“لا تقلق، فستتقدم أنتَ أيضًا إلى ساحة المعركة في النهاية.”
وفقًا للخطة، ستكون نهاية هذه الحرب هي آخر مرة يخرج فيها ملك الشياطين لودفيك بنفسه إلى القتال.
“لكن ليس بعد، يجب أن نضغط على ديلّارك نفسيًا أكثر.”
فأجاب لودفيك بهدوء،
“أعلم ذلك.”
***
مرت أسابيع عدة. و تدهورت أوضاع مملكة ديلّارك بشكلٍ ملحوظ.
فعلى الرغم من أن الحصون المنيعة والأسوار العالية لا تزال صامدةً من الخارج، إلا أن الأزقة الداخلية غمرها جوٌ كئيب.
“يا جلالتك، مخزون المؤن مقارنةً بعدد الجنود والسكان بلغ مستوى الخطر.”
من حيث عدد الجنود، لا تزال قوات ديلّارك ضخمة. وهذا يعني أيضًا أن استهلاكها للطعام أكبر بكثير.
كانت أراضي ديلّارك شاسعةً إلى درجة أن لودفيك لم يتمكن من قطع كل الطرق المؤدية إليها. لكن بعد أن تعطلت بعض الممرات الحيوية، حدثت اختناقاتٌ في حركة الإمداد.
وفي ممالك واسعة كهذه، حتى التغيرات البسيطة يمكن أن تخلق أزماتٍ هائلة.
تراجع إمداد السلع الأساسية والطعام بسرعة، وبدأت الحياة تزداد فقرًا وبؤسًا.
“هذه هي الحصة اليوم!”
“انخفضت الكمية مجددًا؟! كيف سنقاتل ونحن نعيش على هذا القليل؟!”
تذمّر الجنود في معسكراتهم، وسرعان ما انتقلت أصوات السخط إلى الشوارع.
كان العامة قد بلغوا حد الجوع بالفعل، لكن ديلّارك لم يعرهم اهتمامًا يُذكر.
“وزعوا على من لا يستطيع حمل السلاح ما يكفي فقط ليبقى حيًا!”
كانت أوامره صارمة.
“حتى لو مات الجميع جوعًا، على الأقل يجب أن يبقى الجنود أحياء، فبهم سننتصر!”
لكن كل الإحصاءات كانت تشير إلى كارثة وشيكة. فمخازن الحبوب أوشكت على النفاد.
لطالما حافظ ديلّارك على علاقاتٍ تعاونية مع ملوك الشياطين المجاورين.
على عكس ذلك الفتى لودفيك، الذي لم يظهر بعد على الساحة الدبلوماسية الحقيقية في الجنوب. كان ديلّارك قد تبادل معهم المصالح دون صدامات غير ضرورية، و كل طرف يراقب الآخر ويحافظ على توازن هش.
“إذا وعدتهم بمقابلٍ مجزٍ فسيساعدون، فلودفيك بالنسبة لهم مجرد فتى متهور لم تثبت جدارته بعد.”
وأخذ يكتب رسالةً دبلوماسية،
[في الآونة الأخيرة، قام ملك الشياطين لودفيك من الحدود الجنوبية بتحريك قواته، مما تسبب في اضطرابٍ شديد لخطوط إمداد مملكة ديلّارك.
كانت التهديدات متوقعة، لكن آثارها تجاوزت التقديرات، لذا أرسل هذه الرسالة راجيًا تعاونكم.
إن معالجة هذا الوضع واستعادة الاستقرار يخدم مصلحتنا المشتركة.]
كانت طلباته ثلاثة:
[أولًا، أرجو إرسال عمالٍ مهرة لإصلاح الطرق المقطوعة وتأمين ممرات بديلة مؤقتة.
ثانيًا، أطلب إرسال قواتٍ إضافية لتعزيز الدفاعات على الحدود حتى لا تتعرض الطرق مجددًا لهجمات العدو.
ثالثًا، نحن بحاجة عاجلة إلى مؤن غذائية وأحجار سحرية أساسية.]
تمتم ديلّارك وهو يكتب،
“غالوا، إيفولت، وآيبيسيا..…”
ضغط بريشته بقوة وهو يسجل الأسماء الثلاثة واحدًا تلو الآخر.
بطبيعة الحال، لم يكن يتوقع منهم المساعدة مجانًا. لذا أضاف إغراءً في نهاية الرسالة، متعهدًا بأن يسدد الدعم أضعافًا مضاعفة خلال ثلاثة أشهر.
وختمها بقوله،
[إن استفزازات مملكة لودفيك المتهورة تهدد نظام تجارتنا واستقرارنا جميعًا.
آمل أن نتغلب معًا على هذه الأزمة بروح الصداقة والمسؤولية المشتركة بين ممالك الشياطين.
أنتظر منكم قرارًا حكيمًا.
ديلّارك.]
كان يظن أنه ما دام سيلتهم مملكة لودفيك لاحقًا، فسيكون السداد أمرًا ممكنًا.
“لم أرد أن أغرق في الديون، لكن لا خيار آخر.”
لم يكن يعلم حينها أن ما سيأتي لن يكون مجرد عبءٍ مالي. ولذلك، لم يتوقع النتيجة التي أعقبت ذلك مطلقًا.
***
“كلهم…..رفضوا؟”
بعد مدةٍ قصيرة، وصلت ردود الملوك الثلاثة.
شحب وجه ديلّارك حتى ازرقّ من الغضب والذهول.
و كانت الرسالة الأولى من ملك الشياطين غالوا. خطها بدا متعجرفًا وخشنًا كأنه كُتب على عجل.
[وصلتنا معلوماتٌ تفيد بأن مملكتكَ قامت باختطاف رعايا من دول أخرى واستعبادهم.
حتى يتم التحقق من صحة هذه الادعاءات، سيتم تعليق كل أشكال الدعم.
غالوا.]
ارتجفت زاوية عين ديلّارك بعصبية.
الرسالة التالية كانت من إيفولت. فتح ختم الرق الثاني، فظهرت كتابةٌ منمقة ومنظمة.
[…وعليه، حتى يتم التأكد من صحة هذه الشبهات، نرى أنه لا مفر من تعليق التعاون بالكامل.
كما نبلغكَ بأن المعاهدات السابقة الموقعة بيننا قد فقدت أثرها القانوني.
إيفولت.]
أما الرسالة الأخيرة فكانت من آيبيسيا.
وقد كانت أطول من الرسالتين السابقتين بكثير، لأنها احتوت على أدلة تفصيلية تثبت أن ديلّارك قد اختطف سكانًا من أراضي آيبيسيا واستعبدهم.
يبدو أن تلك المعلومات لم تصل إلا إليه وحده دون سائر الملوك.
وبعد أن عددت الرسالة تلك الوقائع بدقة، اختتمت بعباراتٍ صارمة،
[بناءً على هذه التطورات، سيجتمع ملوك الشياطين في المناطق المجاورة قريبًا لعقد جلسة نقاش حول الحادثة.
وبعد التحقق من الأدلة وتحديد حجم الأضرار، سنطالبكَ رسميًا بالاعتذار والتعويض.
آيييسيا.]
ارتعش جسده الضخم، وتصلبت أصابعه وهو ينهي قراءة الرسالة الأخيرة. ثم غاص جسده الكثيف في الكرسي حتى بدا كصخرة تهوي إلى الأعماق.
و قد تلاشت معالم الخرائط والرسائل المبعثرة فوق الطاولة أمام ناظريه، و اختلطت الحروف حتى لم يعد قادرًا على قراءتها بوضوح.
“…..الجميع…..انقلبوا ضدي؟”
ارتجف اللحم المتدلّي تحت ذقنه، وتصبب عرقٌ بارد على جبينه اللامع.
لقد كانت خلاصة تلك الرسائل واضحةً لا لبس فيها. الملوك المجاورون لم يكتفوا برفض دعمه، بل باتوا الآن يتربصون به.
“كيف حدث هذا؟!”
غدت عيناه خاويتين من الحياة.
أمسك ديلّارك رأسه بكلتا يديه، بينما كانت أصوات خدمه تتردد كصدى بعيد لا يفهم معناه.
شعر وكأنه يقف وحيدًا على حافة هاوية خانقة.
***
“السيدة أرييلا، لقد وصلنا خطابٌ من مملكة آيبيسيا.”
ناولها غرويب الورقة، ففتحتها أرييلا بسرعة دون تردد.
“كيف كانت النتيجة؟”
أطلّ لودفيك برأسه من خلفها، يقرأ معها فوق كتفها.
لم يكن بعد قادرًا على فهم الجمل المعقدة والطويلة، لكنه استطاع على الأقل التقاط الكلمات الأساسية.
ثم ارتسمت على شفتي أرييلا ابتسامةٌ خفيفة.
“لقد جرى كل شيءٍ كما أردنا.”
“حقًا؟”
كان واضحًا أن ملوك الشياطين المجاورين لن يقدموا أي دعمٍ لديلّارك. لكن الأهم من ذلك هو ما ورد في الجزء التالي من الرسالة.
“يبدو أنهم لن يرسِلوا أيضًا أي قواتٍ لمعاقبة ديلّارك في الوقت الحالي، وهذا بفضل آيبيسيا الذي أقنع الآخرين بذلك.”
لو نظر المرء فقط إلى الأدلة التي ظهرت حتى الآن، لكان من الطبيعي أن تتدخل تلك الممالك عسكريًا بعد أن فقدت رعاياها.
إلا أن آيبيسيا تمكن من إقناعهم بالتريث، قائلاً أن عليهم أولًا مناقشة التفاصيل وتبادل الأدلة قبل اتخاذ أي إجراء.
وكان ذلك تمامًا ما طلبته أرييلا منه.
وبفضل هذا التأجيل، ستبقى الحرب في الوقت الراهن نزاعًا مباشرًا بين ديلّارك ولودفيك دون تدخل أطرافٍ أخرى.
و بالطبع، كانت أرييلا تنوي إنهاء كل شيء قبل أن يتغير هذا الوضع.
“يجب أن ننتصر في هذه الحرب بقوة مملكة لودفيك وحدها.”
فقط بهذه الطريقة يمكنها أن تضمن السيطرة الكاملة على الأحداث التي ستلي الحرب.
كانت تعرف جيدًا، من خلال كتب التاريخ في العالم البشري وعالم الشياطين، ماذا يحدث لمن يعتمد على قوةٍ خارجية.
ولودفيك كان يوافقها تمامًا.
“فالسيف المستعار…..لا بد يومًا أن يُعاد إلى صاحبه.”
كان الاثنان يفكران بما سيأتي بعد النصر. إذ أرادا تفادي أن يدّعي الملوك الآخرون المشاركة في النصر لاحقًا، ويجنوا ثمار الجهد الذي بذلته أرييلا وحدها.
“بهذه الحالة، لا بد أن ديلّارك وصل إلى حدوده القصوى.”
قالت أرييلا ذلك وهي تشعر بأن اللحظة المنتظرة قد حانت.
فرفعت نظرها بثبات نحو لودفيك.
“وأخيرًا…..حان دوركَ لتتقدم أنتَ.”
________________________
اخيراا حريقههه احرقوا ديلارك بكبره ههاااعاعاعا
ارييلا سكرت على ديلارك قبل يسوي شي الغبي هههع
وقال ايش قال عشان الصداقه
توه متابع لوفي في سبيستون
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 147"