كان ناوم — القزم — محقًّا في كلامه. فقد خطط رفاقه القدامى سابقًا للتواصل مع غيرو وتأسيس نقابة تجارية جديدة.
وخلال تلك العملية، قُتل غيرو، وطُرد كل من كان له صلةٌ بالأمر.
وبعد موجة من التطهير الدموي، كان ناوم هو الوحيد الذي نجا بأعجوبة.
ومنذ ذلك الفشل، أصبح في حالة استسلام شبه تام. فمهما أجهد تفكيره، لم يتمكن من إيجاد أي وسيلة للخروج من هذا الوضع.
والأسوأ أن بعد طرد المعارضين، لم يتبقَ حول باغيس فيدوِك سوى أتباعه المتعصبين. و الوضع كان يزداد سوءًا.
“سأفكر في خطة بنفسي، أنتَ فقط أعطني المعلومات، أيًا كانت.”
فمن أجل أن تُكمل أرييلا خطتها، كانت بحاجة إلى مواد خام. مواد خطيرة لا يمكن الحصول عليها إلا من الداخل.
“كما يقولون، من يرى واحدةً يعرف العشرة. ذاك الذي كان يقوم بأعمال مشبوهة في أرضنا، لا يمكن أن يكون نظيفًا في أمور أخرى. لا بد أنه كوّن أعداءً في أرجاء عالم الشياطين.”
قالت أرييلا ذلك بصوت واثق.
“وأنا أنوي استغلال تلك الثغرة.”
لم يكن هناك أدنى تردد في نبرتها. وقد كانت واثقةً تمامًا من نجاحها.
نظر ناوم إليها بنظرة مختلفة قليلًا.
“……ما دمتِ جادةً إلى هذا الحد.”
وبدأ يُفصح عن المعلومات التي يعرفها.
كان من بينها ما يستحق الإصغاء إليه، مثل طرق التجارة الجديدة التي يضع فيها فيدوِك كل جهده مؤخرًا، أو طريقة تصنيع التوابل التي يعمل على تطويرها.
وفي المقابل، كانت هناك معلوماتٌ تبدو عديمة النفع، كبلد منشأ فيدوِك أو ذوقه الغريب في الطعام.
لكن أرييلا استمعت بصمت. ففي هذه المرحلة، كان عليها أن تستخرج كل شيء وتخضعه للتحليل.
ثم ظهرت فجأة معلومةٌ جعلت عينيها تلمعان.
“……رئيس النقابة يرسل عربةً إلى مكان لا يوجد فيه أي شركاء تجاريين؟”
“نعم، هذا صحيح.”
أومأ ناوم برأسه.
“لا أعلم ما الذي يوجد داخل تلك العربة بالضبط. فرئيس النقابة يتولى الأمر بنفسه، ولا يسمح إلا للمقربين منه فقط بالتعامل معها. لكن ما أعرفه……أن تلك العربة ليست عربةً عادية.”
قيل أنها مجهزةٌ بسحر خاص يمنع تمامًا معرفة ما بداخلها.
حتى ناوم ومن في مناصب عليا لم يكونوا يعلمون ما هي تلك العربة، ولا من يتسلّمها.
لكن ما كانوا يعرفونه هو……
“أمرٌ غريب حقًا. فوجهة تلك العربة هي منطقةٌ قاحلة تمامًا، لا يُفترض إرسال أي أشخاص أو بضائع إليها.”
“منطقةٌ قاحلة؟”
قال إن الأرض التي تقصدها العربة تؤدي إلى وادٍ مهجور لا يعيش فيه أحد. أرض مهجورة منذ زمن بعيد جدًا.
ومع ذلك، تُرسل العربات باستمرار؟
‘الرائحة النتنة تفوح من هذا الأمر بكل وضوح.’
“بل في الآونة الأخيرة، صار يرسل العربات في أوقات مظلمة وبهدوء أكثر من السابق.”
بدأ عقل أرييلا يدور بسرعة.
لقد شعرت بإحساس لاذع……حدسٍ قوي يخبرها أن هناك شيئًا ما.
‘حسنًا، لنبدأ بالحفر في هذا الاتجاه أولًا!’
و في تلك اللحظة—
“آه! لعلّ هذا يكون دليلًا.”
وقف ناوم فجأة وأحضر شيئًا ما. فنظر إليه لودفيك وسأل،
“قطعةٌ نقدية ذهبية؟”
“لا أظنها ذهبًا بالضبط. إنها مادةٌ لم أرَ مثلها من قبل.”
كانت تلك القطعة عبارةً عن شظية تشبه العملة الذهبية، بريقها يشبه الذهب، لكنها لم تكن ذهبًا.
كانت بلورة لامعة بلون الذهب، بسماكة لا تتجاوز الورقة.
لا أحد يعلم كم كانت كبيرةً في الأصل، فقد كانت مكسورة وبالية قليلاً، وشكلها غير مصقول. ومع ذلك، لم تبدُ و كأن أحدًا صنعها يدويًا عمدًا.
“بسبب الشكوك، أرسلت أحد أتباعي ليتعقب تلك العربة خفية.”
في ذلك الوقت، كان ذلك بعد موت غيرو مباشرة، لذا كان لدى باغيس قدرٌ من حرية الحركة.
“تابعي في النهاية أضاع العربة أمام الوادي. فقام بتفتيش المنطقة المجاورة……فعثر على هذا.”
غرضٌ عُثر عليه في موقع اختفاء العربة كما لو أنها تبخرت.
تحدث لودفيك الذي كان ينظر إلى المادة جانبه،
“يبدو كقِشْر أحد الكائنات.”
كان لودفيك، الذي تعامل كثيرًا مع الوحوش، أول من تنبه للأمر.
“ما هو هذا الكائن؟ قِشْر ذهبي اللون؟”
“لا أعلم إلى هذا الحد.”
فتدخل ناوم أيضًا.
“لقد خطر ببالنا ذلك أيضًا، لكن هذا لا يطابق أي عينة كائنات قمنا بجمعها من قبل. بل إننا نشك ما إن كان هذا فعلًا جزءًا من كائن حي.”
حتى عالم الأحياء الذي استُدعي سرًا قد هز رأسه نافيًا.
“هل يمكننا أخذه معنا إذاً؟”
“افعلوا ما شئتم. فعيون الرقابة باتت أشد هذه الأيام، ولا أستطيع فعل شيء به على أي حال.”
***
داخل العربة العائدة من مقر القافلة. كانت عينا أرييلا تحدقان بقِشْر الذهب في صمت غريب غلفه لونٌ غامض.
و عنذما بدت ملامحها غير عادية، صمت لودفيك إلى جوارها منتظرًا.
هل أدركت شيئًا؟
“…….”
ساد سكونٌ وكأن الزمن قد توقف.
وبعد لحظات. تحدثت أرييلا،
“في هذا الشيء طاقةٌ سحرية غريبة.”
“طاقةٌ سحرية غريبة؟”
خطف لودفيك القِشْر فورًا. ثم عبس محاولًا أن يشعر بشيء بدوره.
“أنا لا أشعر بشيء.”
“لأنها مطبوعةٌ بشكل باهت جدًا.”
لم يعتبر لودفيك كلامها كذبًا. وكان ذلك طبيعيًا، فقد تذكر ما أظهرته من مهارة أثناء مطاردة بيفار.
لكن، حتى أرييلا لم تكن تعرف بعد من صاحب هذه الطاقة السحرية.
قد يكون شخصًا استخدم هذا القِشر كوسيطٍ لِسحرٍ ما، أو مخلوقًا كان هذا القِشر جزءًا من جسده.
و الشيء الوحيد المؤكد هو……
“إنها طاقةٌ مختلفة عن كل ما شعرت به من قبل.”
“أليس ذلك طبيعيًا؟ ما دام أننا لم نلتقِ بصاحبها بعد.”
“لا، لا، ليس هذا ما أعنيه.”
تمتمت أرييلا،
“إنها باهتةٌ لكنها فريدة. كما أن ذبذبتها عميقةٌ بشكل هائل.”
“باهتةٌ وعميقة؟ هذا يبدو متناقضًا بالنسبة لي.”
“لا أستطيع شرحها سوى بهذا الشكل.”
عندما كانت تطارد بيفار، كانت أرييلا تتبع آثارًا سحرية صدرت قبل ساعات فقط.
لكن هذه القِشرة تبدو كمخلفات طاقة سحرية أُطلقت منذ وقت أطول بكثير. ولهذا شعرت بأنها باهتة.
‘ترى، ما مدى قوة هذه الطاقة السحرية لِتظل آثارها باقيةً حتى الآن؟’
فكل من التقت بهم حتى الآن، سواءً ريتشموند أو بيفار، وحتى لودفيك، لم يستطيعوا الحفاظ على أثر طاقتهم لهذه المدة الطويلة.
ثم تمتمت وهي تعبث بالقِشرة في يدها،
“الأمر ليس عاديًا. قد تكون طاقةً سحرية تعود إلى جنس لم ألتقِ به من قبل.”
***
بعد عدة أيام. في الطريق المؤدي إلى الأرض المهجورة. كان هناك حصانان يركضان بقوة على ذلك الدرب.
وكان الفارسان هما لودفيك وأرييلا.
نظرةٌ سريعة-!
بينما كان يمسك بلجام الحصان، أدار لودفيك عينيه نحو أرييلا. فرغم الرحلة الطويلة، لم يتغير وضع أرييلا أو يتراخَ.
بالطبع، هذا الطريق كان أكثر انبساطًا وأسهل للركوب مقارنةً بالجبال المحيطة بإقليم الشيطان حيث كان لودفيك سابقًا.
لكن هذا لا يعني أن أي أحدٍ قادر على قطع مسافات طويلة كما تفعل أرييلا.
ما يعني أنها لا تملك مهارةً جيدة في الفروسية فحسب، بل تتمتع بلياقة بدنية قوية أيضًا.
‘إنسانةٌ غريبة بالفعل.’
كان الاثنان الآن في طريقهما لتحقيق هدف خاص.ووبما أن عليهما التحرك بخفة وسرية قدر الإمكان، لم يكن بإمكانهما استخدام عربة كما في السابق.
و أرييلا كانت هي من أصرت على ركوب الخيل بنفسها.
“لا أريد أن أركب ذلك المرحاض المتنقل مرة أخرى!”
بطبيعة الحال، لودفيك عارض ذلك، ولم يقف في وجهها الخادم غرويب فقط، بل حتى ريتشموند حاول منعها بشتى الطرق.
“لماذا؟ لقد ركبتُ الخيل في عالم البشر حتى مللت!”
“الأمر ليس بهذه البساطة، يا آنسة أرييلا!”
فكما أن الشياطين يشبهون البشر لكنهم ليسوا مثلهم، كذلك خيول عالم الشياطين تختلف عن خيول العالم البشري.
فالخيل التي كانت أرييلا تركبها في المملكة مجرد حيوانات عاشبة بأسنان مسطحة.
“لكن خيول عالم الشياطين، إن دعت الحاجة، يمكنها حتى افتراس الوحوش!”
ولإثبات ذلك، كان في فم الحصان الشيطاني صفوفٌ حادة من الأسنان تشبه أسنان القرش.
في العالم البشري، لو عضك الحصان، قد تصاب بكدمة أو تكسر عظمة ذراعكَ إن كنت سيئ الحظ. أما في هذا المكان، فغالبًا ما ينتهي بكَ الأمر بذراع مبتورة.
ورغم هذا التحذير، لم تتراجع أرييلا عن قرارها.
“لسنا في وضع يسمح لنا باستخدام العربة الآن، وإذا كنت سأعيش في عالم الشياطين، فعليّ أن أتعلم ركوب الخيل على الأقل.”
وفي النهاية، جلب أولكن حصانًا احتياطيًا.
“هاها! يعجبني حماس المتعاقدة! سأعيركِ أحد جيادي العسكرية!”
لكن كما هو متوقع، الحصان الشيطاني رفض أن يحمل إنسانًا.
“هيييييينغ!”
عندما اقتربت أرييلا منه، أخذ يشهق ويضرب الأرض برجله مهددًا. بل بدا وكأنه على وشك أن يرفسها أو يعضها.
كان مشهدًا خطيرًا بكل وضوح. وكان لودفيك مستعدًا للتدخل فورًا لحمايتها إن لزم الأمر.
‘……كان قلقاً لا داعي له.’
فهو يشاهد الآن أرييلا بشعرها الأحمر القصير يتطاير وهي تركض بكل حيوية على ظهر الحصان.
و كانت تعود إلى ذهنه مشاهد التدريب الغريب على ركوب الخيل آنذاك.
‘في تلك الفوضى، لم يكن من يحتاج إلى النجدة هو أرييلا، بل الحصان نفسه.’
____________________
ضحكت ليه وش سوت بالحصان😭😭😭
الصدق واضح ان لودفيك بيوقع اول من يوم بدت الروايه وهو في مود انها موختلفه✨
المهم ذا القشر الذهبي لايكون تنين؟ ياوييييلهم الا التنانين
وذهبي؟ جدي قولديييي
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 40"