الممالك الشيطانية أصيبت بالصدمة.

 

“إذا عقدنا صفقةً مع نقابة فيدوِك سنصبح أعداءً للتنانين؟”

 

“هل سبق أن حصل أمرٌ كهذا من قبل؟”

 

“لا أدري. الشياطين والتنانين ظلوا يراقب بعضهم منذ زمن طويل لكنهم تجنبوا الحروب الشاملة، أليس كذلك؟”

 

إلا إذا كان الأمر حربًا بين ملوك الشياطين على مناطق النفوذ.

 

أما حرب شاملة بين الشياطين والتنانين فبالنسبة لملوك الشياطين في العصر الحالي كانت أمرًا يجب تفاديه تمامًا.

 

لكن الأمر كان يختلف تمامًا عن تحطيم بيضةٍ سرًا.

 

“التنانين تطمع في المال لكن لا تطمع في الأرض.”

 

صحيحٌ أن التنانين تحب الجواهر الثمينة أو التحف الفنية أو الأدوات السحرية. لكنها لم تكن تملك مثل الشياطين رغبةً أو دافعًا لحكم أراضٍ شاسعة أو امتلاك الكثير من السكان.

 

ولإثبات هذه الحقيقة، فإن معظم التنانين كانت تحكم فقط مساحةً محدودة تكفي لإقامة عرينها.

 

“لذلك كان ملوك الشياطين يعتبرون التنانين عنصر خطر لكنهم لم يتحدوهم. لأنه لم تكن هناك ذريعة.”

 

“لكن هذه المرة التنانين تملك الذريعة، أليس كذلك؟”

 

“بالضبط! أي ملك شيطان سيخوض حربًا لا تحمل شرفًا ولا منفعة؟”

 

توقعات الناس كانت صائبة. فملوك الشياطين الذين كانوا يتعاملون مع شركة فيدوِك التجارية قطعوا التعامل معها بسرعة.

 

وليس لأنهم يخافون من التنانين بالضرورة، بل متذرعين بالمصلحة الدبلوماسية. فعلى الرغم من أن تلك الشركة كانت تعد من بين أقوى ثلاث شركات في جنوب عالم الشياطين، إلا أن البدائل لم تكن منعدمة.

 

“صحيح، لا داعي لأن نُصيب أنفسنا بمشاكل بلا سبب.”

 

عملاء شركة فيدوِك بدأوا يتناقصون بسرعة.

 

فإذا كان حتى ملوك الشياطين يلتزمون الحذر، فكيف بالعملاء الأصغر منهم حجمًا أن يتجرؤوا؟

 

في النهاية، فقدت الشركة المحرك الرئيسي لأرباحها. وأصبحت عاجزةً عن بيع أو شراء البضائع. و المخزون الذي اشترته بقي مكدسًا في المخازن بلا تصريف، وتوقفت حركة الذهب.

 

“يقال إن باغيس فيدوِك قد أمسك به التنين بالفعل؟”

 

“صحيح. ذلك الشيطان الذي كان يملأه الكبرياء أصبح الآن عبدًا في مناجمهم.”

 

“هاها…..أمرٌ لا يُصدق.”

 

التنانين أعلنت مصير باغيس فيدويك في كل أرجاء عالم الشياطين.ً و كان ذلك بمثابة تحذير للشياطين.

 

و نقابة فيدوِك غرقت في الفوضى. فغياب صاحب القرار الذي كان يجب أن يسيطر ويوجه بحزم سرّع من تدهور الوضع.

 

وتوالت الأزمات، ولم تتوقف تحركات العملاء السابقين عند هذا الحد.

 

“ألا يمكن أن تصلنا المصائب بسبب هذا؟”

 

“كم المبلغ الذي من المفترض أن نتقاضاه من نقابة فيدوِك؟”

 

“إن استمر الأمر هكذا، قد تتأثر تجارتنا نحن أيضًا. اتخذوا الإجراءات مسبقًا!”

 

عندما تكبر حركة الأموال كما في نقابة فيدوِك التجارية، تُجرى المعاملات غالبًا بالدين، لما يملكونه من ثقة. 

 

لكن الذين باعوا لهم البضائع بالدين بدأ القلق يتسرب إليهم. فبانتظارهم، إفلاس نقابك فيدوِك الذي ليس إلا مسألة وقت.

 

“أ….أنتم! ما هذا التصرف هنا؟”

 

مسؤول نقابة فيدوِك المالي ارتبك من توافد الشياطين إليه. لكنهم جادلوا بثقة.

 

“أي تصرف؟ جئنا فقط لنأخذ أموالنا!”

 

“يجب أن تدفع لنا فورًا ثمن جلود الغارغويل وقرون وحيد القرن التي سلمناها لكم. لن نخطو خطوةً من هنا حتى نحصل على المال!”

 

“انتظر! نحن أولًا! رسوم تأجير العربة والسائس التي استعرتموها من المرة السابقة لم تُسدَّد بعد..…”

 

“وماذا عن ثمن ثمار المانداغورا التي بعناها لكم؟ متى ستدفعونه؟”

 

المسؤول أخذ يتصبب عرقًا وهو يتوسل.

 

“انتظروا قليلًا، لا تفعلوا هذا، اهدأوا جميعًا!”

 

“كيف تريدنا أن نهدأ؟ كفى كلامًا وأعطنا المال أولًا!”

 

العملاء لم ينتظروا حلول موعد الدفع، وبدأوا يقتحمون مقر فيدوِك.

 

فالتجار دائمًا ما يملكون أنوفًا حادة لشم رائحة المال، لكنهم أكثر حساسيةً تجاه رائحة التأخر في الدفع والإفلاس.

 

نداءات المسؤولين بأن الدفع سيتم بلا مشاكل لم تجد آذانًا صاغية. واضطر الجمع إلى استخدام القوة.

 

“هناك! انهبوا المخزن!”

 

“خذوا كل ما له قيمة. لا يجب أن نخسر نحن أيضًا بسبب حماقات فيدوِك!”

 

فأخذوا من مقر النقابة كل شيء، من التحف السحرية إلى الأثاث واللوازم.

 

أمام تصرفاتهم المشابهة لأعمال الشغب، جلس موظفو الشركة مذهولين.

 

حتى الجنود الذين من المفترض أن يمنعوا مثل هذه الفوضى انضموا إلى النهب.

 

“بهذا الشكل، قد لا نحصل على رواتبنا نحن أيضًا.”

 

“لا يمكن أن نغادر خالين اليدين. لنأخذ نصيبنا!”

 

ولم يستغرق الخراب وقتًا طويلًا.

 

نقابة التجارة الكبرى التي كانت تهيمن على جنوب عالم الشياطين انتهى بها الأمر ممزقةً بشكل بائس، لتختفي بلا أي أثر.

 

***

 

لودفيك الذي كان يستمع إلى القصة أومأ برأسه برضا.

 

“إذًا اختفى المزعج تمامًا.”

 

“صحيح. كما كنا نريد.”

 

أطلق لودفيك صوتاً ساخرًا من أنفه.

 

“إذًا صار بإمكاننا الآن الاستعداد لبيع محلول مزج السلايم. هل سنقابل نقابة تجارة أخرى؟”

 

“لا، لسنا بحاجة للبحث عن عملاء. فقد حصلنا عليهم بالفعل.”

 

“همم؟”

 

كانت هناك نقاباتٌ لا حصر لها في جنوب عالم الشياطين يمكن أن تحتاج هذا المحلول.

 

وبما أن أرييلا لا تستطيع أن تبحث عنهم جميعًا بنفسها، فقد كانت بحاجة إلى نقابة جديدة تتوسط في المعاملات.

 

لكن أرييلا كانت قد حلت هذه المسألة مسبقًا.

 

“هل تذكر ذلك القزم؟ الذي التقيناه في مقر نقابة فيدوِك.”

 

“أتذكره. ذلك العجوز العنيد.”

 

أومأ لودفيك برأسه.

 

ذلك القزم الذي كان على خلاف مع باغيس فيدوِك وأُبعد سياسيًا. كانت شظية القشور التي منحها لهم قد ساعدت كثيرًا في حل هذه المسألة.

 

“صحيحٌ أن أصول فيدوِك نُهبت تقريبًا بالكامل، لكن ما زال هناك ما تبقى منها. فالقزم تحرك بسرعة واستغل ذلك.”

 

“ألم يقولوا أن المخزن لم يبق فيه حتى وبر؟ ما الذي تقصدينه؟”

 

شيءٌ ذو قيمة لا يمكن تحويله إلى مادة. شيء يرغب به الجميع لكن يصعب الحصول عليه، ويسهل فقدانه.

 

“عملاء فيدوِك السابقون. أي شبكة علاقاته.”

 

ذلك القزم كان أحد الذين طلبوا من غيرو في حياته أن يؤسس له نقابةً تجارية جديدة.

 

لكن الظروف تغيّرت الآن. غيرو أصبح تحت إمرة لودفيك، وباغيس فيدوِك الذي كان يعرقل القزم اختفى من الوجود.

 

لذلك قرر القزم أن يؤسس بنفسه نقابةً تجارية جديدة. فالتنانين كانت تستهدف فقط نقابة فيدوِك القديمة التي كان يديرها باغيس فيدوِك.

 

وفور اختفاء رئيس النقابة، تحرك القزم بسرعة وحصل من العملاء المهمين على وعود بالتعامل مع نقابته الجديدة من الآن فصاعدًا.

 

وهذا سرّع من نهاية نقابة فيدوِك.

 

وبطبيعة الحال، كان قد نسّق شروط التعامل مع أرييلا قبل ذلك.

 

“من الآن فصاعدًا، سيتداول محلول السلايم من خلاله.”

 

وكانت شروط الصفقة تصب في مصلحة أرييلا بشكل ساحق مقارنةً بما عرضه فيدوِك سابقًا.

 

وكان ذلك أمرًا طبيعيًا، إذ إن كل هذه النتائج لم تكن لتتحقق لولا أرييلا.

 

فارتسمت على وجه لودفيك ملامح الرضا.

 

“إذًا، كل شيء انتهى.”

 

أومأ برأسه.

 

“ذلك الحقير فيدوِك، كان يتفاخر ويتعالى أمامي هكذا…..يستحق ما جرى له. سيبقى محبوسًا في المنجم حتى يموت من الشيخوخة..…”

 

وأثناء تمتمته، ارتجف فجأة وكأن شيئًا نسيه قد خطر على باله.

 

“انتظري لحظة!”

 

“ماذا هناك؟”

 

“إذًا باغيس فيدوِك، ذلك الحقير، لم يمت، أليس كذلك؟ صحيحٌ أن وضعه الآن أسوأ من الموت، لكن في النهاية ما زال حيًّا.”

 

“صحيح.”

 

“إذًا، ماذا عن الاتفاق الذي أبرمناه مع غيرو؟”

 

قطّب لودفيك حاجبيه.

 

“الشرط كان قتله. صحيحٌ أن كونه عبدًا للتنانين يثلج صدري، لكنه الآن أبعد من أن تطاله أيدينا.”

 

“في الواقع، لهذا السبب كنت في انتظاركَ. علينا أن نذهب لإيقاظ غيرو وإخباره بكل ما جرى حتى الآن.”

 

بعد أن انضم إليهم ريتشموند، توجه الثلاثة إلى أقبية قلعة ملك الشياطين.

 

وكما في السابق، ردد ريتش التعويذة، فبدأ الزومبي يترنح وهو ينهض من مكانه.

 

ثم روت أرييلا بهدوء ما حدث لباغيس فيدوِك. و الزومبي ظل يستمع بصمت، بملامح يصعب قراءتها.

 

وبعد لحظات…..

 

“ها….ها..…”

 

ارتفعت كتفا الزومبي في حركة متخشبة. ومع مرور الوقت، ازدادت تلك الحركة حدة.

 

“ها….ها….هاها….ها…..هاهاها!”

 

حتى بحركاته المقيدة، كان الزومبي يضحك بكل كيانه.

 

ومع صرير عظامه ولحم جسده المهتز، دوّى ضحكه الجنوني في أرجاء القبو.

 

‘هذه أول مرة أرى فيها زومبيًا يفرح إلى هذا الحد.’

 

كانت عضلات وجهه ترتجف كمن أصابها التشنج، وهو يضحك بمرح…..بمرح شديد.

 

“با….باغيس….فيدوِك! أوه أوه! با….غيـ….س….فيدوِك! ذلك اللعين، الحقير…..لقد دُمِّر فعلًا! وفوق ذلك، دُمِّر تدميرًا هائلًا!”

 

بالنسبة له، لم يكن هناك خبرٌ أسعد من هذا. فهو العدو الذي ظل يعاديه باستمرار منذ أيام النقابة، وانتهى به المطاف إلى اغتياله.

 

“ذلك الوغد الخبيث الذي قتلني من أجل المال…..لم يحصل على حتى فلس واحد، بل أصبح عبدًا للتنين، يحفر الأرض طوال حياته؟”

 

يبدو وكأنه على وشك أن يبدأ بالرقص فرحًا.

 

“عملٌ بلا أجر! نهايةٌ مثالية لذلك الجشع الذي لم يكن يرى سوى المال!”

 

‘لكن حب المال ينطبق عليكَ أنت أيضًا يا غيرو.’

 

ابتلعت أرييلا ما كاد يخرج من فمها.

 

بالنسبة للتجار الذين يعاملون المال كحياتهم، فالعمل بلا مقابل هو أسوأ عقوبة يمكن أن يتعرضوا لها.

 

“هاها….هاها….هاهاها!”

 

انتظرت أرييلا حتى تهدأ عاصفة ضحكه.

 

وعندما بدا أنه تمالك نفسه قليلًا وأرادت الدخول في صلب الموضوع، اكتشفت أنها لم تكن بحاجة لذلك.

 

“أوافق!”

 

كانت هذه الجملة وحدها التي لم يتلعثم فيها. 

 

بينما كان وجه الزومبي الداكن يشرق بتعبير لا يليق بلونه.

 

“كان الشرط الأصلي هو قتله…..لكن لا بأس! فقد نال عقابًا أسوأ من الموت، لذا لم أعد أريد أكثر من ذلك.”

 

ثم ترنح الزومبي متقدمًا خطوةً خطوة حتى جثا على ركبتيه أمام أرييلا ولودفيك. إشارةً واضحة على الخضوع.

 

كانت هذه لحظة تحقيق أرييلا لهدف آخر من أهدافها.

 

***

 

خرجا أرييلا ولودفيك من القبو.

 

وأثناء صعودهما السلم المؤدي إلى الأعلى، لاحظ لودفيك آثارًا غريبة في كل مكان. فقد كانت الجدران والسلالم مليئةً بالخدوش وآثار التكسير.

 

“ما كل هذا؟”

 

“التنين الصغير هو من فعل ذلك.”

 

“التنين؟”

 

“ربما لأن مرحلة نموه جعلته مفعمًا بالقوة.”

 

تنهد لودفيك.

 

“على الأقل كاليثيرد أخذه معه، وإلا لو بقي بضعة أيام أخرى لهدم هذا القصر على بكرة أبيه.”

 

“آه، بشأن ذلك..…”

 

كانت أرييلا على وشك أن تشرح شيئًا.

 

دو دو دو دو-!

 

حتى سمعا صوت شخص يركض بسرعة. ومع الركض، بدأت الأرض تهتز تحت أقدامهما.

 

_____________________

 

ماراح؟ وناااااااااسه اجل باقي تسميه ارييلا يله يقلبو

 

المهم لودفيك صاير كأنه تابع وارييلا هي الملكة😂

 

وغيرو ذاه يضحك بس المشكلة كل ماجا طاريه تذكرت زومبي ماينكرافت الي سوو له ايديت وهو ينط 

 

Dana