1
━━━●┉◯⊰┉ الفصل 1 ┉⊱◯┉●━━━
“أنتِ. ألستِ أنتِ جْوي بان وول؟”
في حفلة خيرية لجمع الأموال لضحايا الفيضانات، سألني ولي العهد فجأةً بهذا السؤالِ.
كانَ السببُ في جعل هذا السؤالِ الغريبِ الذي خرجَ منهُ كالصاعقةِ ليّ، أنَّ هذهِ كانتْ أوَّلَ مرَّةٍ ألتقي فيها بولي العهدِ.
رجلٌ أراهُ لأوَّلِ مرَّةٍ في حياتي تصرَّفَ فجأةً كأنَّهُ يعرفُني. بل إنَّهُ كانَ يعرفُ حتَّى لقبَ طفولتي.
“ليسَ جْوي بان وول، بل جي بان وول.”
لم أستطعْ التجنُّبَ من الإجابةِ رغمَ ارتباكي، فأجبتهُ بتردُّدٍ ونظرتُ إلى الرجلِ بعنايةٍ.
كأنَّ الحرارةَ الغريبةَ للحفلةِ قد تجنَّبتْ عمدًا الرجلَ أمامي فقط. كانَ هناكَ برودٌ يحيطُ بهِ يجعلهُ صعبَ الاقترابِ، كجدارٍ من الجليدِ.
على سبيلِ المثالِ، كانَ معظمُ الناسِ في قاعةِ الحفلةِ المزدحمةِ ينظرونَ إليهِ على عجلٍ دونَ أنْ يجرؤوا على الاقترابِ، مجرَّدَ الالتفافِ حولهُ.
“هل أنتِ حقًّا جْوي بان وول؟”
سألني الرجلُ مجدَّدًا. تشمَّرتْ حاجباي. لم أستطعْ تخمينَ مصدرِ هذا السؤالِ العشوائيِّ أو نواياهُ.
كيفَ لَهُ أنْ يعرفَ اسمي؟ واسمي الكوريُّ أيضًا؟
أوَّلًا، بدا الرجلُ ذو الشعرِ الفضِّيِّ والعينين الذهبيتين الذي يسألُ عن اسمي في حالةِ يأسٍ شديدٍ.
كمن ضلَّ في الصحراءِ وأخيرًا وجدَ مسافرًا قد يقدِّمُ لهُ رشفةَ ماءٍ.
‘…ما الذي يجري؟’
“اسمي جي بان وول، لكن…كيفَ تعرفُ ذلكَ، يا سموِّ الأميرِ…؟”
“سمعتُ أنَّ فتاةً ذاتَ ملامحِ آسيويَّةٍ أُدخلتْ فجأةً إلى عائلةِ روبيشيه بالتبنِّي، فظننتُ أنَّها قد تكون أنتِ. لكنْ لم أتوقَّعْ أنْ تكون أنتِ حقًا. في النهاية لم أكنْ مجنونًا. لم أفقدُ عقلي بعدُ.”
بدأَ الرجلُ الجميلُ، الذي كانَ يمسكُ بي بيأسٍ، يذرفُ الدموعَ. انهارَ وجهُهُ بألمٍ لا يُحتمل وهو يبكي بصمتٍ، بشدةٍ وحزنٍ.
علا همسُ الناسِ حولَنا. نظرتُ إلى الرجلِ أمامي
بتعبيرٍ محرجٍ. حيث كانتْ النظراتُ من حولنا تحرقُني.
“هل نذهبُ إلى مكانٍ آخرَ للحديثِ؟”
حتَّى بدونِ هذا، كنتُ أنا بالفعلِ شخصًا يتحدَّثُ الناسُ عنهُ. وبفضلِ هذا اللعينِ ولي العهدِ، سأضيفُ عشرَ شائعاتٍ أخرى اليومَ إلى قائمة الشائعات الخاصة بي.
وبالطبعِ، ستصبحُ كلُّ العشرةِ شائعاتٍ مختلفةً تتعلَّقُ بولي العهدِ.
للآنَ، قادتهُ خارجَ قاعةِ الحفلةِ إلى حديقةٍ مضاءةٍ
بضوءٍ خافتٍ. تبعَني بهدوءٍ وهو لا يزالُ يبكي.
بحدِّ ذكري، كانَ ولي العهدِ يُفترضُ أنْ يكونَ باردًا كالجليدِ وغيرَ كثيرِ الكلامِ.
فمن إذًا هذا الكلبُ الكبيرُ الذي يبكي أمامي؟
“كيفَ عرفتَ اسمَ جي بان وول؟ هنا، اسمي إيانا نوكس روبيشيه.”
“هذا الاسمُ لا يناسبُكِ.”
أجابَني، وما زالتِ الدموعُ تسقطُ من عينيه.
حسنًا، لكنْ هل يمكنُكَ مسحَ تلكَ الدموعِ أوَّلًا؟
سحبتهُ وأجلستُهُ على مقعدٍ أولًا.
“متى وصلتِ؟ لا- بل متى وصلتِ إلى هذا العالمِ؟”
بعدَ أنْ مسحَ دموعَهُ، سألَني دونَ تردُّدٍ. كانَ هذا السؤالُ المباشرُ لا يمكنُ أنْ ينشأَ من فضولٍ عقلانيٍّ، لكنَّهُ كانَ يحاولُ خلقَ تواصُلٍ غريبٍ، كمن رآني أمسِ.
ما هذا؟ كأنَّهُ يعرفُ أنِّي لستُ من هذا العالمِ.
ترددتُ للحظةٍ. هل يمكنُني أنْ أخبرَ هذا الرجلَ ذا الملامحِ المألوفةِ بالحقيقةِ؟
“لا بأسَ. يمكنُكِ أنْ تخبريني. ليسَ لديكِ أحدٌ آخرَ تتحدَّثينَ إليهِ على أيِّ حالٍ.”
تركَ كلامُهُ انطباعًا غريبًا في نفسي مجدَّدًا. وفي النهايةِ، أخبرتُهُ بالحقيقةِ.
“منذُ حوالي خمسِ سنواتٍ. منذُ سقوطي في هذا العالمِ-“
“لا. أعني، أيَّةِ سنةٍ كانتْ عندما جئتِ من كوريا؟”
تصنمتُ للحظةٍ.
هل قالَ كوريا؟ كوريا؟
ثمَّ أدركتُ من كانَ يناديني جْوي بان وول.
المديرُ تْشا دو هْيوك. رئيسي، شيطانٌ بلا دموعٍ أو دمٍ.
لكنَّ تْشا دو هْيوك وولي العهدِ أمامي يبدوانِ مختلفينِ تمامًا. لا يمكنُ أنْ يكونا الشخصَ نفسهِ…
“ها. من كانَ يظنُّ أنَّني سألتقي جْوي بان وول هنا.”
مسحَ الرجلُ دموعَهُ وهمسَ بنفَسٍ طويلٍ. كانَ خطابُهُ العفويُّ البسيطُ منعشًا، مختلفًا تمامًا عن أيِّ ملكٍ أو نبيلٍ، كأنَّهُ تْشا دو هْيوك حقًّا.
“أنا لستُ صغيرةً كجْوي بان وول، تعلمُ ذلكَ.”
في الحقيقةِ، كنتُ طويلةً القامةِ-168 سنتيمترًا.
وبفضلِ نوعِ جسمي الذي لا يزدادُ وزنًا بسهولةٍ، كانَ الناسُ يقولونَ دائمًا إنِّي أبدو أطولَ.
كانَ لقبُ جْوي بان وول مرتبطًا باسمي فقط، وكانَ تْشا دو هْيوك يناديني بذلكَ لأنَّهُ كانَ طويلَ القامةِ بشكلٍ لافتٍ في ذلكَ الوقتِ.
حسنًا…يبدو أنَّ هذا الرجلَ طويلٌ أيضًا.
“أعرفُ.”
فركَ عينيهِ بتعبٍ وضحكَ بخفَّةٍ وهو يجيبُ.
“سموُّ الأميرِ رينولد، إذا سمحتَ…”
“لا تُناديني هكذا.”
قاطعَني الرجلُ لا، ولي العهد فورًا، وغير تعبيرَهُ. كانَ حازمًا لدرجةٍ جعلتْني أنا من ارتبكَ.
لحظةً، ألستَ ولي العهدِ؟ إذا لم أستطعْ مناداةَ ولي العهدِ بـ ‘سموُّ الأميرِ’ فكيفَ يُفترضُ بي أنْ أناديكَ؟
“ناديني تْشا دو هْيوك.”
“ما هذا الهراءُ؟ تْشا دو هْيوك فجأةً…هاه؟ ماذا قلتَ؟”
قلتُها بذهولٍ، ثمَّ حاولتُ التظاهرَ بأنِّي لم أقلْ شيئًا.
ضحكَ بنفادِ صبرٍ. كانتْ ضحكتُهُ ساحرةً، ووجدتُ نفسي أحدِّقُ في وجهِهِ مشدوهةً للحظةٍ.
نعم…متى سأحظى بفرصةٍ لرؤيةِ وجهٍ كهذا عن قربٍ مجدَّدًا؟ كانَ وسيمًا جدًّا.
“لم أكنْ أظنُّ أنِّي سأفرحُ حتَّى بسماعِ طريقتِكِ السخيفةِ في الكلامِ.”
ماذا؟
أذهلَني ردُّهُ لدرجةٍ أنِّي ابتلعتُ كلَّ
الأسئلةِ التي أردتُ طرحَها.
ارتجفتْ يدي. انتابتني القشعريرةُ وأنا أمسكُ بكتفيهِ.
“هل أنتَ حقًّا تْشا دو هْيوك؟”
“وأنتِ حقًّا جي بان وول، أليسَ كذلكَ؟”
“لا تكذبْ. ما زلتُ أظنُّ أنَّ هذا حلمٌ. لماذا قد يظهرُ وغدٌ مثلَ تْشا دو هول بهذا الواقعِ؟”
توقَّفتْ يدُهُ وهو يمرِّرُها على شعرِهِ للخلفِ.
“ماذا؟ تْشا دو هول الوغدُ؟”
ضممتُ شفتيَّ إلى الداخلِ وتجنَّبتُ الإجابةَ.
كانَ ذلكَ اللقبُ الذي كنتُ أنا وكاتبةٌ أخرى نُطلقُهُ على تْشا دو هْيوك، المديرِ.
في ذلكَ الوقتِ، كانَ يعملُ كالمجنونِ، جاعلًا حياةَ الجميعِ من حولِهِ بائسةً. حتَّى أنَّ البعضَ كانوا يمزحونَ قائلينَ إنَّهُ كلبٌ هائجٌ.
هذا جنونٌ. هل يمكنُ أنْ يكونَ هذا الرجلُ الأجنبيُّ الغريبُ أمامي هو تْشا دو هْيوك حقًّا؟
مهما نظرتُ إليهِ، كانَ هذا الرجلُ هو ولي العهدِ رينولد.
“إيانا؟”
رنَّ صوتٌ يناديني من بعيدٍ.
“جْوي بان وول، أليسَ هذا اسمَكِ؟”
“أعرفُ ذلكَ أيضًا.”
حدَّقتُ في تْشا دو هْيوك…لا، ولي العهدِ، واستدرتُ على مضضٍ. كانَ هناكَ رجلٌ يرتدي معطفَ مساءٍ باللونِ الأزرقِ الداكنِ يبحثُ بينَ الشجيراتِ عنِّي.
لمَ يبحثُ بينَ الشجيراتِ؟
كانَ من الواضحِ سببَ بحثِ شخصٍ لا يتفقُ معي حتَّى بهذا الشكلِ. لا بدَّ أنَّ والدي بالتبنِّي أمرهُ أنْ يجدني.
“هل هذا السيِّدُ الصغيرُ من عائلةِ روبيشيه؟”
“نعم. عضوٌ جديدٌ في العائلةِ. يبدو أنَّ والدي بالتبنِّي يبحثُ عنِّي لذلك طلبَ منهُ المجيء.”
عندَ سماعِ كلماتي، حدَّقَ تْشا دو هْيوك
لا، ولي العهدُ في وجهي للحظةٍ.
“لا بدَّ أنَّ هذا صعبٌ.”
هززتُ كتفيَّ. كانَ هذا العالمُ يحتوي على القوَّةِ المقدسة والقوة السحريَّةِ. كما لو أنَّ هوغوورتس موجودةٌ بالفعلِ، فكانَ السحرةُ منتشرينَ، وكانَ هناكَ كهنةٌ يستخدمونَ القوَّةَ المقدسة.
كانتِ القوَّةُ السحريَّةُ والقوة المقدسة دائمًا متعارضتينِ.
قلَّةٌ مختارةٌ من البشرِ فقط يمكنُهُمْ استخدامُ مثلِ هذهِ القوى، وربَّما بفضلِ العنايةِ الإلهيَّةِ، كنتُ أمتلكُ قوَّةً سحريَّةً أيضًا.
“لم أعانِ لأنِّي حصلتُ على قوَّةٍ غريبةٍ. على العكسِ، لقد عوملتُ جيِّدًا. ولا يزعجُني أمرُ زميلٍ جديدٍ في السجلِّ معي في نفس العائلة.”
حتَّى لو لم يُحبِّني، فقد سُجِّلتُ بالفعلِ في عائلةِ روبيشيه، فماذا يمكنُهُ أنْ يفعلَ؟
سيكونُ ذلكَ بمثابةِ البصقِ على وجهِهِ بهدوءٍ دون مقدرته على فعل شيء.
عندما ضحكتُ بقوَّةٍ بعدَ قولي ذلكَ، حدَّقَ ولي العهدِ في وجهي بذهولٍ.
نظرتُ إليهِ بفضولٍ، وفي تلكَ اللحظةِ، رآنا أخي الجديدُ، ريويل، فعبسَ بشدَّةٍ وتقدَّمَ نحوي بخطواتٍ واسعةٍ، ثمَّ توقَّفَ عندما رأى ولي العهدَ.
“سموُّ الأميرِ هنا أيضًا.”
“مرَّ وقتٌ طويلٌ، يا سيِّدَ روبيشيه.”
نهضَ ولي العهدُ. ثمَّ انحنى ريويل باحترامٍ. بعدَ ذلكَ، ألقى نظرةً حادَّةً نحوي.
ماذا؟ لمَ؟ ماذا ستفعلُ؟
عبستُ وحدَّقتُ فيهِ بعينيَّ.
“إيانا.”
فجأةً، نادى ولي العهدِ اسمي.
كانَ يناديني بـ ‘جْوي بان وول’ طوالَ الوقتِ، لكنْ الآنَ وبعدَ وصولِ ريويل، استخدمَ ‘إيانا’؟
نظرتُ إليهِ بحيرةٍ، فابتسمَ بلطفٍ بعينيهِ
قبلَ أنْ ينحني ويهمسَ في أذني:
“يحزنُني فراقُكِ. سأشتاقُ إليكِ جدًّا.”
حدَّقتُ فيهِ بجمودٍ كآلةٍ معطَّلةٍ. ذلكَ الوجهُ الوسيمُ بشكلٍ لا يُصدَّقُ كانَ أمامي مباشرةً.
كأنَّهُ استمتعَ بردَّةِ فعلي، ابتسمَ ببرودٍ. ثمَّ، كجنتلمانٍ إنجليزيٍّ حقيقيٍّ، أخذَ يدي ببطءٍ وضغطَ بشفتيهِ على ظهرِها.
كانتْ سلسلةُ الحركاتِ سلسةً وأنيقةً لدرجةٍ جعلتْني أحدِّقُ فيهِ مشدوهةً دونَ أنْ أدركَ ذلكَ.
لا. هذا فقط لأنَّهُ وسيمٌ جدًّا. لا بدَّ أنَّ الإله قد تفضلَ عليهِ بكلِّ هذا الجمال.
“سأزورُ قصرَ روبيشيه قريبًا. لنتحدَّثْ أكثرَ حينَها.”
ثمَّ، على عكسِ ظهورِهِ الأوَّلِ عندما بكى كطفلٍ، لوَّحَ بيدِهِ لريويل بلامبالاةٍ واختفى بهدوءٍ وثباتٍ.
“ما الذي يجري بينَكِ وبينَ ولي العهدِ؟”
سألَني ريويل. كانَ فارسًا كفؤًا يتمتَّعُ بسمعةٍ قويَّةٍ داخلَ فرسانِ الإمبراطوريَّةِ.
ببنيتِهِ القويَّةِ وقامتِهِ الطويلةِ، شَبَّكَ ذراعيهِ
ونظرَ إليَّ من الأعلى، بدا مُخيفًا إلى حدٍّ ما.
ابتسمتُ لهُ ابتسامةً لطيفةً. حينها عبسَ على الفورِ وتراجعَ خطوةً.
“ما هذا الهراءُ.”
“هل بدأتَ تهتمُّ بي؟”
آه، يا لَهُ من لطيفٍ. كنتُ على وشكِ أنْ أربتَ على مؤخِّرتِهِ، لكنَّهُ انتفضَ وصرخَ.
“أيتُها المجنونةُ! ما الذي تفعلينَهُ بحقِّ الجحيمِ!”
بالطبعِ، لم أكنْ أنوي فعلًا أنْ أربتَ على مؤخِّرتِهِ.
شبَّكتُ ذراعيَّ وسألتُهُ:
“إذًا، لمَ كنتَ تبحثُ عنِّي؟”
ما زالَ يغلي كفتى مراهقٍ، فَرَكَ ريويل
شعرَهُ البُنِّيَّ الفاتحَ بإحباطٍ وحدَّقَ بي.
على الرغمِ من أنَّهُ ليسَ مثلَ ولي العهدِ، كانَ ريويل أيضًا وسيمًا إلى حدٍّ ما إذا أبقى فمَهُ مغلقًا فقط.
كانَ يحملُ أجواءَ الطالبِ الأكبرِ الرائعِ الذي قد يدورِّ الكرةَ أثناءَ المباراةِ ويسجِّلُ الأهدافَ في ملعبِ الجامعةِ.
“أبي يبحثُ عنكِ.”
أجابَ ريويل باختصارٍ. كانَ دائمًا يتصرَّفُ وكأنَّهُ لا يطيقُني، ولم يحاولْ إخفاءَ ذلكَ.
بالنظرِ إلى موقفِهِ، كانَ من المنطقيِّ أنْ يراني، الابنةَ المتبنَّاةَ، كدخيلةٍ. لكنْ مهما كرهَ ذلكَ، كنتُ لا أزالُ أختَهُ.
“أوه، حقًّا؟ إذًا يجبُ أنْ أذهبَ. هيَّا بنا.”
“لمَ أذهبُ معكِ؟”
كدتُ أقولُ: ‘ما هذا المنطقُ الغبيُّ؟’ ولكنني توقفت قبلها.
“ألن تأخذَني إلى أبي؟”
عندما سألتُهُ بتعبيرٍ مندهشٍ، بدا مرتبكًا
للحظةٍ قبلَ أنْ يتنهَّدَ.
“حسنًا. هيَّا بنا.”
ثمَّ وقفَ هناكَ، يحدِّقُ بي ببلاهةٍ. لم أصدِّقْ
ذلكَ وسألتُهُ مجدَّدًا:
“أنتَ لا تعرفُ حتَّى أينَ هو، وتتوقَّعُ منِّي أنْ أقودَ الطريقَ؟”
عندَ ذلكَ، تمتمَ ريويل بلعنةٍ.
“اللعنةُ. لمَ يجبُ عليكِ أنْ تجادليني في كلِّ كلمةٍ؟”
“حسنًا، لو تحدَّثتَ بوضوحٍ، ربَّما لم أكنْ لأفعلَ.”
“أنتِ لا تتوقَّفينَ عن الكلامِ أبدًا! اتركيني!”
“أتركُ ماذا؟ أيُّ نبيلٍ سيتحدَّثُ أفضل منك.”
“آه، أنا آسفٌ! قلتُ إنِّي آسفٌ، حسنًا؟ هل أنتِ راضيةٌ الآنَ؟ أرجوكِ توقَّفي! أنتِ لستِ حتَّى لطيفةً! لمَ اضطررتُ أنْ أحصلَ على أختٍ مثلكِ!”
في النهايةِ، صرخَ ريويل كطفلٍ ينفجرُ غضبًا. كانَ بسيطًا وسيِّئًا جدًّا في الجدالِ. وعلى الرغمِ من خشونةِ كلماتِهِ، كانَ لديهِ جانبٌ رقيقٌ بشكلٍ مفاجئٍ.
على سبيلِ المثالِ، قبلَ انضمامي إلى عائلةِ روبيشيه، كانَ هو الأكثرَ حماسًا للحصولِ على أختٍ صغيرةٍ. وكانَ ذلكَ عندما كانَ بالغًا في العشرينَ من عمرِهِ.
أخيرًا، شعرتُ بالرضا، فابتسمتُ وتبعتُهُ بهدوءٍ.
لكنْ حقًّا…هل يمكنُ أنْ يكونَ ولي العهدِ
ذاكَ هو تْشا دو هْيوك فعلًا؟
لقد سقطتُ في هذا العالمِ بجسدي كاملًا، كشخصٍ غريبٍ. فلمَ كانَ ذلكَ الرجلُ هنا، يعيشُ كشخصٍ آخرَ في جسد ولي العهد؟
هذا يبدو ظالمًا بعضَ الشيءِ.
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 1"