بعد انتهاء أعمال ترميم المكتبة، قضت عدة أيام في مراجعة دفاتر الحسابات. ثم ذهبت بنفسها مع لودفيك إلى موقع بناء الجسر وألقت القبض على الكوبولد.
وبعد ذلك، حضرت استجواب الكوبولد المقبوض عليه. وكما كان متوقعًا، أنكر المشرف معرفته بأي شيء.
لكن على عكس ادعائه، عُثر في منزله على العديد من الوثائق المثيرة للريبة.
“لابد أن بيفار، مصاص الدماء ذاك، متورطٌ في هذه القضية.”
من غير المنطقي أن يتم هذا دون المرور على المسؤول المالي. و لا عجب أنه بدا متوترًا عندما قلت له أنني سأفحص دفاتر الحسابات.
عندما ذكرت هذا، بدا لودفيك مصدومًا بشدة.
لم يكن الوقت طويلاً، لكنه كان يثق بتابعه، واكتشف الآن أنه كان ينخر هذه الأرض منذ زمن بعيد.
كان لودفيك على وشك أن يقطع عنقه في الحال، لكن أرييلا منعته.
ثم تذكرت الحديث الذي دار بينهما.
“لا يجب أن نتحرك الآن.”
“لماذا؟!”
“ليس لدينا دليلٌ قاطع بعد. فالكوبولد المقبوض عليه لا يزال صامتًا.”
“لكن كل الدلائل تشير إلى مصاص الدماء ذاك..…!”
“إذا قتلت تابعكَ لمجرد وجود دلائل مريبة، فماذا سيظن بقية التوابع؟”
“..…؟”
“إن قتلت أحدهم دون دليل، فستتمكن لاحقًا من قتلهم مرة ومرتين. وهم يعلمون ذلك جيدًا.”
إذا ظنوا أنهم قد يُقتلون في أي لحظة بمجرد تهمة، سواء أكانوا مذنبين أم لا، فإن ذلك سيزرع فيهم الخوف ويقضي على ولائهم.
وربما يهربون من هذا المكان قبل أن يتعرضوا لأي أذى.
فأشارت أرييلا إلى هذه النقاط وهدأت من روع لودفيك.
كانت أرييلا تنوي، استنادًا إلى الوثائق التي جمعتها حتى الآن، أن تجد دليلًا قاطعًا يثبت جريمة بيفار.
“بضعة أيام فقط.”
وفي النهاية وافق لودفيك.
“لذا، لنكتفِ بهذا اليوم.”
لقد وصلت طاقتها إلى حدها الأقصى. فتنهدت وهي تنظر إلى الوثائق التي ملأت غرفتها.
ولأن الأمر سري، لم يكن بإمكانها أن توكل المهمة إلى أي شخص آخر. بل في الواقع، لم يكن هناك أحدٌ غير المقربين من بيفار قادرًا على تحليل هذه البيانات.
‘وهذا هو أحد العيوب الأخرى في هذه الأراضي.’
فجميع الأمور المتعلقة بالمال كانت تحت سيطرة بيفار ومجموعة مصاصي الدماء التابعين له.
‘ولا توجد حتى هيئة تدقيق مستقلة. مقارنة بدول أو أقاليم البشر، فالنظام هنا بدائي بشكل مزرٍ. من العجيب أن الأمور لا تزال تسير.’
حتى بعدما أطفأت الأنوار واستلقت، ظل ذهنها يعج بالأفكار المعقدة.
‘لودفيك نفسه بحاجة إلى أن يتعلم كيف تُدار شؤون الأراضي، و على الأقل يجب أن يعرف القراءة أولًا.’
الهموم كانت تتراكم وتتضاعف. فحياتها في عالم الشياطين لم تكن كما حلمت بها أبدًا.
بدلًا من أن تعيش بطمأنينة وتتفرغ لدراسة السحر، أصبحت قلقةً من عدم قدرة الحاكم على القراءة.
تلك الأفكار بدأت تنتشر في عقلها كالحبر المبتل، وتسلل إليها النعاس المكبوت، وبدأ تنفسها يأخذ وتيرة منتظمة.
“….…”
وبعدما غرقت في النوم تمامًا،
سُسس-
بدأ دخيلان يقتربان من الغرفة التي خيم عليها الصمت.
كانا اثنين من مصاصي الدماء الذين أرسلهم بيفار. وبما أنهما يرتبطان معه برباط الدم، فقد كان ولاؤهما الحقيقي له لا للملك.
عبرا الرواق حتى توقفا أمام غرفة أرييلا.
• “هل هذه هي؟ غرفة نوم البشرية المتعاقدة؟”
• “نعم، كما قيل لنا تمامًا.”
لم تكن هناك أي حواجز سحرية، بل مجرد قفل عادي فقط. فلم يتخيل أحدٌ أبدًا أن تُقدم أي جهة داخل قلعة ملك الشياطين على محاولة إيذاء المتعاقدة.
بدأ مصاصا الدماء بفتح القفل باستخدام السحر. فبينما كان أحدهما يراقب الحراسة، شرع الآخر في تعطيل القفل.
• “ما الأمر؟ لماذا كل هذا الوقت؟ إنه قفلٌ عادي.”
• “فقط انتظر قليلًا.”
والسبب في إرسال اثنين من مصاصي الدماء للتخلص من بشرية واحدة، هو أن بيفار لم ينسَ تلك الهالة العنيفة التي أظهرتها في المرة السابقة.
… طق-!
• “فُتح!”
ثم دخل الاثنان إلى الداخل وهم يتبادلون الحديث بالسحر.
• “هناك!”
كانت الغرفة مظلمة.
فالشمس التي صنعها ملك الشياطين بسحره تخفت إضاءتها في هذا الوقت من اليوم.
وحتى ذلك الضوء الخافت لم يكن يصل إلى هذه الغرفة. فكبير الخدم كان قد وضع ستائر حاجبة للضوء من أجل راحة أرييلا.
لكن مصاصي الدماء امتلكوا القدرة الطبيعية على الرؤية بوضوح في الظلام.
و في وسط الغرفة كان هناك سرير، وكانت البطانية ترتفع بوضوح فوق الجسد الممدد تحته.
إنها أرييلا.
• “ممتاز.”
تبادل مصاصا الدماء النظرات ثم أومآ برأسهما. و اقتربا من كلا الجانبين تحسبًا لاحتمال أن تستيقظ الفريسة وتحاول الهرب.
‘هذا سيكون سهلًا كتناول الماء.’
كانت هذه المرأة قد تسببت في متاعب كبيرة لسيدهم الحقيقي. وذلك أمرٌ لا يمكن السماح بحدوثه.
ورغم أن الأمر لم يكن شائع المعرفة، فإن أتباع بيفار من مصاصي الدماء كانوا يعيشون حياةً فارهة لا تُقارن بباقي سكان الإقليم.
كان يكفيهم أن يجمعوا الفتات الذي يرميه لهم بيفار، حتى لا يحسدوا أحدًا في هذه الدنيا.
بل إن الكثير منهم اشتروا منازل وأراضي في أراضي ملوك شياطين آخرين.
لا يمكن السماح بأن يُشوَّه هذا العصر الذهبي المستقر والمُرضي بأي شكل. و من غير المعقول أن تأتي بشريةٌ لا يُعرف من أين ظهرت وتقلب الطاولة رأسًا على عقب.
ولإزالة هذا العائق، اقترب مصاصا الدماء من أرييلا مستخدمَين سحر التخفي.
لكن في تلك اللحظة،
“هاه؟”
فجأة، فتحت أرييلا عينيها. ليس لأنها سمعت صوتًا، فالمهاجمان لم يكونا بتلك الدرجة من السذاجة، وإخفاء الأصوات بالسحر أمرٌ بسيط بالنسبة لهما.
ومع ذلك، استيقظت أرييلا فجأةً من نومها.
‘ما هذا؟’
شعرت بشيء يجذب جسدها من الرأس حتى القدمين بقوة.
لم يسبق أن شعرت بمثل هذا من قبل. فهي ليست عديمة الإحساس، لكنها لم تكن تملك أيضًا حاسةً سادسة بهذه القوة والحدة.
‘لماذا استيقظت؟ لا أرى شيئًا حولي…..’
وفي حالة شبه نعاس، بدأت تفكر.
الغرفة كانت مظلمة تمامًا لا يدخلها أي شعاع من الضوء. لكن بما أنها لا تعرف مكان الشمعة، قامت أرييلا، لكونها ساحرة، بما اعتادت عليه دومًا بشكل تلقائي.
صحيح، إذا لم توجد شموع، فلتصنع الضوء بالسحر.
بمجرد أن قررت ذلك، حرّكت طاقتها ونطقت بالتعويذة.
“أيتها النور، تجلَّى.”
“……!”
“……!”
ارتبك القاتلان. فأرييلا، التي ظنّاها نائمة، استخدمت فجأة سحرًا.
و ربما كانت تعويذة “نور” التي تصنع الضوء.
• “تشه، اهجم الآن!”
لم يعد هناك ما يدعو للحذر، فانقض مصاصو الدماء دفعةً واحدة.
ففي النهاية، لم يكن هناك ما يهددهم. و تعويذة “نور” لا تفعل سوى إنارة الظلام، ولا تمتلك أي قوة هجومية.
لكن….
“آه؟ بالغتُ مجددًا.”
تنهّدت أرييلا في داخلها. ربما لأنها كانت نصف نائمة حين ألقت التعويذة، فقد نسيت أن تتحكم بحذر في تدفق طاقتها السحرية.
وما زاد الأمر سوءًا أن لودفيك كان قد عاد ويقيم بالقرب منها الآن.
هاتان الحالتان اجتمعتا، والنتيجة كانت واضحة كالشمس.
ششششششاااا—!
أرييلا شعرت بطاقة سحرية ليست طاقتها تنهمر في جسدها كالشلال.
‘هل سيُغمى عليه مجددًا؟’
كانت تمتص طاقة لودفيك السحرية بسرعة وقوة مدهشة. وقد حدث ذلك بسرعة تفوق الضوء ذاته.
وقبل أن تستعيد وعيها بالكامل، كانت التعويذة قد بدأت بالعمل بالفعل.
وقبل أن يتمكن القاتلان من الوصول إليها، انفجر الضوء من أطراف أصابع أرييلا أولًا. كان وميضاً ساطعاً لم تكن أرييلا تقصده، ولا توقعه مصاصا الدماء.
فششششااااااات-!
“آاااااااااه!”
“إييييييييااااااه!”
في اللحظة التي صرخ فيها مصاصا الدماء من الذعر، كانت أرييلا أيضًا مذهولةً تمامًا.
“هاه! مـ…..ما هذا؟”
فششششششخ-!
تعويذة الضوء التي أطلقتها أرييلا مزّقت الظلام الذي كان يملأ الغرفة. لقد كان ضوءًا عنيفًا وساطعًا للغاية.
كل ما كانت تتوقعه مجرد ضوء يعادل لهب شمعة، لكن ما ظهر بالفعل كان…..
“…..شمس؟”
____________________
شمس؟!! 😭 لا تكفون وش ذا الضحك عز الله لودفيك فطس😭
مصاصين الدماء شكل واحد منهم حرمه لأن صرخه ايااااه انثويه بزياده😂
المهم الله يعين لودفيك
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 21"