في تلك اللحظة، نسيت أرييلا كيف ترد. فقد كان سؤالًا غريبًا جدًا، خارجًا تمامًا عن السياق.
‘الآن؟! في هذا الوضع؟ هذا هو المهم؟’
كانت تتوقع منه أن يبدأ بعبارة مثل: “أحسنتِ، لقد بذلتِ جهدًا.” وربما يمتدح ردة فعلها الذكية قبل قليل…..
لكن لماذا يسأل عن هذا الآن؟
“سألتكِ، ألا تعرفين استخدام سحر الطيران؟”
“لا، لا أعرف.”
اهتز حاجبا لودفيك قليلاً.
“إنسان يستطيع رسم دائرة استدعاء ملك الشياطين ولا يعرف كيف يطير بالسحر؟”
بدا عليه أنه لا يستطيع تقبّل الفكرة.
“الاستدعاء طقسٌ يُستخدم مرةً واحدة، ويعتمد على تقديم قربان واضح. يختلف تمامًا عن سحر الطيران.”
ثم أضافت باستغراب،
“على كل حال، لماذا تسأل عن هذا الموضوع فجأة؟”
“إن كنت لا تعرفين الطيران، فهل تعلمتِ سحر الوثب؟”
سحر الوثب، كما يشير اسمه، يسمح بالقفز عاليًا في السماء.
وعندما سمعت ذلك، بدأت أرييلا تدرك سبب هذه الأسئلة العجيبة.
“هذا…..أعرف كيف أستخدمه.”
“إن كنتِ تعرفين، فكان عليكِ استخدامه! كان مصاص الدماء على وشك قطع رأسكِ!”
ظلت ملامح لودفيك متجهمة. لكنه أضاف جملةً طويلة على غير عادته،
“عندما يركض أحدهم إليكِ ليقتلكِ، أول ما يجب أن تفكّري فيه هو الفرار. سواءً بالطيران أو بالقفز، عليكِ أن تهربي فورًا! أي إنسان عاقل لن يقف ثابتًا بلا حراك في وجه خطر كهذا!”
أرييلا لم تصدق ما تسمع.
لقد وبّخها لأنها لم تهرب، بل تصدّت لهجوم بيفار وتعاملت معه بذكاء باستخدام تعويذة “قبض”…..
ومع ذلك، كان لومه الوحيد هو: أنها لم تهرب!
“في لحظةٍ حرجة كهذه، كيف لي أن ألقي تعويذةً طويلة مثل سحر الوثب؟ استخدمت أسرع وأبسط تعويذة كانت في متناول يدي.”
ولحسن الحظ، كانت قد استخدمت تعويذة “قبض” عدة مرات مؤخرًا أثناء قتالها مع السلايم، لذلك أصبحت معتادةً عليها، فانطلقت منها كما لو أنها رد فعل انعكاسي، حتى بمجرد أن ينقر أحدهم كتفها، ستنطلق فورًا.
وهذا ممكن فقط لأن تعويذة “قبض” تعتمد على آلية بسيطة وسريعة.
ومع ذلك، ظلّ وجه لودفيك مليئًا بعدم الرضا.
“في المرة القادمة، عندما يحدث شيءٌ مماثل، اهربي أولًا! لا تفكّري في المواجهة. هل تدركين كم كان الوضع خطرًا قبل قليل؟!”
أرييلا حدّقت فيه للحظة، ثم أعادت جملته الأولى لكن بنبرة ساخرة مشددة على الكلمة الأولى،
“في المرةالقادمة؟ لن تكون هناك مرةٌ قادمة، أليس كذلك؟”
“……؟”
“أنت قلت أنك ستحميني، أليس كذلك؟ في ساحة المعركة أو في أي مكان آخر. هذا جزءٌ من بنود العقد بيننا. إذًا بدلًا من قول (في المرة القادمة)، ألا يجدر بكَ أن تتأكد أن ذلك لن يحدث مرة أخرى من الأساس؟”
بدت ملامح لودفيك وكأنه قد فوجئ تمامًا. فهو من تعهّد بحمايتها، وكان يعلم جيدًا أن إغفاله للحظة سمح لبيفار بأن يستهدفها.
كانت لحظةً قصيرة…..لكنها كادت تكلّفه كل شيء.
“…..فهمت.”
أومأ برأسه بتعبير أقرب إلى الاعتراف والتسليم.
لكن يبدو أنه لا يزال لديه ما يقوله.
“على أي حال! مواجهة مصاص دماء عمره مئات السنين بتعويذة “قبض” فقط؟ وماذا لو اخترقها؟”
“لكنه لم يخترقها. لقد أوقفتُه. صحيح؟”
لم يكن أمامه إلا أن يعترف بذلك أيضًا. فصمت لودفيك قليلًا، و شفتيه مضمومتان، ثم أومأ مرة أخرى.
“بصراحة…..لم أرَ شيئًا مثل هذا من قبل.”
شبكة تعويذة “قبض” بتلك الكثافة والإحكام…..كانت بالفعل خارجةً عن المألوف.
أعاد لودفيك سؤاله وكأنه يريد التأكد،
“لا تقولي أنكِ تعلمتِ ذلك…..لوحدكِ؟”
“نعم، قرأت الكتاب وتعلمت لوحدي.”
“أود أن أقرأ هذا الكتاب أيضًا.”
“أنت؟ لكنكَ لا تعرف حتى القراءة. وحتى لو تعلمت، لن تتمكن من قراءته.”
ويبدو أنه أساء فهم المعنى، لأن وجهه تجهم فجأة.
“ولِمَ لا؟! هل تظنين أنني غبي إلى هذا الحد؟! فقط لأنني لم أملك وقتًا، لكن لو قررت تعلم القراءة فعلًا…..فذلك تافهٌ وسهل بالنسبة لي!”
“أوه، هل حقًا تنوي تعلم القراءة؟ إذًا التزم بكلمتكَ. يمكننا أن نبدأ من الغد.”
“ماذا؟!”
‘أوقعتْه في الفخ.’
فهو ملك الشياطين، ومن غير اللائق أن يتراجع عن كلمته بعد أن قالها.
وبابتسامة ماكرة، بدأت أرييلا تعدّ على أصابعها وكأنها تنظم جدولًا،
“وبالمناسبة، عندما قلتُ أنكَ لن تستطيع قراءته، لم يكن الأمر لأنني أشكك في ذكائك، بل لأن الكتاب نفسه لم يعد موجودًا. ألا تذكر؟”
فقد كانت قد قدمت ذلك الكتاب كجزء من القربان عند استدعاء لودفيك إلى عالم البشر…..مما أدى إلى تلاشيه بالكامل. و لم يعد هناك نسخةٌ منه في هذا العالم.
“…..آه، صحيح. نسيت ذلك.”
حين رأته يتلعثم ويتردد في تذكّر شيء بهذه الأهمية، تنهدت أرييلا تنهدًا خفيفًا.
ربما كان ريتشموند محقًا حين قال أنه وافق على العقد فقط بناءً على الإحساس والانطباع، لمجرد رؤيته لدائرة الاستدعاء.
بصراحة…..يبدو أن هذا الرجل يحتاج تعليمًا عاجلًا في كل شيء.
“لكن مع ذلك، كيف تعلمتِ السحر وحدكِ؟”
ظل يكرر العبارة مرارًا كأنه غير قادر على استيعابها، بينما يبدو عليه أنه يغوص في تفكير عميق.
وفجأة، وكأنه تذكر شيئًا، طرح سؤالًا بشكل عفوي.
“أنتِ، لستِ بشرية، أليس كذلك؟”
كانت هذه الجملة كفيلةً بجعل ضغط أرييلا يرتفع بهدوء.
“بعد كل هذا، وتنهي الأمر باتهامكَ لي؟”
“فكّري جيدًا. هل من الممكن أن يكون بين أسلافكِ شيطانٌ أو تنين؟”
“لا تطلق النكات، من فضلكَ. لا توجد مثل هذه القصص حتى في أساطير تأسيس مملكتنا!”
فراح لودفيك يعيد شريط التصرفات الغريبة التي صدرت من أرييلا منذ بداية لقائه بها.
“كلما فكرت بالأمر، زادت شكوكي. لا يعقل أن تكوني إنسانةً عادية وتفعلين كل ما فعلتِه.”
وأخذ يتأملها بنظراتٍ مريبة، وكأنها ظاهرةٌ غريبة تحتاج دراسة.
“كنت أشك منذ البداية. كمية المانا التي استخلصتيها يومها كانت كافيةً لتفقدكِ الوعي. ربما لم أبرم عقدًا مع إنسانة أصلًا. ربما تنكرتِ لتخفي هويتكِ. أهذا عقدٌ احتيالي؟”
“أنتَ مزعجٌ فعلًا! ولو أردنا الدقة، فأنا التي تعرضت للاحتيال! لم أكن أعلم أن مملكتكَ مفلسة إلى هذا الحد. لقد أخفيت كل شيء بإتقان!”
“أنتِ لم تسألي إن كنا فقراء أم أغنياء. كيف أرد على سؤال لم يُطرح أصلًا؟”
“لكن يوجد شيءٌ اسمه حدودالمعقول! من كان يتوقع أن تكون مملكة ملك شياطين بهذا الإفلاس؟”
ظل الجدال بين الأميرة والملك محتدمًا، و يتراشقان فيه بالكلمات والاتهامات، حتى وصلا إلى خارج الغابة.
***
بيفار مات. كان حدثًا صادمًا. فقد كان من أقدم التابعين، وقد خدم المملكة جيلاً بعد جيل.
ولا أحد كان يتوقع أن تلطخ خطاه بالخيانة والفساد.
لكن رغم هول الحدث، لم تظهر ردة فعل كبيرة من سكان الأراضي. و انتشرت بعض الشائعات، لكن لم تحدث بلبلةٌ تُذكر.
وعندما تلقت أرييلا تقريرًا من كبير الخدم عن الوضع، شعرت بقليلٍ من الارتياح، لكنها في الوقت نفسه لم تعتبر هذا الهدوء أمرًا إيجابيًا بالكامل.
وفي جهة أخرى، قصر بيفار. ذلك القصر الهائل الذي فقد صاحبه وكل سكانه الأصليين، أصبح يعجّ بالحركة.
“انقلوا كل شيء إلى قلعة ملك الشياطين، دون أن تتركوا شيئًا!”
كان الجنود يفتشون أرجاء المنزل الكبير بعناية مشددة، يقلبون كل زاوية رأسًا على عقب.
و المسؤولة عن هذا التفتيش كانت أرييلا نفسها.
لكن هذه المرة لم يكن الهدف هو مطاردة مصاص دماء، بل البحث عن الأدلة التي خلّفوها وراءهم.
والنتيجة؟ ما تم كشفه تجاوز حتى ما كانت أرييلا تعرفه وتتصوره.
ففي غرفة نوم بيفار، تم العثور على صندوق مملوء بسبائك الذهب، ولم يكن ذلك إلا البداية.
“كنت أعلم أنه تلاعب في الدفاتر، لكن لم أتصور أن يصل الأمر إلى هذا الحد.”
“يا سيدة العقد! ماذا نفعل بهذا؟”
“أوراقٌ أخرى؟ سأنظر فيها بنفسي، انقلوها إلى العربة هناك.”
“أمركِ!”
كانت الأصوات تردّ عليها بنشاط وحماس.
لقد تغيّر تمامًا أسلوب تعامل الجنود معها عن ذي قبل، فحين جاءت إلى هذه المقاطعة في البداية كانوا يستهزئون بها ويهملون أوامرها.
‘أخيرًابدأالنظاميتشكل.’
يبدو أن لودفيك، بعد انتهاء المطاردة، جمع جميع الجنود وقال لهم شيئًا ما.
ورغم أن أرييلا لم تعرف ما الذي قاله بالضبط، إلا أن تأثيره كان واضحًا. فمنذ ذلك الحين، بدأ الجنود في التعامل معها بأدب شديد، بل وأصبحوا يحيطون بها للحراسة في كل مكان تذهب إليه، بشكل يكاد يكون مبالغًا فيه.
‘لابأس،ماداموايقدّروننيبهذاالشكل،فلامانع.’
كان الجنود ينقلون المؤن بدقة وفقًا لأوامرها. وتلك الخزائن التي كانت مختومةً بأقوى التعاويذ السحرية كانت تُفتح واحدةً تلو الأخرى بقواها.
وحين قامت أرييلا لاحقًا بتحليل الوثائق، تبيّن أن دفاتر الحسابات تحتوي على كل تفاصيل الفساد الذي مارسه بيفار.
وكانت الغرف المحروسة من قِبل جنود مصاصي الدماء تعجّ بالكنوز التي اختلسها على مدار السنوات.
‘من الأساس، من أين اشترى كل هذه الأشياء؟ وكيف نقلها؟ لا توجد حتى أماكن لبيع مثل هذه التحف في مملكة ملك الشياطين.’
وكان الجواب…..موجودًا في الدفاتر أيضًا.
____________________
كذا لودفيك يقدر يغتني😭
هواشهم يجنن وش ذا العلاقة الهيلثي✨
المهم ودي اعتف وش قال لودفيك للجنود هو مهددهم عشانها؟ ولا وش؟😘
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 27"
لاااععع الفصول انتهت وانا الي كنت استناه بفارغ الصبرر بليز يادانا ترجمي دفعات ونزليها مرره وحده نفس قصة داميان وارسيلا كنت اتابعه اول باول الي ختمته 🥲
كفووو يالبطلة انا للان ماتخطيت شخص بذي الفوة والجمال وبالنهاية يكون امي مايعرف يقرا ولا يكتب شكلها كانت مقهورة مثلنا هههههه