كانت أحجار المانا التي يتم الحصول عليها من وحوش مثل أفاعي البحر السحرية أكثر فعاليةً إذا استُخدمت كما هي دون تقسيمها.
أما الأحجار التي يتم استخراجها من الطبيعة على شكل خامٍ معدني، فيمكن تقطيعها إلى قطعٍ كبيرة دون مشكلة. فهي في النهاية منخفضة النقاء وتحتاج إلى إعادة تكرير.
“لكن، حتى لو كانت منخفضة النقاء، فهذه الكمية وحدها…..”
لم يزنها أحد، لكنها بدت وكأنها تزن طنين إلى ثلاثة أطنان تقريبًا.
فتحدّثت سيسيل، التي أنهت دراسة العينة بالفعل.
“بعد المعالجة، أظن أنها ستعطي كفاءةً مقاربة لتلك التي تحرك هذه السفينة الآن.”
“حقًا؟”
عبّرت أرييلا عن سعادتها بكل جوارحها.
أما لودفيك، الذي أنهى عمله وعاد إلى سطح السفينة، فظل يراقبها بصمت. وقد كانت أطراف ثيابه جافةً تمامًا، دون قطرة ماءٍ واحدة.
‘حقًا غريب.’
في نظره، كانت أرييلا تمسك بيد سيسيل وتقفز بفرح كطفلة.
و تذكر حين كانت تتفاوض في الشمال، كيف كانت تخفي مشاعرها الحقيقية بإتقان، وتتحدث بمهارة تاجر أو سياسي مخضرم.
لكن حين تبتسم هكذا، بدت كفتاةٍ عادية تمامًا.
‘ليس أمرًا سيئًا، على أية حال.’
خلاصة ما استنتجه لودفيك وهو ينظر إليها، أن رؤيتها مسرورةً هكذا جعله يشعر بشيءٍ من الارتياح أيضًا.
بل وشعر بأن تقمّصه دور عامل منجم في وسط البحر لم يكن عديم الجدوى.
ثم سمع أرييلا تتحدّث بحماسٍ يغمر صوتها.
“هناك الكثير مما أريد فعله بهذه الأحجار، لا أعرف من أين أبدأ!”
كانت أرييلا ترسم في ذهنها خططًا عظيمة. فهناك عددٌ لا يحصى من الأماكن التي يمكن أن تُستخدم فيها هذه الأحجار السحرية.
وبعد الانتهاء من نقلها إلى المقصورة، أصدرت أمر الإبحار مجددًا.
“هيا، لنعد إلى الديار!”
لم تعد قادرةً على الصبر، و كانت تتوق بشدة للعودة إلى قلعة ملك الشياطين.
***
الجنوب من عالم الشياطين. إقليم ملك الشياطين لودفيك.
“هاه؟ تشاد، يمر من هناك.”
“بما أنه ظهر، فهذا يعني أن وقت انتهاء العمل قد حان اليوم.”
كان صبيٌ شيطاني يسير في المدينة الجديدة الواقعة جنوبي القلعة.
في الآونة الأخيرة بدأ عددٌ من الشياطين يعيشون هناك بسبب تزايد السكان، لكن أغلب السكان ما زالوا من الأورك.
“تشاد، لقد عدتَ يا فتى.”
قال ذلك أوركٌ في منتصف العمر كان ينفض الغبار عن زيّ العمل أمام بوابة منزله، بعدما لمح الصبي من خلف السور.
“مرحبًا، عمي بيفاتس.”
انحنى تشاد بانسيابية وهو يحييه دون تردد.
“هل ستذهب إلى هناك مجددًا؟”
“نعم، فقط…..سأتمشى قليلًا.”
كان الرجل يعلم أنه لا يذهب لمجرد المشي. لكن بيفاتس اكتفى بالقول “عد سالمًا.” فهو يعلم أنه لا داعي لمنعه، ولن يستمع إليه حتى لو حاول.
لقد أصبحت تلك عادته اليومية مؤخرًا.
تابع الصبي طريقه عبر المدينة الجنوبية حتى وصل إلى الحد الأقصى الذي يمكن لسكان الإقليم بلوغه.
غابةٌ كثيفة بالأشجار الداكنة.
الذهاب أبعد من هذا كان خطرًا. لكن الخطر لم يكن خوفًا من هجمات الكائنات الشجرية العملاقة الإنت.
ولإثبات ذلك، فتح أحد تلك الإنت النائمة عادة على أطراف الغابة عينيه بهدوء.
“أنتَ مجددًا؟ لقد أتيتَ مرةً أخرى.”
تردد صوتٌ عميق رخيم في المكان.
لم يكن تشاد يعرف اسم ذلك الإنت. فهم لا يميزون بعضهم بالأسماء أصلًا.
يقال أن ذلك من خصائص الكائنات النباتية الذكية التي تختلف عن الشياطين، لكن تشاد لم يفهم ذلك بعد.
حك مؤخرة رأسه بخجل و تحدّث الى الإنت الذي يعرفه بوجهه فقط.
“فقط جئت ألقي نظرة. ليس لدي ما أفعله بعد العمل…..أعني، هكذا فقط.”
ثم جلس على صخرة كبيرة عند حافة الغابة. كانت مقعده المعتاد.
ظل يحدق شاردًا نحو أعماق الغابة.
والسبب في أنه لا يمكنه التقدم أكثر، هو أن ما وراء غابة الإنت يمتد عالم لا يستطيع الشياطين العيش فيه.
هناك، كانت العواصف تهب كل يوم، والأمطار تنهمر بلا توقف، وأحيانًا كانت الأمواج العاتية والأعاصير تضرب بعنف.
وراء ذلك الامتداد يوجد البحر.
“تُرى، إلى أين وصلتَ الآن يا سيدي باي؟”
في البداية، كان واثقًا أنه سيعود سالمًا كما وعد.
لكن يومًا مر، ثم يومًا آخر…..واستمر الوقت في الانقضاء، والسفينة التي أبحرت نحو الشمال لم تعد بعد.
‘لا يمكن، هل حدث له شيء؟’
كان أمر إبحارهم سرًّا لا يعرفه سوى القليل في قلعة ملك الشياطين.
ولأن تشاد كان قريبًا من باي في ظروف خاصة، فقد عرف ذلك السر، لكنه لم يُفشِه لأي أحد.
أما كبير الخدم غرويب الذي أمره بعدم التحدث في الأمر، فلم يمنعه من التردد إلى هذا المكان من حين لآخر.
‘يقال أن البحر ليس مكانًا يصلح للعيش أصلًا.’
كانت الأفكار تتشابك في ذهنه كلما جلس هنا.
‘لا، لابد أن السيد باي بخير. فالسيدة أرييلا وجلالة الملك ذهبا معه. ثم إن السيد باي تنين! إنه مختلفٌ تمامًا عن شيطانٍ عادي مثلي.’
ومع ذلك، ظل القلق يعصف بقلبه. فهو يحب الطعام كثيرًا، فهل يأكل جيدًا في عرض البحر؟
هل يُعقل أنه يلتهم طعام الملك وبقية الطاقم فيتلقى منهم توبيخًا شديدًا؟
أو ربما، وهو يتدرب على التحول، صار مخلوقًا غريبًا بالخطأ، فظنه البحّارة وحشًا وقذفوه في البحر؟
“….…”
يبدو أن اليوم أيضًا لن يعود أحد.
كان المساء يقترب ببطء. وبعد أن جلس طويلًا شارداً، نهض تشاد أخيرًا، عاقدًا العزم على العودة قبل حلول الظلام.
عندها فقط،
“أيها الطفل الشيطاني.”
“نعم؟”
“هل تنوي العودة الآن؟”
“أجل، كنت سأفعل.”
صمت الإنت قليلًا ثم تحدّث.
“انتظر لحظة.”
“……نعم؟”
“يبدو أن هذا اليوم مختلف. اجلس هناك قليلًا بعد.”
بدأ قلب تشاد ينبض بقوة. فقد كانت هذه أول مرة يقول فيها هذا الإنت شيئًا كهذا.
“هل يُعقل؟ أحقًا؟ لكن…..كيف؟”
لم يكن تشاد يفهم خصائص الكائنات النباتية الذكية، لذا لم يكن يدرك حقيقةً مهمة. وهي أن الإنت الذين يشكّلون الغابة قادرون على التواصل بطرقٍ تختلف عن الحيوانات.
فالإنت الذي تحدث مع تشاد، كان يرسل إشاراتٍ إلى آخر جذوره ممتدةٍ قرب البحر.
انطلقت موادٌ كيميائية غير مرئية وغير قابلة للرصد بحواس الشياطين، لتنقل خبرًا عما يجري هناك.
بينما تجمّد تشاد في مكانه، و عينيه متسعتان، ووجهه مفعمٌ بالتوقع والرجاء.
و مرّ بعض الوقت…..
وووش!
ثم هبت ريحٌ قوية واهتزت الغابة. و سُمعت أصواتٌ تخترق الأدغال الكثيفة قادمة من بعيد.
غرووورر، غروووورر!
بدأت الأشجار الضخمة، أي الإنت، تحرك جذورها وفروعها ببطء، مفسحةً طريقًا واسعًا.
فتكون ممرٌ دائري كالنفق، دون أن تُكسر غصنًا واحدًا أو تُقتلع نبتةٌ واحدة.
“……هاه؟”
فضيّق تشاد عينيه بدهشة.
‘لا يمكن…..حقًا؟!’
ومن الجهة الأخرى، بدا أن من هناك لاحظه أيضًا.
“أرييلا، هناك أحدٌ ما!”
تبع ذلك صوتٌ كان مألوفًا جدًا لتشاد.
“آه، ذاك تابعي!”
ارتسمت على وجه تشاد مشاعر لا يمكن وصفها بالكلمات. ثم صرخ بكل ما أوتي من صوتٍ يغمره الفرح والانفعال.
“سيدي باي!”
فبسط التنين الذهبي جناحيه مرحبًا بتابعه. بينما كانت الرياح التي تعصف في الغابة تحمل معها رائحة البحر المالحة.
“أهممم، كيف حالكَ؟”
ومن خلفه ظهر بقية أفراد الطاقم، ومعهم ملك الشياطين وأرييلا.
كان الوقت يقترب من المساء، ومع ذلك شعر تشاد وكأن الشمس في السماء أصبحت أكثر سطوعًا فجأة.
وقد كانت أشعة الشمس التي اخترقت أوراق الأشجار تصطدم بحراشف التنين الذهبي فتتطاير منها لمعةٌ أشبه بغبارٍ ذهبيٍ متلألئ.
***
قلعة لودفيك، ملك الشياطين.
وقبل حتى إقامة أي حفلٍ غير رسمي للترحيب بعودتهم، بدأ كبير الخدم وريتشموند بشرح ما جرى خلال غيابهم.
“انتظر لحظة.”
تحدّثت أرييلا غير مصدقةٍ ما سمعت.
“تقول أن شيئًا خرج من باطن الأرض في إقليم ملك الشياطين؟”
______________________
يضحك ما امداهم يوصولون مافيه بريكات😂
تشاد يجنننن ماتوقعت يشتاق لباي لكذا🤏🏻 وباي حتى يجنن بس يضحك مسوي الثقيل وهو يسأله
المهم تدرون وش الحلو؟ ارييلا وهي تقول هيا نرجع للديار😔 احب وهي خلاص معتبره المملكة موطنها
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 134"