“لا أدري. لم يفسروا شيئاً، بل طردونا فوراً. ولو أصررنا على البقاء، لكان صداماً مسلح سيحدث لا محالة، فآثرت العودة.”
“أحسنتَ. لو وقع قتالٌ هناك لما أمكن إصلاح العواقب أبداً.”
ثم تمتم أولكن متذمراً،
“ولِمَ لا نستسلم فحسب؟ لا يمكن الثقة بالأورك أصلاً.”
فردّت أرييلا، مستندةً إلى ما قرأته في كتب سجلات معارف العالم السفلي ومراجع المكتبة،
“الغريب أنّ الأورك إذا عقدوا وعداً، يلتزمون به حتى الموت.”
“ماذا؟”
أولكن، الذي لم يعرف من الأورك إلا ساحة الحرب ولم يفتح كتاباً في حياته، سمع هذا لأول مرة.
“تلك الوحوش الشرسة؟”
“نعم، هذا ما ورد. الصعوبة فقط في انتزاع الوعد الأول، لكن إن تحقق، فلن يخونوه أبداً.”
حتى أنهم لا يحتاجون إلى عقود مكتوبة. فهم أميون، لكن الكلمة المنطوقة لديهم أقدس من أي وثيقة.
“لا يصلح هذا. يجب أن أذهب بنفسي.”
فسألها لودفيك فوراً،
“ومتى تفكرين بالذهاب؟”
“غداً صباحاً.”
“حسناً، سأكون مستعداً.”
وكأنه صار أمراً بديهياً أن يرافقها.
“لكن إياكَ أن تبدأ قتالاً. لا أريد أن أرى ساحة المفاوضات مليئةً بالدماء.”
***
“أتقول أن الشياطين جاؤوا ثانية؟”
في اليوم التالي. أسرع أحد الأتباع ليبلغ زعيم الأورك القلق.
“هذه المرة جاء ملك النار بنفسه!”
“……!”
ارتجفت عينا الزعيم كما لو أصابته هزةٌ أرضية.
‘يجب أن ننقل القرية غداً قبل فوات الأوان!’
فإن كان هناك من يخشاه أكثر من ذاك المستذئب، فهو ملك النار نفسه. فكم من إخوانه الأورك التهمتهم نيرانه حتى الآن؟
“ما العمل؟”
لا يستطيع أن يأمر جنوده بالهجوم. فالملك جاء أيضاً ليتحدث، لا ليقاتل.
وفوق ذلك، لم تفارق مخيلته صورة النساء والأطفال.
‘كان علينا الرحيل منذ زمن!’
“……سأخرج أنا.”
وهكذا تكرر المشهد نفسه تقريباً، مع تبدل هوية الوفد فقط.
‘إنسانة؟’
دُهش الزعيم مرة أخرى. فالملك، وقد وصل بنفسه، ظل صامتاً مطبق الشفتين، بينما كانت المرأة البشرية المرافقة هي من يقود الحوار.
“أنا أرييلا كابيل أوينوس، المتعاقدة مع الملك لودفيك.”
وبعد تعريفها القصير، دخلت مباشرةً في صلب الموضوع،
“أريد أن أعرف السبب.”
“……ماذا قلتِ؟”
“كلما فكرت في الأمر لم أجد تفسيراً. لماذا رفضتم عرضنا للسلام؟”
شبكت ذراعيها وأكملت،
“أتنوون أن تستمروا في القتال حتى تفنَوا؟ كموتٍ مشرّف؟ كم يبدو هذا الكلام أحمقٌ في أذني.”
كان استفزازاً مقصوداً. فتدفقت نوايا القتل من صفوف الأورك.
لكن ما إن توجهت تلك الهالة نحو أرييلا، حتى تلألأت عينا لودفيك بحدة.
قبض الأورك على أسلحتهم بعزم، وفي اللحظة نفسها كان لودفيك يستعد ليطلق نيرانه.
“قفوا جميعاً!”
“لودفيك، لا تفعل.”
“……؟”
“……!”
هتف كلٌ من أرييلا وزعيم الأورك في آن واحد. فتوقف الجميع، وقد كانوا على وشك الانقضاض، وتحولت الأجواء فجأةً إلى ارتباك شديد.
وعندها استنتجت أرييلا،
‘إذاً هم يعرفون التفكير. ليسوا قتلةً مسعورين فقط.’
لكن لماذا يرفضون السلام إذاً؟
وبينما يعتريها التساؤل، تحدّث زعيم الأورك بنبرة جافة،
“كلامكِ يوحي وكأنكِ واثقةٌ من نصرِك. ما أوقحكِ أيتها البشرية.”
ثم قررت أرييلا أن تستفزه أكثر،
“ذلك لأن أوضاعكم سيئةٌ بالفعل. وما ينتظركم أسوأ.”
“ماذا؟”
لم يكن ذلك مجرد تخمين، بل دلائل مؤكدة.
فأمس حين زار ريتشكوند و أولكن قبيلة الأورك، كان ريتشموند قد استخدم سراً سحر الاستكشاف. و حتى الأطفال كانوا هزالاً من سوء التغذية.
“خصوبتكم العارمة مشهورة. و عندما نهبتم أراضينا زمناً طويلاً، تضاعف عددكم.”
“……!”
“لكن لم تعودوا قادرين على نهبنا، بعدما غرس الإنت الغابة هناك.”
والنتيجة واضحة.
“عددكم في ازدياد، ولا قدرة لكم على إنتاج غذائكم، ومع انقطاع الإمداد الخارجي؟ الوضع كارثي. أنتم على شفا تمردٍ داخلي، أليس كذلك؟”
بل حتى مهاجمتهم المفاجئة لقوافل التجار، بعد أن لم يكونوا يقتربون منها، بدا لأرييلا أن له خلفية كهذه.
“هذا!”
وبالفعل، ارتسم الاضطراب على وجه الزعيم وقد أصابته في مقتل.
“بهذا الحال أنتم على حافة الفناء. لا في موضع يتيح رفض عرضنا. لذلك تساءلت فقط: ما السبب الحقيقي؟”
كانت تعرف أن الأورك، بحكم طبيعتهم الافتراسية، كانوا يبيعون الغلال المنهوبة إلى قافلة فيدوِك مقابل الماشية والمؤن. وذلك ما كشفته السجلات التي وقعت بين أيدي قوافل الجنوب بعد انهيار فيدوِك.
وبديهيٌ أن قوافل الجنوب لا تتعامل معهم الآن، أي أن الأورك مقطوعون تماماً عن العالم الخارجي. فازداد استغراب أرييلا.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات