في الماضي، كان ليسألها عن رأيها في كل ما يخص التحضير للحرب وتنفيذها. لكن في الآونة الأخيرة، أصبح ديلّارك يتعامل مع كارين ببرودٍ واضح.
“ما زال يشك أنني من تلاعبت بهيلينا.”
خلال تلك الفترة، جمعت كارين معلوماتها الخاصة.
وفي النهاية حصلت على أدلةٍ تشير إلى أن هيلينا لا تزال على قيد الحياة، وقد عرضتها على ديلّارك بنفسها.
ورغم توسلاتها بأن كل ما جرى لم يكن سوى مسرحية دبّرتها هيلينا، ظلّ ديلّارك مترددًا ومليئًا بالريبة بعدما انحرف قلبه عنها.
“فقدان ثقته بي مشكلة، لكن هناك عقبةٌ أكبر من ذلك.”
من بين الشياطين الذين يجوبون ساحة المعركة، كان هناك بعض من المقربين لكارين.
وقد أخبروها بصوتٍ واحد أن مجريات الحرب تسير نحو الأسوأ. ومن آثار ذلك، كان واضحًا أن المقاطعة تسير نحو الانهيار.
“بالطبع، الأفضل أن ينتصر جيش ديلّارك..…”
لكن إن هُزم؟ أو حتى لو انتصر، فابتُلي بلعنة النصر، وأصبحت تلك بداية انهيار مملكة ديلّارك؟
“حينها سأحتاج لطريق نجاة.”
لم تكن كارين تنوي الغرق مع ديلّارك إن خسر أو مات. بل حتى إن سقطت مملكة ديلّارك، كانت تنوي الخروج منها ومعها ما تستحقه بجدارة.
فهي ترى أن هذا هو المقابل العادل لكل ما بذلته حتى الآن. ولأجل تلك اللحظة، كانت قد أعدّت ترتيباتها مسبقًا.
“ربما حان وقت التحرك..…”
***
استمرت المعركة.
كووووووووورررررر!
كلما أدار لودفيك معصمه مرة، رأى عددٌ لا يحصى من جنود ديلّارك وميضًا أعمى أبصارهم.
وكان ذلك آخر ما أبصرته أعينهم في حياتهم.
“آاااااااه!”
خطوط من اللهب الحاد تشابكت كشبكة شطرنج، تمزق صفوف العدو وتكتسحهم كموجةٍ نارية عاتية.
“هاجموا! قلت هاجموا!”
راح سحرة ديلّارك يلقون تعاويذهم بيأسٍ محموم.
فبردت الأرض، وتصلّب الغبار المعلق في الهواء، وتآكلت الأشياء، ثم احترقت بالكهرباء.
كل تلك الهجمات كانت موجهةً نحو لودفيك. لكن…..
دمدمم!
ركل الأرض بقوة هائلة.
بووووم!
فانفجرت ألسنة اللهب من تحت قدميه وارتفع جسده إلى السماء.
و مرت عليه آلاف الطلقات السحرية كزخّات المطر. وبعضها أصابه فعلًا، لكنه لم يُعرها اهتمامًا. فهي لم تحدث أي ضررٍ يُذكر.
كوااااااااااااااانغ! كواكواكوااااانغ!
حرّك لودفيك ذراعه مرة أخرى بمللٍ ظاهر. فنشأت أمامه جدرانٌ هائلة من اللهب تتبع حركته.
فشششششش!
وتبخر الهواء البارد الذي جمّد الأرض قبل لحظات، وأصبح الضباب السام وقودًا للنار.
“يا إلهي! هل كان بهذه القوة؟!”
“كيف لم نعلم؟!”
كانت دهشتهم مبررة. فجيش ديلّارك لم يقيس قوة عدوه إلا بناءً على ما كان عليه قبل عامين.
لم يتخيل أحدٌ أن ملك شياطين شاب يمكن أن ينمو بهذا الشكل في زمن قصير كهذا.
صحيحٌ أن لديه متعاقدة، لكن هذا التطور تجاوز حدود المنطق.
“ذلك اللهيب اللعين يصد كل تعويذاتنا!”
“آه! أ…..أنا أتنفس بصعوبة!”
سقط جنود ديلّارك واحدًا تلو الآخر في جحيمٍ جعل عرقهم يتبخر قبل أن يسيل.
ارتفعت حرارة أجسادهم، ومن بقي واعيًا صار جسده يثقل ويتباطأ. والأدهى من ذلك، أن جيش لودفيك بدا ساكنًا تمامًا وسط هذا الجحيم المشتعل.
فلم تمسهم الحرارة ولو بشعرة. لأن لودفيك أحكم السيطرة على تدفق النيران بحيث لا تمسّ أحدًا من جنوده.
“سشش!”
لوّح لودفيك بيده في الهواء مجددًا.
‘كما فعلت أرييلا حينها……’
كرة النار التي أخذت تنتفخ ببطء في يده-
كوااااااانغ!
انفجرت بصوت مدوٍ، وانقسمت إلى مئات الكرات النارية الصغيرة.
تغيّر وزن كل كرةٍ منها وحجمها باستمرار وهي ترسم مسارات متشابكة في الهواء.
بعضها انساب خفيفًا كريشة فوق رؤوس الأعداء، وبعضها انفجر لحظة الاصطدام مولّدًا موجاتٍ مهولة.
أما بعضها الآخر فاندسّ بين شقوق الدروع ليحرق الجنود من الداخل.
كوااااااااانغ! كوااااااانغ!
كرات النار رسمت مساراتٍ دقيقة لا تخطئ هدفها. كانت نسخةً مطوّرة من إشارة الاستغاثة التي أظهرتها أرييلا في الجزيرة المنعزلة.
“آاااااااه!”
“اهربوا! لا يمكننا مجابهة هذا!”
تعالت الصرخات من كل الجهات.
رفعوا أبصارهم نحو السماء بنظرات يائسة. شيطان يجتاح ساحة المعركة كمذنبٍ أحمر الذيل.
مشهدٌ بدا وكأن قوانين العالم لا تنطبق عليه وحده.
ملك الحرب. ذلك اللقب خطر في أذهان جنود ديلّارك.
ثم انهار صفّهم تمامًا.
“جيد.”
أدار لودفيك رأسه.
‘لكن إن استخدمت كل طاقتي الآن فسيكون خطرًا.’
أرسل الحرارة المتجمعة في الميدان نحو السماء، ثم صرخ نحو جنوده.
“أولكن!”
“أوامركَ!”
كان جيش لودفيك بانتظار إشارته في الخطوط الخلفية.
والآن، بعد أن مهد سيدهم الميدان، حان وقت اندفاع الجنود فوق الأرض المتصلبة بالنار.
“أيها الجيش بأكمله، اهجموا!”
“وااااااااااا!”
زمجرةٌ عظيمة دوّت بينما انطلق جيش لودفيك إلى الأمام. و سلكوا الطريق الذي فتحه ملكهم.
“وواااااا!”
في المقدمة، تقدم الأورك وهم يلوّحون بفؤوسهم العملاقة.
و كلما تألقت فؤوسهم السوداء من معدن الظلام، ظهرت رموزٌ سحرية لامعة على سطحها. كانت خفيفةً على من يلوّح بها، لكن من يتلقى ضربتها يتعرض لقوةٍ ساحقة.
“كغغغغ!”
أما الشياطين الذين تبعوا الأورك فدعموا تقدمهم بتعاويذهم السحرية موسعين خط الهجوم.
وكانت سيوفهم ورماحهم المصنوعة من الحديد المظلم تمزق صفوف ديلّارك بقسوة.
تلك الأسلحة لم تكن مجرد قطع من الحديد. بل كانت قطعًا سحرية من نوعٍ فعّال، نقشتا عليها أرييلا وسيسيل طبقاتٍ من التعويذات. ومن الجروح التي سببتها، تصاعد دخانٌ أسود يمنع الشفاء وأحيانًا يطلق لعنات.
أما حين يتلقى جيش لودفيك الضربات، فإن التعويذات المنقوشة على دروعهم من الحديد المظلم تتفاعل وترد الهجوم بقوة.
“كغغغغغغ!”
“حقدي.…! انتقامي..…!”
وكانت الكتيبة التي ختمت المشهد هي كتيبة الزومبي.
لم يتوقفوا رغم سقوطهم أو تمزقهم، بل التصقوا بصفوف ديلّارك ناشرين الرعب والفوضى.
جيش الموتى الأحياء شق طريقه للأمام بأجسادٍ خالدة تصد السهام.
“هممم.”
نظر لودفيك من أعلى وتأمل المشهد.
“حان وقت ظهوره تقريبًا.”
استعاد كلمات أرييلا في ذهنه.
‘قالت أن أكتفي ببعض الهجوم…..ربما بالغتُ قليلًا؟’
فقد قالت أرييلا له،
“في الحقيقة، دوركَ ليس القتال، بل الظهور.”
كان الموقف قد وصل إلى نقطة لا يستطيع فيها ديلّارك البقاء مختبئًا. و لودفيك هو من صنع هذا الموقف بنفسه.
سيظهر ديلّارك قريبًا، ليحطم عقل لودفيك ويحوله إلى عبده بالتأكيد.
“…..لكن ماذا لو أمسكَ بي حقًا؟”
“لن أدعه يمسك بكَ. لا تقلق، ما دام كل شيء يسير حسب الخطة.”
لكن، إن لم يظهر ديلّارك أصلًا، ألن تصبح تلك الخطة عديمة الجدوى؟
وبينما كان لودفيك يحمل هذا التساؤل في أعماق ذهنه، واصل القتال بلا توقف.
وفجأة، دوّى سحر الإرسال من باطن الأرض.
كانت رسالةً من أرييلا.
– “لقد وصل!”
لقد وصل ديلّارك أخيرًا إلى ساحة المعركة.
***
“ذلك اللعين!”
قال ديلّارك ذلك وهو يزمّ أسنانه غضبًا.
بعيدًا أمامه، كان لودفيك يقاتل كأنه تجسيد للنار نفسها. حتى لمحةٌ عابرة تكفي لتُشعر المرء برعب لا يوصف من قوته.
“حان الوقت لوضع حدٍ لتلك الوحشية.”
بينما كان لودفيك في الخطوط الأمامية يقود القتال بنفسه، اختار ديلّارك أن يختبئ بين صفوف جنوده في التشكيلات الدفاعية.
لكن جسده الضخم لم يكن شيئًا يمكن إخفاؤه بسهولة. ولذلك لجأ إلى حلّ آخر.
كان جسده مثقلًا بالعقود والمجوهرات، عقدٌ تتدلى منه مئات الأحجار الكريمة، وخواتم كثيرة تلتف حول كل إصبع، وأساور ضخمة كان يمكن اعتبارها أحزمة لغيره من الشياطين.
كل تلك الحلي لم تكن مجرد زينة، بل أدواتٍ سحرية.
“!@#!^#!”
و ما إن ردد كلمات التفعيل،
سششششش!
حتى اختفى جسده تمامًا، وحلّ مكانه اثنا عشر جنديًا وهميين يشبهون الشياطين في هيئتهم.
لم يكن هذا السحر من إبداع ديلّارك نفسه، بل أحد الخواص الكثيرة الكامنة في تلك الأدوات السحرية التي يرتديها.
‘قدرات الأدوات التي منحتني إياها كارين لا غبار عليها.’
كان شكّه في كارين ما يزال قائمًا، لكن احتفاظه بها قربه طوال هذا الوقت لم يكن لمجرد أنها تسليه أو تقدم له النصح.
فقد كانت خبيرة في السحر القديم، وتجيد العثور على أدواتٍ فعّالة نادرة، وتهديها له بسخاء.
وقد نُقشت على معظمها تعاويذ تحميه في المواقف الحرجة. وبقدر ما كانت رغباته جامحة، كان خوفه من الاغتيال والموت أشد. ولهذا لم يخلع تلك الأدوات حتى أثناء نومه.
“تحرّكوا!”
أمر ديلّارك، وهو متخفٍ بين أوهامه.
فتحرك الحرس الملكي بحذر، يرافقون ملكهم المختبئ. و تغلغلوا وسط صفوف الجنود الذين كانوا يدافعون عن القاعدة الأولى، واندفعوا ببطء مع تيار المعركة.
“قليلًا بعد…..فقط قليلًا بعد!”
فقد كان بحاجة إلى تقليص المسافة بينه وبين هدفه إلى أقصى حد، حتى يتمكن من تفعيل قدرته.
ولهذا كان يسعى منذ البداية لاستدراج لودفيك إلى هذه الأرض تحديدًا.
“جيد!”
وأخيرًا، حين باتت المسافة كافية، أغلق ديلّارك عينيه وركّز ذهنه بكل ما أوتي من قوة.
بوووووم!
ثم ارتجف جسده الضخم اهتزازًا عنيفًا.
______________________
وش الي انفجر بالضبط ديلارك ولا قوته؟😭
كارين يومها تقول الخطه الي بعدها يا انها بتروح لملك شياطين ثاني ولا بتروح للودفيك تقول خل اساعدك مابه الا كذا
المهم لودفيك يضحك بعد كل ذاه يقول اظن اني بالغت؟😂
تو استوعب باي مب معهم بس منطقي لو يدخلون تنين معهم في الحرب قامت عليهم التنانين
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 149"