━━━●┉◯⊰┉ الفصل 2 ┉⊱◯┉●━━━
لأروي قصَّةَ لقائي بوالدي بالتبنِّي الحاليِّ، ماركيز روبيشيه، يجبُ أنْ نعودَ خمسَ سنواتٍ إلى الوراءِ.
قبلَ خمسِ سنواتٍ، غفوتُ في حافلةٍ كنتُ عائدةً فيها إلى المنزلِ، واستيقظتُ في عالمٍ مختلفٍ تمامًا. هل يمكنُ أنْ يكونَ هناكَ شيءٌ أكثرَ عبثيَّةً من هذا؟
لا أزالُ لا أعرفُ إنْ كنتُ قد متُّ في حادثِ حافلةٍ أم ماذا حدثَ بالضبطِ. إذا متُّ فجأةً أثناءَ نومي بسببِ حادثٍ، فربَّما لهذا لا أتذكَّرُ شيئًا.
ومن كانَ يظنُّ أنَّ تْشا دو هْيوك، المديرَ الذي ماتَ وهو ينقذُ طفلًا وصدمتْهُ سيارةٌ، سيتجسَّدُ كشخصٍ مختلفٍ تمامًا في عالمٍ آخرَ؟
تكهَّنتُ بحذرٍ أنَّ انتقالي البُعديِّ قد يكونُ شيئًا من هذا القبيلِ.
“إيانا، انتبهي.”
أمسكَ والدي بالتبنِّي بذراعي وسحبَني للخلفِ.
عندَها فقط لاحظتُ القاطرةَ البخاريَّةَ التي تدخلُ المحطَّةَ. توقَّفتِ القاطرةُ أمامَنا على الرصيفِ، وما إنْ استقرَّتْ حتَّى فُتحتْ أبوابُها وتدفَّقَ الناسُ خارجًا.
في تلكَ اللحظةِ القصيرةِ، تقدَّمتُ وسلَّمتُ المالَ لموظَّفِ المحطَّةِ الذي نزلَ للتَّو من القطارِ لشراءِ تذكرةٍ.
أخرجَ حزمةً من الأوراقِ النقديَّةِ، عدَّ المالَ بمهارةٍ، أعطاني الباقي، وسلَّمَني التذكرةَ.
عندما أفكِّرُ في كمْ كنتُ مرتبكةً في البدايةِ، لا أعرفُ حتَّى كيفَ يعملُ النظامُ في هذا ‘العالمِ الآخرِ’ فإنَّ اعتيادي عليهِ الآنَ يبدو غريبًا جدًّا.
جلستُ في مقعدي المخصَّصِ مع والدي بالتبنِّي، أحدِّقُ من النافذةِ في المناظرِ المارَّةِ، وشعرتُ ببعضِ القلقِ.
تغيَّرَ الكثيرُ خلالَ الخمسِ سنواتِ الماضيةِ. لم أتخيَّلْ أبدًا أنَّني سأعيشُ حياةً مترفةً كهذهِ. خاصَّةً في هذا العالمِ.
أدَّى السحرُ والعلمُ إلى ثورةٍ تكنولوجيَّةٍ، ودفعَتِ الثورةُ الصناعيَّةُ هذا العالمَ للأمامِ بسرعةٍ.
للوهلةِ الأولى، هذا يشبهُ أوروبا في القرنِ التاسعَ عشرَ، لكنْ وجودَ السحرِ والقوَّةِ المقدسة يجعلُهُ مختلفًا تمامًا عن العالمِ الذي كنتُ أعيشُ فيهِ.
“مرَّ وقتٌ منذُ زرنا مملكةَ نايدن.”
تحدَّثَ والدي بالتبنِّي فجأةً.
نعم، بالفعلِ. كانتْ جبالُ كروكس في مملكةِ نايدن المجاورةِ هي المكانُ الذي سقطتُ فيهِ إلى هذا العالمِ قبلَ خمسِ سنواتٍ.
“نعم، مرَّ عامٌ.”
أجبتُ بهدوءٍ قدرَ الإمكانِ حتَّى لا يبدأَ والدي
بالقلقِ عليَّ.
كانتْ ماركيزةُ روبيشيه قد توفِّيتْ بعدَ سقوطِها في جبالِ كروكس، ونجا الماركيزُ بالكادِ بعدَ أنْ عثرتُ عليهِ ورعيتُهُ حتَّى شفي.
بصراحةٍ، قولُ ‘أنقذتُهُ’ يبدو مبالغًا فيهِ، بالنظرِ إلى أنَّ كلَّ ما فعلتُهُ هو الاعتناءُ بهِ لمدَّةِ عشرةِ أيَّامٍ واستدعاءُ طبيبٍ.
لولا إيريندا، الساحرةُ التي كانتْ تراقبُني وهي تتسلَّلُ داخلَ وخارجَ المنزلِ المهجورِ الذي كنتُ أقيمُ فيهِ، لكانَ الماركيزُ قد ماتَ منذُ زمنٍ.
على أيِّ حالٍ، بفضلِ تلكَ العلاقةِ، تمكَّنتُ
من أنْ أُتبنَّى في عائلةِ روبيشيه.
“نأتي كلَّ عامٍ، لكنْ كلَّ زيارةٍ لا تزالُ تبدو غريبةً. لا أظنُّ أنِّي سأعتادَ عليها أبدًا.”
عندَ كلماتي، ابتسمَ والدي بالتبنِّي ابتسامةً خفيفةً ووافقَني. في العامِ الماضي، كانَ حزينًا جدًّا عندما اقتربَ يومُ ذكرى وفاةِ الماركيزةِ، لذا شعرتُ بالارتياحِ لرؤيتِهِ يبدو أفضلَ هذا العامَ.
“ما زلتِ لا تتذكَّرينَ شيئًا عن ماضيكِ؟”
عندَ سؤالِهِ، أومأتُ ببطءٍ بتعبيرٍ محرجٍ.
قولُ أنِّي جئتُ من عالمٍ آخرَ كانَ جنونيًّا جدًّا لأعترفَ بهِ.
عندما التقيتُهُ أوَّلَ مرَّةٍ، لم أكنْ أستطيعُ حتَّى الكلامَ بشكلٍ صحيحٍ.
كانَ ذلكَ سوءَ تفاهمٍ بالكاملِ، لكنْ بما أنَّهُ لم يكنْ سوءَ تفاهمٍ سيِّئًا، لم أصحِّحْهُ وهو لا يزالُ يصدِّقُ ذلكَ حتَّى اليومِ.
“إذا تذكَّرتِ شيئًا يومًا ما، أخبري والدَكِ هذا أوَّلًا.”
جلسَ والدي بالتبنِّي مقابلي، ابتسمَ بلطفٍ وربَّتَ على رأسي. أومأتُ، مبتسمةً بخجلٍ، ممتنَّةً لعطفِهِ.
كانَ لقائي بهِ حظًّا سعيدًا بالنسبةِ لي. كنتُ
ممتنَّةً جدًّا للطفِهِ.
“لكن…هل حدثَ شيءٌ في الحفلةِ؟ لم تتصرَّفي بقلَّةِ احترامٍ تجاهَ سموِّ الأميرِ ولي العهدِ، أليسَ كذلكَ؟”
سألَ بقلقٍ واضحٍ على وجهِهِ. يبدو أنَّهُ كانَ مضطربًا جدًّا بعدَ سماعِ أنَّ ولي العهدِ رينولد أعربَ عن رغبتِهِ في زيارةِ قصرِ روبيشيه الأسبوعَ المقبلَ.
“لا تقلقْ. لم أرتكبْ أيَّ خطأٍ. ولديَّ فكرةٌ تقريبيَّةٌ عن سببِ رغبتِهِ في زيارةِ القصرِ.”
عندَ كلماتي، بدا والدي بالتبنِّي مطمئنًّا، لكنَّهُ لا يزالُ يمسكُ يديَّ بتعبيرٍ قلقٍ.
رجلٌ في منتصفِ العمرِ بشعرٍ بُنِّيٍّ فاتحٍ مقصوصٍ بعنايةٍ كشعرِ ريويل كرَّرَ تنبيهاتِهِ، قائلًا:
“مهما حدثَ، لا يجبُ أنْ تتصرَّفي بقلَّةِ احترامٍ تجاهَ سموِّ الأميرِ ولي العهدِ. لا يُسمحُ بأدنى خطأٍ.”
فاجأتني نبرتُهُ الحازمةُ قليلًا.
سمعتُ شائعاتٍ أنَّ ولي العهد ذاك مجنونٌ، لكنْ هل الأمرُ بهذا السوءِ حقًّا؟ هل هو فعلًا مختلٌّ نفسيًّا؟
“إذا لم تكوني حذرةً، قد تفقدينَ رأسَكِ على الفورِ. هذا ليسَ قولًا مجازيًا، إنَّهُ-“
كانَ الجزءُ الأخيرُ خافتًا جدًّا لدرجة أنّي لم أستطعْ سماعَهُ بوضوحٍ. ومعَ ذلكَ، ابتسمتُ لهُ ابتسامةً جميلةً.
“لا تقلقْ من فضلِكَ. لن يستطيعَ إيذائي.”
هذا فقط إذا كانَ ولي العهدِ رينولد هو
تْشا دو هْيوك الذي أعرفُهُ حقًّا.
بعدَ سماعِ ردِّي، بدا والدي أكثرَ قلقًا. لكنْ بما أنَّهُ لم يكنْ هناكَ طريقةٌ لإثباتِ ذلكَ في تلكَ اللحظةِ، واصلتُ الابتسامَ.
“نعم. أنتِ الآنَ بالغةٌ، لذا أثقُ أنَّكِ ستتعاملينَ مع الأمورِ جيِّدًا.”
“هذا صحيحٌ. أنا بالفعلِ في الثانيةِ والعشرينَ.”
بالطبعِ، أنا في الواقعِ في الثانيةِ والثلاثينَ، لكنَّ والدي بالتبنِّي افترضَ أنَّني كنتُ في الثامنةَ عشرةَ عندما تبنَّاني في عائلةِ روبيشيه قبلَ خمسِ سنواتٍ.
لم أكتشفْ عمرَ إيانا نوكس روبيشيه إلَّا لاحقًا، بعدَ أنْ تعلَّمتُ القراءةَ لكنْ لم أشعرْ أبدًا بالحاجةِ إلى تصحيحِ ذلكَ.
فقد أصبحتُ أصغرَ بعشرِ سنواتٍ. هل كانَ هناكَ سببٌ لأبذلَ جهدًا لكي يتم الأعترافُ بأنِّي في الثانيةِ والثلاثينَ؟
***
كانَ قبرُ ماركيزةِ روبيشيه في الإمبراطوريَّةِ الألبيَّةِ، لكنَّنا كنا دائمًا نسافرُ إلى مملكةِ نايدن في ذكرى وفاتِها لنعزِّي أنفسَنا.
عادةً ما كانَ ريويل يأتي أيضًا، لكنْ هذهِ المرَّةَ كانَ مشغولًا بمهمَّةٍ مع الفرسان لقمعِ الوحوشِ.
“دائمًا ما أفكِّرُ في هذا. ربَّما تركتْكِ فيولينا بديلةً عنها عندما رحلتْ.”
قالَ والدي بالتبنِّي هذا ونحنُ ننزلُ من الجبلِ بعدَ وضعِ الزهورِ على قبرِ الماركيزةِ وتقديمِ التحيَّةِ.
لم أجدْ ردًّا مناسبًا لمواساتِهِ، فبقيتُ صامتةً. عندما عثرتُ على الماركيزِ وزوجتِهِ، كانتِ الماركيزةُ قد توفِّيتْ بالفعلِ.
تذكَّرتُ تلكَ الذكرى المؤلمةَ، فأغمضتُ عينيَّ بقوَّةٍ ثمَّ فتحتُهُما مجدَّدًا.
بينما قد لا يكونَ ذلكَ قد أثَّرَ فيَّ بقدرِ ما أثَّرَ في الأبِ وابنِهِ اللذينِ فقدا زوجةً وأمًّا في وقتٍ واحدٍ، ولكنه كانَ لا يزالُ صدمةً كبيرةً بالنسبةِ لي أيضًا.
“إيانا.”
بينما كنا ننزلُ من الجبلِ وقد ظهرتِ القريةُ أمامَنا، نادى والدي بالتبنِّي اسمي.
“مهما قالَ أحدٌ، أنتِ ابنتي.”
ربَّتَ على شعري بلطفٍ. كنتُ متأكِّدةً أنَّهُ قالَ ذلكَ لأنَّهُ يعرفُ مدى صعوبةِ اندماجي مع الفتيات النبيلات اللواتي بنفس عمري في الحفلاتِ الاجتماعيَّةِ.
كنتُ أعرفُ جيِّدًا أنَّ من الصعبِ التأقلمُ بشكلٍ طبيعيٍّ مع النبيلاتِ اللواتي عشنَ في هذا العالمِ الأرستقراطي طوالَ حياتِهِنَّ وحملنَ الكثيرَ من الكبرياءِ والكرامةِ.
لذا لم أكنْ منزعجةً بشكلٍ خاصٍّ لعدمِ اندماجي معهُنَّ.
بالنسبةِ لي، لم تكنْ تلكَ الأمورُ مهمَّةً جدًّا. ولستُ من النوعِ الهشِّ الذي قد ينهارُ لدرجةٍ تجعلُ والدي يقلقُ كثيرًا.
لذا ابتسمتُ بإشراقٍ كافٍ لتهدئةِ قلقِهِ وأجبتُهُ:
“بالطبعِ، يا أبي. سأظلُّ دائمًا ابنتَكَ.”
عندَ سماعِ ذلكَ، تنفَّسَ والدي بالتبنِّي الصعداءَ. إذا كانَ ذلكَ كافيًا ليطمئنَ، فسأقولُ تلكَ الكلماتِ كلَّما احتاجَ.
***
كانتِ الخادماتُ الواقفاتُ عندَ مدخلِ غرفةِ الاستقبالِ يسترقنَ النظراتِ إلى ولي العهدِ.
قد يكونُ مجنونًا، لكنَّهُ وسيمٌ، لذا أظنُّ أنَّهُنَّ لا يستطعنَ إلَّا أنْ يردنَ النظرَ إليهِ؟
رفعتُ فنجانَ الشايِ ببطءٍ، دونَ أنْ أصدرَ صوتَ رنينٍ، كما تعلَّمتُ في دروسِ الآدابِ.
استمتعتُ برائحةِ الشايِ قبلَ أنْ أرتشفَ رشفةً. كانَ ولي العهدُ يراقبُني من الجانبِ الآخرِ من الطاولةِ، مستندًا بذقنِهِ على يدِهِ وضحكَ بهدوءٍ.
كانتْ نظرتُهُ تتراقصُ بشقاوةٍ. كانتْ نظرةً يُعطيها المرءُ عندما يرى شيئًا ممتعًا ولطيفًا.
أعترفُ أنَّهُ ممتعٌ، لكنْ لطيفٌ؟ ليسَ تمامًا.
“أنتِ تتأقلمينَ جيِّدًا. هل مرَّتْ خمسُ سنواتٍ فقط منذُ وصولِكِ إلى هنا؟”
نظرتُ إلى مظهرِهِ المتقشِّفِ، بوجهٍ جميلٍ كالزهرةِ وأزرار قميصهِ المغلقةِ حتَّى رقبتِهِ، مما جعلَهُ يبدو خانقًا عليهِ بعضَ الشيءِ.
أليسَ من الشائعِ أنْ يتركَ المجنونُ زرَّينِ مفتوحينِ في نهاية قميصه؟
الياقةُ الصلبةُ المرتبةُ والملابسُ الأنيقةُ جعلتْهُ لا يبدو كالمجنونِ الذي تخيَّلتُهُ.
“نعم، هذا صحيحٌ. لم يمرْ سوى هذا الوقتُ منذُ بدأتُ تعلُّمَ الآدابِ، لذا أتمنَّى أنْ تتفهَّمَ.”
عندَ كلماتي، ضحكَ بخفَّةٍ مجدَّدًا.
“هل كانَ التأقلمُ صعبًا؟”
سألَ بلطفٍ، كأنَّهُ يفهمُ تمامًا معاناتي.
بدأتُ أشعرُ بالغرابةِ حقًّا. مهما نظرتُ إليهِ، كانَ الرجلُ أمامي أجنبيًّا. شعرُهُ الفضِّيُّ اللامعُ، حواجبُهُ السوداءُ الحادَّةُ، وعيناهُ الذهبيَّتانِ تحتهما.
كيفَ يمكنُ لشخصٍ بهذا المظهرِ أنْ يتحدَّثَ عن أمورٍ كوريَّةٍ؟ كيفَ يمكنُني التأقلمُ مع هذا التناقضِ؟
لكنْ ربَّما أغربُ شيءٍ هنا هو أنا التي جئتُ بمظهري الكوري إلى هذا العالم. حينها تنهَّدتُ وكأنِّي استسلمتُ ثم قلت:
“العيشُ كشخصٍ من المجتمعِ الحديثِ ثمَّ فجأةً تعلُّمُ كلِّ هذهِ السلوكيَّاتِ الأرستقراطيَّةِ القديمةِ…كيفَ لا أجدُ ذلكَ صعبًا؟”
عندَ كلماتي، انفجرَ ولي العهدُ بالضحكِ.
“صحيحٌ. إنَّها بالفعلِ سلوكياتٌ قديمةٌ جدًّا.”
“وهناكَ الكثيرُ من التمييزِ الجنسيِّ أيضًا. إنَّهُ عالمٌ غيرُ مريحٍ للنساءِ.”
“هناكَ الكثيرُ من الأمورِ المفروضةِ عليكِ، والقواعدُ مليئةٌ بالتناقضاتِ في هذا العالمِ.”
لم يشربْ ولي العهدُ شايَهُ، بل أخذَ يدورِّرُ الفنجانَ بأصابعِهِ قبلَ أنْ ينهضَ. ثمَّ مدَّ يدَهُ نحوي فجأةً.
“الجوُّ خانقٌ بعضَ الشيءِ هنا. الطقسُ جميلٌ، فلنخرجْ ونتحدَّثْ.”
عندَها أدركتُ سببَ اقتراحِهِ هذا. كانَ ذلكَ لأنَّ الخادماتِ كنَّ واقفاتٍ عندَ مدخلِ غرفةِ الجلوسِ.
كانَ هناكَ الكثيرُ من الآذانِ المُصغيةِ. لذا، بدلًا من طردِ الخادماتِ، بدا أنَّنا اخترنا الخروجَ.
بينما كنَّا نسيرُ في حديقةِ قصرِ روبيشيه، كنتُ أرى الناسَ داخلَ المنزلِ يسترقونَ النظراتِ من النوافذِ بينَ الحينِ والآخرِ.
“هل هذا لأنَّكَ أميرٌ؟ يبدو أنَّكَ محبوبٌ جدًّا.”
عندَ تمتمتي، أطلقَ ولي العهدُ ضحكةً قصيرةً.
“ربَّما هو الفضولُ أكثرَ. على أيِّ حالٍ، أخبرتُكِ من قبلُ. يجبُ أنْ تناديني باسمي الحقيقيِّ.”
“تْشا دو هْيوك؟”
“نعم.”
“لكنْ، هل أنتَ حقًّا تْشا دو هْيوك؟ ماذا لو كنتَ مجرَّدَ مسافرٍ بُعديٍّ آخرَ يتظاهرُ بأنَّهُ تْشا دو هْيوك؟”
“ما زلتِ لا تصدِّقينَني حتَّى بعدَ أنْ أخبرتُكِ بأسم جوي بان وول؟”
هذا صحيحٌ. لم يكنْ هناكَ دليلٌ أوضحُ على هويَّتِهِ من اسم جوي بان وول. لكنْ، بصراحةٍ، أردتُ سماعَ شيءٍ آخرَ.
“إذًا، تْشا دو هْيوك…أم، هل أناديكَ بالمديرِ؟ في الحقيقةِ، لم أناديكَ باسمِكَ من قبلُ.”
“انسي أمرَ المديرِ. فقط ناديني تْشا دو هْيوك. على أيِّ حالٍ، حتَّى قبلَ موتي، كنتُ سأطلبُ منكِ أنْ تناديني باسمي، وليسَ كمديرٍ.”
ماذا يعني ذلكَ؟ لماذا أناديهِ باسمِهِ بدلًا من المديرِ؟ لم يكنْ بينَنا علاقةٌ شخصيَّةٌ من هذا النوعِ، أليسَ كذلكَ؟
بالتفكيرِ في الأمرِ، ماتَ المديرُ تْشا دو هْيوك فجأةً في حادثِ سيارةٍ، وبعدَ شهرٍ، سافرتُ إلى بُعدٍ آخرَ. وكانَ ذلكَ أثناءَ نومي في حافلةٍ.
كانَ الأمرُ عبثيًّا جدًّا. لمدَّةِ عامٍ كاملٍ، عشتُ
وأنا أظنُّ أنِّي لم أستيقظْ من حلمٍ.
“إذًا، ماذا عن هذا؟ ليسَ تْشا دو هْيوك، بل…ماذا لو ناديتُكَ بــ تشا دو هول…؟”
“…أنتِ لَا تريدينَ الموتَ، أليسَ كذلكَ؟”
كنتُ على وشكِ أنْ أسألَ بابتسامةٍ مشرقةٍ كيفَ سيكونُ مناداتُهُ بــ تشا دو هول، لكنْ لو لم يبتسمْ تْشا دو هْيوك ويهدِّدْني بالقتلِ على الفورِ، لربَّما فعلتُ.
إذًا، هل سألَني للتوِّ إنْ كنتُ أريدُ الموتَ؟ لا، لا
أريدُ! أريدُ أنْ أعيشَ!
“أوه، لا! لا، لا! لا يمكنُ أنْ يحدثَ هذا! أيَّةُ ابنةٍ سأكونُ لو سمحتُ لكَ بفعلِ ذلكَ وقتلي!”
ومن خلفِ الشجرةِ الكبيرةِ في الحديقةِ، رأيتُ والدي بالتبنِّي يركضُ فجأةً باكيًا، ويركعُ أمامَ تْشا دو هْيوك.
“أ-أرجوكَ، ارحمْ. ابنتي أنها لا تعرفُ آدابَ
البلادِ وهي جاهلةٌ.”
بكى والدي بالتبنِّي ودموعُهُ تنهمرُ على وجهِهِ. لم يفكِّرْ حتَّى في مسحِ دموعِهِ، لكنَّهُ التفتَ إليَّ وابتسمَ بألطفِ ابتسامةٍ.
“أنا بخيرٍ، يا إيانا.”
قالَ ذلكَ، ثمَّ حرَّكَ شفتيهِ صامتًا نحوي.
“اهربي بسرعةٍ. سأتولَّى الأمورَ هنا.”
آه، يا أبي…ليسَ هذا ما يجب فعله حتى! ما هذا المشهدُ المليءُ بالدراما!
كانَ من الواضحِ أنَّ والدي بالتبنِّي قد أساءَ فهمَ الموقفِ بشكلٍ فظيعٍ.
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات