لا يدري ما الذي سمعته تلك البشرية أو من أين وصلها، لكن لا شك في أن ما تفعله الآن جنون.
على أية حال، إن استمر الوضع على هذا الحال، فستكون العواقب وخيمة.
‘عليّ أن أتدارك الموقف الآن!’
أولًا، عليه أن ينكر معرفته بالأمر أمام تلك المرأة المجنونة، ثم يعدها بأنه سيتولى حل المشكلة مع الجهة التي وردت الخشب.
وإذا نجح في خداعها بطريقةٍ ما، فسيهرب بعدها إلى مقاطعة أخرى ولا يعود أبدًا!
تبق، تبق-!
في تلك اللحظة، خرج رجل من بين الأعشاب في الخلف.
“هَاه!”
فأخذ المشرف نفسًا حادًا فجأة.
“مـ-ما هذا؟”
حتى باقي العمال صدموا من المفاجأة.
شعرٌ أسود كسواد الليل بلا قمر. بشرة تُذكِّر ببرودة الثلج، ونظراتٌ حادة كالسكين. و عينان عميقتان كالياقوت الأحمر، فيها بريقٌ غامض وساحر.
وتقاسيم وجه كأنها رُسمت بريشة حادة بضربة واحدة.
كان وجه ذلك الرجل مألوفًا جدًا.
“مـ-ملك الشياطين!”
“كيف أتى الملك إلى هنا؟”
كان لودفيك مع أرييلا منذ البداية. و قد تعمد أن يختبئ طوال الوقت ولم يظهر إلا الآن.
فلو انتشرت المعلومة بأن ملك الشياطين يتوجه إلى موقع البناء مع أرييلا، فقد يحتاط المشرف ويُخفي الخشب أو يستبدله مسبقًا.
وكانت تلك الحيلة من تدبير أرييلا أيضًا.
“هـاه!”
بدأ جسد المشرف يرتجف بشدة.
كان تعبير وجه لودفيك الواقف أمامه يبدو غير مبالٍ للوهلة الأولى. فلم تتحرك ملامح عينيه أو شفتيه قيد أنملة، و لم يعبس جبينه ولم يكشر عن أنيابه.
ومع ذلك، كان كل من حضر إلى هذا المكان يدرك الحقيقة. أن ملك الشياطين غاضبٌ للغاية الآن.
وربما بشكلٍ يفوق قدرتهم على التصور.
“مولاي ملك الشياطين، أنا…!”
في اللحظة التي حاول فيها المفتش قول شيء للدفاع عن نفسه، اختنق صوته فجأة.
كان ملك الشياطين الذي تولى منصبه قبل عام يُعد لغزًا مخيفًا بالنسبة لسكان الإقليم.
و قليلٌ جدًا من الناس سمعوا صوته من الأساس، فقد كان يلتزم الصمت التام أثناء جولاته داخل الإقليم، دون أن يتحدث مع أحد.
لكن حسب الشائعات، كان يُقال إن هذا الملك الغامض لا يرحم خصومه على الإطلاق. وأنه في ساحة المعركة يصبح كالمجنون.
وبطبيعة الحال، أطلق سكان الإقليم على الملك الجديد لقبًا من تلقاء أنفسهم.
<المجنون الصامت>
محاربٌ همجي لا يهتم بشيء سوى القتال. رجل كان يُشك أصلاً في امتلاكه لأي مشاعر.
والآن، كان يحدق بعينين تتقدان لهبًا.
تحت وطأة هذا الضغط، لم يعد الكوبولد قادرًا على التحكم في جسده. فقوة السحر الثقيلة المنبعثة من ملك الشياطين غطّت الأرجاء.
‘كيف يمكن أن يحدث شيءٌ كهذا!’
شعر المفتش كما لو أن مطرقةً غير مرئية تسحقه من فوق رأسه. مع أن ملك الشياطين لم يلمسه إطلاقًا. بل كل ما فعله هو التحديق فقط.
رغم أن ذلك فقط ما حدث، إلا أن الهواء المحيط بدا وكأنه سلاسل تلتف حول الجسد وتكبّله.
كانت الهالة شرسةٌ إلى حد أن جلده شعر وكأنه يتمزق، وعظامه تكاد تتحطم من الألم.
“كـ…..كغغغ!”
خرج أنينٌ من شفتي الكوبولد، وعيناه المرتجفتان امتلأتا رعبًا.
طخ-!
و في النهاية لم يحتمل وسقط جاثيًا في مكانه.
***
مصاص الدماء، بيفار، لم يكن راضيًا عن الوضع الحالي. بل بصراحة، شعر حتى بالتهديد.
“تلك المرأة…..تثير أعصابي حقًا.”
السبب الذي جعل مصاص الدماء هذا الذي يعاني أصلًا من أرق مزمن يعاني من قلة النوم أكثر من ذي قبل. المسؤولة عن ذلك، بطبيعة الحال، كانت أرييلا.
المتعاقدة التي جلبها ملك الشياطين فجأةً من عالم البشر.
“كنت أظن أن ملك الشياطين لا يهتم بأمور مثل العقود.”
لودفيك، الذي لم يمضِ عامٌ على تولّيه العرش، كان خصمًا سهلًا لبيفار. صبيّ عديم الخبرة لا يعرف في رأسه سوى القتال.
كان بيفار يحرّكه كما يشاء. حتى تدبير أمور الإقليم تركها له، وملك الشياطين نفسه خرج ليدافع عن الأرض.
حتى الآن، كانت الخطة تسير على ما يرام، إذ لم يلحظ لودفيك أيًّا من أفعال بيفار.
‘ما الذي جعله فجأةً يتصرف على غير عادته؟ كيف التقط تلك المرأة المزعجة؟’
أعلن بوضوح أنه سيفتش دفاتر المحاسبة، وهذا هو الأمر الذي أثار غضب بيفار.
وتحت الغضب المتصاعد كان يكمن شعورٌ عميق بالخطر.
“إن كانت تلك البشرية الوقحة تملك فعلًا مهارة تحليل الدفاتر…..فلا بد من إيقافها بأي ثمن.”
اختلاس بيفار لأصول الإقليم بدأ منذ زمن طويل.
الإدارة الداخلية لقصر ملك الشياطين؟ الملك السابق لم يكن مهتمًا، والحالي لا يعرف شيئًا. وبفضل ذلك، استطاع بيفار أن يملأ جيوبه ويشبع أطماعه.
حتى مع تدهور الإقليم وتناقص سكانه، لم يكن الأمر يعنيه.
فحين ينهار الإقليم بالكامل لاحقًا، من سيموت هو ملك الشياطين، لا الخدم.
‘لا وقت لدي. عليّ أن أتصرف بشيء ما بشأن دفاتر مكتبة الإقليم.’
فقد كانت تحتوي على سجلاتٍ فاضحة للفساد الذي ارتكبه بيفار على مدار عشرات السنين.
ولم يُكلّف نفسه عناء إخفائها بشكل جاد من الأصل، إذ لا أحد في الإقليم يملك القدرة على فهمها.
لكن بمجرد أن يأتي شخصٌ يعرف كيف يقرأها جيدًا، لا بد أن تُفضح الأمور. فالبشر قد يكذبون، لكن الأرقام لا تكذب أبدًا.
‘اللعنة، لماذا اضطروا لقلب المكتبة بحجة الترميم الآن بالذات؟!’
حاول بيفار إرسال أحد أتباعه إلى المكتبة لاسترجاع الوثائق. بالمعنى الحرفي: لإتلاف الأدلة.
لكن رئيس الخدم، غرويب، سبقهم بخطوة.
فما إن نشر إعلانًا حتى تجمّع العمّال بسرعة مذهلة، وتحولت المكتبة، التي لم يكن يرتادها أحدٌ أصلًا، إلى مكان يعج بالحركة فجأة، مما حال دون قدرة بيفار على استرجاع المستندات.
وبعد انتهاء الترميم، بدأت أرييلا تمسك بالوثائق وتراجعها، فصار من المستحيل تهريبها.
كانت استجابةً سريعة لم تترك له أي فرصة للهجوم المضاد.
“سيد بيفار!”
ثم جاء صوت أحد أتباعه من خلف الباب.
“ماذا هناك؟”
كان غارقًا في التوتر، لذا جاء صوته حادًا.
“لقد تم القبض على ’ذلك الكوبولد‘ منذ قليل!”
لم يصدق ما يسمعه. هل هذا وقت القلق بشأن كوبولد تافه؟
كان على وشك أن يصرخ في وجه تابعه ليختفي من أمامه. لكن ملامحه تجمدت فجأة.
“انتظر! من قلت؟”
لأنه سمع اسم الكوبولد المقبوض عليه.
“لماذا ظهر ذلك الوغد الآن؟”
عادة، بيفار لا يهتم بأسماء الكوبولدات أصلًا، لكنه يتذكر ذلك الاسم جيدًا.
“قُبض عليه؟”
“نعم، يُقال أن ملك الشياطين ذهب بنفسه إلى الموقع وألقى القبض عليه!”
كلما استمر التابع في شرحه، ازداد تجهم وجه بيفار. فالكوبولد الذي قُبض عليه لم يكن سوى واجهة وهمية أقامها بيفار بنفسه.
الصفقات الحقيقية كانت تُدار بأوامر مباشرةٍ منه، وقد جنى من خلالها أرباحًا طائلة بالطبع.
ولكن، هل يُعقل أن يكون ملك الشياطين قد عثر عليه؟
“الآن يتم استجوابه في السجن السفلي!”
“…..فهمت.”
بعد انصراف التابع، غرق بيفار في تفكير عميق.
‘لقد عضّتني بقوة، تلك البشرية.’
من المستحيل أن يكون ملك الشياطين الأحمق قد دبر كل هذا بنفسه، لا بد أن تلك البشرية تقف خلف الأمر.
لقد اقترب الخطر إلى حدّ لا يُحتمل، وحان وقت اتخاذ قرار بشأن خطوته القادمة.
هل يترك كل شيء ويختفي فحسب؟
بما أنهم عثروا على الكوبولد، فالعثور على المزيد من الأدلة مسألة وقتٍ فقط.
‘لا، لا يمكن ذلك. لقد بذلت الكثير من الجهد حتى الآن.’
لا يزال في هذا الإقليم الكثير مما يمكن امتصاصه. فلودفيك كان فريسةً نادرة يصعب إيجاد مثلها في مكان آخر.
وفي النهاية، اتخذ بيفار قراره.
‘كل هذا بسبب تلك المتعاقدة.’
لو اختفت تلك المرأة، فكل شيء سيعود إلى ما كان عليه.
لا يدري ما الذي سمعه ملك الشياطين منها حتى الآن، لكنه واثقٌ بأنه يستطيع تدارك الأمر بمهارته في التلاعب بالكلمات.
فالملك الأحمق ما زال يدور في فلكه.
‘يجب عليّ التخلص من تلك المرأة.’
ما لم يكن يعلمه هو أن موت أرييلا يعني موت لودفيك أيضًا. إذ لا يمكن لعاقل أن يعقد عقدًا بهذا الغباء، حتى ملك شياطين الغبي لا بد أن يكون لديه من الفطنة ما يمنعه من ذلك.
وبعد أن أنهى تفكيره، نادى بيفار نحو الباب.
و خاطب أتباعه، أولئك الذين يشتركون معه في الدم.
“ادخلوا قليلًا. هناك عملٌ يجب أن تقوموا به.”
___________________
وشسمه زييين لودفيك جا مع ارييلا يجنن المجنون الصامت😭😭😭😭😭😭😭😭
حسبته خوي مع السكان لأن شخصيته كذا بس طلع لوء ماطلع ذا الشخصية الا مع ارييلا😂
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 20"