راودها احتمالٌ واحد فقط. ورغم أن أرييلا كانت ذات قلب منفتح وتفكير مرن، فإن هذا الاحتمال تجاوز كل تصوراتها.
“هل تقصد…..ما أفكر فيه بالفعل؟”
“هوه. وما الذي يخطر في بالكِ؟”
كان كلٌّ من لودفيك وأولكن لا يزالان يبدوان غافلين تمامًا عما يحدث.
ثم قالت أرييلا ما كانت تفكر فيه، بوضوحٍ وحسم كما يُطرق المسمار بالمطرقة.
“أن نعيد إحياء غيرو المتوفى…..ونعينه في إدارتنا داخل الإقليم؟”
“مـ-ماذا؟!”
“لا تقصد هذا حقًا؟ إنها مزحة، أليس كذلك؟!”
وسط ذهول الجميع، أطلق ريتشموند ضحكةً ناعمة وعذبة،
“هوهُوهُوهُوهُو! كما هو متوقع من المتعاقدة، أصبتِ الإجابة من أول مرة.”
فردّت أرييلا على المديح بمديحٍ مماثل،
“الأعظم هو أنت، يا سيد ريتشموند. لا أحد غيركَ كان ليخطر له حلٌ كهذا. من في مملكة الشياطين قد يُفكر بهذه الطريقة؟”
كان الانسجام بينهما واضحًا.
“أنا لا أعيده إلى الحياة كليًا. ما أفعله هو استدعاء الميت إلى هذا الزمان والمكان، وتمكينه من التواصل معنا، وفتح المجال له للتأثير في الواقع.”
“إنك تعبّر بأسلوب راقٍ جدًا عن عملية تحويل الميت إلى تابع.”
حينها، تحدث لودفيك بنبرة يشوبها الشك،
“لكن…..هل تملك مخلوقاتكَ قدرًا كافيًا من الذكاء لتولي الشؤون المالية؟”
وأشار إلى ريتشموند.
“الجمجمة التي ترافقكَ، مهما حاولنا مجاملتها، لا يبدو أنها تتمتع بذكاء متوسط حتى. يمكنها القتال، نعم، لكن تكليفها بشيء أكثر تعقيدًا؟ مستحيل.”
“تقصد هؤلاء؟”
أخرج ريتشموند عظمةً صغيرة من سترته وألقاها. وفي لحظة، نمت العظمة بسرعة لتشكّل هيكلًا عظميًا كاملًا، برأس وأطراف وجذع.
كان ذلك من بقايا أورك قديم، سبق أن خدم في حماية أرييلا.
“هؤلاء مضى وقتٌ طويل على وفاتهم. حتى بعد إعادتهم كأتباع، ينخفض ذكاؤهم كثيرًا مقارنةً بما كانوا عليه أحياءً.”
وبسبب انخفاض ذكائهم، فإن تحويلهم إلى خدم يكون سهلًا، فهم لا يملكون رأيًا ولا إرادة، وينفذون أوامر ريتشموند بلا نقاش.
“لكن في المقابل، شخصٌ مثل غيرو، لم يمضِ على وفاته سوى عام واحد، لذا فهويته لا تزال واضحةً جدًا. وبالنظر إلى سرعة تحلل جسد الشياطين، فمن المرجح أن يكون في هيئة زومبي، لا هيكل عظمي. إذ لا تزال لديه بقايا من اللحم والأعضاء.”
تنقلب مزايا ومساوئ الهيكل العظمي والزومبي رأسًا على عقب.
“الزومبي يصعب تحويله إلى خادم تابع. فلا يمكن فرض الطاعة المطلقة عليه.”
“تعني أنه لا يمكننا استعباد غيرو كزومبي، لكن يمكننا توظيفه باتفاقٍ مشترك؟”
“بالضبط. علينا أولًا استدعاء روحه، ثم إقناعه بالعمل معنا.”
لأنه لن يطيع الأوامر بشكل أعمى.
“وسندفع له مقابلًا يناسب رغبته حتى يبقى في هذا العالم بشكل شبه دائم.”
ما الذي قد يريده الميت؟
تأملت أرييلا هذا السؤال ثم أمالت رأسها متفكرة.
“أليس الشيء الوحيد الذي قد يرغبه الميت هو العودة إلى هذا العالم؟ وإذا أصبح زومبيًا، أليس هذا قد تحقق بالفعل؟”
“خطأ.”
“لماذا؟”
“كثيرٌ من الموتى لا يريدون العودة أصلًا.”
“لا أفهم…..أليست الحياة من أثمن الأشياء وأكثرها رغبة؟ ونحن نعرض عليه استعادتها.”
“الرغبة بالتواصل مع الأحياء والتصرف مثلهم هي رغبة تملكينها أنتِ—كواحدة ما زالت على قيد الحياة.”
“……صحيح.”
“لكن لا تفترضي أن الميت يشتهي نفس ما يشتهيه الحي. هذا مجرد تحامل.”
“تقصد أن المعيار الذي يفكر به الميت يختلف تمامًا عن الحي؟”
“في كثير من الحالات، نعم.”
“هذا يعقّد الأمر. إذا كانت دوافعه مختلفةً عن دوافع الأحياء، فإقناعه سيكون أصعب.”
لكن هذا لا يعني الاستسلام. و على الأقل، لا بد من المحاولة.
“لحظةً فقط.”
رغم ذلك، هناك مسألةٌ أخرى تشغل بالها.
“ألم تقل أن وقت استدعاء الأتباع محدود؟ سيكون مزعجًا لو وظفناه ثم يكون وقت دوامه اليومي قصيرًا جدًا.”
حتى المغادرة المبكرة من العمل لها حدود.
تخيلت أرييلا موقفًا محرجًا.
– “آه! آسف يا سيدتي أرييلا، وقت استدعائي المسموح به اليوم قد انتهى. لا خيار لي سوى المغادرة..…”
– “مهلًا! غيرو! لم يمر حتى ساعةٌ على بدء عملكَ! إلى أين تظن نفسكَ ذاهبًا؟!”
مجرد التفكير بالأمر جعل ملامحها تنقبض.
‘هل أستدعيه من العالم الآخر ليأخذ راتبًا دون أن يعمل؟ لا يمكنني تحمل هذا المنظر!’
لكن يبدو أن ريتشموند كان لديه خطةٌ مسبقة.
“إذا أردتُ شرح هذه النقطة بالتفصيل، سيتوجب عليّ الخوض في أعماق سحرَي. لذا سأختصر لكِ الجواب: إن توفرت المستلزمات اللازمة، فبإمكان غيرو البقاء نشطًا لفترة طويلة.”
أومأت أرييلا برأسها.
“إذًا علينا الحصول على شيئين: حافزٌ نقنع به الميت، و تجهيزاتٌ تُمكّنه من العمل أكثر من نصف يوم في اليوم الواحد.”
لقد تَحدّد الهدف.
______________________
يا اني ضحكت يوم قال صديقنا ذاه متوفي😭 طيب كان قلته من البدايه😭
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 29"