في تلك اللحظة، ضربت روبيلين يد كاليكس بحدة. حتى روبيلين نفسها بدا عليها الذهول من تصرفها.
من الواضح أن ذلك كان رد فعلٍ نابعٌ من الخجل.
“…….”
نظر كاليكس إلى يده التي تم دفعها بعيدًا بتأمل، مستعيدًا ذكرى عندما حاول أن يمسح على رأس روبيلين ذات مرة، لكنها دفعته أيضًا حين كانت تحت تأثير السحر الأسود.
“هـ……هذا ليس……”
حاولت روبيلين تبرير تصرفها، لكنها تراجعت عندما رأت تعابير كاليكس الباردة، وبدا عليها الحزن وكأنها فقدت رغبتها في التوضيح.
فتحت فمي بدلًا عنها لتفسير الموقف.
“جلالتك، روبيلين تصرفت هكذا لأنها شعرت بالخجل فقط.”
“أوه.”
حول كاليكس نظره من يده إلى روبيلين، و تحدث بنبرةٍ هادئة.
“أعلم ذلك. لم أعد أحمقًا لدرجةِ أنني لا أستطيع التمييز بين هذا النوع من التصرفات.”
ابتسم كاليكس ابتسامةً هادئة وهو يمسح السكر المتناثر على زاويةِ فم روبيلين.
كانت يده تمسحُ خدها بحذر، مما جعل عيني روبيلين تتسعان من الدهشة.
“إن كنتِ ترغبين في ذلك، يمكنني شراء المزيد لكِ في أي وقت، لكن لا تأكلي ما سقط.”
عندما التقت عيونها بعيني كاليكس، ارتبكت روبيلين قليلاً وخفضت رأسها.
“هممم……”
و من ثم، اكتفت روبيلين بمضغ عصي الفاكهة بهدوء.
بينما كنتُ أراقبها وهي تركز على طعامها، نظرتُ الى كاليكس.
“أليس الأمر رائعًا؟ أن تُنادَي بـ ‘أبي’.”
“نعم.”
كان رد كاليكس مختصرًا، ثم وضع يده على فمه بخجلٍ ورفع نظره قليلًا.
ظل ينظر إلى الفراغ لفترةٍ طويلة قبل أن يعود ببصره إليَّ.
“كل هذا بفضلكِ كان ذلك نتيجةً لجهودكِ. لو لم تكونِ هنا، لما كان هذا ممكنًا. أنا ممتنٌ لكِ حقًا.”
“لم أفعل شيئًا.”
ابتسمتُ بتواضع وأنا أرفع كتفي مندهشةً من المديح الزائد.
“لا، لقد فعلتِ الكثير حتى تمكنت روبيلين من فتح قلبها. سأكون دائمًا ممتناً لكِ.”
بينما كنت أستمتعُ بالمديح منه، لاحظتُ عصا حلوى الفاكهة التي تحتوي على تفاحة.
لقد أردتُ تناول حلوى التفاح الحامضة واللذيذة منذ فترة. فأخذت العصا وأخذت قضمةً منها، ثم أدركت أنه لا يوجد شيء منها لكاليكس.
مددت العصا إليه بينما كان يمسح فم روبيلين.
“تفضل. كنتُ أتناولها كثيرًا في هيينغتون، إنها لذيذةٌ جدًا.”
نظر كاليكس إلى عصا التفاح الحلو بعيونٍ خالية من التعبير، ثم أومأ برأسه موافقًا.
“حقاً؟.”
كنت أتوقع أن يقول “حسنًا، إذًا. كليها أنتِ”، لذا شعرت ببعض المفاجأة.
مددتُ العصا نحوه بشكل طبيعي.
“يمكنكَ أن تأخذ قضمةً منها.”
بدلاً من أن يمسك العصا بيده كما كنتُ أتوقع، دفع كاليكس يده على الطاولة ليقف. ثم نظر إليَّ مباشرة، منخفضًا ليأخذ قضمةً من التفاحة.
بينما ابتلع كاليكس التفاحة، تحركت تفاحة آدم بشكلٍ سلس صعودًا وهبوطًا. ثم بدأ يلعق السكر اللاصق على شفته السفلية ببطء.
‘هل من الممكن أن يكون تناول تفاحةٍ بهذه الطريقة مثيرًا إلى هذا الحد؟’
لم أتمكن من إبعاد عيني عن المنظر وبلعتُ ريقي بصوتٍ جاف.
“إذا كنتِ تحدقين فيَّ هكذا، سيكون الأمر محرجًا.”
“هاه، نعم؟”
في تلك اللحظة، رفعتُ نظري تجاه الصوت الذي سمعته، ووجدت عيني كاليكس أمامي مباشرةً ثم ابتسم ابتسامةً ماكرة.
شعرتُ بأن قلبي سقطَ فجأة بسبب شعور المفاجأة لأنني كنتُ أحدق في أفعاله.
في حالةٍ من الارتباك، تناولتُ ما تبقى من التفاحة كلها دفعةً واحدة. و بينما كنت أمضغها بصعوبة مع امتلاء خديّ، بدأ كاليكس يدق على خديّ المنتفخين بإصبعه.
كدتُ أبتلع الفاكهة دون أن أمضغها جيدًا. حتى عاد كاليكس للجلوس وأراح ذقنه على يده وهو يحدق فيّ بنظرةٍ ثابتة.
بسبب ابتسامته التي كانت تحمل ملامحَ من السعادة، شعرتُ أن قلبي يطفو في الهواء كالغيمة.
“يجب أن نغير الأجواء.”
“ماذا؟”
“روبيلين أيضًا انتهت من حلوى الفواكه، لذا، نحنُ بحاجة لتغييرِ مكاننا.”
وضعتُ العصا جانبًا وأخذت خطوةً للوقوف. ثم اقترحتُ وجهتنا.
“لنذهب لمتابعة منافسةِ السيف”
“آه، على الأرجح لقد انتهت بالفعل.”
“انتهت بالفعل؟”
“وفقًا لتقرير يوكار، يقالُ أن العديد من المحترفين قد شاركوا هذه المرة، لذا تم تقليص وقت المسابقات. من المحتمل أن يكون اليوم هو اليوم النهائي.”
“إذاً يجب أن نسرع! هيا بنا!”
قفزتُ بسرعة وارتديتُ عباءتي.
كان تصرفي المتعجل واضحًا، عندها سمعتُ ضحكةَ كاليكس خلفي.
***
كان ساحة المبارزة مبنى مفتوحٌ بلا سقف. و كان المتنافسون يتبارزون تحت السماء الواسعة، و يتحملون أشعة الشمس الحارقة.
و كما أشار مايفيرن، كانت الساحة مليئةً بالجماهير.
كان كاليكس يحمل روبيلين النائمة في ذراعيه، ممسكًا بيدي، متجهًا نحو مقعدنا المخصص.
كان المقعد هادئًا، و يتسع لعددٍ لا يقل عن عشرة أشخاص.
تبادل الجمهور نظراتِ الشك بسبب رداءنا وجلوسنا في المقاعد المخصصة، وهم يهمسون بأننا ربما نكون أشخاصًا غير عاديين.
وفي تلك اللحظة، عندما أعلن المعلق عن بدء المباراة النهائية، تفرقت أنظار الناس نحو الحلبة.
عندما صعد مقاتلان إلى الساحة المستديرة، امتلأت الأجواء بصيحات التشجيع والهتافات.
كان دخول رجلٍ يرتدي قناعًا أسود هو الحدث الأبرز، حيث رحب به الجمهور بحرارة.
ومع بداية المباراة تحت إشراف الحكم، خيم الصمت على المكان، وبدأت الأصوات الخارجية تظهر.
رفع أحد المتفرجين كأسًا مليئًا بالبيرة عاليًا، مما جعل السائل يتناثر ويُسكب.
“قاتل، يا أخي!”
قال أحد أصدقائه وهو يمسك برقبته، مخاطبًا الرجل.
“هل تعتقد أن الرجل الذي يرتدي القناع مميزٌ جدًا؟”
“آه، يبدو أنكَ جئت إلى العاصمة اليوم فقط، لقد فوَّت الكثير! هذا القناع يرتديه نفس الشخص الذي حصل على المركز الثاني في العام الماضي، وقد هزم خصمه الذي كان يحمل السيف في جولةٍ نهائية. ولم يسحب سيفه أبدًا حتى الآن.”
في اللحظة التي رفع فيها الرجل الذي يحمل كأسَ البيرة صوته بالضحك والهتاف، نزل الحكم من الساحة وبدأت المباراة.
كانت تحركات الرجل الذي يرتدي القناع تشبه الرقص، بحركاتٍ خفيفة وسريعة يصعب متابعتها بالعين، مما مكنه من السيطرة على خصمه.
كنت أراقب لأول مرة في حياتي مسابقة المبارزة، ممسكةً بيدَيّ بإحكام، وفجأة رأيت ابتسامةَ كالكس التي كانت تشير إلى إعجابه بي.
لذا، كان عليّ أن أتظاهر و كأنني أركز على المباراة.
كان الفائز هو الرجل الذي يرتدي القناع.
عندما رفع الحكم يد الفائز عاليًا ليريه للجمهور، شع ضوء الشمس بشكلٍ لامع ومؤلم في عينيه. ثم خلع الفائز قناعه بارتياح.
ربما كان يشعر بالضيق، لأنّه ألقى بالقناع جانبًا، ففرق شعره بعنف.
كان بطل مسابقة المصارعة في مهرجان الحصاد ذا شعرٍ أزرق كالسماء وعينين بلونٍ أفتح من ذلك……
“……!”
لم أتمكن من كبح دهشتي فوقفت فجأة.
“بـ، بايسر؟!”
__________________________________
روبيلين نادت كاليكس ابيييييي كم هرمنا😭😭
مع هذا الحدث السعيد باقي لوسينا تستوعب مشاعرها ثم العرس ههههههههههع
بايسر شجابه؟ يالطرف الثالث احسن ارجع يولد
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 51"