فيوووو-!
كلما هبّت الريح، تدحرجت كتلٌ من الأعشاب اليابسة والغبار مختلطة ببعضها البعض.
“هل هذا، بالمناسبة، أكثر أطراف إقليمكَ تخلّفًا؟”
رفع لودفيك حاجبه وكأنّه يسمع كلامًا عجيبًا للغاية.
“كلا؟ ما دمتُ أعود إلى إقليمي، فلا داعي لأن أذهب إلى زاويةٍ نائية عن قصد.”
وكان ذلك كلامًا معقولًا أيضًا.
“لكن، مهما يكن..…”
أينما وجهت نظري، بدا المنظر بائسًا فقط.
كان الطريق ممتلئًا بالأعشاب العشوائية التي لم يتم اقتلاعها. وكانت أدوات الزراعة والعربات اليدوية الصدئة مبعثرةً هنا وهناك.
ظهرت بعض البيوت، لكنها بدت و كأنها مهجورة منذ زمن طويل. و النوافذ كانت مكسورةً تمامًا، والأسطح مائلة وكأنها توشك أن تنهار…..
وبينما بقيت نظرات أرييلا معلقةً على تلك الجهة لوقت طويل، تحدث لودفيك، وكأنه يعلم تمامًا ما الذي تفكر به.
“آه، لا تقلقي. أنا لا أعيش في ذلك المنزل.”
لا، في الحقيقة، أنا لم أقلق بشأن ذلك من الأساس؟ فمن ناحية الأمان والنظافة، لا يجب على أي أحد أن يعيش في مكان كهذا…..
“هذا منزل الكوبولدات* الذين يزرعون هذه الأراضي الزراعية.”
*كائن خيالي اسطوري، ومهمته حماية المنازل وأصحابها من الشرور
فزعت أرييلا.ر
“ليست مهجورة؟ وهناك من يعيش فيها؟”
دهشتها لم تكن لأنها أميرة نشأت داخل القصر ولا تعرف شيئًا عن حياة الفقراء. ففي مسقط رأس أرييلا، كان من المعتاد أن يتم هدم البيوت المهجورة قبل أن تتحول إلى أوكار للمتشردين أو المجرمين.
وبالنظر إلى الوضع الأمني، كان ذلك هو القرار الصائب.
لكن، أن يكون بيت في قلب الإقليم بهذا الشكل، والأسوأ من ذلك أن هناك من يسكنه؟
إذاً فالأمر في غاية الخطورة.
“هيا، لنذهب.”
على عكس ما كان عليه في عالم البشر حين كان يحلق في السماء، بدأ لودفيك يمشي في المقدمة. وتبعته أرييلا خلفه.
إلى أي مدى تقدما؟ إذا بأصواتٍ مريبة تُسمع، صراخٌ غليظ وانفعالات مرعبة ممزوجة بخوف شديد.
“ما هذا؟”
نظرات ملك الشياطين تحولت فجأةً إلى الحِدّية. وسرعان ما ظهرت المشاهد على الجهة المقابلة في نظر أرييلا أيضًا.
كان الكوبولدات يفرّون مذعورين. ويتبعهم من الخلف مقاتلون مسلّحون…..
“أورك*؟”
*الي لونهم اخضر
وصلت إلى مسامعها صرخات الكوبولدات المذعورة.
“أورك! الأورك ظهر!”
“اهربوا!”
يبدو أن الكوبولدات كانوا يعملون في الأراضي الزراعية. لكنهم الآن رَمَوا أدواتهم وركضوا بكل قوتهم للنجاة بحياتهم.
كان عدد الأورك يقارب العشرين، وكانوا يتحركون بتنظيم واضح. و نصفهم تقريبًا كان يحمل الفؤوس والسيوف ويقوم بإثارة الفوضى، أما النصف الآخر فكان يحمل الأكياس على ظهورهم ويكنسون المحاصيل بداخلها.
سألت أرييلا بلهفة،
“الأورك، أليسوا من سكان هذه المنطقة؟ لماذا يهاجمون الكوبولدات؟”
“هؤلاء لا يخضعون لحكم ملك الشياطين، بل يعيشون في جماعات منفصلة بأنفسهم. ومع اقتراب موسم الحصاد، جاؤوا لنهب أراضي إقليمي. تمامًا كما يفعلون دائمًا.”
تجهم وجه الملك ومد يده في الهواء، فظهر سيف بين يديه.
“انتظري هنا. هؤلاء الأوغاد المزعجون…..سأذهب لأتولى أمرهم.”
ومع انتهاء كلماته، اندفع لودفيك نحو الأورك.
لم يستخدم اللهب هذه المرة، ربما لأنه يخشى أن تمتد النار إلى الأراضي الزراعية؟
صرخ الكوبولدات، الذين لمحوه، فرحًا،
“آه! إنه ملك الشياطين!”
“لقد جاء لينقذنا! نحن في أمان الآن!”
أما الأورك، الذين كانوا في قمة الثقة، فقد صُدموا من ظهوره المفاجئ.
“ملك الشياطين؟! مستحيل! لا يمكن أن يكون هنا الآن…..من المؤكد..…”
“ماذا؟ ألم يقلوا أنه في إجازة؟ كيف جاء بهذه السرعة…..آااه!”
السيف كان أسرع من البرق. ومع كل ومضة من نصل سيفه اللامع، كان الأورك يسقط أرضًا.
وفي تلك الأثناء، رأى الكوبولدات الهاربون أرييلا.
“هذ…..هذه إنسان؟”
“نعم، إنسان. كما ترون تمامًا.”
“لكن…..ما الذي يفعله الإنسان هنا؟”
“لحظة فقط. دعوني أنا أسأل أولًا.”
كانت علامات الاستفهام تموج في رأسها. و وبما أنها لا تتحمل كتمان الفضول، توجهت بالكلام مباشرة.
“الأورك كائنات آكلة للحوم، صحيح؟ فلماذا ينهبون الأراضي الزراعية إذاً؟ فهم لا يأكلون الحبوب. ويبدو أن هذه ليست أول مرة يفعلون فيها ذلك.”
وبما أنها طرحت السؤال بكل جرأة رغم كونها غريبة عنهم، أجاب الكوبولدات بلا تفكير.
“…..كما قلتم، هؤلاء الأوغاد لا يأكلون المحاصيل. إنهم ينهبونها منا ليبيعوها في أراضي ملوك شياطين آخرين.”
وبشكل لا إرادي، بدأ الكوبولد يتحدث مع الإنسان أمامه بأسلوب محترم. فرغم أنها مجرد إنسانة، إلا أنهم شعر أمامها بهيبة غريبة لا تُقاوم.
“أعند الأورك ذكاء كافٍ يسمح لهم بعقد صفقات؟”
“نعم؟ بالطبع. إنهم مخلوقاتٌ ماكرة جدًا.”
“لحظة. هذا يجعلني أفهم الأمر أقل.”
‘إذا كانوا يجرون صفقات في أراضٍ تابعة لملوك شياطين آخرين، فلماذا ينهبون فقط في أراضي لودفيك..…؟’
عقل أرييلا بدأ يعمل بسرعة.
‘هل هذا يعني أن دفاعات هذا الإقليم ضعيفةٌ لدرجة تسمح لهم بالنهب بلا خوف؟ أم أن الأورك لا يجدون في هذا الإقليم أي شيء يستحق المقايضة، أي شيء يحتاجونه؟’
الجواب هو: كلا الاحتمالين صحيح.
فالأورك يدخلون أراضي مملكة لودفيك وكأنها بيتهم منذ زمن بعيد، و لأنهم يعلمون أن خطوط الدفاع في هذه المنطقة مليئة بالثغرات المكشوفة.
كما أنه لا يمكنهم حتى التفكير في إجراء تبادل تجاري مع سكان هذا الإقليم، لأن ما يحتاجه الأورك هو الأسلحة المصنوعة بدقة من المعادن، والأدوية، وأدوات الكيمياء والسحر.
لكن مثل هذه الموارد نادرة في أراضي لودفيك. بل حتى ما يكفي لاستخدامهم الشخصي غير متوفر، فما بالك بأشياء يمكنهم بيعها؟
بمعنى آخر، حياتهم ضيقةٌ جدًا لدرجة أنه لا وجود لمفهوم الموارد الفائضة لديهم.
ملك الشياطين الذي يملأ فراغ الجنود بنفسه ويطارد قطاع الطرق بنفسه أيضًا.
عندما نظرت أرييلا إلى ظهره وهو منهمك في القتال، أدركت الإجابة. و بدأت أشعر ببعض القلق.
وفي تلك الأثناء، أنهى لودفيك معركته مع الأورك وعاد. ومن الواضح أنه لم يستخدم أي قطرة من قوته السحرية في هذا القتال.
ليس السحر فقط، بل يبدو أن مهاراته في المبارزة مذهلة أيضًا…..
ملك الشياطين الذي لم يضطرب حتى في أنفاسه، تابع السير مع أرييلا. بينما ظل الكوبولدات في الخلف ينحنون بامتنان مرارًا وتكرارًا حتى اختفى الاثنان عن أنظارهم.
وبينما كانت أرييلا ترتب أفكارها في رأسها، وصلوا أخيرًا إلى القلعة.
و كما توقعت. حجم القلعة أيضًا كان بائسًا. يشبه أصغر قلعة في المملكة تقريبًا.
كان هناك جنودٌ من الشياطين يقفون لحراسة المدخل.
لكن من وجهة نظر أرييلا، بدا الجو هناك فوضويًا نوعًا ما.
فقد كان الجنود يتبادلون الأحاديث الجانبية، ولم ينتبهوا إلا متأخرًا لوصول ملك الشياطين، فوقفوا لتحيته على عجل.
“أه؟ لقد عدتَ مبكرًا، يا مولاي!”
“لكن…..هذه الرائحة…..شم شم…..إنها إنسان!”
“هل هي خادمة جديدة أتيتَ بها؟”
“هيه، مستحيل! جلالتكَ لا يهوى صيد العبيد!”
قبل أن يستمر الحديث أكثر، قاطعهم لودفيك بحزم.
“إنها متعاقدة.”
“……؟”
“……؟”
ساد صمت غريب للحظة، ثم…..
“ماذا؟! أنتَ يا مولاي؟! هاهاهاهاها!”
“هل تقول أنكَ عقدت عقداً معها؟ هاها، هذا غير ممكن!”
“نعم، نعم، عقد! هذا مثل مصاص دماء يستمتع بأشعة الشمس!”
“بل مثل أورك يتبع حميةً نباتية!”
كان حراس بوابة القلعة يسخرون بوقاحة من كلام الملك، بل ويسخرون من عقده مع أرييلا أمام أعينهما.
شعرت أرييلا بالغضب يغلي في داخلها.
هؤلاء الأوغاد…..أعتقد أنه يجب تعليقهم جميعًا على المشانق، أليس كذلك؟
***
بمجرد أن انتشرت أخبار وصول ملك الشياطين إلى القلعة، أُنزِل الجسر المتحرك، وخرج كبير الخدم – وهو كوبولد – لاستقبالهما.
وكان هذا الكوبولد مختلفًا تمامًا في هيئته عن المزارعين الذين قابلوهم في الخارج. فملابسه كانت رسميةً نسبيًا، ويرتدي نظارةً أحادية في عينه اليمنى.
كما أن شعره كان مختلطًا بالكثير من اللون الأبيض، مما يدل على تقدمه في السن.
“أرِها طريقها إلى الغرفة.”
قال لودفيك ذلك، ثم التفت إلى أرييلا وقال إنه سيراها مجددًا في الغد، إذ يبدو أنه ينوي اليوم إنهاء بعض الأمور العاجلة، ثم يستدعي وزراءه غدًا ليقدّم أرييلا رسميًا لهم.
وبذلك افترق الاثنان مؤقتًا في تلك اللحظة.
“نادِني بـ غرويب، من فضلك.”
قال الكوبولد ذلك بصوتٍ واضح وهادئ.
وكان غرويب ينوي أخذ أرييلا مباشرةً إلى غرفتها، لكنّها أوقفته قائلة،
“لحظة من فضلكَ، غرويب. هل لديكَ بعض الوقت الآن؟”
“نعم؟ لدي وقتٌ بالطبع، ولكن..…”
“إذاً بدلًا من الذهاب إلى الغرفة مباشرة، أريد أن أتجول قليلًا في أرجاء القلعة والمناطق المحيطة بها.”
___________________
اخص تبدا شغل من الحين
المهم قريتهم كأنها قرية القرويين في ماينكرافت😂
المزارعين هم القروين والاورك الي جايين يسرقون ذولا إنا ياللاعبين😘
Dana
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 6"