بعد انتهاء العشاء، انسحب الخدم ببطء، تاركين فولير وأولفين وحدهما في غرفة الطعام الكبيرة.
الأطباق الفاخرة لا تزال على الطاولة، لكن الضوء الخافت للشموع أعاد للغرفة شعورًا أقل رسمية، وأقرب للدفء المنزلي.
جلست فولير على الكرسي، تستند بمرفقيها على الطاولة، وأخذت نفسًا عميقًا بعد أسبوعٍ مرهق.
— «أعتقد أنني أكلت أكثر مما كنت أستطيع… ولم أجرؤ حتى على إلقاء نظرة على الحلوى قبل أن تتأكد من موافقتك.»
ابتسم أولفين، وضع ساقًا على الأخرى، وأدار عينيه إلى الطاولة:
— «الحلوى ليست للتصديق. إنها اختبار للجرأة.»
— «اختبار للجرأة؟» قالت فولير بدهشة.
— «نعم… إذا لم تستطع التعامل معها، ستصابين بالفزع أمام الخدم.»
أغمضت فولير عينيها للحظة، ثم ضحكت.
— «أنت مجنون.»
— «ربما. لكن هذا القصر لا يحتمل الروتين.»
جلست فولير مسترخية قليلاً، ثم همست لنفسها:
— «أين كنت طوال حياتي لأكتشف فجأة أن هذا كلّه موجود؟»
سمع أولفين همسها، ونظر إليها ببطء.
— «ربما لأنك لم تكوني بحاجة إليه من قبل… أو لم تُرغمي على رؤيته.»
ابتسمت فولير، وشعرت بحرارة خفية تنتشر في صدرها.
— «أوه… هذا يبدو كأنك تحاول أن تكون شاعرًا أيضًا.»
— «أحيانًا، الشعر يساعد على البقاء هادئًا.»
ثم صمتا للحظة، والابتسامة لم تفارقهما.
كان الصمت ممتعًا، لكنه محمّل بمعاني أعمق، لم يحتاجا لكلمات كثيرة لتبادلها.
فجأة، وقفت فولير، نظرت حولها، ثم همست:
— «أولفين… هل تعتقد أن القصر سيهدأ يومًا ما؟»
نظر إليها بعينيه الداكنتين، وصوته هادئ:
— «لا… لكنه سيصبح مكاننا، حتى لو لم يهدأ أبدًا.»
تقدمت خطوة نحو الباب، ثم توقفت، ونظرت إليه مرة أخرى:
— «وأنت… هل ستكون هنا دائمًا؟»
ابتسم، ولم يرد على الفور.
ثم قال أخيرًا:
— «حتى لو لم أستطع تغييره… سأكون هنا معك.»
ابتسمت فولير ابتسامة صادقة، أول مرة تشعر فيها بالاطمئنان التام منذ وصولها إلى القصر.
كان ذلك المساء بداية مرحلة جديدة:
لا صيد، لا تهديد، لا قواعد صارمة…
فقط هما، وقصرٍ بدأ يفتح قلبه لهما، ببطء، رغم كل شيء
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 14"