بعد أن استمع كاليثيرد إلى قصة السبب الذي جعلهم يضعون التنين الذهبي تحت الحماية المؤقتة هنا، طرح سؤالًا رغم ذلك.
“التنين لا ينسى أي شيء مهما كان تافهًا. أيها التنين الصغير الذي لم يحصل على اسم بعد، هل ستخبرني؟ بكل ما رأيت وسمعت وعشته حتى الآن.”
حدّقت أرييلا بعينيها الضيقتين.
‘رغم أنني شرحت كل شيء بالفعل، يريد أن يتحقق من محتوى رسالتي إذاً؟’
يبدو أن كاليثيرد أراد التأكد مما إذا كان حادث العثور المتأخر على تنينٍ بلا والدين له صلة أيضًا بأراضي ملك الشياطين هذه.
‘إن تناقض ما جاء في الرسالة مع الشهادة فسأقع في ورطة، وبشدة.’
وكما يُقال: اليد تميل إلى الداخل، فكلام أبناء الجنس الواحد له وزن لا يقارن بكلام باقي الأجناس. وكان هذا عند التنانين أوضح ما يكون.
“حقًا، هل يمكنني أن أقول؟”
وحين تردد التنين الصغير، ربّتت أرييلا على رأسه وكأنها تقول أن الأمر بخير.
ويبدو أن تلك اللمسة طمأنته.
“……إذاً.”
بدأ التنين يشرح ببطء. كل ما حدث طوال الفترة الماضية.
فخلال الأيام الأخيرة عاش في قلعة ملك الشياطين أيامًا سعيدة. لكن الضغينة المتراكمة تجاه شركة فيدوِك التجارية لم يكن لتذوب أو تضعف كما يذوب الثلج.
أدلى التنين الذهبي بشهادته بالتفصيل وبنبرة منفعلة.
وحين سمع كاليثيرد أن القيود وُضعت على جسده فور خروجه من البيضة، وأنه قُيّد بالسلاسل، ووُضعت على عينيه عصابة سميكة حتى قبل أن يفتحهما، تجهم وجهه بشدة.
غرووووو-!
ومع تغيّر ملامح التنين اهتز الهواء بعنف. فتنهّد الحرّاس أسفل القلعة بتوتر.
تمتم كاليثيرد بصوت منخفض وغليظ،
“……مجرد حشرات تافهة، تجرؤ على فعل هذا بتنين! إنّها قصةٌ يصعب كبح الغضب أمامها.”
“أرأيتَ؟ إنهم أشرار حقًا، أليس كذلك؟”
ويبدو أن التنين الذهبي حين وجد التعاطف ازداد حماسًا في كلامه. وكلما زاد ذلك، ازدادت ملامح كاليثيرد شراسة.
و بسبب ما كان يبثه من رهبة التنين، اهتزت أرض البرج اهتزازًا خفيفًا.
غرووووو-!
ومع كل جملة كان التنين الذهبي يرويها، كانت عينا كاليثيرد تكاد تنقلب، ورأسه يبدو وكأنه سينفجر.
وكان ذلك طبيعيًا. فمن بين ما يرمز إلى التنين، ليس فقط قوته الجبارة، بل كذلك كبرياؤه الذي يفاخر بأنه يفوق أي عِرق آخر.
‘تنينٌ ذهبي……تلك الحثالة من الشياطين حبسته وعذبته؟’
كان هذا فعلًا لا يمكن أن يُغتفر.
“ثم ما الذي حدث بعد ذلك؟!”
وأكمل التنين الصغير المتحمس روايته حتى وصل إلى قصة مجيء “أرييلا، أطيب وألطف وأكثر دفئًا من في العالم” و”ملك الشياطين الذي يكتفي بمرافقتها”، إلى القاعدة السرية لإنقاذه.
وبعد أن أفرغ ما في صدره، بدا عليه الارتياح، وارتسمت على وجهه ابتسامة رضا.
لكن……
“هاه؟ ما بال وجهكَ هكذا؟”
ارتبك التنين الصغير، إذ كان منشغلًا بالكلام فلم يلتفت إلى ملامح كاليثيرد حتى الآن.
كان كاليثيرد جامد الملامح، صامتًا. وبعد لحظات……
“أرييلا كابيل أوينوس.”
اخترق صوته العميق الجلد، فأجابت أرييلا بثبات،
“نعم.”
“بالنيابة عن جميع التنانين، أقدم لكِ شكري.”
كان في صوت التنين صدقٌ خالص.
“حماية التنين الصغير واجبٌ جليل لا يُقارن بشيء. لولا تدخلكِ، لكدنا نجهل وجود هذا الصغير من بني جنسنا ونتركه مهملًا.”
هذا التنين الأحمر الجبار، يقدّم الشكر لإنسانة.
“وكما قلتُ سابقًا، نحن لا نعرف النسيان. ما يُنقش في ذاكرتنا يبقى للأبد، وما يُبرَم من عهد لا يُنقض أبدًا. وباسم جنس لا ينسى فضلًا ولا ثأرًا، أقول لكِ: سيظل هذا العهد قائمًا حتى تفنى أرواح جميع التنانين.”
كان في صوته عمقٌ وقوة.
“أرييلا كابيل أوينوس، لقد أصبح جنس التنانين مَدينًا لكِ. من الآن، ما ترغبين به، قولي كلمةً واحدة، ومرة واحدة فقط، ومهما كان الأمر فسوف نلبيه لكِ. هذا وعدٌ وعهدٌ وإعلان يتشاركه جميع التنانين المستقلة البالغة.”
“……!”
كتمت أرييلا ابتسامةً كادت ترتفع حتى أسفل أنفها.
‘هذا شيءٌ لم يخطر لي أبدًا!’
إن كان فهم أرييلا صحيحًا، فقد أقسم كاليثيرد للتو بلغة التنانين. والأهم من ذلك، أن هذا القسم لا يخص كائنًا واحدًا اسمه كاليثيرد، بل يشمل الجنس بأكمله.
ومع ذلك، لم يكن هدفها من إنقاذ التنين أو استدعاء كاليثيرد أن تصل إلى هذا الحد.
وبينما كانت تكتم خفقان قلبها بسبب مكافأة لم تكن في الحسبان……
ووووم-!
اختفى الحاجز الذي كان يحيط بالمكان في لحظة، فقد رفع كاليثيرد الحاجز. والآن، أصبح بإمكان بقية سكان الإقليم سماع صوت التنين، لا أرييلا وحدها.
“وأعلن هنا أيضًا!”
إن كان إعلان ما قبل لحظات داخل الحاجز وعدًا موجهًا فقط إلى أرييلا، يحوي شكرًا واحترامًا عميقين، فإن هذا الإعلان كان أبرد بكثير، وأشد حدة، ومفعمًا بالعداء.
لقد جعل التنين صوته مسموعًا عمدًا إلى أبعد مدى ممكن، حتى يسمعه أكبر عدد من الناس، وينقلوه بألسنتهم.
“من هذه اللحظة التي حصلت فيها على شهادة التنين الصغير، فإن باغيس فيدوِك وتجارته أعداءٌ لجميع التنانين!”
زززاق-!
مع كلمات التنين، اهتز الهواء برنين حاد. وشعر سكان الإقليم وكأن أنفاسهم انحبست فجأة أمام صوت التنين الجارف.
“وأي شخص من الآن فصاعدًا يتعاون مع باغيس فيدوِك، أو يخفيه، أو يتاجر مع شركته، سواءً كان فردًا أو جماعة، فعليه أن يتحمل عواقب الحرب مع التنانين. هذا عهدٌ وقسم وإعلان تتشاركه جميع التنانين.”
وفي اللحظة التي دوّى فيها صوت التنين كالصدى في أرجاء أراضي ملك الشياطين……
‘……أسمعها.’
كانت أرييلا تشعر أنها تسمع شيئًا آخر غير صوت كاليثيرد.
‘صوت ذلك الحشرة المدعو فيدوِك وهو يلقى هزيمةً ساحقة.’
***
في سلسلة جبال تقع في أقصى أطراف عالم الشياطين، كان هناك كوخٌ واحد مخفي في عمق الجبال حيث لا طرق ممهدة.
“تبا!”
كان باغيس فيدوِك يشعر وكأن دمه يجف.
و لم يكن أحد يعلم أنه فرّ إلى هنا سوى قلة من الحراس المرافقين له.
“من الذي سرق ذلك بالضبط؟”
التنين المسروق لم يُعثر عليه بعد.
بكت من أين تسرّبت المعلومات؟ لا بد أن هناك خائنًا يتواطأ مع العدو.
ضغط أسنانه بقوة، حتى تمزق لحم فمه من الداخل ونزف الدم.
كان الغضب في رأس فيدوِك يتأجج بقدر ما كان الإحباط واليأس يثقلان صدره.
“ذلك الذي سرّب المعلومات، وذلك الذي سرق، سأنتقم منهما كليهما، وسأمزقهما إربًا وهما أحياء!”
احمرت عيناه بالدماء، وارتجف جسده بلا توقف من شدة القلق.
“أن يجرؤ أحدهم على إلقائي في هذه الوحل……لا أعلم من هو، لكنني أقسم أن موته لن يكون سهلًا. أولًا علي تجاوز هذه الأزمة……”
في الوقت الحالي، كان عليه أن يبحث عن طريق للنجاة قبل التفكير في تنفيذ انتقامه.
“ماذا لو كانت القصة قد وصلت بالفعل إلى التنانين؟”
لقد اختفى فجأة ولجأ إلى هذا المكان النائي خوفًا من غضبهم وانتقامهم.
لو أن خطته لبرمجة عقل التنين نجحت كما أراد، لما وصل الأمر إلى هذه الكارثة.
وحتى إن طال الأمر وفشلت عملية السيطرة، كان ينوي قتل التنين سرًا دون أن يعلم أحد. فالخطر يجب إزالته.
رغم أنه وضع في خطته جميع الاحتمالات، لم يكن ليتخيل أن تسوء الأمور إلى هذا الحد.
“عليّ أن أجد طريقةً ما……!”
لكن فجأة، دوّى صوت انفجار هائل شق أذني باغيس فيدوِك.
كواكواكوااانغ-!
“آآااااه!”
“كَهخ!”
كووورررر-!
ثم أظلمت الدنيا أمام عينيه. وفي اللحظة نفسها، دفعه ارتطام هائل بعيدًا بقوة.
فتدحرج على الأرض مرارًا، مثل ورقة شجر جرفتها عاصفة.
‘ما الذي يحدث بحق؟’
بعد مرور بضع ثوانٍ فقط، تمكن باغيس فيدوِك بصعوبة من فتح عينيه.
لكن ما إن وقعت عيناه على المشهد أمامه، حتى تمنى لو أنه فقد بصره.
“هـ……هـاه؟”
كان الكوخ قد تحطم بالكامل وتبعثر إلى أشلاء. وفوق رأسه، في السماء الزرقاء، كان يقف هناك أسوأ كابوس توقعه، ناشرًا جناحيه على اتساعهما.
“تنين؟”
كان الخصم تنينًا أسود ذا حراشف حالكة.
“أأنتَ باغيس فيدوِك؟”
فتح التنين الأسود فمه، بصوت يقطّع أوصال الشياطين من شدته، مملوءًا بالحقد الخالص.
“مـ-مهلًا! انتظر قليلًا، هذا كله سوء فهم! يمكنني أن أشرح الأمر……”
لكن الطرف الآخر لم يمنحه فرصةً للاعتذار. فقد فتح التنين فمه، وبدأ الهواء يندفع إليه بقوة.
كواااااااه-!
و ما أطلقه التنين كان محلولًا حمضيًّا مركزًا إلى أقصى حد.
اجتاحت العاصفة المائلة للبياض سلسلة الجبال. فتآكلت الأشجار والتربة، بل وحتى الصخور، وهي تبعث دخانًا وتذوب ببطء.
أما الجنود الشياطين الذين كانوا في الجوار، فلا حاجة حتى لذكر مصيرهم.
“كهخ! كح، كح!”
أخذ باغيس فيدوِك يسعل بلا توقف، مختنقًا من الدخان السام الذي ملأ المكان.
وبعد لحظات……
بوووووم-!
هبت ريحٌ ثقيلة، فبددت الدخان بالكامل.
عندها شعر باغيس فيدوِك مجددًا وكأن قلبه سقط في مكانه. فالمنظر الذي كان غابةً عادية من قبل، قد تحول إلى مستنقع.
تشيييييك-!
كل شيء كان يذوب لزجًا وهو يغلي ويتدفق. و الأرض كانت أشبه بالقطران الأسود، أو بطين لزج ثقيل.
ومن كل الجهات انبعثت روائح مروّعة لا يمكن وصفها.
وحين خطر بباله أن بقايا جنوده الموتى مختلطة بهذا المشهد، كاد يجنّ. و خرج من حنجرته صوت لم يستطع تمييزه، أهو محاولة للكلام أم للتقيؤ.
‘لقد قتلهم جميعًا……فلماذا أبقاني وحدي حيًّا؟’
غمره إحساسٌ مشؤوم.
“……ككككك!”
بينما أطلق خصمه ضحكةً ملتوية.
إنه التنين الأسود، المشهور بين بني جنسه بوحشيته التي لا ترحم.
وفجأة، بدأ يدرك السبب الذي جعله بالذات يأتي للبحث عنه.
________________________
واو شكل الفصول الجايه تعذيب له عسا فيه هاهاهاهاهاعاعاهاهاهاهاعاهاهاها
المهم اشوا تو الاحمر ماخذا الذهبي 🤏🏻 ابي ارييلا تسميه
وارييلا طاحت في نعمه من كبرها انصدمت😭 ضحكتني وهي مستانسه عشان وعد التنين
لودفيك في خبر كان ولايدري عن شي
تدرون وش اكثر شي يضحك؟ ان كل ذاه بدا عشان ارييلا تب توظف الزومبي ذاك 😂
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
هههههه جد والله البطله شعرها احمر وعندها خطط خاصة فيها والحين عندها تنين ذكرتني بكايل 😂