دوى هتاف الجنود في القصر الذي بالكاد اختفى منه صدى الانفجار.
سييينق-! سيينق-!
و رافقت تلك الهتافات هجماتٍ حادة وشرسة. بينما كانوا مصاصي الدماء مختبئين في زوايا الظلام داخل القصر.
بدا أن أبناء بيفار قد حسموا أمرهم في اللحظة التي خرجت فيها الأمور عن السيطرة، فاختاروا الوقوف إلى جانب بيفار بدلًا من ملك الشياطين.
“كييييااااه!”
“أااه! هذا الوغد…..أبعدوا هذا الوغد عني!”
“اقضوا على الخونة!”
“هناك مصاص دماء آخر هناك!”
رغم أن قدرات مصاصي الدماء الفردية كانت قويةً للغاية، إلا أن التفوق العددي كان في صالح جيش ملك الشياطين.
ومع ذلك، قاوم مصاصو الدماء بشراسة كأنهم في لحظاتهم الأخيرة.
ورغم أن عدة جنود كانوا يحيطون بكل واحد منهم، إلا أن نيران السحر الهجومي لم تتوقف، وردوا على الهجمات دون انقطاع. وكان ذلك المشهد واضحًا حتى في عيني المبتدئة أرييلا.
‘مهلًا. بهذا الشكل، سيأخذ الأمر وقتًا أطول مما توقعت.’
لكن ذلك القلق سرعان ما تلاشى كليًا.
“أيها القذرون!”
فقد أقرب مصاص دماء إلى أرييلا. بينما كان يتصدى لعدة رماح تطعنه من خمسة أو ستة جنود في آنٍ واحد بمهارة وسخرية.
بل وكان لا يزال يملك من القوة ما يكفي لتكوين موجة من الطاقة السحرية القوية في أطراف أصابعه.
وقبل أن تنطلق تلك التعاويذ بلحظة.
كوووجيك-!
“……!”
تجمد الجنود الشياطين الذين كانوا يواجهونه. و لم يكن السبب في تجمد الجنود هو تعويذة مصاص الدماء.
بل إنهم ببساطة لم يدركوا ما الذي حدث للتو أمام أعينهم.
تشااااااك-!
الجسد الذي فقد توازنه وبدأ يترنح انهار على الأرض. وعلى كتف مصاص الدماء الذي توقف عن الحركة تمامًا، لم يكن هناك رأس.
وبعد لحظات فقط، أدرك الجنود ما الذي جرى للتو.
“جلالة الملك!”
كان ملك الشياطين لودفيك يشق طريقه في ساحة المعركة بسرعة لا تكاد تُرى بالعين المجردة.
يتحرك بسلاسة كأنه ماء يتدفق فوق الأرض، لكنه يوجّه ضرباتٍ قادرة على قطع الفولاذ بضربة واحدة.
وفي كل نقطة تتأخر فيها السيطرة على الوضع أو يتكدس فيها الجنود، كان لودفيك يظهر بلا استثناء. وتمامًا كما فعل قبل قليل، كان يقضي على مصاصي الدماء بضربة واحدة أو يستخدم سحره المتخصص.
نيرانٌ سحرية عنيفة تكاد تحرق كل ما في طريقها.
كوااااانغ-!
“كييييااااااااه!”
انطلق صراخ مرعب لم تسمعه أرييلا من قبل في حياتها. ومن مصدر ذلك الصراخ، كان مصاص دماء يتخبط وسط اللهب المشتعل.
لم يقطع سوى خطوات قليلة قبل أن يسقط أرضًا. وقد كان يخدش الأرض ويتلوى من الألم.
وكونه لم يمت على الفور كان مجرد سوء حظ. ولأجل ألا يطول ذلك الحظ العاثر أكثر، تدخل جنود الشياطين.
ورغم أن مصاص الدماء لفظ أنفاسه الأخيرة، لم تخمد ألسنة اللهب. و استمر جسده بالاحتراق حتى لم يتبقَّ منه سوى رماد.
كواااررررغ-!
فوووش-!
استمرت ألسنة اللهب في الانفجار من كل زاوية، تمزق الليل تمزيقًا. وكلها من صنع لودفيك.
مصاصو الدماء الذين كانوا يتعاملون مع الجنود بسهولة في بداية القتال، بدأوا يتراجعون تدريجيًا. فقد كان لودفيك يغير أجواء المعركة بالكامل.
وفي النهاية، اضطر أولئك المصاصون إلى إخراج كل ما لديهم من قوة. فبدأت عروقٌ بارزة تظهر على وجوههم، وتحولت أعينهم إلى بياض تام. و لم يعودوا أشبه بوحوشٍ عاقلة، بل صاروا كوحوش هائجة.
كواجك-!
“كيييياااااه!”
صرخ واحدٌ منهم صرخةً مريرة. والذي طعنه لم يكن سوى سيف لودفيك.
الشفرة اللامعة اخترقت جسده بكفاءة وسرعة، ثم انسحبت من دون أن تترك عليها قطرة دم واحدة.
ثم أدار لودفيك سيفه بسلاسة وضرب به بشكل مائل.
تشاااااك-!
‘واحدٌ آخر.’
في تلك اللحظة، اندفع عدد كبير من مصاصي الدماء نحو لودفيك. فقد أدركوا أنه إن استمر الحال على ما هو عليه، سيموتون جميعًا بيديه.
ثم تبعهم الجنود من الخلف، لكنهم تجاهلوهم تمامًا وركزوا هجومهم فقط على لودفيك.
وعندما رأى لودفيك ذلك المشهد، اجتاحه غضب أعظم.
‘إغلاق أبواب القصر ومهاجمة جنودي كان بالفعل خيانة واضحة، لكن..…!’
رؤيتهم يهاجمونه علنًا ويستهدفون حياة ملكهم جعل الدم يغلي في عروقه حتى كاد صدغاه ينفجران.
كيف يمكن لمثل هؤلاء أن يهاجموا ملك الشياطين دون تردد، حتى لو تغيرت الظروف فجأة؟
هؤلاء لم يخونوا مؤخرًا. بل لم يبايعوه بولاء حقيقي منذ البداية.
كيف لم يدرك ذلك حتى الآن؟
‘لولا أرييلا..…!’
لو لم تتدخل المتعاقدة، لبقي غافلًا إلى الأبد.
بمشاعر مختلطة من الندم والغضب، أطلق ملك الشياطين تعويذته مرة أخرى.
كوووم-! كوااااانغ-!
فتوالت الانفجارات النارية.
“كيييييييييييك!”
و أُحرق الأعداء الذين اندفعوا نحو لودفيك جميعًا وسط ألسنة اللهب. حتى مصاصو الدماء ذوو القدرة الفائقة على الشفاء لم يكن بوسعهم الصمود أمام نار لا تنطفئ.
ثم امتزجت رائحةٌ بشعة ودخان وحرارة، وانتشرت في أرجاء ساحة المعركة.
“كييييييااااه!”
ورغم أن أجسادهم كانت تحترق، استجمع مصاصو الدماء ما تبقى لديهم من قوة واندفعوا نحو لودفيك.
وفي اللحظة نفسها، طالت مخالبهم أكثر فأكثر. كانت أسلحةً مرعبة لم تنكسر قط رغم اصطدامها مرارًا برماح وسيوف الجنود.
وقد احترقت قرنيات أعينهم، فلم يعودوا يرون شيئًا، بل اعتمدوا على حواسهم وحدسهم لاستهداف ملك الشياطين.
لكن….
شوااااخ-!
مزقت مخالبهم الفراغ عبثًا. فقد كان لودفيك يتفادى هجماتهم بخفة مذهلة، و رفع نصل سيفه.
تشاااك-! تشاااك-! تشاااك-!
وبإيقاع غريب، بدأ مصاصو الدماء يسقطون واحدًا تلو الآخر. و لم يُتح لأيٍّ منهم حتى فرصة الصراخ.
كل أولئك الجنود، بل وحتى أرييلا نفسها، كانوا يحدقون في المشهد بدهشةٍ وإعجاب.
‘وكأنه عاد إلى بيئته الطبيعية. لقد كنت أسمع عن قوته، لكن ما أراه يفوق التوقعات.’
السحر الذي أظهره في عالم البشر أثناء تمثيلية الاختطاف لم يكن سوى لعب ناري بسيط بالمقارنة.
بل إنه الآن يُظهر براعةً في استخدام السيف تفوق حتى ما فعله عندما قتل الأورك أمام أرييلا بعد وصولها إلى عالم الشياطين.
حينها كانت أرييلا تتساءل: لماذا يكتفي باستخدام السيف رغم امتلاكه سحرًا؟
لكن الآن فهمت…..لعل خصومه كانوا أضعف من أن يستحقوا سحره أصلاً.
في اللحظة التي قرر فيها استخدام السيف والسحر معًا…..
‘يتغير المستوى تمامًا، كما يحدث الآن.’
مشهد مذبحةٍ مرعب لم ترَ مثله من قبل انكشف أمام عينيها.
صراحةً، لو قالت أنها لم تخف، لكانت تكذب. لكن بدلًا من أن تصاب بالذعر أو تسيطر عليها الرهبة، حاولت أرييلا أن تحلل الوضع بعقل بارد.
بوووم-!
تابع لودفيك إطلاق الانفجارات. وفي كل مرة، كانت أرييلا تشعر بحرارة تكاد تحرق بشرتها، واهتزاز يهز عقلها، رغم أنها كانت تقف بعيدًا.
ومع ذلك، لم تتراجع خطوةً إلى الوراء، وبقيت واقفةً في الموضع الذي حدده لها لودفيك…..غالبًا ما اعتبره ملك الشياطين أكثر الأماكن أمانًا.
إلى متى ظلت تراقب ذلك المشهد؟
و في النهاية، انتهى القتال.
“كييييااااه!”
كانت صرخة مصاص الدماء الممزق آخر صرخة في الساحة.
‘لقد انتهى.’
لم يتبقَ أي مصاص دماء حي في محيط القصر. إما قُتلوا بالسيوف، أو احترقوا بالنيران وتحولوا إلى رماد رمادي.
حتى الحديقة، التي كانت تُعتبر مزدهرة ومرتبة على نحو لا يُصدق داخل أراضي ملك الشياطين، تغيرت بالكامل.
و امتلأت الأراضي بعلامات الحرق، وبقايا مصاصي الدماء تناثرت في كل مكان.
لودفيك، الذي لا يزال قابضًا على سيفه، أعطى أمره.
“سندخل إلى الداخل.”
ثم انطلق وجنوده لتمشيط داخل القصر، ولحقت بهم أرييلا بطبيعة الحال.
كوووم-! كوووم-!
حطموا كل باب مغلق أثناء البحث.
ورغم أنهم كانوا يحتلون مقر الخونة، ظل وجه لودفيك ممتلئًا بالامتعاض.
ومع كل باب يُفتح في أعماق القصر، كانت تلك المشاعر تزداد كثافة. وأرييلا بدأت تدرك السبب.
‘ما كان لودفيك ليتخيل أبدًا أن هذا الوغد قد بلغ به الفساد هذا الحد.’
كلما توغلوا أكثر في القصر، ازدادت الزينة والمفروشات فخامة. و في بعض المواضع، كان القصر يفوق حتى قصر ملك الشياطين في البذخ.
وكلما تأكد من ذلك، تجمدت ملامح لودفيك أكثر و أكثر برودة.
في حين كان سكان الإقليم يتضورون جوعًا، كان بيفار يجمع ثروات طائلة بطرق غير مشروعة بعيدًا عن أعين لودفيك.
وشعر لودفيك بذلك الإثم يتسلل إلى عظامه.
‘في النهاية، هذا كله خطئي.’
لقد مر أكثر من عام منذ أصبح ملكًا، ولم يزر بيت بيفار ولو مرةً واحدة.
كان بيفار دائمًا ما يقدّم أعذارًا مختلفة، ولم يشعر رودفيك بالحاجة لزيارته. فهو كان مشغولًا طوال الوقت بالغزوات المتكررة من قِبل الأورك.
‘لو أنني أوليت الأمر اهتمامًا أكبر فقط…..’
وبينما كان لودفيك يستوعب الحقيقة أخيرًا، أدرك فجأةً أمرًا آخر أكثر إزعاجًا.
_____________________
ياحرام يا لودفيك عادي يكدي ياخي🫂
المهم يجنن وهو معصب كمل تكفى😭 انا وارييلا مستانسين
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 23"