها أم لم أحركها، يكفي أنها تُسمّى جثثًا ليخافها معظم الناس.”
و أكمل ريتشموند بصوت دافئ،
“ألا تظنين أن رفض سيسيل لقائه إنما هو لسبب مشابه، بسبب ذلك الخوف؟”
فكرت أرييلا في كلماته. و بالفعل، يبدو أنها كانت تغفل جانبًا مهمًا.
“أحيانًا تبدو لي أكثر إنسانيةً حتى من الكائنات التي تجري الدماء في عروقها، يا ريتشموند.”
“سآخذها على أنها مديح.”
هو نفسه كان قد أصبح من الأموات السائرين، وكرّس عمره لدراسة إعادة الموتى. أفلم يكن من الطبيعي أن يفهم خوف الأحياء من المخلوقات غير الحية؟
لكنها حدست أن ذلك الإدراك لم يكن وليدًا مبهجًا.
“قدمتما باكرًا إذاً.”
انقطعت المحادثة عند دخول غيرو مع باقي الأتباع والملك الشيطاني. فما كان يصلح أن يقال أمامه، ولا هو مما يُسترسل فيه كأحاديث جانبية.
ثم بدأ الاجتماع بكلماتٍ من أولكن، زعيم المستذئبين،
“يبدو أن وحشًا قد دخل أراضي المقاطعة.”
“وحش؟”
تقلصت حاجبا لودفيك.
“لو كان في الداخل حقًا، لكنت أنا أول من يلحظه.”
ثم أبدت أرييلا هي الأخرى استغرابها،
“التنين الصغير يحلّق كل يوم ويراقب كامل المقاطعة من السماء، ومع ذلك لم يأتنا بأي تقرير كهذا.”
فعاد أولكن ليصحّح عبارته،
“آه، أقصد أن الوحش قد دخل إلى تحت أراضي المقاطعة.”
________________________
الزلزال طلع وحش؟ لايكون خلد كبير؟
المهم ريتشموند صدق عنده انسانية اكثر من الانسان نفسه بس هو قبل يفطس وش؟ شيطان بعد؟
ولودفيك صاير يغطس كثير مفروض مخاوي ارييلا كل شوي هذي اخرة الحارس؟
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات