بعد أن خلت غرفة الطعام من الخدم، وبقيت الشموع تومض بخفوت، همس أولفين:
— «هل تودين أن أريك شيئًا… لا يراه أحد عادة؟»
رفعت فولير حاجبيها بدهشة:
— «ماذا تقصد؟»
ابتسم أولفين بابتسامة غامضة، ثم أشار لها أن تتبعه.
خرجوا من غرفة الطعام بخطوات صامتة، عبر الممرات الطويلة التي خلت من الأضواء، وأصبح كل صوت صدى صغيرًا في القصر الهادئ.
— «لماذا هو هادئ هكذا؟» همست فولير.
— «ليس هادئًا… فقط ينتظر المغامرة.»
— «مغامرة؟! نحن في القصر… وليس في غابة مظلمة!»
توقف أولفين عند بابٍ صغير، بالكاد يراه الخدم عادة، وفتح قفلًا خفيًا.
— «هذا طريق سري إلى المكتبة القديمة… ومن هناك يمكننا استكشاف الجناح الغربي القديم.»
دخلت فولير، والشعور بالإثارة والخوف يختلط في صدرها.
— «لا أصدق أنني أفعل هذا… معك.»
— «ومعك فقط. أي شخص آخر؟ لا أضمن لك السلامة.»
تحركا بصمت، بين رفوف الكتب القديمة، والشموع التي تركها أولفين مضاءة كدليل لهما.
ثم توقفت فولير فجأة عند كتابٍ ضخم على الأرض.
— «انظر! هذا يبدو وكأنه… كتاب سحر؟»
ابتسم أولفين بخفّة:
— «يمكن. لكن غالبًا ما يخدعك المظهر.»
— «آه… أعني… يمكننا تجربته؟»
— «فولير!»
ضحكت فولير، لكن الفضول دفعها لتفحص الصفحات.
— «انظر… خريطة القصر!»
— «أعرفها.»
— «لكن هذا الجزء لم أرَه من قبل… جناح الزهور المهجور!»
أومأ أولفين:
— «بالضبط. لم يدخل إليه أحد منذ سنوات. تقول الإشاعات أنه مليء بالفخاخ القديمة.»
— «فخاخ؟»
— «نعم… من الناحية النظرية. ومن الناحية العملية، سنعرف قريبًا.»
اقتربا من الباب المؤدي للجناح الغربي، وفولير تنظر إليه بعينين تتأرجح بين الرهبة والإثارة.
— «هل نحن مجانين؟» همست.
— «ربما… لكن المجانين فقط من يكتشفون الأسرار.»
فجأة، صدى خفيف من أسفل أحد الدرجات جعل فولير تقفز قليلًا.
— «سمعت ذلك؟»
— «نعم… كان فقط القطة.» قال أولفين ببرود.
— «قطة؟ هنا؟ في هذا الوقت؟»
ابتسم أولفين، لكنه لم يضحك، وكأن كل شيء داخل القصر يمكن أن يتحوّل إلى مفاجأة.
مع كل خطوة يخطونها، شعرت فولير بشيء لم تعرفه من قبل:
— الإثارة،
— المغامرة،
— وثقة لم تكن تتوقعها تجاه أولفين.
كانت هذه الليلة، مع كل ظلٍ وصدى،
بداية لمغامرة صغيرة،
لكنها ربما تكون بداية لمغامرة تغير كل شيء.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 15"