94
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- I picked up the emperor's nephew one day
- 94 - أكثر من حياتي
ذلك اليوم، دفعت روبيلين كاليكس وارتمت في حضني، ثم انفجرت بالبكاء. وبعد أن بكت طويلًا حتى أنهكها التعب، حملتها رينيل وأخذتها إلى الخارج.
في غرفة النوم التي عادت إلى هدوئها مجددًا، استحضرت بحذر ماضي لوتان الذي رأيته.
على عكس توقعي بأن كاليكس سيغضب من الموت العبثي لأليك، اكتفى بهز رأسه بهدوء، وكأنه كان يتوقع ذلك.
وعندما سألته عمّا إذا كانت الساحرة قد فنيت بعد ذلك، لم يجبني سوى بابتسامة غريبة، كانت تحمل رسالة غير منطوقة بعدم الاستمرار في السؤال.
ظللت أتمتم عن لوتان التي رأيتها في الحلم. كانت شخصًا لطيفًا ورائعًا للغاية.
أظن أنني غفوت قليلاً عندها، وعندما فتحت عيني مجددًا، كان ذلك في منتصف النهار بعد مرور عدة أيام أخرى.
رمشت بعيني في محاولة لتوضيح الرؤية، ثم استدرت برأسي، فرأيت كاليكس نائمًا بعمق على الكرسي بجانب السرير، وقد عقد ذراعيه بصمت شديد حتى إن أنفاسه بالكاد كانت تُسمع.
كانت أكمام قميصه مرفوعة، وفي يده منشفة مبللة، دليلًا واضحًا على أنه اعتنى بي طوال الليل.
رغم شعوري بالحرج والامتنان، لم أستطع منع نفسي من التأمل في مدى التناسق بين قميصه الأبيض وأشعة الشمس التي تغمره.
تُرى، أي رجل هذا الذي يليق به البياض والشمس إلى هذا الحد؟
“همم……”
قطّب كاليكس حاجبيه من أشعة الشمس التي وخزت جفنيه. فحاولت النهوض لأحجب الضوء عنه، لكنه أمسك بمعصمي.
“استيقظتِ؟”
“للتو.”
ارتسمت ابتسامةٌ سلسة على شفتي كاليكس وهو مغمض العينين، ويبدو أنه كان مستمتعًا للغاية.
“لماذا تنام هنا؟”
فتح عينيه ببطء، وانحنت عيناه الحمراوان بلطف وهو ينهض، ثم أعاد إسنادي إلى السرير وغطاني باللحاف حتى أسفل ذقني.
“الأجدر أن تقلقي على نفسكِ بدلًا مني. لا تزال حرارتكِ مرتفعة، لذا لا ترهقي نفسك.”
“بهذا الشكل، سيغمى عليكَ، جلالتك.”
“….…”
“ما الأمر؟”
رفع كاليكس ذقنه قليلًا بنظرة غير راضية، وكأنه لم يعجبه كلامي.
وبدون إجابة، وضع يده التي برزت عليها عروق زرقاء بجانب وجهي، ثم انحنى نحوي، وسقطت خصلات شعره السوداء على جبهتي، تداعبها برفق.
“……كان صوتكِ جميلًا عندما نطقتي الاسم الذي سمعته من شفتيكِ.”
كانت عيناه الدافئتان تلتقيان بعيني بثبات، وكأنهما تطلبان مني أن أنطق به.
أن أناديه باسمه.
قال إن لدي حمى، لكن إن استمر الأمر على هذا النحو، فأنا حقًا سأصاب بالحمى.
قبضت على كم قميصه المرفوع بإحكام.
“….…”
تحركت شفتاي دون صوت، مترددةً للحظة قبل أن أرفع نظري إليه.
كان من المحرج للغاية مناداته باسمه وأنا في كامل وعيي، على عكس عندما كنت أهذي. بل، لأكون دقيقة، بعد أن نجوت من الموت، كان من المدهش أن أشعر بهذه القشعريرة في صدري.
“كاليكس.”
عندها فقط، ارتخت شفتا كاليكس المتصلبتان في ابتسامةٍ راضية. و لم أستطع صرف نظري عن شفتيه الحمراوين الملتويتين في ابتسامة طفيفة.
“أحسنتِ، لوسينا.”
وضع كاليكس يده حول عنقي، ثم مرّرها ببطء على جلدي المتحسس، مما جعل قشعريرة دافئة تسري من رقبتي حتى قمة رأسي.
في اللحظة التي بدأت فيها نظراتنا المتشابكة تزداد عمقًا—
طرق، طرق.
وكأن أحدهم سكب علينا ماءً باردًا. انسحبت يده من عنقي بسلاسة، وبمجرد أن اختفت، شعرت بفراغ غريب وكأنها كانت هناك منذ الأزل.
“ادخل.”
اعتدل كاليكس في جلسته، وأدخل يديه في جيبي سرواله، ناظرًا إلى الباب ببرود وكأنه لم يكن هناك أي تردد.
شعرت بغصة خفيفة دون سبب واضح.
حسنًا، لم أجب بعد على عرض زواجه، لذا لم يكن من المنطقي أن تتقدم الأمور فجأة، أليس كذلك؟
بينما كنت أتنهد بخفوت، فتح يوكار الباب ودخل، وبمجرد أن التقت نظراتنا، انفجر بالبكاء.
“يوكار؟”
“السيدة لـ-لوسينا……!”
“ما الأمر؟”
شعرت بالارتباك.
لطالما اعتقدت أنه إذا بكى يوكار يومًا، فسيكون ذلك بسبب مكروه أصاب روبيلين، وليس بسببي أبدًا.
“السيدة لوسينا……من حسن الحظ أنك استيقظتِ……حقًا، إنه لأمر مفرح.”
كانت دموعه تتساقط بغزارة، مرتطمةً بالأرض في مشهد مؤلم للقلب.
شعرت بثقل في صدري وأنا أعي مقدار القلق الذي سببته لمن حولي.
“يوكار……هل كنت قلقًا عليّ إلى هذا الحد؟”
في اللحظة التي كان ينظر إليّ بعينين مليئتين بالمشاعر، رفع يوكار نظارته، ومسح دموعه بظهر يده، ثم استدار فجأة.
“جلالتك، بما أن لوسينا استعادت عافيتها، يمكنكَ الآن العودة إلى عملك المتراكم، أليس كذلك؟”
عندما أدركت معنى دموعه، رمشت بعيني ببطء.
……إذًا، كان الأمر متعلقًا بالعمل؟
شعرت ببرودةٍ تتسلل إلى قلبي، لكنني كنت ممتنةً رغم ذلك.
فهو الشخص الذي أرسلني إلى هينغتون، وكان موقفه حرجًا بسبب ما حدث، لذا لا بد أنه كان أكثر من تمنى نجاتي.
ومع ذلك، لم يقل أي شيء، وهذا يشبهه تمامًا.
حتى لو اعتذرت له الآن، فسيجيب ببرود: “لماذا تعتذرين؟ لقد كانت صفقةً عادلة.”
مجرد تخيلي لذلك جعلني أبتسم بلا شعور. وبمجرد أن ضحكت بهدوء، تركزت النظرات عليّ.
“لا تقلق، يمكنكَ الذهاب.”
قطّب كاليكس حاجبيه بوجه ممتعض.
“لدي صداعٌ طفيف، لكن يمكنني أن أطلب من الخدم الاهتمام بالأمور. هيا، اذهب.”
في النهاية، لم يستطع مقاومة إلحاحي، لكنه قبل أن يغادر ظل يكرر عليّ أنه يجب أن أبقى مستلقيةً حتى يعود، ثم اختفى.
ساد الصمت في الغرفة التي لم يكن فيها سوى ضوء الشمس المتسلل عبر النوافذ.
طلبت من أحد الخدم الذين دخلوا لاحقًا أن يبلغوا روبيلين بأنني استيقظت، ثم التقطت بالمصادفة مجموعة من الرسائل التي أرسلها سكان هينغتون وبدأت بقراءتها.
كانت معظمها تقارير عن سلامة العمدة ورسائل تعبر عن تمنياتهم بسلامتي.
وحين كنت على وشك فتح رسالة من بايسر، دخل أحد الخدم إلى الغرفة.
“أمم……”
كان وجهه مترددًا، وكأنه لا يعرف كيف يبدأ الكلام.
“هل هناك شيء ما؟”
“في الواقع……الأمر هو……”
تردد الخادم طويلًا وهو ينظر إليّ بحذر، ثم أخيرًا نطق،
“يبدو أن سمو الأميرة لن تتمكن من الحضور……”
جلست باستقامة على الفور، ليضربني صداع مفاجئ، لكنني ضغطت على صدغَيّ وكتمت أنيني قبل أن أسأل،
“هل حدث شيء لروبيلين؟”
“في الحقيقة……ليس تمامًا، لكنها قالت بصراحةً أنها لن تأتي.”
ماذا؟
رفعت رأسي بحدة، متناسيةً تمامًا الصداع من وقع الصدمة.
‘روبيلين قالت إنها لن تأتي لرؤيتي؟’
هذا مستحيل.
في يوم استيقاظي، ارتمت في حضني وبكت بصوت عالٍ كأنها ستُغرق القصر بدموعها.
كيف يمكن أن ترفض الآن المجيء لرؤيتي؟
يبدو أن عدم تصديقي انعكس على وجهي، لأن الخادم حاول رسم ابتسامة متكلفة، لكن ملامحه كانت ترتجف بوضوح، متجنبًا نظراتي.
في تلك اللحظة، اجتاحتني قشعريرة غير مبررة. فنهضت على عجل وانطلقت نحو غرفة روبيلين.
***
بمجرد أن فتحت باب غرفتها، رأيتها جالسةً أمام رف كتب القصص الخيالية، وقد أدارت ظهرها لي.
كان قد مر وقت طويل منذ آخر مرة رأيت فيها مؤخرة رأسها المستديرة وجلستها الصغيرة مع قدميها الممدودتين، لدرجة أنني كدت أفقد إحساسي بالموقف وأندفعت لمعانقتها من شدة لطافتها.
“السيدة لوسينا!”
كانت رينيل، التي كانت تبدو مرتبةً كما هو معتاد، تقترب مني بفرح عندما رأتني.
“كيف حالكِ الآن؟ هل تحتاجين إلى مساعدة؟”
“أنا بخير الآن. قد يستغرق الأمر بعض الوقت للتعافي، لكنني بخير. آسفة لإزعاجكم.”
“لا داعي للاعتذار. أنا سعيدة لسلامتكِ. وكان كل من كين و المعلم مايفيرن قلقين للغاية أيضًا.”
“سألتقي بهما وأحييهما بشكل منفصل خلال درس الصباح. لكن……رينيل……”
قلت ذلك بالإشارة إلى روبيلين، مستفسرةً عن السبب بحركات فمي.
ابتسمت رينيل ابتسامةً خفيفة، مغلقةً فمها في حيرة.
‘همم، إذاً يجب أن أواجه الموقف مباشرة.’
اقتربت من خلف روبيلين، ثم ركعت كي أكون على مستوى عينيها.
“روبيلين.”
“…….”
“هل أقرأ لكِ كتابًا؟”
“نعم.”
همست روبيلين بأنفها، ثم التفتت فجأة وأمسكت بثوب رينيل، و جرّته بقوة حتى جلست على الأرض.
ثم، في حركة مفاجئة، اندفعت بين ساقي رينيل وجلست على فخذيها، معيدةً رأسها إلى حضنها.
“الآن، روبيلين مشغولة لأن رينيل ستقرأ لها قصة.”
“هل أنتِ غاضبةٌ جدًا؟”
“لا، روبيلين ليست غاضبة.”
أدخلت فمها قليلًا وهي تجيب، وكأنها تختبئ وراء كلماتها.
عندما تنهدت بخفوت، ابتسمت رينيل بخجل وأخذت تراقبني بتردد.
أومأت إليها بابتسامة صغيرة لأُطمئنها، لكنني لم أستطع إخفاء شعوري بالحزن.
قبل النوم، كانت روبيلين دائمًا تحب أن أقرأ لها قصصًا، وتجلس بجانبي وتثرثر عن يومها حتى تتعب وتغفو.
لكن الآن، سلمت روبيلين كتابًا لرينيل.
“رينيل، اقرأ القصة!”
“……سمو الأميرة، إذا قرأتها أنا، فستكون مملةً للغاية. من الأفضل أن تقرأه السيدة لوسينا……”
انتفخت وجنتا روبيلين كسمكة، ثم نظرت إلى رينيل بنظرة تحديّة.
“اقرأ القصة!”
“……حسنًا، فهمت.”
تنهد رينيل بضيق ثم فتحت الكتاب وبدأت تقرأ بصوت خالٍ من الحياة.
“منذ وقت طويل جدًا، كان هناك ثلاثة خِراف صغيرة……”
كنت متأكدةً أن الصوت الإلكتروني في الكتاب كان سيكون أكثر دفئًا من صوت رينيل.
على الرغم من محاولاتها الجادة، كانت رينيل، التي تمتلك خبرةً طويلة، تتصبب عرقًا وتحاول جهدها.
كانت القصة تقترب من منتصفها عندما كادت روبلين تغفو وتنهار إلى الأمام. لكن، فجأة، فتحت عينيها، و مسحت فمها، ثم التقت نظراتنا.
“لا، لا، روبيلين ليست نائمة. رينيل تقرأ لها و تستمتع!”
كنت على وشك الضحك، لكنني كتمتها بصعوبة.
فحصت رينيل وجه روبيلين بتردد.
“هل نوقف القراءة؟”
“لا! هل كان الدب قد دمر منزل الخراف؟”
“……لا، كان ذئبًا، وليس دبًا.”
“آه، فهمت! كان يدمّر منزل الحلوى!”
“…….”
لم يكن هناك شيء صحيح.
بتعبير جاد، وضعت رينيل الكتاب جانبًا ووقفت.
فزعَت روبيلين ووقفت وراءها، كما لو أنها شعرت بفراغ في المكان.
“أنا استمعت! حقًا!”
ابتسمت رينيل بلطف وبدأت في ترتيب فستان روبلين المبعثر.
“سمو الأميرة، أعتذر عن ترك المكان دون إذن. ولكن إذا لم تُحل الأمور الآن، فلن يصل المعنى.”
ثم رفعت رينيل طوق فستان روبيلين بشكل مستقيم وأعطتها ابتسامة مشرقة.
“إذن، سأذهب الآن، هذه العجوز ستنسحب.”
بعد أن ودّعتنا رينيل وانصرفت من الغرفة، ساد الصمت.
ظل الصمت، مثل حديقة خالية، هادئًا ومؤلمًا.
“روبيلين لا تصدق الآن كلام أمي.”
كانت روبيلين هي التي بدأت بالكلام أولاً.
“قلتِ أنكِ ستأتين بسرعة، لكنكِ لم تأتِ.”
“……روبيلين؟”
“هل تركتني وذهبتِ؟”
وبينما كانت الكلمات تتناثر، انهمرت دمعةٌ صغيرة على قدم روبيلين. و كانت أطراف أصابعها ترتعش بشكل غير محسوس.
بينما كنت على السرير، شعرت بأصابعها التي كانت تعبر عن مقدار القلق الذي عانته وهي وحيدة.
كانت الرؤية ضبابية وكنت أختنق، غير قادرةٍ على الكلام.
فاضت دموع روبيلين في المكان، بشكل يفوق أي وقت مضى.
“روبيلين لم تعد تثق بكلام أبي أو أمي. فقط ستصدق كلام نفسها.”
ثم، بصوت خافت، مسحت دموعي وركضت على الفور لاحتضان روبيلين.
عندما بدأت بالتربيت على ظهرها، بدأت جسدها يرتعش بشكلٍ خفيف.
“حتى لو أعطتكِ روبيلين النجوم، لم تعودي……”
“آسفة.”
“لذلك، فعلت روبيلين ما كانت أمي تريده. طلبت من أمي أن تساعدني. كنت أريد أن تُطعمني جزرة وفلفل حلو، لكن أمي لم تستطع النهوض……”
وبكت روبيلين بصوت متألم.
كان من الصعب عليَّ أن أرى هذه الطفلة الصغيرة تُفرغ مشاعرها هكذا، وكان شعور الأسف يملأ فمي، لكن كانت هناك كلمات يجب أن أقولها قبل أن أقول أسفًا مبتذلًا.
أبعدت روبيلين عن صدري ومسحت وجهها الذي أصبح محمرًا.
“لن أترككِ أبدًا. أنت أغلى من حياتي روبيلين. خاصةً أنني لا أستطيع مواجهة ذلك الشخص بعد الموت.”
“ها؟ ماذا؟”
رفعت روبلين رأسها بتعبيرٍ متسائل. ثم ضغطت على جفنيها المُلتهبين بلطف بشفتي.
“هذه قبلةٌ مني.”
ثم قبلت الجفن الآخر.
“وهذه هي قبلةٌ عن شخص يحبكِ.”
“آه؟”
نظرت روبيلين إليّ بوجه مرتبك، بينما كانت رموشها المبللة ترفرف بعينيها.
حدقت فيها بعينين مبللتين.
‘عندما تسألني عن ذلك الشخص يومًا ما، سأخبركِ.’
“هناك شخص يحبكِ كثيرًا لدرجة أنه ضحى بحياته لحمايتك. لذلك، سأحبك أكثر من حياتي.”
“أاه!”
احتضنت روبلين بقوة، وضغطت أنفي على رقبتها ضاحكة.
“أحبكِ، روبلين.”
فجأة، ظلت روبيلين صامتة وكأنها مذهولة لبعض الوقت، ثم احتضنتني من ظهري.
“وأنا أيضًا!”
__________________________
تدنن روبيلين صدق بزر م حقها تزعل 😔
يعني ضحكت بنجومها وكانت تنتظرها تقوم بس ماقامت😔
اهخ الله ياخذ الساحرة
Dana