قبل بضعة أيام، في حفل الرقص الترحيبي الذي أقيم في قلعة شوارتز ملك الشياطين.
في الحقيقة، قبل أن ينطق شوارتز بتلك الكلمات، كانت أرييلا تفكر بشأن عطر التنين.
لم تكن متأكدةً مما إذا كان بإمكانها اصطياد وحشٍ من رتبة ملك الشياطين مرة أخرى. لذا كان من المستحيل أن تسلّم كل الكمية التي حصلت عليها الآن لشوارتز.
لكن إذا استثنت الكمية المخصصة لاستخدام مملكة لودفيك الداخلية، فيمكنها تعديل بنود العقد بحيث تقتصر مبيعاتها الخارجية على نطاق مملكة شوارتز فقط. و في تلك الحالة ستكون الكمية المباعة من تحديدها هي شخصيًا.
هكذا كانت أرييلا تراجع في ذهنها قضايا عملية بحتة، بينما تواكب الأحاديث الجانبية بردود مجاملةٍ عابرة.
وفوق ذلك، كان جوّ شوارتز قد بدأ يلين، لذا لم تكن مستعدةً لتلك الكلمات المفاجئة.
“فسخ العقد؟”
لم يكن يقصد عقد الحديد الأسود أو عطر التنين.
لأن حديثهما كان قبل لحظات عن العقد الذي أبرمته أرييلا مع لودفيك.
كانت تظن أنه مجرد حديثٍ عابر لتمضية الوقت. لكن شوارتز تحدّث بصوتٍ خافت،
ابتسم شوارتز. وظلّت الكلمات السرّية التي تبادلاها لا تتسرب إلى من حولهما.
“أرييلا كابيل أوينوس، أقترح أن تنقلي إليّ العقد الذي أبرمته سابقًا مع لودفيك، لتصبحي من الآن متعاقدتي أنا.”
كان رجلًا لا يمكن التنبؤ به فعلًا. فما إن أنهت المرحلة الأولى من المفاوضات بصعوبة، حتى باغتها بهذا الهجوم المباشر.
نظر إليها بعينين تتلألآن بالفضول والاهتمام.
“حسب ما أدركته حتى الآن، أنتِ لستِ مجرد متعاقدةٍ مع ملك الشياطين، بل قائدة، واستراتيجية، ودبلوماسية، وتاجرةٌ بارعة أيضًا.”
واصل شوارتز كلامه دون تردد.
“تطوير التقنية، وتأمين الأراضي الزراعية، وتوسيع التجارة، وزيادة عدد السكان…..إنكِ موهبةٌ تفوق كثيرًا ما يستحقه ذلك الملك القابع في قريته.”
ثم ختم بحزم،
“أنا لا أستثمر في احتمالاتٍ غامضة، بل أمدّ يدي فقط نحو الموارد المثبتة قيمتها. وسأضمن لكِ كل الدعم. وسأفي بواجب الحماية المنصوص عليه في العقد، بل وأكثر من ذلك إن رغبتِ.”
“آسفة، لكن لا يهمّني الأمر.”
فنظر شوارتز إليها بملامح متفاجئة. و انعكست في عينيه لمعةٌ غريبة.
“لا أفهم، كنت أظنكِ من البشر الذين يحسبون الأمور أسرع من أي أحد آخر.”
منطقياً، حتى لو لم يكن من السهل الموافقة فوراً، فإن اقتراحه كان يستحق التأمل على الأقل. فكل الشروط التي عرضها كانت أفضل من تلك التي لدى لودفيك.
هكذا كان يظن شوارتز. خصوصاً وأن أرييلا، حين كانت تتحدث عن الصفقة قبل قليل، لم تتخذ قراراً فورياً بل فضّلت أن تكسب الوقت.
لكنها الآن قطعت الأمر بصرامة تامة. و حان دور شوارتز ليتساءل،
“ولِمَ ذلك؟”
قابلته أرييلا بسؤالٍ مضاد،
“الملك شوارتز، متى تشعر بالسعادة؟”
توقفت خطوات الملك للحظة وجيزة. و تحركت شفتاه ببطء، وكأنه ابتلع شيئاً قبل أن يجيب.
وحين لم ينطق بكلمة، تابعت أرييلا،
“أنا أشعر بالسعادة عندما أرى أن قراراتي وأفعالي تُحدث تغييراً صائباً. عندما أرى أن تأثيري يُحدث أثراً طيباً في حياة الناس.”
في الحقيقة، لم تقل هذا الكلام حتى للودفية من قبل. لكنها أيقنت بذلك منذ أن جاءت إلى عالم الشياطين وشهدت كيف بدأ إقليم ملكها يتغير تدريجياً.
ولم تكن تتخيل أبداً أنها ستتحدث بهذا الشكل أمام حاكم الشمال.
“أعتقد أن هذا هو جوهر السياسة. بل هو لبّ الحكم نفسه.”
هذه الأرض قد بلغت مستوى متقدماً من الازدهار والتحضّر بالفعل.
لكن حين تنظر بعمق، لابد أن ترى العيوب الخفية — فلا وجود لشيءٍ كامل. ومع ذلك، حتى حين تكتشف تلك الثغرات، نادراً ما يكون لديها مجالٌ للتدخل.
لأن النظام الراسخ هنا أقوى بما لا يقاس من نظام مملكة لودفيك.
“ثم إنّ ما تسمّيه أنتَ ‘ملك القرية البائس’ هو بالنسبة إليّ الشريك الأنسب.”
“ولماذا؟”
“لأن الأيام التي سأعيشها من الآن فصاعداً أكثر بكثير من تلك التي عشتُها حتى الآن.”
فهم شوارتز المعنى على الفور.
“أنتِ تؤمنين بإمكانات ذلك الغِرّ الصغير إذاً.”
في تلك اللحظة، كان شوارتز يظن أن أرييلا تبالغ في تقدير لودفيك. فقد كان ذلك قبل معركته ضد بيلزاريون.
لكن أرييلا كانت صادقةً تماماً.
“ثم..…”
بعد لحظة صمتٍ قصيرة، أدلت بالسبب الأهم على الإطلاق.
السبب الذي يمنعها من تبديل العقد حتى لو تغيّرت كل الظروف السابقة.
“لأنني أؤمن بقيمة الثقة والوفاء.”
“هممم؟”
“العقد لا يحمّل ملك الشياطين المسؤولية وحده، أليس كذلك؟ أنا أيضًا لي نصيبي منها. فالعلاقة ليست تبعية، بل شراكة نتقاسم فيها الحقوق والواجبات معًا.”
و أكملت أرييلا بنبرةٍ حازمة وواضحة،
“لودفيك وأنا أنجزنا الكثير معاً، وهناك الكثير مما نعتزم تحقيقه مستقبلاً. لذا من واجبي أن أتحمّل مسؤولية ما بدأناه. فهل يُعقل بعد كل ما فعلناه أن أرمي كل ذلك خلفي وأتعاقد مع ملكٍ آخر؟”
هزّت أرييلا رأسها.
“لن أفعل ذلك. لستُ من هذا النوع من الناس. لأني أعلم أنني شخصٌ أفضل من ذلك بكثير.”
“….…”
في تلك اللحظة، لم تكن أرييلا تعلم. أن شوارتز كاد أن يقول شيئاً لا داعي لقوله في هذا المقام.
شيئاً لا يشبه طبيعته التي تقدّس الكفاءة والبرود.
وجه أرييلا كان يشعّ بمزيجٍ من المشاعر — ثقة مستقيمة، وإيمانٌ بالنفس، ويقينٌ راسخ. فتأملها شوارتز من الأعلا، وفكر في نفسه،
‘لودفيك……يحالفه الحظ.’
كاد ذلك الشعور بالغيرة من ملكٍ يملك مثل هذه المتعاقدة أن يتفلت من لسانه، لكنه كبته بصعوبة.
و ترددت في رأسه كلماتها من قبل، “متى تشعر بالسعادة؟”
عندما تلقّى ذلك السؤال، خطر بباله فوراً وجهُ امرأةٍ بشرية.
امرأة تشبه أرييلا بعض الشيء. رفيقةٌ قديمة.
“….…”
سأل نفسه في صمت. ماذا لو كانت ما تزال على قيد الحياة؟ لو رأت ما آل إليه حال قومها، فبمَ كانت ستحكم؟
هل ما فعله في ذلك الوقت كان حقاً أفضل ما يمكنه فعله؟ أم أنه كان بوسعه أن يقضي أيامه بطريقةٍ أخرى؟
أو ربما…..لو بدأ من طريقٍ مختلف منذ البداية؟
في لحظةٍ قصيرة، تشعّبت أفكاره إلى آلاف الاتجاهات. لكن بدلاً من أن يبوح بكل تلك المشاعر المتداخلة، تحدّث ببساطةٍ شديدة،
“لقد تأكدتُ تماماً من إرادتكِ.”
كانت الموسيقى المفعمة بالحيوية تسير نحو ختامها الهادئ. و لم يتبقَّ الكثير على انتهاء الرقصة.
تراجع شوارتز عن فكرة استقطابها تماماً. ولذلك، بدلاً من مواصلة الإقناع، طرح موضوعاً آخر.
“لكن، سأقدّم لكِ نصيحةً أخيرة.”
امتزج في صوته نَفَسٌ غريب، يختلف عن نبرة الاهتمام أو المساومة التي سادت من قبل.
ثم اتجهت عيناه للحظة إلى لودفيك، الواقف في زاوية قاعة الحفل يراقبهم بصمتٍ حاد.
“الزمن لا يجري بنفس السرعة عند الشياطين والبشر.”
“……؟”
ارتسمت علامة استفهام في عيني أرييلا. فقد كان الانتقال المفاجئ في الموضوع مبهماً للغاية.
“حتى من دون فسخٍ أو نقلٍ للعقد، كلّ عهدٍ له نهاية حتمية. ولن تكونا أنتما الاستثناء.”
لم تكن تلك لعنةً ولا تهديداً، بل كلماتٌ هادئة نطقت بالحقيقة.
ثم نظر شوارتز إلى عيني الإنسانة التي أمامه، ورأى فيهما ظلال شخصٍ من ماضيه،
“لكن لا تدعي وعيكِ بتلك النهاية يجعلك تتردّدين في بدء الرحلة. ولا تضيّعي وقتكِ في الخوف من النهاية قبل أن تبدئي السير نحوها.”
_____________________
يازين ارييلا ياناس حتى ردها مدروس 🤏🏻
المهم شوارتز نص سامحته عنه عطاها نصيحه انها عادي لو تحب لودفيك هااااااهاعاعاهاعاهاهاعاعا
يارب ارييلا تفهمه لو بعدين بس مايجيها غباء البطلات الي محد يبيه
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 131"