• “القطع الأثرية التي يرتديها ديلّارك! لا أعلم ما هي بالضبط، لكنها مشبعةٌ بسحرٍ مرعب!”
ما رأته أرييلا في البداية كان تعويذةً معقدة ضخمة إلى حد يصعب استيعابه، لكن ما جعلها تصفها تحديدًا بـ”السحر المرعب” لم يكن حجمها فقط، بل طبيعتها أيضًا.
• “الشمس ليست مرتبطةً بالملك الشيطاني وحده! بل هي منظومةٌ متوازنة من ثلاثة عناصر: الشمس، والملك، ومملكة الملك! الثلاثة يتبادلون القوة، وكلٌّ يعتمد على الآخر!”
ثلاثة كيانات، لكنها تعمل كواحد. ذلك كان القانون الأساسي الذي حافظ على استقرار عالم الشياطين حتى الآن.
غير أن التعويذة التي تحيط بديلّارك كانت تحاول تدمير ذلك القانون.
• “إنها تعويذةٌ تُقصي مملكة الملك من حلقة الارتباط بين العناصر الثلاثة بالقوة!”
وماذا يحدث إن حُذفت مملكة الملك من حلقة “الشمس–الملك–المملكة”؟ عندها، ستتجه كل طاقة الشمس الهائلة لتدور حول الملك وحده.
و استطاعت أرييلا أن تتوقع النتيجة الرهيبة لذلك.
• “أرض ديلّارك ستفقد كل طاقتها السحرية، وتتحول إلى أرض موتٍ لا تعيش فيها سوى الوحوش!”
تعويذةٌ كهذه لا يمكن أن يصممها سوى كائنٍ قرر بوضوح أن يُبيد مملكةً بأكملها.
شعرت أرييلا برجفةٍ تسري في جسدها وهي تلمس الشر الصافي الذي كان يسكن تلك التعويذة.
“كخ…..كككخخخ!”
ثم خرج أنينٌ غريب من فم ديلّارك. وبينما هو لا يزال يصرخ، بدأ جسده الضخم يرتفع عن الأرض.
بووم! كوااانغ!
فوووش!
هجم لودفيك بلا توقف، يقذف النار تلو النار، لكن لا شيء كان يجدي. وفي تلك الأثناء، أخذت الشمس تفقد بريقها بسرعةٍ مروعة.
لم يكن الأمر كظلمة الليل أو سحابةٍ تمر عرضًا أمامها— بل كان انطفاءً يبدأ من لبّها نفسه، حيث اندفعت خيوطٌ من طاقة حمراء داكنة صاعدة نحو ديلّارك، تمتصه في جسده.
وبدأت آثار ذلك تمتدّ بعيدًا عن ميدان المعركة.
“أمّي…..أشعر بالبرد!”
“ما الذي يحدث؟ لماذا أصبح الجو هكذا؟”
فقد انحصرت حرارة الشمس حول مكان المعركة فقط، متجمعةً حول ديلّارك وحده. أما القرى والبلدات البعيدة، فقد غمرها الظلام والبرد المفاجئ.
اختفى الدفء الذي كان يحتضنهم، وحلّ محله صقيعٌ يزحف على كل زاويةٍ من المملكة.
و بدأ البخار الأبيض يخرج من أفواه الناس، ورعبٌ صامت ينتشر في كل الأرجاء.
“آآااااه!”
أما أكثر من عانى من ذلك كله، فكان ديلّارك نفسه. فما شعر به سابقًا من ارتداد السحر كان لا شيء مقارنةً بما يحدث الآن.
كأن عشرات الآلاف من الخطاطيف المعدنية تُغرس في لحمه وعظامه وتشقها بعنف.
“كفى…..أرجوكم! أوقفوه! آآااااه!”
كانت طاقة الشمس التي يفترض أن تنتشر عبر مملكته كلها تتدفق الآن في جسده وحده. ومهما بلغت قوة الشيطان، فلا كائن يمكنه تحمل هذا القدر من الطاقة المركزة.
حاول ديلّارك أن يقاوم، أن يوقف الطقس القاتل، لكن إرادته لم تعد تسيطر على ما يجري—فقد صار “الطقس ذاته” يُكمل الطقس من تلقاء نفسه.
كراااك! كروووش!
بدأ جسده يتلوى بطريقةٍ غير طبيعية ويتضخم. و تفجرت عضلاته، وأعيدت صياغة عظامه لتتخذ أشكالًا غريبة لم تعد تشبه الشياطين بأي حال.
ولم يتوقف التضخم. بل كان ينتفخ، وينتفخ أكثر، حتى تحوّل ذلك الجسد الضخم أصلًا إلى كتلة لحم هائلة لم يرَ لها العالم مثيلًا من قبل.
تمزقت طبقاته الخارجية بفعل نمو اللحم الجديد، ثم عاد الجديد ليتشقق بدوره تحت اندفاع آخر.
“يا…..يا إلهي!”
تراجع جنود لودفيك وجنود ديلّارك على حد سواء، وقد تجمدت وجوههم من الهلع.
فالمخلوق الذي أصبح عليه ديلّارك تجاوز في حجمه قلعة الملوك نفسها، وأشبه ما كان بمنظرٍ طبيعي حي، لا بكائن مخلوق.
فوووش!
غاصت ملامحه في جسده حتى اختفت ملامح الوجه تمامًا. و لم يتبقَّ سوى كتلةٍ ضخمة من اللحم يمكن بالكاد تمييز الرأس والأطراف فيها، وقد غلفتها ألسنةٌ نارية بنفسجية هادرة.
كانت الشمس ما تزال تُستنزف بسرعة، ومنها امتدت خيوط حمراء طويلة تشد ديلّارك نحو السماء، في حين كان جسده يتوهج بلون غريب لا ينتمي إلى هذا العالم.
“كآآآآآآآاااه!”
و اندلع من فمه زئيرٌ لم يعد يشبه صوت كائن عاقل، بل وحشٍ أسطوري خرج من الجحيم ذاته.
***
زوجة ديلّارك، كارين. لم تكن يومًا تهتم بكونها “ملكة الشياطين”.
‘المسؤوليات، الأخطار، الواجبات…..كل ذلك يثير اشمئزازي.’
فالملك الشيطاني لا بد أن يتحمل مسؤولية مملكته، ويقاتل المتحدين الذين يطمعون في عرشه، ويحيا ويموت مع شمس أرضه.
باختصار…..إنها وظيفةٌ من الجحيم بحق.
‘أنا أريد الجوهر فقط، لا أكثر.’
كل ما كانت تريده هو الثراء والسلطة التي تأتي من خلال ديلّارك.
لم تكن بحاجةٍ إلى التاج الذي لا يحمل سوى الرمزية. ولذلك اكتفت دائمًا بأن تبقى خطوةً إلى الوراء، تهمس في أذنه وتوجهه كما تشاء.
وكان ذلك كافيًا حتى الآن.
‘لكن أن تنتقل هذه المملكة إلى لودفيك؟’
راقبت كارين مجريات الحرب بعينيها من خلال تعويذة سحرية، وقد أنهت كل استعداداتها مسبقًا.
وأصدرت قرارها في اللحظة التي فشل فيها هجوم ديلّارك الذهني. حينها فقط أدركت أنه حان وقت التخلي عنه.
لكنها لم تفكر مطلقًا في الهرب أو ترك كل شيءٍ وراءها.
صحيحٌ أن خيار سرقة كنوز القلعة والفرار موجود، لكنه لا يعدو كونه خطةً بائسة مقارنةً بما يمكنها فعله.
فما أثمن كنز تملكه مملكةٌ شيطانية؟
‘الشمس.’
قالت ذلك لنفسها بيقين مطلق.
إن ما يمنح المملكة وجودها كـ”مملكة” هو شمسها. فالشمس المرتبطة بالأرض هي جوهرتها الأبدية.
‘سأسرق الشمس.’
كانت كارين في مكان سري لا يعرفه أحد.
وقد رسمت على الأرض دائرةً سحرية هائلة، وحولها كُتبت رموزٌ غريبة، منحوتة كأنها طلاسم من زمن منسي. وفي مركز تلك الدائرة، كانت تردد التعاويذ دون توقف.
إنه سحرٌ قديم، توارثه القلائل سرًا عبر العصور.
‘لا ملك شيطاني يمكنه احتمال الشمس وحده من دون مملكته. ديلّارك سينفجر لا محالة.’
لكن في ذلك الوضع تكمن مشكلةٌ أخرى.
فحتى كارين، صاحبة التعويذة، لن تتمكن من السيطرة على ديلّارك وهو في حالة الاندماج مع الشمس.
لذا كان عليها أن تجد من يضعف قوته قبل أن تتدخل. فقط بما يكفي لتصبح هي قادرةً على السيطرة لاحقًا.
‘لودفيك هو الأداة لتلك المهمة.’
في النهاية، سيموت لودفيك بلا شك، فلا أحد قادرٌ على هزيمة ملك شيطان امتص قوة الشمس.
لكن في الوقت نفسه، سيكون ديلّارك قد أنهك نفسه تمامًا.
غير أن هذا لا يعني أن الطاقة الشمسية التي ابتلعها ستزول، بل إن الجسد فقط هو الذي سيتداعى.
وهنا بالتحديد ستتدخل كارين.
‘جوهر الشمس…..المصهور في جسد ديلّارك كأنه فرنٌ من الجحيم!’
ما امتصه ديلّارك في جسده لم يكن مجرد سحر، بل نواة القوة التي تجعل المملكة تزدهر وتعيش.
وإن وضعت يدها على تلك النواة؟ ستحصل كارين على قوةٍ عظيمة، من دون أن تخاطر بشيء، ستضحي بمملكة كاملة وملكين شيطانيين لتحصد المجد وحدها.
قوةٌ بلا مسؤولية. مجدٌ بلا خطر. تلك كانت غايتها القصوى.
***
لم تعد شمس مملكة ديلّارك كرةً مكتملة كما كانت. بل خرجت منها خيوطٌ حمراء داكنة تتدفق نحو الوحش في الأرض، لتتصل بقمة رأس ديلّارك.
“كككخخخخ…..آآاااااه!”
كانت الشمس تضعف شيئًا فشيئًا، وكأن حياتها تُنتزع منها. وفي المقابل، نما من جسد ديلّارك عددٌ لا يُحصى من المجسات اللحمية، تتلوى بجنون.
“كآآآآآآ!”
“تباً!”
زمجر لودفيك بأسنانه، فيما كانت ألسنة اللهب البنفسجية التي تحيط بديلّارك تزداد اشتعالًا، وجدار الطاقة حوله يشتد أكثر فأكثر.
و تحطمت دروع اللهب التي تغلف لودفيك مرارًا، ثم أعادت نفسها بقوة الإرادة.
‘هذا…..لم يعد شيطانًا بعد الآن.’
كان سلطان ديلّارك المتحوّل مرعبًا بحق. حتى حين كان لودفيك يضربه بنيران حمراء قاتلة، كان ديلّارك يمتص طاقة الشمس ويتعافى في لحظات.
“كآااااااخ!”
وفي تلك الأثناء، تجمّد الجنود في ساحة المعركة، و أسلحتهم في أيديهم، لا يجرؤون على الحراك.
حتى جنود ديلّارك أنفسهم فقدوا إرادتهم في القتال حين رأوا ملكهم في تلك الهيئة المفزعة.
وربما شعر الوحش بنظراتهم المرتعبة…..
“غغغغغغ!”
فالتفت الوحش، ديلّارك، بنظره الهائج نحوهم بدلًا من لودفيك.
نحو أقرب الكائنات منه بعد لودفيك— أي الحرس الملكي الذين كانوا يحرسونه ويقاتلون باسمه حتى اللحظة.
“يا…..يا جلالتك؟”
أحد أفراد الحرس الملكي تمتم دون أن يدرك. وفي تلك اللحظة—
ووش!
انطلقت من جسد ديلّارك إحدى المجسات المشتعلة بنار أرجوانية، فامتدت كأفعى ملتفة وأحاطت به بالكامل.
“كـخخك؟! لِـماذا!”
صرخةٌ قصيرة ممزقة دوّت في الهواء، لكن الجندي لم يُمنح حتى لحظةً واحدة للمقاومة، إذ سُحب إلى الأعلى بقوة خفية.
ثم تلى ذلك مشهدٌ يفوق الوصف رعبًا.
كواااك! كدوودك!
فقد اختفى الجندي تمامًا، وقد ابتلعته كتلة لحم ديلّارك المتورمة في لحظة.
“لقد…..جُنّ تمامًا.”
وكان ذلك بداية الجحيم الحقيقي.
كوااااااااااه!
انفجر الوحش الجائع، لا يفرّق بين عدوٍّ وصديق.
أمواج من المجسات اندفعت من جسده في كل اتجاه، تخترق، وتحرق، وتمتص كل كائن حي تصادفه في طريقها.
“تراجعوا فورًا!”
صرخ لودفيك، مستدعيًا نيرانه القرمزية التي التفّت حوله كسورٍ من اللهب. و احترقت المجسات التي اقتربت منه، وتلاشت قبل أن تلامسه.
لكن على الأرض، كان المشهد مختلفًا تمامًا.
“آااااه!”
“أنقذوني! أرجوكم!”
وفي لحظاتٍ معدودة، تحوّلت ساحة المعركة إلى مسرحٍ لمذبحةٍ من طرفٍ واحد.
________________________
قاعد ياكل جنوده؟😦 يع
ياخي ارجعوا لأحداثكم القديمه هذا وش 😔 حتى مدري وش احط مقتطف
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 154"