⸻
جلست فولير على ضفة النهر، والدم يختلط بالماء على يدها.
صمت الغابة حولها، لكن في رأسها كان كل شيء صاخبًا: أصوات الصيّادين، صوت أولفين، وسحره الذي كشفه للتو.
لماذا… لماذا يخفي عني شيء هكذا؟
تساءلت في نفسها، قلبها يخفق بعنف.
هل كنت مجرد أداة له؟ مجرد سبب ليبقى… مجرد حافز؟
رفعت عينيها لتجد أولفين جالسًا أمامها، صامتًا، عيناها تتبادلان صمتًا ثقيلاً.
لكن… شيء بدا مختلفًا فيه. كان هناك ألم، نعم، ألم حقيقي. ألم لا يراه أحد غيري.
— “أأثق به؟” همست فولير في عقلها.
— “لا… لا يمكن، لقد كذب عليّ! كل شيء، كل خطوة، كل وعد…”
نظرت إلى يده التي ضغط بها على الجرح سابقًا، ودفعت نفسها للحديث بصوت منخفض، كأنها تتحدث إلى نفسها فقط:
— “لكن… لو لم يفعل ذلك، لكنت ميتة الآن.”
ابتلعت غضبها، لكن شعور الخيانة ظل يضغط عليها:
سحره… قوته… كل شيء كان مخفيًا عني. ولماذا؟ لمصلحة من؟
أغلقت عينيها، محاولة أن تهدأ، لكن أفكارها لم تهدأ.
أخاف منه… وأثق به… أكرهه… وأحتاجه…
أولفين صمت، منتظرًا أن تكمل أفكارها، دون أن يضغط عليها.
— “هل أنا ضعيفة؟” قالت بصوتٍ خافت. “أم أن الخوف مني يجعلني أحبه؟”
ترددت كلماتها، ثم قالت بصوت أعلى قليلاً:
— “وأنا… ماذا أفعل؟ هل أستسلم لهذا… أم أقاتل لأحمي نفسي؟”
شعرت بالدوار، لا من الألم الجسدي فقط، بل من دوامة العواطف التي كانت تحاصرها.
كل شيء يختلط… كل شيء… حتى حبي له، إن كان هذا ما أشعر به… يبدو خطأ.
ابتسم أولفين ابتسامة حزينة، كأنه يقرأ أفكارها.
— “لن أتركك…” قالها بهدوء، وكأنها ليست كلمة بل وعد داخلي.
أغلقت فولير عينيها، ووسمت تلك اللحظة في قلبها:
المواجهة الحقيقية ليست مع الصيّادين، ولا مع السحر… المواجهة الحقيقية هي مع نفسي.
ومع كل نفسٍ أخذته، بدأت تدري:
لن تخرج من هذا العالم نفسها السابقة، ولن تعرف أبدًا طريق العودة إلى من كانت.
ولكن شيئًا آخر بدأ ينمو ببطء:
قوة، ووعي، وثقة… لم تكن تعرف أنها تملكها من قبل.
وهكذا، وسط صمت الليل وهدير النهر، جلست فولير وحدها… لكنها لم تعد وحيدة في مواجهة عقلها.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 7"