3
━━━●┉◯⊰┉ الفصل 3 ┉⊱◯┉●━━━
نظرَ الأميرُ وليُّ العهدِ، أو بالأحرى هذا الوغد الفاسد، بعيونٍ مليئةٍ بالاهتمامِ، يتفحَّصُني أنا ووالدي بالتبنّي بالتَّناوبِ.
‘سيتعَبُ هذا ركبتاه.’
اقتربتُ مباشرةً منْ والدي بالتبنّي، وجثوتُ على ركبتيَّ وأمسكتُ بذراعِه لمساعدتِه على الوقوفِ.
“آه، لا، لا تفعلي هذا، إيانا. هيَّا، ادخلي إلى القصرِ بسرعةٍ.”
كانَ وجهُ والدي بالتبنّي شاحبًا تمامًا. اجتاحَه اليأسُ الصَّامتُ، يأسٌ لمْ أرَ مثيلًا لهُ.
نظرتُ إليهِ بهدوءٍ، ثمَّ التفتُّ إلى ذلك الوغد. كانَ يقفُ بينما يضمُّ ذراعيْه، غيرَ قادرٍ على استيعابِ الموقفِ، حتى هزَّ كتفيْه قائلًا:
“ماذا؟”
“قلْ شيئًا بسرعةٍ.”
“إ-إيانا، ما هذهِ الطَّريقةُ التي تتحدثينَ بها إلى سموِّه؟”
كانَ والدي بالتبنّي مرتبكًا حقًّا. التفتُّ إلى تشا دو هيوك بنظرةٍ حادَّةٍ، متسائلةً إنْ كانتْ هذهِ النَّظرةُ ستكونُ مخيفةً بعضَ الشَّيءِ لهُ.
“أبي أساءَ الفهمَ بسببِكَ.”
“وهلْ هذا خطأي؟ لمْ أفعلْ شيئًا.”
“بلْ، قلتَ كلامًا يثيرُ سوءَ الفَهمِ. على أيِّ حالٍ، بما أنَّ أبي أساءَ فهمَكَ…”
“أليسَ ذلكَ خطأَ منْ أساءَ الفَهمَ؟”
تركتُ ذراعَ أبي وقمتُ منْ مكاني.
تنهَّدتُ بعمقٍ. فجأةً، تذكَّرتُ وجهَ مديري في العملِ، تشا دو هيوك، وهو يوبّخُني، فشعرتُ بالغضبِ.
‘آسفةٌ لنفسي، لكنْ يجبُ أنْ أدخلَ أبي أوّلًا.’
ساعدتُ أبي على الوقوفِ، وأدخلتُه إلى القصرِ بالقوَّةِ، ثمَّ التفتُّ إلى تشا دو هيوك.
“ألا يمكنُكَ أنْ تستسلمَ مرَّةً واحدةً وتقولَ حسنًا؟ أنتَ، سواءٌ في الماضي أو الآنَ لا تزال عنيدًا دومًا، كيفَ تكونُ دائمًا باردًا هكذا؟”
“هلْ تريدينَ الحديثَ عنِ الماضي الآن؟ أنا مديرُكِ، إذا كانَ هنالك شيءٌ خاطئٌ الشَّيءُ، يجبُ أنْ أقولَ ذلكَ، كيفَ أقولُ حسنًا دونَ سببٍ؟ إنْ فعلتُ، يجبُ أنْ أتنازلَ عنْ راتبي هكذا!”
تنهَّدتُ. كلامُه صحيحٌ، لكنْ لمْ يكنْ هذا ما أردتُ قولَه.
“أنتَ، أيُّها المديرُ، تفتقرُ إلى المرونةِ. أنتَ مُغرمٌ بالعملِ فقطْ. العملُ بعقلانيّةٍ جيّدٌ، لكنْ لو اهتممتَ بمنْ حولَكَ قليلًا أثناءَ العملِ، ألنْ يكونُ ذلكَ أفضلَ؟”
شبكَ تشا دو هيوك ذراعيْه وبدا وكأنَّه يجدُ كلامي صعبَ الفهمِ:
“على أيِّ حالٍ، النَّاسُ يتجمَّعونَ منْ أجلِ المالِ والعملِ، فهلْ هناكَ حاجةٌ للتَّواصلِ العاطفيِّ؟ يكفي أنْ يؤدّوا عملَهم جيّدًا.”
“هلْ البشرُ آلاتٌ؟ كيفَ يعملُ البشرُ بلا عواطفَ؟”
العملُ الجيّدُ رائعٌ، لكنَّكَ لا تعملُ وحدَكَ، بلْ معَ الآخرينَ!
“هذا الرَّجلُ لمْ يتغيَّرْ أبدًا. نحنُ لا نتوافقُ أبدًا!”
سمِعَ هذا الوغد الفاسد تمتمتي الأخيرةَ، ولسببٍ ما، بدا متحمّسًا جدًّا:
“جوي بان وول، لمْ تتغيَّري أنتِ أيضًا. تبدين كما كنتِ. ولهذا أنا ممتنٌّ.”
ابتسمَ ببريقٍ كالشمسِ. نظرتُ إلى ابتسامتِه، وفجأةً أدركتُ أنَّه لمْ يعدْ مديري، فلا داعي لتخيّرِ الكلماتِ.
“بما أنَّنا تحدَّثنا، لديَّ سؤالٌ. لا بأسَ أنْ
تناديني جوي بان وول، لكنْ، أثناءَ العملِ، لمَ كنتَ
دائمًا تبحثُ عنّي أنا فقطْ؟ كنتُ أتساءلُ حقًّا. بعضُ أعضاءِ الفريقِ ظنُّوا أنَّنا نعملُ وحدَنا على حلقات المسلسل. حتَّى في موقعِ التَّصويرِ، كنتَ تبحثُ عنْ جوي بان وول فقطْ. في النّهايةِ، حتَّى المشاركونَ في البثِّ بدأوا يبحثونَ عنْ جوي بان وول بسببِكَ!”
معَ الحديثِ، تصاعدَ غضبي، وارتفعَ صوتي.
“حتَّى زميلٌ منْ المدرسةِ الابتدائيّةِ، لمْ أتواصلْ معهُ منذُ التَّخرّجِ، اتصلَ بي! قالَ إنَّه شاهدَ البثَّ وسألَ إنْ كنتُ أنا تلك الكاتبةَ جوي بان وول التي يبحث عنها الجميع. حسنًا، اسمُ جوي بان وول غريبٌ بعضَ الشَّيءِ، لكنْ هذا غير مقبول رغم كل شيء!”
[توضيح/ اسم جي بان وول (지방울) هو الاسم الاصلي ويأتي بمعنى الحكمة أو الأرادة.
ولكن بعدما جرى له تحريف ساخر من قبل البطل أيضا تحول إلى: جوي بان وول (쥐방울) والتي تعني الفأر الصغير إشارة إلى حجم جسد البطلة الصغير وقد يأتي هذا التحريف بمعنى لطيف أيضًا.]
تنهَّدتُ وبدأتُ أصيحُ وأنا أشيرُ إلى تشا دو هول:
“قلتُ إنّني لا أحبُّ ظهورَ وجهي في البثِّ. لديَّ مرضٌ يقتلُني إنْ لفتُّ الانتباهَ!”
“أيُّ مرضٍ هذا؟”
ردَّ تشاد دو هول بهدوءٍ، لكنْ لمْ يكنْ هذا هو المهمُّ الآنَ.
[اسم تشا دو هيوك (차도혁) هو الأصلي ويأتي بمعنى الفضيلة والطريق الجديد المنير.
ولكن بعدما جرى تحريفه بسخرية من قبل البطلة إلى: تشا دو هول (차도홀) أصبح يأتي بمعنى مشابه إلى المنعزل الغبي أو الأخرق الوحيد. وأعتذر عن الخطأ الذي حدث في نهاية الفصل السابق في اسم البطل حيث أنهُ قد غضبَ لأنها نادتهُ بهذا الأسم.]
“يوجدُ مرضٌ كهذا! إنهُ الموتُ خجلًا! على أيِّ حالٍ، حتَّى بعدَ موتِكَ، كانَ عالمي مليئًا بكَ. كلَّما رآني النَّاسُ، كانوا يبحثونَ عنكَ ويسألوني…”
تلاشى صوتي في النّهايةِ. اجتاحتْني مشاعرُ ما بعدَ موتِه فجأةً، فكانتْ كلماتي الأخيرةُ تمتمةً ساخرةً مريرة.
‘أنفعلتُ قليلًا، فقلتُ أشياءَ غيرَ ضروريّةٍ. لم يكن يجبُ علي قولها.’
رفعتُ رأسي، فرأيتُ تشا دو هول ينظرُ إليَّ بوجهٍ لا أفهمُه، مبتسمًا بابتسامةٍ غامضةٍ.
“الآنَ يبدو الأمرُ حقيقيًّا. غضبُكِ يعجبُني جدًّا. لا تعرفينَ كمْ اشتقتُ إليكِ.”
على عكسِ تعبيرِه، كانَ صوتُه مختنقًا وكأنه سيبكي مُثقلًا بالعاطفة.
حاولَ الكلامَ مجدَّدًا لكنَّه لمْ يستطعْ، وأغمضَ عينيْه.
“كدتُ أجنُّ منْ شوقي إليكِ.”
عادَ تشا دو هول إلى صوتهِ الهادئ، واقتربَ منّي، وأمسكَ كتفيَّ بلطفٍ. كانتْ عيناهُ محمرَّتيْن منَ ألمٍ لا أفهمهُ.
“ربَّما عشتُ حتَّى الآنَ فقطْ لألتقي بكِ.”
فجأةً، مدَّ ذراعيْه، وعانقَني، ودفنَ وجهَه في كتفي، وتنهَّدَ براحةٍ.
‘لحظةً، م-ما هذا فجأةً؟ سأختنقُ!’
***
أفهمُ شعورَ تشا دو هيوك بترحيبِه بي. حتَّى أنا شعرتُ بفرحٍ كبيرٍ برؤيتِه.
لكنْ، أنْ يرحّبَ رجلٌ عاشَ 26 عامًا في هذا العالمِ الجديدِ بموظَّفةٍ تابعةٍ لهُ بهذهِ الحرارةِ أمرٌ غريبٌ.
‘ما نوعُ الحياةِ التي عاشَها هذا الـ تشا
دو هول في هذا العالمِ؟’
أعرفُ أنَّ إشاعاتِ الأميرِ رينولد ليستْ جيّدةً. هلْ هذا ما جعلَه يائسًا هكذا؟
رفعتُ رأسي وأنا أفكّرُ في هذهِ الأفكارِ العابرةِ.
كانتِ الشَّمسُ في كبدِ السَّماءِ، ولمْ تكنْ هناكَ سحابةٌ واحدةٌ. وكانَ الطَّقسُ ينعشُ ويرتبُ حتَّى أفكاري المُبعثرة.
“هنالك ناسٌ كثرٌ هنا حقًّا.”
تمتمَ أحدُ النّبلاءِ في المقعدِ الخلفيِّ بهذا.
وكما قالَ، كانَ الحضورُ كثيرًا.
نظرتُ حولي إلى أعداد المتفرّجينَ المحيطينَ بميدانِ تدريبِ الفّرسانِ في القصرِ. قيلَ إنَّ الحدثَ للنّبلاءِ الكبارِ فقطْ، لكنَّ هذا العدد الكبير كانَ لافتًا للنظر حقًا.
وكانتِ النَّظراتُ الموجَّهةُ إليَّ ملحوظةً. رغمَ مرورِ خمسِ سنواتٍ منذُ انضمامي إلى عالمِ النّبلاءِ في الأمبراطوريّةِ الألبية، إلا أنني كنتُ لا أزالُ غريبةً بالنّسبةِ إليهم.
فجأةً، هبَّتِ الرّيحُ، فاهتزَّتْ أوراقُ شجرةِ زيلكوفا الضَّخمةِ. صوتُ تلك الأوراقِ المتكسّرةِ برفقٍ معَ الرّيحِ كانَ أجملَ منْ أيَّ ثرثرةٍ صاخبةٍ لا طائل منها.
أغمضتُ عينيَّ معَ صوتِ الرّيحِ، متناسيةً النَّظراتِ الموجَّهةَ إليَّ. كان صوتُ الطَّبيعةِ أكثرَ راحةً بكثيرٍ.
“ما بكِ؟”
مالَ والدي بالتبنّي، الجالسُ إلى يميني، وسألَني.
فتحتُ عينيَّ ونظرتُ إليهِ. كانتْ ابتسامتُه اللطيفةُ دافئةً جدًّا.
“لا شيءَ، مجرَّدُ أنني مندهشةٌ. هذهِ أوّلُ مرَّةٍ أحضرُ فيها حدثًا رسميًّا في القصرِ.”
ابتسمَ أبي بعينيْه كما لو أنَّني بدوتُ لطيفةً، وربَّتَ على رأسي.
اليومُ هو يومُ اختبارِ انضمامِ فرسانِ الحرسِ الإمبراطوريِّ وتكريمِ الفرسانِ المنتقلينَ.
كنتُ أتجنَّبُ الحضورَ بحجَّةِ تعليمي، لكنْ اليومَ، بما أنَّ ريويل سينتقلُ منَ الفيلقِ الأوّلِ إلى الحرسِ، حضرتُ معَ والدي بالتبنّي.
“أتمنَّى أنْ يكونَ الحدثُ ممتعًا كما توقَّعتِ.”
بصوتٍ حنونٍ من والدي، أومأتُ بحماسٍ ويدي على صدري.
“اختبارُ انضمامِ الحرسِ مذهلٌ نوعًا ما. سيكونُ ممتعًا بالتأكيد.”
ردَّ ريويل، الجالسُ إلى يساري.
كونهِ فارسًا منتقلًا، لمْ يكنْ عليهِ اجتيازُ الاختبارِ، فجلسَ مؤقَّتًا في المدرّجاتِ، ووجهُه يعكسُ فخرًا لا يمحى بكونهِ منَ الحرسِ.
معَ ابتسامتِه، بدا كبطلٍ في دراما شبابيّة كورية.
‘لا بدَّ أنَّه شعبيٌّ جدًّا هنا.’
“ما الذي تنظرينَ إليهِ؟”
رفعَ ريويل حاجبهُ وسألَني. هززتُ رأسي. وانا أفكر بأنه لا يمكنُني قولُ ما أفكّرُ فيهِ مباشرةً.
“لا شيءَ.”
نظرَ إلي ريويل بنظرةٍ تنمُّ عن مدى مللهِ وأدارَ رأسَه.
بينما أنا أحوّلُ نظري، رأيتُ الإمبراطورَ، والأميرَ فيردي، ووالدتَه الكونتيسةَ ميسون جالسينَ جنبًا إلى جنبٍ في المقاعدِ العليا.
المشكلةُ هي: الكونتيسةُ ميسون ليستْ الإمبراطورةَ.
أرادتْ أنْ تصبحَ إمبراطورةً لأنَّها حملتْ بطفلِ الإمبراطورِ، لكنَّ الإمبراطورَ كانَ لديهِ إمبراطورةٌ بالفعلِ.
ولأنَّها رفضتْ إنجابَ طفلٍ كـ ‘محظيّةٍ’ فقط منحَها الإمبراطورُ لقبَ ‘الكونتيسةِ ميسون’ لكنْ مركزَها كانَ لا يزالُ محظيّةً في الواقعِ.
كذلكَ، لمْ يكنْ الأميرُ فيردي وليًّا للعهدِ، بلْ
ولا حتَّى الابنَ الأكبرَ.
‘أينَ ذاك الـ تشا دو هول؟’
بينما كنتُ أميلُ رأسي، تقدَّمَ رجلٌ إلى وسطِ الميدانِ.
كانَ رداؤهُ الأحمرُ كالدَّمِ يرفرفُ بفخامةٍ معَ الرّيحِ. رجلٌ ذو شعرٍ فضّيٍّ، يرتدي زيَّ فارسٍ أبيضَ نظيفًا، لوَّحَ بسيفِه بخفَّةٍ.
في لحظةٍ، جذبتْ حركتُه الأنظارَ. لمْ أكنْ وحدي، إذْ انطلقتْ هتافاتُ النّبلاءِ في المدرّجاتِ أيضًا.
تراجعَ الفرسانُ المنتظرونَ تحتَ هيبتِه الطَّاغيةِ. نظرتُ إلى الميدانِ بذهولٍ، ثمَّ التفتُّ إلى والدي بالتبنّي متعجّبةً:
“أليسَ هذا سموُّه رينولد؟”
نقرَ والدي بلسانِه بوجهٍ مندهشٍ:
“صحيحٌ. يبدو أنَّ سموَّه سينتقي فرسانَ الحرسِ بنفسِه.”
عبثَ ريويل بشعرِه بنزقٍ وقالَ:
“جلالتُه يحبُّ دفعَ سموِّه رينولد إلى أقصى حدّود طاقته وتحمله.”
شبكَ ريويل ذراعيْه وتمتمَ بنظرةٍ متعبةٍ. أومأ أبي موافقًا. ثم قال:
“ألنْ تحضرَ الإمبراطورةُ اليومَ؟”
نظرتُ إلى الكونتيسةِ ميسون في المقاعدِ العليا.
حينها ردَّ ريويل بنظرةٍ جانبيّةٍ:
“ليسَ أنَّها لا تريدُ الحضورَ، بلْ لا تستطيعُ، بسببِ عيونِ ‘شخصٍ ما’ لذلك هي مضطرة للحذر.”
“ريويل.”
وبَّخَه أبي بنظرةٍ صلبةٍ، فأغلقَ ريويل فمَه بمللٍّ.
في تلكَ اللحظةِ، أنطلقت الصَّافرةُ، معلنةً بدءَ مبارزةِ اختبارِ انضمامِ الحرسِ.
عادةً، يشاركُ قائدُ الحرسِ أو نائبُه في المبارزةِ لتقييمِ الفرسانِ، فلمَ يقفُ تشاد دو هول هناكَ؟
“بووو!”
انطلقتْ هتافاتُ السُّخريةِ، لكنْ لمْ أعرفْ إنْ كانتْ موجَّهةً إلى تشا دو هول أو خصمِه. لمْ يبالِ تشا دو هول، ولمْ ينظرْ إلى المدرّجاتِ، بلْ لوَّحَ بسيفِه فقط.
لمعَ السَّيفُ تحتَ الشَّمسِ ببريقٍ مبهرٍ. هذا كانَ كلُّ ما رأيتُه.
…فقد انتهى الأمرُ بضربةٍ واحدةٍ.
لمْ أستوعبْ ما حدثَ، فأغمضتُ عينيَّ بدهشةٍ.
‘انتهى بالفعلِ؟’
“كما هو متوقَّعٌ منْ سموِّه رينولد.”
أجابَ أبي بهدوءٍ كأنَّه معتادٌ على هذا. في حين ضحكَ ريويل دونَ دهشةٍ قائلًا:
“المبتدئونَ هذهِ المرَّةَ سيعانونَ حقًا. منْ سوءِ حظِّهم أنْ يكونَ من يختار هو سموَّه رينولد.”
نقرَ ريويل بلسانِه. بينما كنتُ أميلُ رأسي بينما أستمعُ لهما. في ذلك الوقت سقطَ الفارسُ الثَّاني.
عادةً، بعدَ اجتيازِ الوثائقِ واختبارِ اللياقةِ، تكونُ المبارزةُ معَ قائدِ الحرسِ هي الاختبارُ الأخيرُ للفرسانِ العاديّينَ (غيرِ المنتسبينَ للعائلة المالكة).
حيث تُقيَّمُ مهاراتُهم بغضِّ النَّظرِ عنِ الفوزِ أو الخسارةِ.
سمعتُ أنَّ مهارةَ تشا دو هول في السَّيفِ مذهلةٌ، لكنْ هلْ هو بارعٌ لدرجةِ أنْ يحلَّ محلَّ قائدِ الحرسِ حقًا؟
“يااا، هلْ تغمضينَ عينيْكِ أم لا؟”
نظرَ ريويل إليَّ فجأةً بوجهٍ قلقٍ.
“لماذا يجب أن أغمض عيني؟”
تمتمَ بشتائمَ خفيفة، وغطَّى عينيَّ بيدِه الكبيرةِ.
حينها انطلقتْ صيحاتُ التَّأوهِ والصَّراخِ منْ كلِّ مكانٍ.
‘هلْ حدثَ شيءٌ لـ تشا دو هول؟’
أزلتُ يدَ ريويل بسرعةٍ ونظرتُ إلى الميدانِ.
رأيتُ بقعةَ دمٍ على الأرضِ ورجلًا يُنقلُ على نقَّالةٍ، لا أعرفُ إنْ كانَ ميتًا أو مغشيًّا عليهِ، لكنَّ حالَه بدتْ سيّئةً.
‘ما هذا الموقفُ؟’
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 3"