“ربما الأشخاص الذين ضحوا بحياتهم بسبب جشع الساحرة الأناني لا يختلفون عن الضحايا الذين لقوا حتفهم بسبب الكوارث أو المجاعات أو الحروب، تلك التضحيات غير العادلة التي لا يمكن حصرها في هذا العالم. يُطلقون على ذلك اسم القدر أحيانًا.”
“.……”
“لكن الجميع يتمنى سلامة من يحب.”
بدأ وجه لوتان يتشوه من الألم، ثم انهار شيئًا فشيئًا. و انخفض رأسها حتى لامس جبينها يديها المتشابكتين.
“أنا أيضًا كنت كذلك، يا لوسينا.”
“….…”
“لم أتمكن من أداء واجباتي ومسؤولياتي كأميرة، ولم أستطع حماية وطني ولا شعبي……لكن، رغم أنني كنت أعلم أن ذلك أناني، كنت أتمنى على الأقل أن تبقى طفلتي سالمة.”
انهمرت دموع لوتان الشفافة كقطرات الندى.
في تلك اللحظة، حين لامست قطرات الدموع المتجمعة ظهر يديها، شعرتُ تمامًا بالمشاعر التي كانت مكتومةً داخلها.
“شكرًا لكِ، لوسينا……شكرًا لكِ.”
“….…”
“لأنكِ كنتِ بجانب روبيلين. لأنكِ أوقفتِ شرور الساحرة التي لم أستطع منعها. لأنكِ وضعتِ حدًا لهذه التضحيات.”
“شكرًا لكِ……شكرًا لكِ، لوسينا.”
بعد ذلك، واصلت لوتان تكرار كلمات الامتنان بصوت مُحتقن، وكأنها تنفّس عن مشاعرها المكبوتة.
إحساسها بالعجز القاتل لعدم تمكنها من حماية شعبها وطفلها، والغضب العارم الذي كانت تشعر به تجاه الساحرة، وحتى إحساسها بالذنب تجاه الأرواح التي زهقت بسبب جسدها……
لم أستطع حتى أن أتخيل ثقل المشاعر التي حملتها لوتان وهي تشهد كل ذلك. و فقط مجرد التفكير بأنها تحملت كل هذا العبء على كتفيها الصغيرتين كان كفيلًا بأن يعتصر قلبي ألمًا.
“……لا داعي لأن تخفضي رأسكِ. لقد حميتُ روبيلين لأنني أردتُ ذلك.”
أمسكتُ بكتفي لوتان ورفعتها قليلًا، حتى لا تستمر في تكرار كلمات الامتنان بلا نهاية.
رفعت رأسها وهي تمسح دموعها بأصابعها.
“أعلم ذلك. أعلم أنكِ تعتبرين روبيلين عزيزةً عليكِ بقدر ما أعتبرها أنا كذلك. لهذا……شعرتُ بالغيرة أحيانًا وأنا أراقبكِ.”
ضحكت لوتان ضحكةً جافة، وكأن مشاعرها قد هدأت قليلًا. لكنها سرعان ما مسحت دموعها، واختفت الابتسامة عن وجهها.
“لقد كان هذا كافيًا. عودي الآن، يا لوسينا.”
تركت يدي بحزم، وارتسمت على وجهها نظرةٌ حازمة لم تكن موجودةً من قبل.
“……العودة؟ لكنكِ قلتِ إن هذا هو وعيكِ. أنا حتى لا أعرف كيف أعود، بل ربما أنا بالفعل……”
قد أكون قد متّ بالفعل. لم أرغب في قول ذلك بصوت عالٍ، فعضضت شفتي وأبقيت كلامي حبيسًا داخلي.
“لم تموتي.”
……ماذا؟
رفعتُ رأسي بسرعة مندهشة، فوجدتُ لوتان تبتسم ابتسامةً هادئة، وكأنها كانت تتوقع ردة فعلي.
“لم تموتي، يا لوسينا.”
“كيف يمكنكِ أن تكوني متأكدةً من ذلك؟”
“كل شيء يعتمد على إرادتكِ.”
وضعت لوتان يدها برفق على خدي، بلمسةٍ دافئة مطمئنة.
“لماذا تناولتِ السم؟”
……لماذا تناولتُ السم؟
طرفَت عيناي في ذهول، ثم نظرتُ مباشرةً إلى عينيها بهدوء.
“لأنه لم يكن لدي خيار آخر.”
حتى لو عثرت علينا فرقة البحث، لم يكن هناك ضمان أنهم سيتمكنون من احتجاز الساحرة. وإن كان الأمر كذلك، فعليّ أن أضع في الحسبان احتمال أن تُسلب مني السيطرة على جسدي.
لكن، رغم تناولي أوراق الإنديل، لم أكن أنوي الموت حقًا.
كنت أفكر فقط في حل الموقف……
في تلك اللحظة، تلاقت عيناي مباشرةً مع عيني لوتان. و كانت نظراتها هادئة وساكنة، لكنها ثابتة لا تتزعزع.
“ما الذي يجعلكِ مترددةً في العودة؟”
……أنا مترددة؟
“ماذا تقصدين؟ لستُ……!”
لكن نظراتها الثابتة اخترقتني دون أن تتزحزح، ومعها، بدأت الجدران التي كنت أبنيها حول مشاعري تنهار ببطء.
“……في الحقيقة، أشعر بالخوف.”
“مما تخافين؟”
قول إنني لم أكن أنوي الموت كان كذبة. فلم يكن يهمني إن متُّ.
كان من الأفضل أن أموت بدلاً من أن أفقد جسدي وأؤذي كاليكس و روبيلين بيدي.
وبالإضافة إلى ذلك، إذا تم سلب جسدي، كان على كاليكس قتل ساحرة تحمل شكلي. لم أرد أن أُثقل عليه بذلك.
كنتُ مستعدةً للموت بشكل هادئ حتى لا أُمزق قلبه.
……لكنني أغمضت عيني بشدة، وكتمتُ المشاعر التي كانت تجتاحني.
ابتعدت يد لوتان التي كانت تحتضن خدي، مكشوفةً لبرودة الهواء.
عندما بدأت أفتح عيني ببطء، رأيت لوالن مبتسمةً ابتسامة دافئة.
“……أنا خائفة.”
تذكرت وجه كاليكس المتجهم الذي كان يركض نحوي قبل أن أغمض عيني. و بمجرد أن تذكرت اللحظة التي سقطت فيها، شعرت وكأن قلبي سينهار عندما فكرت فيما كان يشعر به.
“هل سيلومني؟”
“يا لوسينا، في يوم من الأيام، سألْتُ أليك. سألتُه عن أخيه.”
عندما فتحت عيني ببطء، رأيت لوتان مبتسمةً ابتسامة منعشة.
“قال لي إن أخاهُ صعد إلى العرش وهو يحمل تحاملًا وظلمًا، لكنه يعرف كيف يميز بين قلوب الناس. لذا، عندما يتقاطع نظره مع نظر أحد، يشعر وكأن الشخص مكشوفٌ تمامًا.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 93"