الفصل 161 

 

 

كان هيرمان يراقب مغادرة ديميتري، بينما كان ينظر إلى قصر بيلوا .

 

في البداية، اعتقد أنه مجرد خروج خفيف. لكن عندما رأى أن العربة التي تقل ديميتري تتجه نحو مكان يحتوي على دائرة سحرية، أدرك أنه متوجه إلى إقطاعية بلوا.

 

“هل يذهب فعلاً لاحضار سوين الذئب الأبيض؟”

 

سمع هيرمان من آيريس عن صفقة ديميتري مع الإمبراطور. لقد قال ديميتري إنه سيشارك سوين الذئب الأبيض في البطولة.

 

“يبدو أنه يدبر شيئًا ما بالتزامن مع البطولة.”

 

لا يعرف ما هو، لكن لديه شعور سيئ. من الغريب أن يقدم صفقة للإمبراطور بعد قتال معه مباشرة.

 

لم يكن يعرف ما هي خطط أيلين و روين وديميتري، لكنه لم يستطع الجلوس مكتوف اليدين أمام شيء يتم تدبيره. أصبح هيرمان متوترًا.

 

في تلك اللحظة، جاءت مساعدته بمعلومات مفيدة.

 

“خلال تحقيقاتي حول فرقة المرتزقة، سمعت مصادفة عن سوين القط الذي تربيه دوقة بلوا.”

 

“هل هو سوين تربيه روين؟”

 

كان هيرمان يعرف ذلك. عندما زار بلوا في وقت سابق، كانت روين تحتضن سوين القطط صغيرين .

 

اعتقد أنهما مجرد لعبة جديدة.

 

“يقال إن أحدهما قد أبرم عقدًا مع شيطان. لقد استدعى شيطانًا حربيًا لحماية قصر بلوا من مجموعة قامت بثورة.”

 

“سوين قط آخر قد أبرم عقدًا مع شيطان؟”

 

كان هيرمان يعلم جيدًا مدى قوة ديميتري الذي أبرم عقدًا مع شيطان. كان ديميتري قد خاض الكثير من المعارك في الحرب، مما جعله أقوى بكثير من الآخرين الذين لديهم نفس القوة.

 

حتى هيرمان نفسه كان يعرف كم كان سهلًا عليه أن يتعرض للهزيمة عندما واجه ديميتري.

 

“يوجد قط ذو مهارة في القتال آخر. يبدو أنهم يخفون لعبة ممتعة. كنت أتساءل لماذا كانوا يتحدثون عن سوين القطط هكذا.”

 

ابتسم هيرمان وهو ينظر إلى ررين من الطابق الرابع، بينما كانت تنظر إلى الأسفل.

 

كان يستعد لإلقاء تعويذة أخرى.

 

كانت التعويذة الأولى محبطة بسبب الحواجز السحرية المزروعة في القصر.

 

ومع ذلك، كانت تلك الهجمة كافية لتحطيم الحواجز تمامًا.

 

لم تكن تلك الحواجز السحرية، التي تعود لسوين الكلاب، عقبة كبيرة أمام هيرمان .

 

بالطبع، كان ديميتري يعرف ذلك، لكن من المحتمل أن تلك كانت حاجز إنذار للتسلل.

 

فور أن تم تحطيم الحواجز، ظهر فرسان بلوا وكأنهم تم تدريبهم على هذه الحالة مسبقًا.

 

 

“لم أظن أن دوق بيلوا سيترك روين بمفردها دون أي تدابير أمان…”

 

بينما كان هيرمان يستعد للتعويذة التالية، صرخ قائد فرسان بيلوا.

 

“ماذا تفعل كونت هيريس؟”

 

“كنت أعلم أنك ستظهر في النهاية.”

 

“إذا توقفت عن الهجوم الآن وعُدت، سأعتبر ذلك حادثًا غير مقصود.”

 

“بالتأكيد.”

 

أطلق هيرمان سهام سحرية نحو نافذة الطابق الرابع حيث كانت روين .

 

 

 

انطلقت السهام السحرية مصدرةً صوتًا يشق الهواء.

 

فأمسكت امرأة أخرى كانت مع روين بها بسرعة.

 

بوم!

 

مع صوت مدوٍ، تصادمت تعويذتا الشخصين في الهواء وانفجرتا.

 

“هل كانت ترافقها ساحرة حارسة؟”

 

لكن ذلك لن يغير الأمور كثيرًا.

 

كان يبدو أن تلك الساحرة تكافح فقط لتلقي تعويذتها مرة واحدة.

 

رأى هيرمان روين وهي تأخذ الساحرة وتتراجع عن النافذة. كانت تبدو أنها تحاول الاختباء في مكان آخر.

 

“الهجوم! سنحمي دوقة بيلوا!”

 

بعد رؤية هيرمان يقوم بالهجوم السحري، أصدر قائد الفرسان أمره واندفع الفرسان نحو هيرمان .

 

حتى داخل القصر، كانت هناك فرسان في الانتظار، مما جعل هيرمان ، الذي كان متخصصًا في الهجمات بعيدة المدى، غير قادر على الاقتراب من روين .

 

تحرك هيرمان بعيدًا عنهم، لكن بحذر، مستخدمًا سحر الانتقال ليبقي مسافة ضيقة بينه وبين الفرسان.

 

وفي تلك اللحظة…

 

“ووووو!”

 

سمع صوتًا منخفضًا وعدوانيًا من خلفه، مشابه لصوت عواء الكلب ولكنه مختلف تمامًا.

 

“آآآآخ!”

 

اندفعت ساشا، التي كانت مختبئة وتراقب هيرمان .

 

وبالتحديد، كان الشيطان الذي تتحكم فيه ساشا، أبابدون.

 

كان قائد الفرسان قد دفع هيرمان نحو ساشا.

 

“كنت أتساءل أين تختبئ سوين القطة التي أبرمت عقدًا مع الشيطان.”

 

حرك هيرمان لسانه في استياء، مستخدمًا سحره لصد هجوم الشيطان الخفي.

 

ووه!

 

بان!

 

 

اصطدم الشيطان بحاجز هيرمان السحري، مما أحدث صوتًا مدويًا.

 

“يبدو أن هذا الشيطان القتالي قوي بما فيه الكفاية.”

 

سرعان ما عض هيرمان إصبعه ليخرج الدم. ثم استخدمه لرسم دائرة سحرية على جسده.

 

كان الهدف هو تفعيل سحر يسمح له برؤية الشيطان، وهو سحر استخدمه بفعالية أثناء قتال ديميتري.

 

كان هذا سحرًا ذا تكلفة، حيث يحتاج إلى الدم والدائرة السحرية، ويستهلك الكثير من المانا أكثر مما يتوقع. ومع ذلك، كانت المدة التي يمكنه فيها رؤية الشيطان قصيرة بشكل ملحوظ.

 

لذا، عادةً ما يستخدمون دم الحمل لإظهار شكل الشيطان.

 

لكن هيرمان لم يكن يحتاج إلى الكثير من الوقت الآن.

 

“ما هذا السلوك في أرض الآخرين! اخرج!”

 

صرخت ساشا، وهي قطة صغيرة ذات شعر أبيض وعينين زرقاوين. كان نظرتها العدوانية قوية مقارنةً بحجمها الصغير.

 

رأى هيرمان بوضوح الشيطان الذي كانت ساشا تتحكم به.

 

كان الشيطان على شكل أسد مع ذيل عقرب.

 

“لديك شيطان جيد جدًا، يا صغيرتي.”

 

“لست صغيرة!”

 

انغمس ذيل العقرب المهدد، المدبب بالشوك، نحو هيرمان كما لو كان سيخترقه.

 

“آه، هذا خطر.”

 

تجنب هيرمان تلك الهجمة بصعوبة.

 

“إنه شيطان مذهل. إنه حقًا تهديد.”

 

أبدى إعجابه وضحك بخفة.

 

“ماذا؟”

 

عبست ساشا بسبب ابتسامته المشؤومة.

 

“اسحقه، أبابدون!”

 

اندفع أبابدون نحو هيرمان بسرعة مذهلة بعد أمر ساشا.

 

إذا تعرض له بأحد قوائمه أو عضه في مكان ما، فإن الهجمة ستكون قاتلة حتى من هجمة واحدة.

 

“أوه، كدت أن تلمسني.”

 

واصل هيرمان تفادي هجماته بصعوبة، مما جعل ساشا تشعر بالإحباط.

 

كان شيطان ساشا قويًا، وكانت ساشا سريعة، لكن كان لديها ميل للهجوم بشكل عشوائي بدلاً من قراءة تحركات هيرمان .

 

سرعان ما أدرك هيرمان أن ساشا لم تكن بارعة في القتال مقارنة بقوتها.

 

“آآآخ! أشعر بالغضب!”

 

مع ازدياد حماس ساشا، أصبحت هجمات الشيطان غير منظمة وواسعة النطاق.

 

كان الفرسان يعلمون أن تقليص المسافة مع الساحر في القتال سيكون مفيدًا. لكنهم لم يتمكنوا من الاقتراب من هيرمان بسبب شيطان ساشا.

 

“ساشا! تراجعي وتأكدي من تشكيل الصف!”

 

صرخ قائد الفرسان.

 

كان الفرسان يتراجعون، لتجنب الفوضى التي أحدثها الشيطان غير المرئي، بينما كانوا يبتعدون شيئًا فشيئًا عن هيرمان .

 

بدأت الأمور تشبه مواجهة فردية بين هيرمان وساشا.

 

 

 

“ساشا!”

 

كان قائد الفرسان يحاول تهدئة ساشا، لكنها كانت مشغولة تمامًا بحركات هيرمان التي كانت تنقض بسرعة، وكأنها لم تستطع الإمساك به.

 

“يمكنني الإمساك به! أستطيع الإمساك به!”

 

كانت تبدو كقطة متحمسة تلاحق حشرة تطير حولها.

 

“أنتِ! تعالي هنا! تعالي!”

 

ابتسم هيرمان ابتسامة انتصار.

 

في الحقيقة، لم يكن هدفه من قدومه إلى هنا تدمير كنز ديميتري.

 

كان مهتمًا بساشا أكثر من روين .

 

بينما كان هيرمان يهرب إلى الوراء ويحافظ على مسافة معينة، قفز فجأة نحو ساشا.

 

“ماذا، ماذا؟”

 

حاولت ساشا أن تتراجع بسرعة، لكن ذلك جعلها تدخل بالضبط في نطاق هجوم هيرمان الذي توقع ذلك.

 

 

“آه!”

 

 

انطلقت ساشا بفعل سحر هيرمان ، وسقطت عن ظهر الشيطان.

 

تمكنت ساشا من استعادة وضع الهبوط بسرعة في الهواء.

 

لكن جسم ساشا لم يسقط على الأرض، بل تم الإمساك بها في الهواء بواسطة هيرمان .

 

 

“…!”

 

“لقد نجحت في الصيد.”

 

“أتركني… أُغ!”

 

ابتسم هيرمان برضا وضرب بسرعة مؤخرة عنق ساشا لتفقد الوعي.

 

ركض قائد الفرسان نحو هيرمان ، لكن هيرمان اختفى في لحظة وهو يحمل ساشا .

 

“ساشا!”

 

لقد اختطف هيرمان ساشا.

 

لم يكن أحد يتوقع ذلك.

 

 

***

 

” دوقة !”

 

 

بينما كنت مختبئًا مع أفيلا في أعماق القصر، شعرت أن تعبير قائد الفرسان الذي دخل فجأة كان غير عادي.

 

 

“ماذا حدث؟”

 

“كونت هيريس اختطف ساشا!”

 

“ماذا…؟”

 

شعرت بدوار في رأسي.

 

كان قلبي ينبض بشدة ويداي ترتعشان.

 

“ماذا قلت للتو…؟”

 

“روين !”

 

دعمتني أفيلا وأنا أترنح.

 

“نحن ارسلنا الفرسان للبحث عنها. أعتذر.”

 

انحنى قائد الفرسان برأسه وكأنه يشعر بالخزي.

 

“اخبرني بالتفصيل، ماذا حدث بالضبط…؟”

 

جلست على الكرسي بلا حول.

 

تذكرت ابتسامة هيرمان التي كانت تحمل معنى عميقًا قبل قليل.

 

“ماذا يفكر بحق الجحيم؟”

 

كان الأمر يبدو وكأن العالم يتداعى من حولي.