كانت عربةً مهترئة لدرجة أن مرور القليل من الوقت فقط كان كافيًا لتصنيفها من الخردة إلى الآثار التاريخية، وقد تجمّعت آثار الزمن على كل جزء فيها.
تكلم كبير الخدم، غرويب، الذي جاء ليودعهم، بصوت يشوبه الإحراج.
“هذه هي العربة الوحيدة المتوفرة في قصرنا.”
قال كبير الخدم أنهم واجهوا صعوبات في تزييتها وصيانتها بعد أن تُركت مهملةً طويلًا دون استخدام.
“ألم يكن الملك الشيطاني السابق يستخدم العربات؟”
“كان يفضّل ركوب جواده الخاص بمفرده. حتى في يوم وفاته أيضًا، خرج من القصر دون أي حراسة..…”
وبهذا سمعت أرييلا لأول مرة شيئًا عن حال الملك الشيطاني السابق.
‘آه، كما توقعت…..لقد رحل بالفعل. لكن ما سبب وفاته؟ بالتأكيد ليس بسبب غروب الشمس.’
كما راودها الفضول عن مصير جواده…..هل اصطحبه معه؟ أم أنهم دفنوه حيًّا معه؟
لكن قبل أن تتمكن من طرح أي سؤال، تقدم ريتشموند إلى الأمام،
“سأتولى قيادة العربة. سأجلس في مقعد السائق، لذا تفضّلا بالراحة داخل المقصورة.”
في تلك اللحظة فقط، ظنت أرييلا أن ريتشموند يتصرف بدافع الاحترام تجاه قائده والبشر.
لكنها أدركت أن للأمر وجهًا آخر بعد أن دخلت إلى المقصورة. فأول ما استقبلها كان رائحةً كريهة يصعب وصفها بالكلمات.
“آخ! ما هذه الرائحة بحق؟”
فردّ كبير الخدم بنبرة يملؤها الاعتذار،
“استخدمنا سحر التنظيف مرات لا تُحصى، لكن لا جدوى…..لم تختفِ الرائحة.”
من سيئ إلى أسوأ، فقد كانت زخارف المقصورة الداخلية مليئةً بالشروخ والكسور. و كانت تبدو وكأنها ستتفكك تمامًا إن اصطدمت بأي حجر على الطريق.
حتى المقاعد كانت في حال مزرية.
حدقت أرييلا في بقعة بُنّية داكنة لا تدري متى ظهرت هناك، ثم تنهدت وجلست متخليةً عن التفكير.
‘الجهل نعمة حقًا.’
لكنها فوجئت مجددًا في اللحظة التي لامس فيها جسدها المقعد.
فقد انغرس جسدها فيه فجأة وكأن الوسادة داخله قد انهارت تمامًا، لدرجة أنها شعرت بأنها على وشك اختراق أرضية العربة.
“إن كنتما قد جلستما، فسننطلق الآن!”
قال ريتشموند ذلك بصوت رشيق وعذب، وقد سبقهم إلى مقعد القيادة الذي لا تصل إليه الروائح الكريهة بذكاءٍ وخفة.
***
للوصول إلى أراضي ملك الشياطين ديلارك، كان عليهم أن يعبروا طريقًا جبليًا وعرًا مليئًا بالمنعطفات القاسية.
الطريق لم يكن ممهدًا بالطبع، وكان بالكاد يتسع لعربة واحدة تمر بصعوبة.
و عندما أخرجت أرييلا رأسها من النافذة، رأت هاوية سحيقة تقطع عموديًا بجانب العجلة مباشرة. و أصابها الدوار فورًا، فسارعت إلى سحب نظرها بعيدًا.
“ماذا لو جاءت عربةٌ من الاتجاه الآخر؟”
هذا الطريق الضيق لم يكن فيه حتى مساحة كافية لتتجاوز العربتان بعضهما.
لكن لودفيك رد عليها وكأن قلقها غير ضروري.
“هل تتوقعين وجود زوّار؟ وفي هذا التوقيت بالذات، يأتون إلى أراضينا؟ بعربة؟”
كان رده معقولاً…..ومؤسفٌ في آن.
“إجابةٌ مقنعة تمامًا.”
أهتز المشهد الجبلي أمام ناظريها من شدة الارتجاج. ر لم يكن هناك أي راحة تُذكر أثناء الركوب.
“الطريق وعر، وها نحن ندور وندور وكأننا نلتف حول الجبل كله. يبدو أن كخطٍ مستقيم ستكون قصيرةً جدًا.”
“لا خيار سوى تسلق الممرات الجبلية الحادة. لا يمكننا شق نفق مستقيم وسط الجبل، أليس كذلك؟”
كلما رأت المزيد، ازدادت قناعتها بأن موقع أراضي لودفيك سيئٌ للغاية.
حتى قافلة فيدوِك، التي كانت تتاجر مع بيفار، كانت تزورهم نادرًا لهذا السبب.
“على أية حال، سنقطع علاقتنا معهم. وأي قافلة ترى هذا الطريق ستهرب على الفور.”
فالطرق هي شرايين نقل البضائع.
ولكي يزدهر الإقليم، لا يمكن أن يستمر على هذه الحال.
‘متى سنعيد تعبيد هذا الطريق؟ وبأي مال؟’
بعد أن أضافت مشروع إصلاح الطرق إلى قائمة أعمالها، سألت أرييلا.
“صحيح، كنت أنوي أن أسألكَ من قبل، لكن نسيت.”
“عن ماذا؟”
بدأت أرييلا تبحث بيأس عن أي موضوع للحديث.
كان ذلك هروبًا منها من البيئة الخارجية التي تبعث القشعريرة في الجسد، والبيئة الداخلية التي توحي بأنها موبوءةٌ بما يكفي لإصابة الدم نفسه بشيء ما إن أطالت البقاء فيها.
“لماذا قررت أن تصبح ملكًا للشياطين يا لودفيك؟ حين ينظر المرء للأمور من كل الجوانب، لا تبدو أراضيكَ مكانًا جيدًا على الإطلاق.”
الميزة الوحيدة في هذا الإقليم هي أنه لا يجاور أراضي ملوك شياطين آخرين.
فمن الشمال تفصلهم جبالٌ وعرة، ما يمنحهم أفضليةً دفاعية، ومن الجنوب لا يوجد شيءٌ لكونهم في أقصى الجنوب أصلًا.
لكن هذه التضاريس، التي أبعدتهم عن نزاعات الأراضي مع جيرانهم، قدمت لهم بدلًا من ذلك قبائل الأورك التي تعج بها الجبال.
ويبدو أن هذه الظروف القاسية جعلت أراضي لودفيك مشهورةً بفقرها منذ عهد الملك السابق.
فلماذا، وهو يعلم هذا، أصرّ على أن يصبح سيدًا لها؟
أطلق لودفيك ضحكةً خفيفة من أنفه.
“هل كنت أعرف ما الذي أفعله أصلًا؟”
“ألم تكن تعلم ما هو الوضع هنا؟ أنا عرفت حالها من اللحظة الأولى التي وصلت فيها.”
كان الأمر غريبًا. فمن غير الممكن أن يغيب هذا البؤس عن أي شخص له عينان.
لكن لودفيك لم يكن يقصد ما فهمته هي.
“لقد قلت لكِ سابقًا، عشت طويلًا كمتجول بلا مكان.”
“نعم، صحيح.”
“وبينما كنت أتنقل بلا هدف، وصلت إلى هذه الأراضي منذ عام.”
“صدفة محضة إذًا؟”
“تمامًا. وكما قلتِ، حتى حينها كانت حالتها سيئة. لم يكن هناك حتى مكانٌ أشتري منه طعامًا.”
كان السكان بالكاد يجدون ما يسدّ رمقهم من الحبوب، فما بالك ببيع الفائض للغرباء؟ لم يكن هناك أي فائض من الأساس.
“لذلك كنت مضطرًا إلى تأمين طعامي بنفسي.”
“وكيف فعلت ذلك؟”
“هل تذكرين النهر الذي يجري خارج القلعة؟ لقد اصطدت السمك هناك.”
كان المكان الذي ذكره لودفيك مألوفًا لأرييلا أيضًا.
ذلك النهر الذي حاولوا بناء جسر عليه مرارًا، لكن ما إن يُبنى حتى ينهار من جديد.
“جلست على ضفة النهر أركّز في الصيد، وفجأة، جاءني شيطانٌ مخمور تمامًا على ظهر حصانه، وبدأ يفتعل شجارًا.”
قال لودفيك ذلك وهو يتذكر الماضي، بنظرة يغلفها التأمل.
“ظننت أنه ثملٌ جدًا، فقررت أن أتجاهله وأتركه، لكنه صار يهجم بجنون وكأنه يسعى للموت.”
لذا، تصرف لودفيك معه كما اعتاد أن يفعل مع كل من يهدده.
أي أنه قطّعه وأحرقه.
“كان صوته عظيمًا، لكن مستواه كان بائسًا.”
ورغم أنه انتصر في المعركة، إلا أن لودفيك ما زال يندم عليها حتى الآن.
قال ذلك بنبرة خافتة فيها قليلٌ من الأسى.
“و لم أعلم أنه كان ملك هذه الأرض إلا بعد أن قتلته.”
___________________
ضحكت😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭
لودفيك قتل ملك الشياطين بالغلط فصار ملك بداله😭
بطنييي والعربة بعد كحيانه بسبة الي قتله لودفيك
طيب ريتشمونذ وغرويب يدرون؟ ولا هم اصلا ماكان يحبون ملكهم الاول😭
طيب والحصان وش صار عليه؟
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 30"