“حتى لو لجأتِ إلى المنفى، سيواصل العبيد حياتهم البائسة كما هي، ولن يفعل ديلارك سوى أن يستميت أكثر لانتزاع أراضي لودفيك التابعة لملك الشياطين.”
كل ما قيل صحيح. فأدركت هيلينا أنها من فرط استعجالها جاءت إلى هذا المكان دون تفكير.
“هل لديكِ خطةٌ أخرى ربما؟”
حدقت إليها بلهفة وكأنها ترى المنقذ. و بعد أن فكرت أرييلا قليلًا تحدثت،
“لقد شيّد ديلارك حصنًا متينًا بالفعل. ولكي نهزمه لا بد من التوغل إلى الداخل.”
أما عن مواجهة عدو جبار لا يقارن والانتصار عليه، فقد سبق أن خاضت تلك التجربة.
“الطريقة الوحيدة التي تجعلك تنجو وتفعل الصواب في الوقت نفسه هي إسقاط الاثنين معًا، ديلارك وكارين.”
“وإن أسقطناهما؟”
“يجب إنزاله عن عرش ملك الشياطين.”
“……لم يغب ذلك عن بالي من قبل.”
لكن لإسقاط ديلارك كان من الواضح أن الثمن سيكون الكثير من التضحيات. و هيلينا أرادت تقليلها قدر المستطاع. سواءً كان الدم سيُراق داخل الإقطاعية أو خارجها.
في قلبها كانت قد تمردت على أبيها سلفًا. لكنها لم تكن تملك حيلةً لتغيير الموقف، فقادها الأمر إلى هنا.
ثم تحدثت أرييلا،
“أنت أكثر من يعرف تفاصيل مملكة ديلارك الداخلية، أليس كذلك؟”
توزيع الجند، والموارد الأساسية، وشبكات التجارة مع القوافل.
طرحت أرييلا الأسئلة على هيلينا ودوّنت إجابتها. و جمعت المعلومات وصاغتها وربطت بينها مرات ومرات.
ثم رسمت دائرةً كبيرة وسط الورقة الملطخة بالحبر،
“هيلينا، عودي أولًا إلى مملكة ديلارك ثم واصلي تزويدنا بالمعلومات.”
أرييلا كانت تنوي كسب أكبر قدر ممكن من الوقت. فمشروعٌ ضخم مثل حفر الأنفاق لا يُحسم بين ليلة وضحاها.
كيف سيقسم الطرفان العمل التنفيذي؟ وكيف ستجري المعاينات المسبقة؟ وما إلى ذلك. تتطلب هذه التفاصيل وحدها أشهرًا من المفاوضات.
وحتى إن كان المشروع زائفًا، فإن دفعه للأمام كأنه حقيقي سيجعل الوقت يمضي تلقائيًا.
‘بمجرد أن بدأ ديلارك يستهدف لودفيك فلن يتراجع أبدًا.’
لقد رُمي النرد ولا مفر من القتال.
“فلنُظهر له أننا انخدعنا، ونبحث في الوقت نفسه عن طريقة لإسقاطه.”
***
في اليوم التالي. بعد انتهاء الجلسة الرسمية الثانية، استدعت هيلينا وفد السفراء.
اجتمعت مع حرسها التابع من التُرول الثلجي، ومع بقية المبعوثين الأربعة، في غرفتها.
“للأسف، يبدو أننا سنضطر للمغادرة دون تلقي جواب فوري.”
كانت أجواء الجلسة الثانية مشابهةً لما كانت عليه أمس.
بالطبع، كانت هيلينا قد رتبت الأمور مسبقًا مع أرييلا، فكان ما حدث في قاعة الاجتماعات مجرد تمثيل.
“لا الملك الشيطان ولا المتعاقدة يوافقون بسهولة. كنت أتوقع ذلك.”
وافق أحد الوزراء المرافق بصوت خافت.
“بالضبط. هذه البشرية التافهة، رغم صغر شأنها، تتكلم بلا توقف وكأنها تملك كل شيء.”
لم تكن مشاعرهم تجاه أرييلا جيدة. لأنهم شهدوا هزيمةً في النقاش الذي دار أمس.
“لقد تفاخروا قليلاً بعد أن حصلوا على بعض الأرباح القليلة.”
“أليس هذا مستفزًا؟ فلا شيء لديهم يُذكر سوى طهي السلايم والطحالب.”
بالطبع، كان هذا التقليل سخيفًا تمامًا.
و هيلينا لم تشأ أن تجادل حول قيمة تلك الموارد المادية، فحتى الحاضرين كانوا سيعترفون بها سرًّا لكن كبرياؤهم منعهم من الاعتراف.
“سمعت أن محصول الزراعة هذا الموسم جيد قليلًا……يبدو أن ملك الشياطين لودفيك مخطئٌ تمامًا في حساباته.”
“مهما يكن، القوة العسكرية لا تزال على حالها.”
“بالضبط! حين تتجمع قواتنا المدربة، سيرفع هؤلاء الضعفاء الراية البيضاء سريعًا.”
توالت بعد ذلك شكاوى السفراء. و استمعت هيلينا لفترة طويلة ثم تحدثت بهدوء،
“من الصحيح أن والدي ليس لديه سبب عاجل لإرسال الجيش على الفور. لذلك أُرسلنا نحن إلى هنا، أليس كذلك؟”
“…….”
“…….”
صمت السفراء أمام هيلينا التي أصابت الهدف بدقة.
“والخبر السار هو أنهم أبدوا اهتمامًا كبيرًا بقصة النفق. فلنرضى بذلك مؤقتًا ونعود الآن.”
حين قالت ذلك، ارتسمت علامات القلق على وجوه الوزراء.
“ها، لكن ماذا سيحدث إذا عدنا بلا شيء!”
“بالضبط! سيصدر ملك الشياطين أوامره الصارمة.”
“اطمئنوا، سأقوم بتقديم تقرير النتائج بنفسي.”
“أوه، هيلينا، حقًا رحيمة! ستفعلين ذلك؟”
نهض الوزراء لجمع أغراضهم. و بينما كانوا يخرجون، نظرت هيلينا إلى التُرول الثلجي الذي يقف حارسًا عند الباب.
و استقرت عينها للحظة على مؤخر رقبته المغطاة بالفراء الأبيض ثم ابتعدت.
***
“هل عدتِ؟”
في قلعة ملك الشياطين ديلارك. عند عودتها، انحنت هيلينا أمام العرش الذهبي.
“يقولون أنهم سيفكرون؟ ها! ما أجرأهم.”
أظهر ديلارك، بعد أن تلقى التقرير، رد فعل متوقعًا.
“ما رأيكِ بعد أن رأيتي كل شيء بعينيكِ؟”
ثم شرحت هيلينا كما أعدت مسبقًا،
“قصة النفق كانت الطُعم الذي لم يستطيعوا رفضه أبدًا. و لم يتمكنوا من إخفاء اهتمامهم.”
“هاها! صحيح. من خطرت له هذه الفكرة؟”
فمدّ ديلارك يده ليداعب رأس كارين الجالسة بجانبه.
“على أي حال، هل أرسلنا الهدية بلا جدوى؟ ربما كانت قصة النفق وحدها كافية.”
وبينما كانت النوايا غير واضحة، فقد حملت هيلينا هديةً فاخرة لإرسالها إلى إقطاعية لودفيك باعتبارها وفد السفراء الرسمي.
كان هذا إجراءً طبيعيًا وفق تقاليد العالم الشيطاني، وضروريًا أيضًا لخداع الطرف الآخر، لكن ديلارك بدا وكأنه يراه مضيعةً للجهد.
“لا تحزن كثيرًا.”
تدخلت كارين في تلك اللحظة. و مدّت يدها لتداعب ذراع ديلارك الضخمة، المملوءة حتى حدود الانفجار كما لو كانت نقانق محشوًا.
“على أي حال، كل ما ستستعيده بعد إخضاع لودفيك سيعود إلى حوزتكَ.”
“حقًا؟ هاهاها! على أي حال، أنتِ تختارين دائمًا الكلام الذي يعجبني.”
حاولت هيلينا كتم ابتسامةٍ مريرة.
كان هذا المكان مقرًا لإدارة شؤون الملك الشيطان. وهيلينا هنا بصفتها مستشارةً تقدم تقارير عن تنفيذ أوامر الملك، لا لمحادثة عائلية.
أما كارين فلم تُمنح حتى الآن أي منصب رسمي في مملكة الشياطين. ومع ذلك، كانت الشائعات تنتشر علنًا حول قضائها اليوم كله في هذه الغرفة. وأنها تتدخل في جميع القرارات الكبرى والصغرى للملك.
‘بهذه الطريقة، هل يُصبح هناك ملكان يحكمان مملكةً واحدة؟’
ابتلعت هيلينا غضبها المتأجج.
كان على ديلارك أن يعتقد أن كل شيء يسير وفق خطة هيلينا. فتحدّت وهي تحافظ على هدوئها،
“قالوا أنهم سيفكرون مليًا، لكن قلبهم قد مال بالفعل.”
“حقًا؟”
“ومع ذلك، فإن المماطلة تأتي من رغبتهم في استعادة كبريائهم بسبب أحداث سابقة، ومن أجل الحصول على شروط أكثر فائدة.”
“لودفيك؟ هذه ليست من أفكار هذا الغبي الصغير.”
“ربما هي مكيدة المتعاقدة البشرية. فهي التي قادت الاجتماع عمليًا.”
غاص ديلارك في التفكير للحظة.
بينما حاولت هيلينا الإقناع وكأنها تثبت مسألة،
“على أي حال، يبدو أنهم سيميلون إلى ما نريد، لذا من الأفضل ألا نستعجل ونعطيهم بعض الوقت.”
و بعد أن حرّك ديلارك عينيه الممتلئتين بالطمع، تحدث أخيرًا،
“حسنًا. إذا أسرعت جدًا ستقع في خطأ. افعلوا كما تشاؤون.”
لحسن الحظ، تم كل شيء كما أرادت أرييلا. فابتلعت هيلينا تنهيدة ارتياح وخرجت من غرفة العمل.
في الرواق كان حارسها التُرول الثلجي ينتظرها. وبعد إغلاق الباب، تحركت هيلينا معه.
سارت في الرواق فترة طويلة. و بعد أن تأكدت من عدم وجود آذان صاغية، ناديته باسمه،
“سلفينير.”
“أمر، سيدتي هيلينا.”
كان أسلوبه مهذبًا، لكن صوته جاف خالٍ من أي شعور.
بدلاً من التحرك فورًا، نظرته للحظة بصمت ثم،
“أصبحت فضوليةً فجأة.”
انتظر كأنه يطلب أن توضّح.
“قلتَ أنكَ أُخذت كعبد قبل أن أولد، أليس كذلك؟”
“…….”
بداً وكأنه سؤالٌ غير متوقع. فرفع ذقنه قليلاً. و لأول مرة اليوم، التقى التُرول الثلجي بعين هيلينا.
وكانت عيناه مليئتين بمشاعر مضطربة.
_________________________
يمه؟ يعني الي حول رقبته الجهاز الي يمسك سحره؟ ياعمري شكل هيلينا تحس بالذنب وهي تشوفه كل شوي حولها كذا
المهم ديلارك يع مره يعععععع
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 71"